تقرير إخباري : ليس صراعاً داخلياً فقط .. إنما صراع إيراني أميركي على نوع الحكومة
بايدن يريد المالكي لكن يريده بعيدا عن أيران وسوريا وقريبا من واشنطن وعلاوي والأكراد من المتوقع ان يصل نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن الى بغداد في زيارة ثانية لحلحلة الوضع المستعصي أمام تشكيل حكومة عراقية وضعت واشنطن تصورا لها
صاغه بايدن بشكل مقترحات الى الزعماء العراقيين لكي يأخذوا بها.
هذا في وقت سبقته زيارات ايرانية متبادلة بين بغداد وطهران، كان آخرها زيارة وفد من قائمة دولة القانون الى طهران على امل اللقاء بالسيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في محاولة لإقناعه بالتخلي عن تشدده ازاء المالكي.
وكان من المفترض بعد انتهاء اجتماع قم، حيث يقيم الصدر، ان يجتمع الطرفان بالسيد خامنئي ليبارك اتفاقهما على ترشيح المالكي من قبل التحالف الوطني (الشيعي) الذي تسعى ايران الى دعم بقاء الحكومة لديه بدلا من أن تكون لدى العراقية (علاوي) خشية ان يؤدي ذلك الى العديد من المتاعب لإيران في المستقبل.
بايدن في زيارته الأولى لخص جميع مقترحاته على ان يكون مركز الثقل في تشكيل الحكومة بشراكة اساسية بين قائمتي المالكي وعلاوي. وبشراكة بمرتبة ثانية مع الأكراد والائتلاف الشيعي. ووجهة النظر الأميركية تقوم على قناعة بان القائمتين تشكلان تيارا ليبراليا وطنيا اقل طواعية للضغوط الأيرانية وابعد عن التأثير المباشر للتيار الديني الذي تستخدمه ايران في نفوذها.
ففي مقدمة الترتيبات التي قال عنها السفير الاميركي كرستوفر هيل، بان واشنطن ستتخذها قبل الانسحاب لكي تطمئن تماما على سلامة الوضع العراقي، وضع تحصينات سياسية وعسكرية تحول دون تنامي النفوذ الايراني.
غير ان المراقبين يلاحظون بوضوح ان النشاط الايراني يتبع الظل الأميركي اينما ذهب. فحالما حط جوزيف بايدن رحاله في بغداد وفتح فمه بالكلام حتى اشتغلت الماكنة الايرانية في وسائل الاعلام وفي المنابر السياسية تندد بالزيارة. وراح العديد من الشخصيات السياسية الصديقة لطهران يسفه هذه الزيارة ويعلن ان تشكيل الحكومة لن يخضع لتدخلات خارجية.
ومن قم حيث يقيم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أوعز لأنصاره بأن يسيروا تظاهرات تندد بتدخل جوزيف بايدن بعملية تشكيل الحكومة.
وحينما شعرت طهران أن زيارة بايدن اثمرت بدفع المالكي نحو علاوي للتفاوض على اساس الشراكة خشيت طهران ان يتحقق المشروع الأميركي وتخرج الحكومة من يد الائتلاف الوطني الذي تراهن عليه. فاشتغلت الماكينة الايرانية بقوة هذه المرة لاعادة المالكي الى حضيرة الائتلاف الشيعي بعد ان تمكنت بهذه الطريقة او تلك من أحباط أي اتفاق بينه وبين علاوي. وعلى هذا الأساس سيعود بايدن بعد ان وجد ان طهران تفوقت عليه بعدة نقاط.
وكان لابد للمالكي في هذه اللعبة السياسية ان يعود الى التحالف الوطني حتى لا يضيع المشيتين على ما يقول المثل. لكن عودته ونيله رئاسة الوزارة لمرة ثانية بترشيح من التحالف الشيعي يتوقف على مراضاة مقتدى الصدر وموافقته، فهو قد اقسم على ان يمنع المالكي من تجديد ولايته. وحينما اقتنع المالكي بالوساطة بين قائمته وبين تيار مقتدى الصدر سارع الى ارسال وفد الى ايران لمقابلة الصدر والتفاهم معه، لكن الصدر لم يقابل وفد المالكي، انما طار واصبح في دمشق في جولة عربية قيل انها لن تقتصر على سوريا.
واذا اردنا ان نفهم المشروع الايراني في العراق اضافة الى قناعتنا بأن ايران لن تترك تشكيل الحكومة بعيدا عما تريد. ينبغي أيضا ان نقتنع بان ايران حزمت أمرها على ان يكون التيار الصدري في العراق مثل حزب الله في لبنان. وان الصدر هو حسن نصر الله العراقي. وهذا المشروع هو الركن الأساسي للترتيبات الايرانية بعد الانسحاب الأميركي من العراق. وأن المشهد اللبناني الآن هو المشهد العراقي عام 2013... والله يستر.
