قصة شاهد من هنا هي احد ابداعات الاستاذ وليد الشبيبي وصدرت ضمن مجموعة قصيصية لآستاذ حملت نفس الاسم هذة القصة اطلعت عليها ضمن قرص اهداني اياة الاستاذ وليد واستغربت لما لم ينشر الاستاذ القصة
في مواقع الانترنت كما فعل مع اغلب قصص المجموعة القصة رائعة وتحمل نعاني كثيرة وفعلا ظلمت عندما لم تنشر...
....السياق ألادبي يفرض علي ان أخذ اذنا من الاستاذ وليد بنشر قصتة وقد كنت انوي ابلاغة برسالة خاصة او عند لقائنا في نقابة المحامين على الاغلب ولكن حدثت مشاكل في الانترنت عندي ابعدتني عن المنتدى لفترة ولم التقي الاستاذ وليد ايضا..فقلت دعني اتمرد على السياق وانشر القصة دون اخذ موافقتة اليس الاستاذ يعشق التمرد فدعني اتمرد مثلة قليلا.. واعتذر سلفا ....
شاهد من هنا
طــا.............
جلبة .. زحــام .......................
.........................................
.........................................
.........................................
فتحت عيناي .. ما هذا ؟ أثنان يرفعان ساقي للأعلى ، طبيب بصدريته البيضاء وآخر يضع القطن على حاجبي الأيسر .. كنت في مكان ما مع جمع غفير وضوضاء .. لا أدري ؟!
الطبيب : لا تنهض !
ـ ؟ لكني لا أشكو شيئا !
ـ أرأيت وجهك في المرآة ؟ انه شاحب (أصفر) لا حياة فيه!
لا تدعوه .. سأجري له عملية ترقيع الجرح بالابرة...
الجرح غائر .
حقا ! هل هذه مزحة ؟! .. ضحكت .. غير مصدّق .. كانوا ينظرون إلي وكأنهم ينظرون لشخص كان في عداد الاموات.. دفعتهم .. حاولت النهوض .. أجبرت على الاستلقاء على هذا السرير المتنقّل .
ولكن ما الذي جرى ؟!
ـ لقد كنت واقفا .. أنا ألان لا أعاني من أي ألم أو مرض ..
ـ صحيح ؟ ولكن ألم تر نفسك كيف هويت على الأرض ، لقد أرتطم رأسك بالأرض فأحدث دويا .. ظنناك قد مت من أثر الارتطام !
ـ أرجوك دعني أنهض .. هذا أمر طبيعي !
ـ الدكتور يجب أن يجري لك عملية بسيطة ..
ـ ولكن مـم ؟
ـ ألا ترى النزيف .. ستجرى دون تخدير موضعي !
ـ ماذا ؟! دعني أنهض ، لا أريد إجراء أية عملية وأنا مسؤول عن رفضي .
( من بعيد يتناهى صوت الطبيب )
ـ ماذا حصل ؟ ألم أقل لك إلا تدعه ينهض.. أنت .. يجب أن تجرى لك عملية فورا .
ـ ولكنها دون بنج !
ـ ماذا ؟ أتخاف ! ماذا يقول أولئك الذين استئصلت أعضائهم وأطرافهم في الحرب دون تخدير وأنت تخاف من غرزتين ؟!
( أحتجاج مع الخوف .. هل يقبل الحيوان الأمريكي أن يجري عملية دون تخدير ؟...................... لا أنكر خوفي من العملية .. لا أريد أن أصرخ كضعيف أمام هؤلاء المرضى ) .
ـ ولكن أتعرف ما يترتّب على رفضك هذا ؟ تشّوه في مكان الجرح ، فطول الجرح أكثر من سنتمتر وربما تحصل مضاعفات كتليّف الجرح وتسممه وغير ذلك ..
ـ كلا .. أريد الخروج للهواء الطلق .. بحاجة لهواء نقي ..
طـاق.. طـاق .. طـاق ....
الشمس تحمّر خجلا.. تستحيل أشعتها الحمراء إلى شاش يعانق جبيني الدامي ......
