الاستاذة الاديبة المحترمة زينب بابان..تحياتى واحترامىوعميق شكرى واعتزازى .استأذن فى ارسال قصة قصيرة بعنوان القصاص من اصبع ..راجيا التفضل بالموافقة ..شاكرا ومقدرا لك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته محمد عباس على
القصاص من اصبع
صدقونى
رغم اننى مقتنع تماما بما فعلت ،الا اننى لم اقصده .لقد جاء عفو الخاطر ..لم افكر لحظة - او حتى اقل من لحظة - فى عواقبه ..رأيت الرجل شديد عبوس الوجه الى درجة تداخل ملامحه فى بعضها ..اشار ورقبته تبرز من اعلى قفصه الصدرى كسلحفاة باصبعه السبابه الى الخارج ..شعرت وانا ارى الاصبع فى فضاء الحجرة صلدا متعجرفا ، له هيئة حادة بارزة تحمل معانى الازدراء ..تعجبت ان يكون لأصبع ما كل هذا التأثير..رأيت ان هذه فرصة رائعة ..لحظة فريدة ..قررت لاشعوريا ان التقطها ..وفعلت !
...........................................
صدقونى
هى الظروف وحدها التى صنعت هذا ..تكاتفت مع المشاعر التى تولدت فى تلك اللحظة فكان ماكان .
لقد بدأ الامر مثل اى شىء عاديا جدا ..وقفت امام باب الحجرة ارقب المكتب الرفيع الفخامة منتظرا ان يتفضل سيادته برفع رأسه ليرانى ..طال وقوفى ..عدت الى السكرتير بالخارج ..همس فى اذنى :-
- سعلة خفيفة تنبهه اليك.
- قد يكون مشغولا.
- هو الذى طلبك
عدت الى الداخل من جديد ..سعلت سعلة خفيفة ..بنصف رقبة او اقل قليلا ،ودون ان ترتفع رأسه عن الاوراق امامه اشار باصبعه السبابه الى الخارج .
حدقت فى شعر رأسه القليل الذى يخالطه البياض ، بالصلعة فى منتصف الرأس ، وهو يرتكز بمرفقيه على الاوراق امامه على مكتبه ، منهمكا فى الفحص والتنقيب ، مشيرا باصبعه الى الخارج ، دون ان يكلف نفسه مشقة النظر الّى .تقدمت قليلا الى الامام فى هدوء ، وانا احاذر ان يصدر عنى صوت يبعثر انتظام الصمت فى المكان ، انتهزت فرصة ارتفاع جفنيه قليلا عن الحدقتين وقلت هامسا : -
-هل تسمح لى سيادتك ان ....
لم يدعنى اكمل ..فتح الفم ..تدلى اللسان وانسابت الالفاظ وانا امامه فأر لايملك الا الحيرة والصمت .
عاد اصبعه يرتفع فى وجهى ..رأيته متعجرفا ..ممطوطا ..متضخم الحجم ..اندفعت اليه محاولا الامساك به ..صرخ الرجل ..اخذت اهدىء من روعه قائلا : -
- لاتخش شيئا. سأخلصك منه.
وانا احاول الامساك بالاصبع ..دون جدوى ،حتى فوجئت بمن يقيد حركتى ..سألتهم : -
- ما الامر ؟
- اعتداء على شخصية هامة
صدقونى لم اقصد هذا ..لقد اردت صالحه .
على كل هو الخاسر مادام هذا الاصبع معه ..!
القصاص من اصبع
صدقونى
رغم اننى مقتنع تماما بما فعلت ،الا اننى لم اقصده .لقد جاء عفو الخاطر ..لم افكر لحظة - او حتى اقل من لحظة - فى عواقبه ..رأيت الرجل شديد عبوس الوجه الى درجة تداخل ملامحه فى بعضها ..اشار ورقبته تبرز من اعلى قفصه الصدرى كسلحفاة باصبعه السبابه الى الخارج ..شعرت وانا ارى الاصبع فى فضاء الحجرة صلدا متعجرفا ، له هيئة حادة بارزة تحمل معانى الازدراء ..تعجبت ان يكون لأصبع ما كل هذا التأثير..رأيت ان هذه فرصة رائعة ..لحظة فريدة ..قررت لاشعوريا ان التقطها ..وفعلت !
...........................................
صدقونى
هى الظروف وحدها التى صنعت هذا ..تكاتفت مع المشاعر التى تولدت فى تلك اللحظة فكان ماكان .
لقد بدأ الامر مثل اى شىء عاديا جدا ..وقفت امام باب الحجرة ارقب المكتب الرفيع الفخامة منتظرا ان يتفضل سيادته برفع رأسه ليرانى ..طال وقوفى ..عدت الى السكرتير بالخارج ..همس فى اذنى :-
- سعلة خفيفة تنبهه اليك.
- قد يكون مشغولا.
- هو الذى طلبك
عدت الى الداخل من جديد ..سعلت سعلة خفيفة ..بنصف رقبة او اقل قليلا ،ودون ان ترتفع رأسه عن الاوراق امامه اشار باصبعه السبابه الى الخارج .
حدقت فى شعر رأسه القليل الذى يخالطه البياض ، بالصلعة فى منتصف الرأس ، وهو يرتكز بمرفقيه على الاوراق امامه على مكتبه ، منهمكا فى الفحص والتنقيب ، مشيرا باصبعه الى الخارج ، دون ان يكلف نفسه مشقة النظر الّى .تقدمت قليلا الى الامام فى هدوء ، وانا احاذر ان يصدر عنى صوت يبعثر انتظام الصمت فى المكان ، انتهزت فرصة ارتفاع جفنيه قليلا عن الحدقتين وقلت هامسا : -
-هل تسمح لى سيادتك ان ....
لم يدعنى اكمل ..فتح الفم ..تدلى اللسان وانسابت الالفاظ وانا امامه فأر لايملك الا الحيرة والصمت .
عاد اصبعه يرتفع فى وجهى ..رأيته متعجرفا ..ممطوطا ..متضخم الحجم ..اندفعت اليه محاولا الامساك به ..صرخ الرجل ..اخذت اهدىء من روعه قائلا : -
- لاتخش شيئا. سأخلصك منه.
وانا احاول الامساك بالاصبع ..دون جدوى ،حتى فوجئت بمن يقيد حركتى ..سألتهم : -
- ما الامر ؟
- اعتداء على شخصية هامة
صدقونى لم اقصد هذا ..لقد اردت صالحه .
على كل هو الخاسر مادام هذا الاصبع معه ..!