واشنطن بوست:علاوي من «دمية أمريكية» إلى لاعب بارز على الساحة السياسية العراقية
أصبح الرجل الذي طالما سخر منه عراقيون كثيرون في الماضي بوصفه «دمية أمريكية» حينما تنحى عن رئاسة الحكومة قبل خمس سنوات، اصبح الآن ابرز منافس على منصب رئيس السلطة التنفيذية استنادا الى اداء مجموعته القوي في انتخابات هذا الشهر.
نعم، لقد تمكن اياد علاوي العلماني الشيعي المعروف باستعداده لاستخدام القوة المفرطة عند الضرورة من العودة الى مركز الساحة السياسية في العراق بعد حصوله على اصوات ملايين الناخبين السنة الذين جرى تهميشهم بعد سقوط الدكتاتور السني صدام حسين في 2003.
ويمكن القول ان تآلف علاوي السياسي استطاع كسب تأييد السنة لانه يبدو بنظرهم اقل طائفية من زعماء الشيعة الاخرين، ولانه كان خارج السلطة خلال حمام الدم الطائفي المخيف الذي ميز السنتين الأوليين من ولاية رئيس الحكومة الراهن نوري المالكي.
وبالاضافة لهذا، يأمل السنة ايضا ان يتمكن علاوي من اتاحة الفرصة لهم لاستعادة ولو شيء قليل من مكانتهم مع استعداد القوات الامريكية للرحيل عن العراق بأعداد كبيرة هذا الصيف.
حول هذا، يقول ريمان كروكر الذي كان سفيرا للولايات المتحدة في العراق من 2007 الى 2009: انه حنين كامن في النفس، لكن من كان يعتقد ان ولاية علاوي كرئيس للحكومة سوف تكون مفيدة في هذا الاطار، اني اعتقد ان العرب السنة افتقدوها في اعقاب ما حدث لهم بعدها، فقد كان الانطباع عنه على الدوام انه شخصية سياسية لا يميل الى النوازع الطائفية.
ولاشك ان علاوي عرف كيف يستغل هذا الانطباع في بلد تعب من اعمال القتل الطائفي، فقد قال خلال مقابلة حديثة معه: لقد سئم الناس من الطائفية فهم لم يروا خلال السنوات القليلة الماضية سوى العنف وسفك الدماء، واذا ما استمر هذا الوضع يمكن ان يزداد العنف ويتحول بالتالي الى صراع اهلي.
ثمة سبب اخر يجعل علاوي مفضلا بنظر البعض وهو ميله لاستخدامه القبضة الحديدية ضد الطائفية دون تمييز. فعلى الرغم من ان خصمه المالكي لعب دور الرجل القوي الا ان الكثيرين يتهمونه بالقسوة على السنة اكثر من قسوته على بقية الطوائف الاخرى، كما يتهمه اخرون بعدم الاخلاص لحلفائه.
ومن المفيد الاشارة في هذا السياق الى ان علاوي ينحدر من اسرة شيعية ثرية عملت في المجال السياسي بالعراق منذ فترة الاستعمار البريطاني له في اوائل القرن العشرين، انضم علاوي لحزب البعث، الذي هو مجموعة عربية وطنية في خسمينيات القرن الماضي، لكنه اختلف مع صدام حسين في السبعينيات ولما تآمر علاوي وقام بانقلاب غير ناجح ضد صدام في اواسط التسعينيات صادر صدام ثروة عائلة علاوي، كما نجا علاوي فيما بعد من محاولة اغتيال وقف وراءها صدام.
لذا، لايزال البعض ولاسيما ابناء الطبقة العاملة من الشيعة يعتبرون علاوي بعثيا حقيقيا.
يقول عزت شهبندر وهو عضو في البرلمان عن الشيعة تحالف مرة مع علاوي وخاض الانتخابات على لائحة المالكي: انه امر مؤسف فالشيعة يعتقدون ان علاوي يمثل حزب البعث، وانه البوابة التي سيعبر البعثيون من خلالها الى السلطة، لكن السفير الامريكي السابق كروكر يقول: المالكي وعلاوي شخصيتان وطنيتان فكلاهما وجهان لعملة واحدة، ومن الواضح ان المالكي يستغل هذا لصالحه، وبالطبع يتمتع علاوي بجاذبية سياسية كبيرة، لكن لما كان يمثل التيار القومي العربي العراقي يجعله ذلك يبدو عند البعض سلطويا ايضا.