قطن أبيض مطرّز بلون أحمر قان .. الأعين تترصّدني .. ولكن لا أعرف إن كان الضيف الثقيل قد تريّث هناك أم كشّر عن أنيابه .. ألم أكن شاهد عيان ، ربما كنت على وشك أن أكون الضحية .. لم يكن هذا مكاني .. اللقاء في مكان آخر .. ما الفرق ؟ الزمان يستطيل مؤقتا مثلما تقلّص فجأة وكاد ينقطع بي لو لم أفتح عيناي ؟
في المساء ، كان الباندج يلتف حول رأسي كأفعى ..
وعودة لمايا كوفسكي .. ولكن ماذا كنت أفعل قبل ذلك ؟
..............................
..............................
..............................
..............................
الساعة 15ر5 فجر هذا اليوم (الأحد) ، إمساك .. يوم رمضاني آخر ..
الشوارع والأبنية الهرمة هنا لا زالت تكفكف دموع سحب يوم أمس .. بكاء متواصل أشبه بالزغاريد .. ثمة فسحة هنا.. وكوّة هناك .. لتجد المياه تحل ضيفة عليك.. سغب الأرض دعا هذا النحيب ، موسم ينذر بالجفاف .. النهران الخالدان لا يقتلان الأرض خشية إملاق .. الغرب يهدي أطفالنا الجوع مطلع الألفية الثالثة مثلما شهدت مصر مطلع الألفية الثانية صيرورة الأطفال إلى أطباق طعام للكبار بسبب القحط ! هو ليس بحاجة لقناع ولحية بابا نويل الكثّة ليظهر لنا مدى (رحمته) فقد سقط القناع عن القناع(7).
ربما تعلن الأنباء موت مريم( كمفاجأة عام 2000 وبقاء حافلتها هنا تذكرّنا بحضارتهم ورحمتهم وإنسانيتهم ........
كلما أزددت مطالعة .. ازداد فضولي وتشعّبت الأسئلة ، كمن يبحث عن أصل الجذع لينتهي إلى جذور تتفرّع إلى الآلاف ، ومع ذلك يقول لي أفلاطون :
في مواقع الانترنت كما فعل مع اغلب قصص المجموعة القصة رائعة وتحمل نعاني كثيرة وفعلا ظلمت عندما لم تنشر...
....السياق ألادبي يفرض علي ان أخذ اذنا من الاستاذ وليد بنشر قصتة وقد كنت انوي ابلاغة برسالة خاصة او عند لقائنا في نقابة المحامين على الاغلب ولكن حدثت مشاكل في الانترنت عندي ابعدتني عن المنتدى لفترة ولم التقي الاستاذ وليد ايضا..فقلت دعني اتمرد على السياق وانشر القصة دون اخذ موافقتة اليس الاستاذ يعشق التمرد فدعني اتمرد مثلة قليلا.. واعتذر سلفا ....
شاهد من هنا
طــا.............
جلبة .. زحــام .......................
.........................................
.........................................
.........................................
فتحت عيناي .. ما هذا ؟ أثنان يرفعان ساقي للأعلى ، طبيب بصدريته البيضاء وآخر يضع القطن على حاجبي الأيسر .. كنت في مكان ما مع جمع غفير وضوضاء .. لا أدري ؟!
الطبيب : لا تنهض !
ـ ؟ لكني لا أشكو شيئا !
ـ أرأيت وجهك في المرآة ؟ انه شاحب (أصفر) لا حياة فيه!
لا تدعوه .. سأجري له عملية ترقيع الجرح بالابرة...
الجرح غائر .
حقا ! هل هذه مزحة ؟! .. ضحكت .. غير مصدّق .. كانوا ينظرون إلي وكأنهم ينظرون لشخص كان في عداد الاموات.. دفعتهم .. حاولت النهوض .. أجبرت على الاستلقاء على هذا السرير المتنقّل .
ولكن ما الذي جرى ؟!
