الرئيسية
في البدء كانت ا
أحدث الصور
دخول
العمل/ المهنة : 
الموقع : الجزء الثاني والأخير من اللقاء الموسع مع فنانة العراق المهاجرة أمل سنان وفيها تبوح بأسرار قرارها بأعتزال التمثيل والهجرة نهائيا عن العراق !
حاورها وليد محمد الشبيبي
نيسان/أبريل 2013
الفنانة أمل سنان: لو لم أسلك طريق الفن لاخترت بالتأكيد مهنة المحاماة ، وهجوم لا أخلاقي من (زمرة المحترفين) كان وراء ابتعادي نهائياً عن التمثيل وهجرتي عن العراق نهائيا على الرغم من النجاح الكاسح لمسلسل (نادية)
في مرحلة التصوير لمسلسل (نادية) بدأت حملة هجوم شعواء ضدي قام بها أشخاص أزعجتهم فكرة تقبل شابة جامعية تأتي من الغيب وتحتل المرتبة الأولى وتحصل على حصة الأسد !
قررت الأبتعاد واعتزال التمثيل نهائيا بسبب أزدياد شدة الهجوم مع بداية عرض مسلسل (نادية) ونجاحه الباهر آنذاك وبدأ هذا الهجوم الشخصي يأخذ شكلا قبيحا بعيدا عن الأخلاق وأخذت الإساءات تزداد !
من ممكن أن يزعجه حصولي على الدور الرئيسي في عمل فني جديد سوى شخص كان في الحقيقة يرغب ويحتاج بشدة للحصول على هذا الدور !!
كان الموضوع مجرد تجربة جديدة بالنسبة لي قررت خوضها ولكن هناك المحترفين الذين كانت معيشتهم تعتمد على ما يحصلون عليه من عملهم وخصوصا في عالم تحتل فيه المنافع المادية الدرجة الأولى ليس من الممكن أن نتوقع ان أشخاص كهؤلاء قد لجأوا لكل الأساليب البعيدة عن الأخلاق بسبب حبهم للفن، فتصرفات كهذه لا يمكن أن تتواجد في عقول مثقفة و نفوس فنية قيمة!!
(نادية) لا تختلف كثيرا عن أمل سنان عام 1988 لكن أمل سنان اليوم تختلف كثيراً عن (نادية)
فلم (عازف البيانو) هو فلمي المفضل والذي لا أمل من مشاهدته مراراً وتكراراً وهو من بطولة أدريان برودي وتوماس كريتشمان وإخراج رومان بولانيسكي وإنتاج عام 2002 وتدور أحداثه في العرب العالمية الثانية وحصد العديد من الجوائز بما فيها أغلب جوائز الأوسكار
أمنيتي الخاصة هي أن يكون كل أحبائي بصحة جيدة وراحة بال أما أمنيتي العامة فهي أن يسود العالم الأمان والسلام
لقد أستقرت حياتي هنا في المانيا ولا يمكن أن أعود لحبيبتي بغداد التي أشتقت لها كثيراً الا كزائرة يوماً ما !
يعتمد المجتمع الشرقي على عنصر المجاملة كعنصر مهم للتعامل بينما ليس للمجاملة مكانا في التعامل الغربي
يومي المفضل هو اليوم المشمس الدافئ أيا كان ، شهري المفضل هو تموز، فصلي المفضل هو الصيف
لقد كنت بنتاً مدللة من قبل والدي الحبيب (رحمه الله)
لو قررت العودة للتمثيل فأني أحب الخوض في التفاصيل والتحليل بشكل عام لذلك فقد يكون دورا يلعب الصمت فيه دورا مهما ، ممتع هو التعبير الصامت
كنت أتكلم اللغة الأذربيجانية الممزوجة بقليل من اللغة التركمانية مع والدي المرحوم، اما والدتي فكنت أكلمها باللغة الروسية وهذه اللغتان كانتا لغاتنا المنزلية وفي نفس الوقت كانت اللغتان العربية والإنكليزية لغات الدراسة في المدرسة ثم الجامعة. اليوم لغتي المنزلية هي التركية الممزوجة بقليل من الألمانية أما اللغة التي أعبر بها بعفوية وفي الإطار الأدبي الأجمل اللغة التركية بلا استثناء
شعرت بالحنين لعالم التمثيل ما ان طالعت ما كتب عني في الويكيبيديا وسينما كوم وفيض الحب والمشاعر النبيلة من العراقيين الأحباء في مواقع الانترنت وفهمت أنه بقدر ما افرح رحيلي البعض فأنه قد أحزن الكثيرين وشعرت أن ما حدث لي لم يكن ما تستحقه هذه القلوب الطيبة
س 34 : هل تقصدين أغنية (شجاها الناس) التي غناها الفنان كاظم الساهر في بداياته ؟ أي التلحين والكلمات منك ؟
ج: بالتأكيد لا !! فما ألفته كان باللغة الفصحى واللحن كان غربي أكثر من أن يكون لحنا شرقيا بغداديا .
