واشنطن بوست تكشف
لاجئون عراقيون في الولايات المتحدة مهددون بالتشرد
لاجئون عراقيون في الولايات المتحدة مهددون بالتشرد
واشنطن
حذر تقرير لصحيفة الواشنطن بوست من استمرار تدهور أوضاع اللاجئين العراقيين في الولايات المتحدة، في ظل الأزمة الاقتصادية وقصور قوانين اللجوء عن الاستجابة لحاجات الآلاف من اللاجئين العراقيين الذين أخذوا يتدفقون على الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
ونقل التقرير عن مسؤولين في منظمات تعنى بتأهيل اللاجئين في الولايات المتحدة، تأكيدهم أن أكثر من 30 بالمائة من اللاجئين العراقيين يواجهون الآن مخاطر التشرد.
وأوضح روبرت كاري نائب رئيس هيئة الإنقاذ الدولية، إحدى المنظمات التي تعنى بشؤون اللاجئين في الولايات المتحدة، أن المنظمة تقوم بتدريب أعداد من اللاجئين العراقيين على كيفية تقديم الطلبات للحصول على المساعدات الحكومية المخصصة للمشردين.
وبيـّن كاري أن منظمته تقوم بمساعدة أربعة آلاف لاجيء عراقي كل عام، للحصول على وظائف تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في توفير مستلزمات المعيشة والسكن خلال ستة أشهر، مضيفا أن 75 بالمائة منهم كانون ينجحون في الحصول على عمل، غير أن إحصاءات الأشهر الأخيرة من العام الماضي أشارت إلى أن نسبة اللاجئين الذين يتمكنون من الحصول على وظائف عبر المنظمة انخفضت بنسبة كبيرة.
وأكدت بري قراداغي مديرة منظمة كوردش هيومان رايتس واتش، أن العديد من اللاجئين العراقيين يواجهون صعوبات معيشية كبيرة حاليا، مشيرة إلى أن أعدادا من الذين عملوا مترجمين مع القوات الأميركية في العراق لا يستطيعون الآن الحصول على فرصة عمل.
ونقلت الصحيفة عن قراداغي قولها إن حملة الشهادات من اللاجئين يعتبرون أنفسهم محظوظين لحصولهم على وظائف في مجال المستلزمات المنزلية ومطاعم الوجبات السريعة، مشيرة إلى أن وزير الصحة العراقي السابق علي الشمري يعمل الآن في سوبرماركت يدعى ويكمنز.
وتشير قراداغي إلى أن بعض اللاجئين العراقيين من الذين عملوا مع الحكومة الأميركية في العراق، يعتقدون أن الولايات المتحدة مدينة لهم، وأنهم يستحقون معاملة من نوع خاص، بيد أن برامج اللجوء في الولايات المتحدة لا تميز بين لاجئ وآخر، على حد قولها.
ونقل تقرير الصحيفة عن نزار جودي وهو لاجئ عراقي يقطن في مقاطعة فيرفاكس في ولاية فرجينيا قوله إن "مجيئه إلى الولايات المتحدة كان غلطة"، إذ ليس لديه الآن إلا أن يتقدم بطلب لإسكان عائلته في ملجأ للمشردين، الأمر الذي يعتبره جودي مذلا إلى حد ما.
وكان جودي قدم إلى الولايات المتحدة ربيع 2004، واحتفت به الأوساط السياسية والعسكرية في البيت الأبيض والبنتاغون باعتباره دليلا على أن قرار الحرب والإطاحة بالرئيس العراقي السابق كان قرارا صائبا.
وكان جودي قد تعرض إبان حكم النظام العراقي السابق لبتر يده اليمنى وعـُلـّمت جبهته بعلامة أكس لتعامله بالدولار آنذاك.
وأفاد تقرير الصحيفة بأن المعنيين بشؤون اللاجئين في الولايات المتحدة يرون أن الحكومة الأميركية ملزمة أخلاقيا بقبول ما يزيد عن مليوني لاجئ عراقي نزحوا من العراق خلال السنوات التي أعقبت الحرب عام 2003، مشيرين إلى أن العديد من هؤلاء تعرضوا للاضطهاد بسبب ارتباطهم بالولايات المتحدة.
بيد أن قوانين اللجوء التي لم يطرأ عليها أي تغيير منذ 30 عاما، حسب الصحيفة، تمثل إحدى المشاكل التي تحول دون تحسين أوضاع اللاجئين العراقيين في الولايات المتحدة.
منقول