تقرير إخباري : نجحت الترتيبات الأميركية لتشكيل الحكومة الجديدة
اوباما والمالكي انتهت المداولات الطويلة خلال الاشهر السبعة الماضية حول تشكيل الحكومة العراقية لمصلحة الولايات المتحدة ومرشحها نوري المالكي، الذي وضعت عليه رهانها الأكبر رغم اعلانها المستمر انها لم تراهن على أي حصان في حلبة سباق الخيل العراقية.
وها هو الشوط الأخير للفوز بالحكومة يوشك على النهاية, بعد ان نجحت المساعي الأميركية وخلال خطها الهاتفي المفتوح 24 ساعة بين واشنطن وأربيل، ومنه كانت تدير العملية السياسية عن كثب في جعل بيضة القبان (الأكراد) ترمي ثقلها في كفة المالكي، الذي سيحوز اثناء التصويت عليه بالبرلمان على ما لا يقل عن 180 صوتا، وهي اغلبية تؤهله للفوز على غريمه عادل عبدالمهدي، اذا اصرّ الثاني على المنافسة بتأييد قد يقل عن المالكي بثلاثين صوتا على الأقل.
وهذه الحسبة الطائفية لا تهمنا مثلما لا تهمنا كل العوامل الأيرانية السورية التركية الأخرى, ما عدا العامل الأميركي الذي قد يكون حسم الصراع لمصلحة المالكي، الذي تعتقد واشنطن انه خير من يحافظ على مكاسبها لفترة السنوات الماضية في العراق (إذا كانت لديها مكاسب حقيقية ), لكنّه ـ اهم من ذلك ـ سيحافظ على ماء وجهها بعد الانسحاب أكثر من غيره من اصدقائها العراقيين في المنطقة الخضراء.
رويت قصة في الصحافة الأميركية التي راحت تجري مقابلات سريعة مع المالكي، وهذا دليل على حسم الأمور لمصلحته, القصة تقول: ان الرئيس الأميركي اجتمع قبل فترة مع اركان ادارته لبحث الأزمة القائمة في بغداد، وسأل بايدن وغيره من مديري الملف العراقي لديه الجالسين حول الطاولة سؤالا محددا: هل يستطيع علاوي أن يحكم؟ فحصل تردد في الأجابة بين نعم ولا .. ثم اردف متسائلا: هل يستطيع المالكي؟ فأجاب الجميع من دون تردد: نعم .. فسارع بالقول لينهي الاجتماع: إذاً المالكي .. وهكذا حسم خيار اميركا مثلما حسم الخيار الايراني رغم عدم وجود اتفاق مسبق بين العاصمتين العدوتين اللدودتين.
وحينما قالت القبس بوجود هذا الاتفاق غير المعلن قبل اسبوعين، ظهر بعد اربعة ايام الرئيس جلال الطالباني ليقول مؤكدا ماذهبنا اليه : ان هناك اتفاقا غير مكتوب بين طهران وواشنطن على المالكي فشعرنا بالارتياح لأننا لا نرمي جزافا.
كان يمكن للقائمة العراقية ان تربح الرهان الأميركي، لكن وضعها الاجمالي لم يؤهلها لذلك، ليس لأن الأكراد (احباب واشنطن) لديهم تحفظات على جميع اعضاء العراقية ما عدا صديقهم علاوي, والذي يحب الاكراد تحبه واشنطن, وليس ايضا ان العراقية كانت شجرة كثيرة الضجيج من كثرة الطيور (الخبصة) عليها. وليس ايضا لوجود اشخاص لديهم «وجهان» فيها, انما اكبر اخطائها هو التصريحات العدائية التي راح علاوي يطلقها ضد واشنطن منذ فوزه، فيما هي كانت تنتظر منه وفاء.
وبهذا ارتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه أحمد الجلبي، الذي كان اقرب حلفائها فتخلت عنه بعد ان شهّر بها وراح مع الايرانيين.
اما موضوع التيار الصدري فلقد اخذ المالكي موافقة واشنطن على تحالفه معه ولو كانت غير موافقة لما فعلها المالكي على اساس انه يستطيع نزع سلاح الصدريين وجلبهم للطريق السوي، مثلما سيفتح الباب للبعثيين التوابين. وهذا ما يسعد واشنطن ايضا. كما أن مبادرة علاوي بمصالحة البعثيين التوابين جاءت متأخرة لأن المالكي مع واشنطن سبقه اليها .