منقوول
أصبح الرجل الذي طالما سخر منه عراقيون كثيرون في الماضي بوصفه «دمية أمريكية» حينما تنحى عن رئاسة الحكومة قبل خمس سنوات، اصبح الآن ابرز منافس على منصب رئيس السلطة التنفيذية استنادا الى اداء مجموعته القوي في انتخابات هذا الشهر.
نعم، لقد تمكن اياد علاوي العلماني الشيعي المعروف باستعداده لاستخدام القوة المفرطة عند الضرورة من العودة الى مركز الساحة السياسية في العراق بعد حصوله على اصوات ملايين الناخبين السنة الذين جرى تهميشهم بعد سقوط الدكتاتور السني صدام حسين في 2003.
ويمكن القول ان تآلف علاوي السياسي استطاع كسب تأييد السنة لانه يبدو بنظرهم اقل طائفية من زعماء الشيعة الاخرين، ولانه كان خارج السلطة خلال حمام الدم الطائفي المخيف الذي ميز السنتين الأوليين من ولاية رئيس الحكومة الراهن نوري المالكي.
وبالاضافة لهذا، يأمل السنة ايضا ان يتمكن علاوي من اتاحة الفرصة لهم لاستعادة ولو شيء قليل من مكانتهم مع استعداد القوات الامريكية للرحيل عن العراق بأعداد كبيرة هذا الصيف.
حول هذا، يقول ريمان كروكر الذي كان سفيرا للولايات المتحدة في العراق من 2007 الى 2009: انه حنين كامن في النفس، لكن من كان يعتقد ان ولاية علاوي كرئيس للحكومة سوف تكون مفيدة في هذا الاطار، اني اعتقد ان العرب السنة افتقدوها في اعقاب ما حدث لهم بعدها، فقد كان الانطباع عنه على الدوام انه شخصية سياسية لا يميل الى النوازع الطائفية.
ولاشك ان علاوي عرف كيف يستغل هذا الانطباع في بلد تعب من اعمال القتل الطائفي، فقد قال خلال مقابلة حديثة معه: لقد سئم الناس من الطائفية فهم لم يروا خلال السنوات القليلة الماضية سوى العنف وسفك الدماء، واذا ما استمر هذا الوضع يمكن ان يزداد العنف ويتحول بالتالي الى صراع اهلي.
ثمة سبب اخر يجعل علاوي مفضلا بنظر البعض وهو ميله لاستخدامه القبضة الحديدية ضد الطائفية دون تمييز. فعلى الرغم من ان خصمه المالكي لعب دور الرجل القوي الا ان الكثيرين يتهمونه بالقسوة على السنة اكثر من قسوته على بقية الطوائف الاخرى، كما يتهمه اخرون بعدم الاخلاص لحلفائه.
ومن المفيد الاشارة في هذا السياق الى ان علاوي ينحدر من اسرة شيعية ثرية عملت في المجال السياسي بالعراق منذ فترة الاستعمار البريطاني له في اوائل القرن العشرين، انضم علاوي لحزب البعث، الذي هو مجموعة عربية وطنية في خسمينيات القرن الماضي، لكنه اختلف مع صدام حسين في السبعينيات ولما تآمر علاوي وقام بانقلاب غير ناجح ضد صدام في اواسط التسعينيات صادر صدام ثروة عائلة علاوي، كما نجا علاوي فيما بعد من محاولة اغتيال وقف وراءها صدام.
لذا، لايزال البعض ولاسيما ابناء الطبقة العاملة من الشيعة يعتبرون علاوي بعثيا حقيقيا.
يقول عزت شهبندر وهو عضو في البرلمان عن الشيعة تحالف مرة مع علاوي وخاض الانتخابات على لائحة المالكي: انه امر مؤسف فالشيعة يعتقدون ان علاوي يمثل حزب البعث، وانه البوابة التي سيعبر البعثيون من خلالها الى السلطة، لكن السفير الامريكي السابق كروكر يقول: المالكي وعلاوي شخصيتان وطنيتان فكلاهما وجهان لعملة واحدة، ومن الواضح ان المالكي يستغل هذا لصالحه، وبالطبع يتمتع علاوي بجاذبية سياسية كبيرة، لكن لما كان يمثل التيار القومي العربي العراقي يجعله ذلك يبدو عند البعض سلطويا ايضا.
منقوول