س 35 : هل هذه كانت تجربتك الأولى في التمثيل أم سبقتها تجارب أخرى عرضت على شاشة التلفاز وما هي ؟
ج :على الشاشة التلفزيونية كانت تجربتي الأولى .
س 36 : هل واجهت صعوبة في التمثيل لأول مرة ، وما هي ، وما رأيك بالفنان والمخرج حسن حسني الذي قاسمك دور البطولة في مسلسل (نادية) ؟
ج : لم أواجه صعوبة في التمثيل فالتمثيل كان موضوع دراستي الجامعية ولكن كان هناك الفرق بين التمثيل المسرحي والتلفزيوني الذي أدركته بشكل سريع لأننا وبعد تصوير كل مشهد كنا نشاهد الإعادة على المونيتور وهناك كنت استمع لملاحظات المخرج صلاح كرم إضافة لآرائي الشخصية بما أجده خطأ في ما عملت واعلم بأنه باستطاعتي إجراء الدور بشكل أفضل، كما قلت سابقا لقد حظيت بتشجيع من قبل المخرج صلاح كرم فهو يتعقب كل صغيرة وكبيرة عند قيامنا بالدور .
س 37 : كونك من أسرة فنية وأدبية ، هل ساعدك هذا في ولوج عالم الفن أم لا علاقة لهذا بخياراتك التي اتخذتها ؟
ج : لم يكن هناك أي علاقة بين عمل أسرتي وخياراتي ولم يكن لوالدي أي دور في قيامي بالعمل التلفزيوني ان كان اختيارا أو قبولا.
س 38 : من اكتشفك كممثلة ؟ ومن اختارك لتمثيل دور البطولة في هذا المسلسل ؟ وهل كان هناك اختبار ما لأختيار بطلة المسلسل أم تم ذلك بالصدفة وكيف ؟
ج : كنت طالبة في الجامعة في الصف الثاني عندما قمت بالاشتراك في مسرحية (فاوست كما أراه) وكان هذا مشروعي السنوي للسنة الدراسية الثانية ولقد تم العرض في مسرحنا الجامعي ولقد شاهد المسرحية إضافة للطلاب عدد من الضيوف الذين هم من خارج الكلية وعدد من النقاد الذين كتبوا آراءهم الايجابية عن مشروعنا الجامعي ...ا وبعد انتهاءنا من عرض المسرحية داخل الكلية تقبلنا دعوة من المسرح الوطني العراقي لنواصل عرض مسرحيتنا على المسرح الوطني حيث قام بمشاهدة المسرحية نقاد ومخرجين آخرين ولقد كان نجاح المسرحية قد لفت الأنظار إلى دوري وكنت في بداية السنة الدراسية الجامعية الثالثة عندما دعاني عميد الأكاديمية إلى مكتبه بالكلية وكان أول لقاء لي بالمخرج صلاح كرم هناك ولقد عرض علي الدور في يومها من قبل عميد الكلية والمخرج صلاح كرم .