زهير الدجيلي
اوباما والمالكي انتهت المداولات الطويلة خلال الاشهر السبعة الماضية حول تشكيل الحكومة العراقية لمصلحة الولايات المتحدة ومرشحها نوري المالكي، الذي وضعت عليه رهانها الأكبر رغم اعلانها المستمر انها لم تراهن على أي حصان في حلبة سباق الخيل العراقية.
وها هو الشوط الأخير للفوز بالحكومة يوشك على النهاية, بعد ان نجحت المساعي الأميركية وخلال خطها الهاتفي المفتوح 24 ساعة بين واشنطن وأربيل، ومنه كانت تدير العملية السياسية عن كثب في جعل بيضة القبان (الأكراد) ترمي ثقلها في كفة المالكي، الذي سيحوز اثناء التصويت عليه بالبرلمان على ما لا يقل عن 180 صوتا، وهي اغلبية تؤهله للفوز على غريمه عادل عبدالمهدي، اذا اصرّ الثاني على المنافسة بتأييد قد يقل عن المالكي بثلاثين صوتا على الأقل.
وهذه الحسبة الطائفية لا تهمنا مثلما لا تهمنا كل العوامل الأيرانية السورية التركية الأخرى, ما عدا العامل الأميركي الذي قد يكون حسم الصراع لمصلحة المالكي، الذي تعتقد واشنطن انه خير من يحافظ على مكاسبها لفترة السنوات الماضية في العراق (إذا كانت لديها مكاسب حقيقية ), لكنّه ـ اهم من ذلك ـ سيحافظ على ماء وجهها بعد الانسحاب أكثر من غيره من اصدقائها العراقيين في المنطقة الخضراء.
رويت قصة في الصحافة الأميركية التي راحت تجري مقابلات سريعة مع المالكي، وهذا دليل على حسم الأمور لمصلحته, القصة تقول: ان الرئيس الأميركي اجتمع قبل فترة مع اركان ادارته لبحث الأزمة القائمة في بغداد، وسأل بايدن وغيره من مديري الملف العراقي لديه الجالسين حول الطاولة سؤالا محددا: هل يستطيع علاوي أن يحكم؟ فحصل تردد في الأجابة بين نعم ولا .. ثم اردف متسائلا: هل يستطيع المالكي؟ فأجاب الجميع من دون تردد: نعم .. فسارع بالقول لينهي الاجتماع: إذاً المالكي .. وهكذا حسم خيار اميركا مثلما حسم الخيار الايراني رغم عدم وجود اتفاق مسبق بين العاصمتين العدوتين اللدودتين.
وحينما قالت القبس بوجود هذا الاتفاق غير المعلن قبل اسبوعين، ظهر بعد اربعة ايام الرئيس جلال الطالباني ليقول مؤكدا ماذهبنا اليه : ان هناك اتفاقا غير مكتوب بين طهران وواشنطن على المالكي فشعرنا بالارتياح لأننا لا نرمي جزافا.
كان يمكن للقائمة العراقية ان تربح الرهان الأميركي، لكن وضعها الاجمالي لم يؤهلها لذلك، ليس لأن الأكراد (احباب واشنطن) لديهم تحفظات على جميع اعضاء العراقية ما عدا صديقهم علاوي, والذي يحب الاكراد تحبه واشنطن, وليس ايضا ان العراقية كانت شجرة كثيرة الضجيج من كثرة الطيور (الخبصة) عليها. وليس ايضا لوجود اشخاص لديهم «وجهان» فيها, انما اكبر اخطائها هو التصريحات العدائية التي راح علاوي يطلقها ضد واشنطن منذ فوزه، فيما هي كانت تنتظر منه وفاء.
وبهذا ارتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبه أحمد الجلبي، الذي كان اقرب حلفائها فتخلت عنه بعد ان شهّر بها وراح مع الايرانيين.
اما موضوع التيار الصدري فلقد اخذ المالكي موافقة واشنطن على تحالفه معه ولو كانت غير موافقة لما فعلها المالكي على اساس انه يستطيع نزع سلاح الصدريين وجلبهم للطريق السوي، مثلما سيفتح الباب للبعثيين التوابين. وهذا ما يسعد واشنطن ايضا. كما أن مبادرة علاوي بمصالحة البعثيين التوابين جاءت متأخرة لأن المالكي مع واشنطن سبقه اليها .
زهير الدجيلي