شكر وتقدير للمحامي والباحث القانوني والمؤرخ الأستاذ جواد الظاهر على إهدائه مكتبته الشخصية العامرة للمحامي والباحث القانوني وليد محمد الشبيبي مفضلا إياه على غيره بمن فيهم الشخصيات المعنوية
قبل أكثر من عام رن هاتفي النقال وكان رقما غريبا وعندما رددت على المتصل سألني ان كنت أنا المحامي وليد محمد الشبيبي ، فأكدت له ذلك فقال أنا المحامي والباحث القانوني والمؤرخ جواد الظاهر وقد أخذت رقم هاتفك من المحامي الأستاذ هشام مالك الفتيان الراوي ، فرحبت به وبأستاذنا المحامي هشام الفتيان فأردف الأستاذ الظاهر قائلا بأن الدافع وراء الاتصال بي ورغبته بالتعرف علي واللقاء بي كان بسبب مقال طالعه لي عن كيفية تأسيس نقابة المحامين العراقيين وإجراء أول انتخابات لها في عقد الثلاثينات من القرن المنصرم حيث طالع المقال عن طريق صحيفة يومية صدرت قبل أيام ، فأستغربت ان تنشر لي صحيفة مقال دون علمي وهو في الحقيقة مقال نشر لي عام 2007 في إحدى صحفنا المحلية وبطلب من زميلي وصديقي المحامي والإعلامي صالح نجم المالكي الذي طلب مني مقالات لنشرها في صفحة قانونية يحررها هو وكنت اعتذر لضيق الوقت حتى أنجزت هذا المقال عن نقابتنا العزيزة ووقتها اتصل بي نقيب المحامين الأسبق المرحوم أسود المنشدي (أبو خلود) ليشكرني على هذا المقال وبأن النقابة قررت ان تنشره في لوحة الإعلانات لأهميته ، وهنا اتفقت مع الأستاذ جواد الظاهر ان أزوره في بيته الكائن في الكرادة بعد أيام وعندما التقينا يوم 8/10/2011 أخبرت الأستاذ الظاهر بهذه الحقيقة فجلب لي عدد الجريدة الحديث وتحت المقال اسمي الكامل ، عندها ابتسمت قائلا : ما دامت نشرت اسمي فهذا أمر مفرح وان نشر دون علمي ، فطلب مني الأستاذ جواد الظاهر المراجع التي استندت عليها لأنه على وشك ان ينجز كتابه الموسوم بـ(مؤتمرات اتحاد المحامين العرب السبعة 1958 – 1970 م) لهذا فهو يريد ان ينشر مقالي هذا بهذا الكتاب مع المراجع التي اعتمدت عليها ، وقبل ان أغادر بيته أخبرني انه يريدني ان أتردد على البيوتات والمنتديات الأدبية البغدادية ومنها تجمع أحفاد ثوار ثورة العشرين كون كاتب السطور من أسرة ساهمت في هذه الثورة ضد المحتل البريطاني آنذاك (ترددت على بعضها في أيام الحصار الجائر ومنها المجلس الأدبي الشعرباف في الكرادة والمجلس الثقافي المخزومي في المنصور وألقيت قصيدتين عن بغداد بطلب من القائمين على المجلس) وهنا قام الأستاذ جواد الظاهر بإهدائي نسخة من كتابه الموسوم بـ (ثورة العشرين – ثورة الشعب العراقي الكبرى عام 1920) فغادرت بيته ، بعد فترة اتصل بي الأستاذ جواد الظاهر ليخبرني بأن كتابه الموسوم بـ(مؤتمرات اتحاد المحامين العرب السبعة 1958 – 1970 م) قد صدر وانه يريد ان يهديني نسخة منه خصوصا ان مقالي عن كيفية تأسيس نقابة المحامين قد نشر فيه وأردف قائلا بأنه سيحضر لمقر نقابة المحامين ليهدي نسخا من كتابه هذا للسيد نقيب المحامين والسادة أعضاء مجلس النقابة فضلا عن بعض الأساتذة من المحامين ، وكان