الجمعة، 28 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 15:41 (GMT+0400)
أمريكا: هيئة طبية تتراجع عن توصية حول ختان النساء
العادة ما تزال تشمل ملايين الفتيات
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلنت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال السبت تراجعها عن توصية كانت قد تقدمت بها للأطباء في الدول التي تصر العائلات في على إجراء ختان للفتيات، وطلبت منهم عبرها بالقيام بعمليات ثقب بسيطة للأعضاء التناسلية الأنثوية لإرضاء أولياء الأمور.
وقالت رئيسة الأكاديمية، جوديث بالفري، إن السياسة التي تطبقها حيال ختان النساء تنسجم مع توصيات منظمة الصحة العالمية التي تعارض هذه العملية بشكل كلي، وذلك بعدما تعرضت الأكاديمية لانتقادات شديدة من قبل جمعيات الدفاع عن حقوق الأطفال والنساء بسبب توصيتها.
وكانت الأكاديمية قد أصدرت توصية طبية في نيسان/أبريل الماضي، قالت فيها إنها ترفض بشكل حازم ختان النساء، ولكنها دعت الأطباء الذين يجدون أنفسهم مضطرين للقيام بالعملية تحت ضغط الثقافات المحلية إلى القيام ببعض الثقوب غير المضرة على البظر لإرضاء الأهل، تشبه ثقوب الأقراط التي توضع في الأذن.
ولكن الأكاديمية تراجعت السبت قائلة إن ثقب الأعضاء التناسلية مرفوض طبياً، كما أنه يعارض القانون الأمريكي الذي يحظر تشويه الأعضاء التناسلية.
وقالت ثريا مير، وهي مخرجة أفلام من أصل صومالي، تعرضت للختان في صغرها وتقود حالياً حملة لمنعه: "لقد بكيت بعدما سمعت بخبر تراجع الأكاديمية عن التوصية وشكرتهم.. شكراً لأنهم استمعوا وتفهموا أصوات الناجيات من الختان."
أما جمعية "المساواة الآن" الإنسانية، فقد قالت: "نرحب بقرار الأكاديمية .. هذه خطوة كبيرة نحو تعزيز الوعي بمدى سلبية تشويه أعضاء النساء التناسلية."
وفي الولايات المتحدة يعد ختان الإناث محظورا بموجب القانون، ولكن الضغوط الثقافية والدينية بين أسر مهاجرة من بلدان أفريقية وإسلامية، ما تزال تدفع باتجاه انتشار تلك العادة.
والختان طقس تاريخي يمارس في مناطق مختلفة من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، ولكن هذا الإجراء لا يثير الاحتجاج في العالم النامي فقط، إذ أن المعتقدات الدينية والثقافية بشأن ختان الإناث غالبا ما تتبع المهاجرين واللاجئين الذين ينتقلون إلى أمريكا.
ونادرا ما تم توثيق حالات ختان في الولايات المتحدة، ولكن من المرجح أن تلك العادة انتشرت في أمريكا وعدد من الدول الغربية، وفقا لأطباء وجماعات حقوقية.
ففي الولايات المتحدة، يقدر أن نحو 280 ألف امرأة، إما تعرضن للختان، أو هن في خطر التعرض له، لأنهن يتحدرن من مجتمعات عرقية تمارس ختان الإناث، وفقا لتحليل بيانات تعداد عام 2000 التي أجراها مركز الصحة والمرأة الأفريقية في بريغهام.
ويظهر التعداد ذاته أن هناك ما يقرب من 150 مليون امرأة يعشن في الولايات المتحدة.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هناك نحو 140 مليون امرأة حول العالم يتعايشن حالياً مع آثار "تشويه الأعضاء التناسلية،" الذي تعرضن له "عن قصد وبدواع لا تستهدف العلاج."
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته في فبراير/شباط الماضي "يشمل تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية الممارسات التي تنطوي على إتلاف تلك الأعضاء أو إلحاق أضرار بها،" لافتة إلى أن هناك "نحو ثلاثة ملايين فتاة ممّن يواجهن مخاطر تشويه أعضائهم التناسلية كل عام في أفريقيا."
وأكدت المنظمة أن هذه الممارسات لا تعود بأي منافع صحية تُذكر على الفتيات والنساء، بل إنها "يمكن أن تتسبّب في وقوع نزف حاد ومشاكل عند التبوّل وتتسبّب، ولاحقاً، في مضاعفات محتملة عند الولادة وفي وفاة المواليد."
يشار إلى منظمة الصحة العالمية اعتمدت في عام 2008، اعتمدت قراراً بشأن التخلّص من ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، يؤكّد على ضرورة "اتخاذ إجراءات منسقة في جميع القطاعات- الصحة والتعليم والمالية والعدالة وشؤون المرأة."
http://arabic.cnn.com/2010/scitech/5/28/academy.woman/index.html