س 39 : من كان عميد الأكاديمية آنذاك والذي تقصدينه ؟
ج : مع الأسف لا أتذكر اليوم اسم العميد في تلك السنة الدراسية . [كان عميد كلية الفنون الجميلة/جامعة بغداد الأستاذ الفنان أسعد عبد الرزاق للفترة بين 1973 – 1988 والأستاذ الدكتور عبد المرسل الزيدي للفترة بين 1988 – 1993 – وعلى الأغلب قصدت الفنانة أمل سنان الدكتور عبد المرسل الزيدي - لأنها أستدركت قائلة انه ليس الفنان أسعد عبد الرزاق لانها لم تلتقِ به]
س 40 : لماذا تركت التمثيل فجأة رغم نجاحك الباهر فيه وظهورك القوي في أول عمل فني قمت به ؟
ج : عند أواسط مرحلة التصوير لمسلسل نادية بدأت حملة هجوم ضدي قام بها أشخاص أزعجتهم فكرة تقبل شابة جامعية تأتي من الغيب وتحتل المرتبة الأولى وتحصل على حصة الأسد ولقد ازدادت شدة الهجوم مع بداية عرض حلقات المسلسل ونجاحه وبدا هذا الهجوم الشخصي يأخذ شكلا قبيحا بعيدا عن الأخلاق وعند النهاية بدا الهجوم يستهدف عائلتي أيضا وأخذت الإساءات تزداد على نطاق مادي !!! لو كان هذا قد حدث اليوم لكان رد فعلي مختلف ولكن عمري الصغير حينذاك وطبيعتي وتفكيري منعوني عن الرد بالمثل وقررت الابتعاد عن محيط كهذا وبالأخص تلك الزمرة .
س 41 : هل هذه (الزمرة) كما أطلقت عليها، من الوسط الفني أم الإعلامي أم من هم بالضبط ؟ فمن حق المشاهد ان يعرف (المذنبين الحقيقيين في خسارة العراق فنانة موهوبة وجميلة ومتألقة كالمبدعة (أمل سنان) ؟ هذا من جانب ومن جانب آخر كان على فنانتنا الشابة الموهوبة ان تدرك بأن (الشجرة المثمرة ترمى بالحجر) و(اذا ما طعنت من الخلف فهذا يعني بأنك في المقدمة) و(من يتكلم ورائك فهذا يعني بأنك أفضل منه) كل هذه الأمثال كان على فنانتنا ان تفرحها رغم كل تلك الأحقاد التي هي بعيدة كل البعد عن الإبداع والمبدع الحقيقي ، أما كان لأمل سنان ان تقاتل وتصمد ما دامت هي على حق وما دامت تدرك انها بالفعل قد نجحت وان ضريبة النجاح تلك الزوابع والرعود التي يثيرها الفاشلون فللنجاح أعداء كما تعلم فنانتنا أمل سنان ؟ هل أدركت ان سبب الهجوم هو نجاحك وكونك على حق أم لم تدركِ ذلك آنذاك وأنت بسن مبكر ليس في الفن فحسب بل في الحياة عموما وكانت تنقصك تجربة التعامل مع الآخرين ؟
ج : طبعا لا يمكن أن يأتي هجوم كهذا من الوسط الإعلامي أو الجامعي فالأمر بسيط ."من ممكن أن يزعجه حصولي على الدور الرئيسي في عمل فني جديد سوى شخص كان في الحقيقة يرغب ويحتاج بشدة للحصول على هذا الدور"!! أن قبولي للدور لم يكن له أي هدف مادي على الإطلاق لأنني كنت لا أزال طالبة ولم تكن على عاتقي أي مسؤوليات مادية كان الموضوع مجرد تجربة جديدة بالنسبة لي قررت خوضها ولكن هناك المحترفين الذين كانت معيشتهم تعتمد على ما يحصلون عليه من عملهم و خصوصا في عالم تحتل فيه المنافع المادية الدرجة الأولى ليس من الممكن أن نتوقع ان أشخاص كهؤلاء قد لجأوا لكل الأساليب البعيدة عن الأخلاق بسبب حبهم للفن، فتصرفات كهذه لا يمكن أن تتواجد في عقول مثقفة و نفوس فنية قيمة!!
كل الأمثال التي ذكرتها أستاذ وليد المحترم هي معروفة لدي ولقد أصبحت جزا من اعتقادي الفكري ولكننا في عام ٢٠١٣ وبيننا وبين ما حدث سنوات طويلة طبعا كنت لا امتلك الخبرة الكافية وأساليب القتال أمام هجوم قبيح كهذا فالمحيط الذي تربيت فيه كان أساسه الاحترام وحب العلم والطيبة وطبعا تجربتي الحياتية لم تكن كافية لمعرفة ما يمكن أن يصادفني وما هي إمكانياتي للإجابة مع عدم الخروج عن نطاق الأخلاق والمبادئ التي أؤمن بها.