بايدن يريد المالكي لكن يريده بعيدا عن أيران وسوريا وقريبا من واشنطن وعلاوي والأكراد من المتوقع ان يصل نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن الى بغداد في زيارة ثانية لحلحلة الوضع المستعصي أمام تشكيل حكومة عراقية وضعت واشنطن تصورا لها
صاغه بايدن بشكل مقترحات الى الزعماء العراقيين لكي يأخذوا بها.
هذا في وقت سبقته زيارات ايرانية متبادلة بين بغداد وطهران، كان آخرها زيارة وفد من قائمة دولة القانون الى طهران على امل اللقاء بالسيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري في محاولة لإقناعه بالتخلي عن تشدده ازاء المالكي.
وكان من المفترض بعد انتهاء اجتماع قم، حيث يقيم الصدر، ان يجتمع الطرفان بالسيد خامنئي ليبارك اتفاقهما على ترشيح المالكي من قبل التحالف الوطني (الشيعي) الذي تسعى ايران الى دعم بقاء الحكومة لديه بدلا من أن تكون لدى العراقية (علاوي) خشية ان يؤدي ذلك الى العديد من المتاعب لإيران في المستقبل.
بايدن في زيارته الأولى لخص جميع مقترحاته على ان يكون مركز الثقل في تشكيل الحكومة بشراكة اساسية بين قائمتي المالكي وعلاوي. وبشراكة بمرتبة ثانية مع الأكراد والائتلاف الشيعي. ووجهة النظر الأميركية تقوم على قناعة بان القائمتين تشكلان تيارا ليبراليا وطنيا اقل طواعية للضغوط الأيرانية وابعد عن التأثير المباشر للتيار الديني الذي تستخدمه ايران في نفوذها.
ففي مقدمة الترتيبات التي قال عنها السفير الاميركي كرستوفر هيل، بان واشنطن ستتخذها قبل الانسحاب لكي تطمئن تماما على سلامة الوضع العراقي، وضع تحصينات سياسية وعسكرية تحول دون تنامي النفوذ الايراني.
غير ان المراقبين يلاحظون بوضوح ان النشاط الايراني يتبع الظل الأميركي اينما ذهب. فحالما حط جوزيف بايدن رحاله في بغداد وفتح فمه بالكلام حتى اشتغلت الماكنة الايرانية في وسائل الاعلام وفي المنابر السياسية تندد بالزيارة. وراح العديد من الشخصيات السياسية الصديقة لطهران يسفه هذه الزيارة ويعلن ان تشكيل الحكومة لن يخضع لتدخلات خارجية.
ومن قم حيث يقيم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أوعز لأنصاره بأن يسيروا تظاهرات تندد بتدخل جوزيف بايدن بعملية تشكيل الحكومة.
وحينما شعرت طهران أن زيارة بايدن اثمرت بدفع المالكي نحو علاوي للتفاوض على اساس الشراكة خشيت طهران ان يتحقق المشروع الأميركي وتخرج الحكومة من يد الائتلاف الوطني الذي تراهن عليه. فاشتغلت الماكينة الايرانية بقوة هذه المرة لاعادة المالكي الى حضيرة الائتلاف الشيعي بعد ان تمكنت بهذه الطريقة او تلك من أحباط أي اتفاق بينه وبين علاوي. وعلى هذا الأساس سيعود بايدن بعد ان وجد ان طهران تفوقت عليه بعدة نقاط.
وكان لابد للمالكي في هذه اللعبة السياسية ان يعود الى التحالف الوطني حتى لا يضيع المشيتين على ما يقول المثل. لكن عودته ونيله رئاسة الوزارة لمرة ثانية بترشيح من التحالف الشيعي يتوقف على مراضاة مقتدى الصدر وموافقته، فهو قد اقسم على ان يمنع المالكي من تجديد ولايته. وحينما اقتنع المالكي بالوساطة بين قائمته وبين تيار مقتدى الصدر سارع الى ارسال وفد الى ايران لمقابلة الصدر والتفاهم معه، لكن الصدر لم يقابل وفد المالكي، انما طار واصبح في دمشق في جولة عربية قيل انها لن تقتصر على سوريا.
واذا اردنا ان نفهم المشروع الايراني في العراق اضافة الى قناعتنا بأن ايران لن تترك تشكيل الحكومة بعيدا عما تريد. ينبغي أيضا ان نقتنع بان ايران حزمت أمرها على ان يكون التيار الصدري في العراق مثل حزب الله في لبنان. وان الصدر هو حسن نصر الله العراقي. وهذا المشروع هو الركن الأساسي للترتيبات الايرانية بعد الانسحاب الأميركي من العراق. وأن المشهد اللبناني الآن هو المشهد العراقي عام 2013... والله يستر.