ذلك صيف عام 2012 وبالفعل التقينا في النقابة يوم 8/5/2012 واهداني الأستاذ جواد الظاهر نسخة من هذا الكتاب الهام ، بعد أيام قليلة نشرت مقالا عن كتابه هذا في إحدى صحفنا المحلية فأتصلت به وأخبرته بذلك فشكرني كثيرا وانه سيقتني عدد الجريدة ، بعد أيام اتصل الأستاذ الظاهر ليشكرني على المقال الذي أعجبه قائلا انه سبق الجميع في الكتابة عن إصداره هذا واستأذن مني ان يعيد نشره في صحيفة أخرى فوافقت ، بعد فترة تم إعادة نشر المقال في جريدة نقابة المحامين (القضاء الواقف) ، بعدها مضت فترة طويلة ليعاود الاتصال بي الأستاذ جواد الظاهر طالبا مني اللقاء فألتقيت في مكتبه يوم السبت الموافق 4/5/2013 أمام مستشفى الجادرية الأهلي الكائن في الكرادة الشرقية فأهداني نسخة من كتيب خاص بإصداراته وانه بصدد انجاز طباعة كتابه الجديد عن الزعيم عبد الكريم قاسم وانه سيهديني نسخة منه حال صدوره ، ثم أعرب عن الموضوع الذي دعاني للقاء به وهو انه اختارني من بين كل النقابات والمكتبات العامة وغيرهم كي يهديني مكتبته العامرة التي تضم كنوزا من المراجع الهامة الخاصة بالقوانين والبحوث التي لا يستغني عنها كل رجل قانون ، وهنا حقيقة فوجئت ان الأستاذ الظاهر قد فضلني حتى على مكتبة نقابة المحامين ومكاتب كليات القانون وغيرها ، وعندما شكرته لهذه الثقة الكبيرة لكني تساءلت عن سبب تفضيله لي على البقية ؟ قال بصراحة انأ وجدتك أهلا لأن تحتفظ بهذه المكتبة وتستفيد منها بما ينعكس على الآخرين من كتابات ومؤلفات ستصدرها بالمستقبل واني وجدت الآخرين سوف يهملونها في الأقبية المظلمة لتعلوها الأتربة ولا أريد لمكتبتي ان تكون الا في حوزة من هو أهل لها ويستفيد منها لا ان تهمل ، وهنا أعطاني نصف هذه المكتبة وفي المرة القادمة سيهيئ بقية هذه المكتبة الثمينة ، في ظهر يوم السبت الموافق 8/6/2013 التقيت بالأستاذ جواد الظاهر في مكتبه بالكرادة أمام مستشفى الجادرية واهداني ما تبقى من مكتبته العامرة تلك وأهديته بدوري إحدى إصداراتي (وهو الدستور الأمريكي بكافة تعديلاته مع الماكَنا كارتا) وكرر وعده بأنه سيحجز نسخة لي من كتابه الجديد عن الزعيم عبد الكريم قاسم ، فكل الشكر والتقدير والامتنان لأستاذي المحامي والباحث القانوني والمؤرخ جواد الظاهر الشمري على هديته التي لا تقدر بثمن وعلى الثقة العظيمة التي وضعها في كاتب السطور مفضلا إياه على سائر الجهات الأخرى وهذا لعمري لدي يعد أفضل من أي تكريم أو جائزة قد تكون شكلية أو مجاملة أو تقف ورائها دوافع سياسية أو ترويجية الخ مما نعرفه جيدا ، وشتان بين هذا وتلك الثقة الكبيرة التي يضعها كاتب ومحام كبير ومؤرخ معروف بحجم وقامة الأستاذ جواد الظاهر الشمري أطال الله عمره وإن شاء الله سوف لن نخيب ظن استأذنا الفاضل في الاستفادة من مكتبته العامرة التي كانت معه منذ خمسينات القرن المنصرم (في العهد الملكي) إلى يومنا هذا .
المحامي وليد محمد الشبيبي
بغداد – السبت 8 حزيران/يونيو 2013
بغداد – السبت 8 حزيران/يونيو 2013