المفوضية العليا للانتخابات العراقية ترفض طلبا للمالكي وطالباني بإعادة فرز الأصوات
آخر تحديث: الاحد, 21 مارس/ آذار, 2010, 12:27 GMT
رفضت المفوضية العليا للانتخابات العراقية إعادة فرز الأصوات يدويا التي طالب بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال طالباني.
وقال رئيس مفوضية الانتخابات فرج الحيدري إن العد والفرز جرى في جميع مراحله بشفافية عالية وبحضور ممثلي كافة الكيانات المشاركة في الانتخابات وإن إعادة العد والفرز يحتاج إلى أسباب قوية جدا وأدلة رصينة حسب وصفه.
وأشار الحيدري إلى أن المفوضية تعمل بين الحين والآخر على تزويد المتنافسين بأقراص مدمجة للأصوات التي جرى عدها والبيانات التي جرى ادخالها في مركز ادخال البيانات وبإمكان المعترضين المقارنة بين البيانات الصادرة للتحقق من سلامة الإجراءات الفنية المتبعة في عملية العد والفرز ومن ثم التأكد من عدم وجود تلاعب في أصوات الناخبين كما يدعي البعض.
كما أشارت المفوضية إلى أن إعلان النتائج النهائية سيكون يوم الجمعة المقبل بصورتها الأولية وان المفوضية ما تزال تراجع الطعون والشكاوى التي تقدمت بها الكتل السياسية.
المالكي يطالب بإعادة فرز الأصوات يدويا للحيلولة "دون عودة العنف"
وكانت قائمة "العراقية" التي يتزعمها رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي قد رفضت أيضا دعوة المالكي بإعادة فرز أصوات الناخبين يدويا.
وقالت انتصار علاوي المرشحة عن قائمة "العراقية" إن دعوة المالكي تعد بمثابة "تهديد واضح" للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات بهدف الضغط عليها لإفساح المجال أمام حدوث تجاوزات لصالح المالكي خلال الفرز.
في الإطار ذاته طالب عبد الكريم السامرائي عضو قائمة"العراقية" كافة الكتل السياسية برفض دعوة المالكي قائلا " إن قبول الدعوة من قبل الأحزاب والكتل السياسية لن ترسخ الثقافة الديمقراطية ولاتتفق مع خيار الشعب العراقي".
وقال السامرائي إن قائمته قلقة من تأخر إعلان النتائج النهائية واتهم السامرائي قائمة ائتلاف دولة القانون باللجوء إلى "لغة التهديد والوعيد".
دعوة رئاسية
وبينما رفضت قائمة علاوي الدعوة انضم الرئيس العراقي جلال طالباني ،زعيم حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، إلى دعوة المالكي فقد طالب بإعادة الفرز فورا لأصوات الناخبين "حتى يحول ذلك دون أي شك أو سوء تفاهم" لنتائج الانتخابات.
طالباني يطالب بإعادة فرز فوري ابتداء من الأحد 21 مارس
وقال طالباني في بيان نشر على موقعه الرسمي على شبكة الانترنت" بصفتي رئيسا للدولة ولي سلطة الحفاظ على الدستور وضمان العدالة والشفافية المطلقة أطالب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بإعادة فرز الأصوات يدويا ابتداء من الأحد 21 مارس".
وكان المالكي قد وجه دعوة ممائثلة مطالبا المفوضية العليا للانتخابات بإعادة عد وفرز أصوات الناخبين يدويا وذلك للحيلولة دون "انزلاق الوضع الأمني وعودة العنف" على حد قوله.
ونقل بيان عن المالكي قوله "نظرا لوجود مطالب من عدة كتل سياسية بإعادة العد والفرز يدويا" و" بصفتي المسؤول التنفيذي المباشر عن رسم وتنفيذ سياسة البلد وبصفتي القائد العام للقوات المسلحة أدعو المفوضية إلى الاستجابة الفورية لمطالب هذه الكتل حفاظا على الاستقرار السياسي والحيلولة دون انزلاق الوضع الامني في البلاد وعودة العنف".
وأضاف أن طلبه جاء "من اجل حماية التجربة الديموقراطية والحفاظ على مصداقية العملية الانتخابية".
هذا وقد استبعد سعد المطلبي عضو ائتلاف دولة القانون أن تتقدم قائمة المالكي بطعن في نتائج الانتخابات قائلا "إن ذلك غير مجد ولن يؤدي إلى إعادة فرز الأصوات".
وأضاف أن من شأن هذا التوجه أن يدفع إلى عدم القبول بالشرعية الحكومية التي ستفرزها هذه الانتخابات وهو ما قد يدفع البلاد من جديد إلى دوامة من العنف.
نتائج الفرز أظهرت تقدم علاوي على المالكي بثمانية آلاف صوت
واتهم المطلبي مفوضية الانتخابات العراقية المستقلة بالتخبط في عملها بالتأخر في إعلان النتائج النهائية قائلا إن النظام الانتخابي الذي أدخلته كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية هو نظام معقد يصعب فهمه والتعامل معه بقدر من الشفافية.
وكانت التقارير الأخيرة قد أظهرت تقدم إياد علاوي رئيس الوزراء الأسبق زعيم قائمة "العراقية" على المالكي زعيم ائتلاف "دولة القانون" بفارق طفيف بعد فرز 92 بالمائة من الأصوات.
من جانبه وفي مقابلة مع بي بي سي قال إياد علاوي مشيرا إلى عملية الفرز التي تقوم بها المفوضية العليا للانتخابات "كان عليهم إعلان النتائج النهائية منذ فترة، فقد قلت بعد انتهاء الانتخابات يجب اعتماد الشفافية وإعلان النتائج النهائية بسرعة قبل ان تدب الشكوك في النفوس."
وكرر علاوي الاتهامات التي وجهها في السابق من أن الانتخابات لم تجر بالشكل الصحيح، وأن عشرات الآلاف من الناخبين قد حرموا من حقهم في التصويت.
وكان علاوي قد صرح بأنه في حال فوزه في الانتخابات فإنه سيضع على رأس أولوياته تطهير الجيش وأجهزة الأمن العراقية.
واتهم علاوي منافسه الرئيسي نوري المالكي بالطائفية واستبعد العمل معه في المستقبل ما لم يغير نظرته إلى الأمور كما أكد أنه لن يكون هناك استقرار في العراق دون تحقيق المصالحة بين الائتلافيين الرئيسيين.
وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية السبت بأن الأرقام التي بثها الموقع الالكتروني للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات تشير إلى تفوق قائمة علاوي بحوالى ثمانية آلاف صوت.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2010/03/100321_malilik_urgent_tc2.shtml