ـ لقد كنت واقفا .. أنا ألان لا أعاني من أي ألم أو مرض ..
ـ صحيح ؟ ولكن ألم تر نفسك كيف هويت على الأرض ، لقد أرتطم رأسك بالأرض فأحدث دويا .. ظنناك قد مت من أثر الارتطام !
ـ أرجوك دعني أنهض .. هذا أمر طبيعي !
ـ الدكتور يجب أن يجري لك عملية بسيطة ..
ـ ولكن مـم ؟
ـ ألا ترى النزيف .. ستجرى دون تخدير موضعي !
ـ ماذا ؟! دعني أنهض ، لا أريد إجراء أية عملية وأنا مسؤول عن رفضي .
( من بعيد يتناهى صوت الطبيب )
ـ ماذا حصل ؟ ألم أقل لك إلا تدعه ينهض.. أنت .. يجب أن تجرى لك عملية فورا .
ـ ولكنها دون بنج !
ـ ماذا ؟ أتخاف ! ماذا يقول أولئك الذين استئصلت أعضائهم وأطرافهم في الحرب دون تخدير وأنت تخاف من غرزتين ؟!
( أحتجاج مع الخوف .. هل يقبل الحيوان الأمريكي أن يجري عملية دون تخدير ؟...................... لا أنكر خوفي من العملية .. لا أريد أن أصرخ كضعيف أمام هؤلاء المرضى ) .
ـ ولكن أتعرف ما يترتّب على رفضك هذا ؟ تشّوه في مكان الجرح ، فطول الجرح أكثر من سنتمتر وربما تحصل مضاعفات كتليّف الجرح وتسممه وغير ذلك ..
ـ كلا .. أريد الخروج للهواء الطلق .. بحاجة لهواء نقي ..
طـاق.. طـاق .. طـاق ....
الشمس تحمّر خجلا.. تستحيل أشعتها الحمراء إلى شاش يعانق جبيني الدامي ......
قطن أبيض مطرّز بلون أحمر قان .. الأعين تترصّدني .. ولكن لا أعرف إن كان الضيف الثقيل قد تريّث هناك أم كشّر عن أنيابه .. ألم أكن شاهد عيان ، ربما كنت على وشك أن أكون الضحية .. لم يكن هذا مكاني .. اللقاء في مكان آخر .. ما الفرق ؟ الزمان يستطيل مؤقتا مثلما تقلّص فجأة وكاد ينقطع بي لو لم أفتح عيناي ؟
في المساء ، كان الباندج يلتف حول رأسي كأفعى ..
وعودة لمايا كوفسكي .. ولكن ماذا كنت أفعل قبل ذلك ؟
..............................
..............................
..............................
..............................
الساعة 15ر5 فجر هذا اليوم (الأحد) ، إمساك .. يوم رمضاني آخر ..
الشوارع والأبنية الهرمة هنا لا زالت تكفكف دموع سحب يوم أمس .. بكاء متواصل أشبه بالزغاريد .. ثمة فسحة هنا.. وكوّة هناك .. لتجد المياه تحل ضيفة عليك.. سغب الأرض دعا هذا النحيب ، موسم ينذر بالجفاف .. النهران الخالدان لا يقتلان الأرض خشية إملاق .. الغرب يهدي أطفالنا الجوع مطلع الألفية الثالثة مثلما شهدت مصر مطلع الألفية الثانية صيرورة الأطفال إلى أطباق طعام للكبار بسبب القحط ! هو ليس بحاجة لقناع ولحية بابا نويل الكثّة ليظهر لنا مدى (رحمته) فقد سقط القناع عن القناع(7).
ربما تعلن الأنباء موت مريم( كمفاجأة عام 2000 وبقاء حافلتها هنا تذكرّنا بحضارتهم ورحمتهم وإنسانيتهم ........
كلما أزددت مطالعة .. ازداد فضولي وتشعّبت الأسئلة ، كمن يبحث عن أصل الجذع لينتهي إلى جذور تتفرّع إلى الآلاف ، ومع ذلك يقول لي أفلاطون :