وفاة الاقتصادي الروسي ييجور جايدر
آخر تحديث: الخميس, 17 ديسمبر/ كانون الأول, 2009, 02:31 GMT
ييجور جايدر كان شخصية سياسية واقتصادية مثيرة للجدل
توفي يوم الاربعاء ييجور جايدر رئيس الحكومة الروسية بالوكالة عام 1992 خلال بدايات حكم الرئيس السابق بوريس يلتسين، حسبما اعلن الناطق باسم جايدر.
واضاف الناطق باسم جايدر ان الوفاة جاءت اثر اصابة رئيس الحكومة السابق بجلطة.
واشتهر جايدر منذ عام 1992 عند توليه رئاسة الحكومة بالوكالة واطلاقه منذ ذلك الحين الاصلاحات الاقتصادية التي تعرف باسم "علاج الصدمة" الاقتصادي ونقل البلاد من الاقتصاد الشيوعي الى الاقتصاد الحر.
ويذكر ان جايدر كان مطلق اولى عمليات الخصخصة في البلاد خلال عهد يلتسين، الا انه كان شخصية مثيرة للجدل وبخاصة بسبب التدابير التي اتخذها ومنها اقرار وقف التحكم بالاسعار بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ما جعله لا يتمتع بأي شعبية لدى الكثير من الشرائح الاجتماعية الروسية.
وادت سياسة الصدمة التي اعتمدها جايدر الى اغضاب ملايين الروس الذين شاهدوا قيمة مدخراتهم تتهاوى مع ارتفاع الاسعار بشكل كبير منذ الغاء الرقابة، وبخاصة ان الحكومات السابقة كان دوما تبقي الاسعار منخفضة حتى ولو جاء ذلك بشكل مزيف.
غير شعبي
كما ادت كل هذه الازمة حينها الى فقدان اعداد كبيرة من الروس لاعمالهم في الوقت الذي كانت فيه القطاعات الاقتصادية الموروثة عن الحقبة السوفييتية تسعى للتأقلم مع اقتصاد السوق.
ويقول المراسل السابق لبي بي سي في موسكو جايمس رودجرز ان جايدر، وعلى الرغم من افتقاره الى الشعبية، كان شخصية مؤثرة جدا.
يذكر ان جايدر عين في منصب رئيس الحكومة بالوكالة وكان لم يتجاوز عمره بعد الـ35 عاما، الا ان يلتسين لم يثبت جايدر يوما في رئاسة الحكومة، لان البرلمان الذي كان لا يزال متأثرا بالحقبة السوفييتية لم يكن ليصادق على تثبيت جايدر كرئيس للحكومة.
في المقابل، يقول محبو جايدر ان "علاج الصدمة" والاصلاحات الاقتصادية التي قام بها هي التي سمحت للاقتصاد الروسي بالازدهار في مرحلة لاحقة.
كما يشير الليبراليون الروس من انصار جايدر انه "كان شجاعا جدا ولم يخش اتخاذ تدابير مؤلمة وغير شعبية لكنها كانت ضرورية لتفادي انهيار اقتصاد البلاد".
من جهته، قال الرئيس السوفييتي السابق مخائيل غورباتشيف الذي كان يعارض الاصلاحات التي اقرها جايدر حينها انه "حزين لوفاة رئيس الحكومة الانتقالية السابق، ولكن على الرغم من ذلك، فمن الواضح ان سياساته كانت تشوبها الكثير من الاخطاء".
انقذ روسيا من الافلاس؟
واضاف غورباتشيف ان جايدر "جاء الى عالم السياسة مع طموحات كبيرة تتلخص بحل كل المشاكل دفعة واحدة".
ولكن للاصلاحي ونائب رئيس الحكومة الروسية السابق اناتولي شوبايس، رأي آخر اذ يرى ان "حظ روسيا عظيم لان جايدر كان الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي اصعب اوقات عاشتها البلاد"، خاتما ان "جايدر انقذ روسيا من الافلاس والجوع والحرب الاهلية والانهيار".
يذكر ان جايدر كان رئيسا لاحد مراكز الابحاث في موسكو وقد انتقد في عدة مناسبات سياسات الرئيس السابق ورئيس الحكومة الحالي فلاديمير بوتين.
وكان جايدر قد اصيب بعارض صحي منذ 3 اعوام في ايرلندا بينما كان يجري جولة ترويجية لاحد كتبه، وصادف هذا الحادث بعد يوم واحد من تسمم عميل الكاي جي بي السابق في لندن الكسندر ليتفينينكو ووفاته.
وكانت العوارض التي عانى منها جايدر قد اشارت الى تسمم، ولكن ذلك لم يتأكد، لكن جايدر حينها اتهم "اعداء له في الكرملن بالتحرك ضده".
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2009/12/091216_bk_russia_yegor_gaidar_obituary.shtml