س 42 : لو كان بيدك الخيار ؟ ففي أي زمن كنت تختارين ان تعيشي وفي أي مكان ولماذا ؟
ج : لكنت عشت في حقبة السبعينات في العراق في بغداد ... ما أجمل تلك السنوات بكل ما فيها من بساطة وأمان .
س 43 : لو لم تمارسي الفن والتمثيل فأي مهنة كنت ستختارين ؟
ج: لاخترت بالتأكيد مهنة المحاماة .
س 44 : من المعروف ان مهنة المحاماة مهنة متعبة وخطرة وهي مهنة (المخاطر والمتاعب) وأنت الإنسانة الفنانة الجميلة الموهوبة الرقيقة والمرهفة المشاعر ، فلماذا هذه المهنة بالذات التي جعلتها بديلا وخيارا افتراضيا لك ؟
ج : ان ما قلته عن حساسيتي هو سبب كافي لذكري لمهنة المحاماة كبديل للفن، لكنت قد مارست أمورا كثيرة فنية ولكن سؤالك كان يستثني الفن بشكل عام فأود أن أوضح هنا أن مهنة المحاماة بمصاعبها ومتاعبها هي ليست جديدة علي فلقد دخلت بشكل فعلي في عالم القضاء والمحاماة كمبتدئة (ولا أزال طبعا) منذ سنوات ولا يزال نضالي مستمر ضد الظلم وضد الخطأ فإذا سكتت أنا وسكتت أنت وسكتوا هم فمن الذي سيتكلم ؟ وما الذي سيتغير؟ ... بعد خوضي تجارب المحاماة فكرت مرات كثيرة (ليتني قد درست المحاماة) فانا أجد متعة كبيرة في عمل المحاماة حيث أنني أحب التركيز على الهدف والتعمق بالموضوع و تحليل تفاصيله وتعلم ومعرفة القوانين وتفاصيلها واحتمالاتها وثغراتها ، أن القوانين حيث أتواجد من العالم والدول المجاورة لي تتخذ عموما نموذجا واحدا كنموذج أساسي وتغير بعضا من نقاطه حسب حاجتها فالأساس عموما واحد ولكن المشكلة الكبيرة بنظري هي الحكام (القضاة) أنفسهم ففي الغرب الثقة والصدق هما عنصران أساسيان إلى درجة انه لا يتوقع الحاكم (القاضي) أن يكذب الشخص حتى لو لم يمتلك أدلة ، وعقولهم هي داخل قوالب مربعة الشكل لا مرونة فيها وكل هذه عناصر خطر يمكن أن تؤثر على النتيجة مهما كانت الأدلة التي تمتلكها ومهما كنت محقا، أما في الشرق (ولا اقصد هنا العراق لأنني لا امتلك أي معلومات عن القوانين العراقية وكيفية تطابقها مع الواقع) فالمرونة العقلية عالية إلى درجة انه حتى يمكن للغير التلاعب بعقل الحاكم وخسارة القضية أيضاً مهما كنت محقا ، أما بخصوص الخطر في هذه المهنة فأعتقد انه موجود في بعض الدول فقط .
س 45 : هل أنت نادمة على أمر ما فعلتيه في الماضي وما هو ؟
ج: لقد ندمت كثيرا على أمور قمت بها ولكن كان هذا شعوري حينها أما اليوم فلست نادمة على أي شيء قمت به في الماضي لأننا نتعلم الكثير من أخطائنا .
س 46 : لمن تقولي ما يلي :
1 – شكرا ؟
2 – أحبك ؟
3 – آسفة ؟
4 – أنا مدينة لك (لفضلك علي – أنا مدينة لك بالاعتذار ...الخ) ؟
5 – كم اشتقت إليك ؟
6 – نعم ؟
7 – كلا ؟
8 – لن أسامحك ؟
ج : أقول :
1 – شكرا ؟ لكل شخص قام بعمل أو قال كلاما يستحق الشكر .
2 – أحبك ؟ لكل شخص أحبه فعلا .ز
3 – آسفة ؟ لأي شخص عندما ينتابني شعور أني قد تسببت في إزعاجه أو عندما أجد المناقشة لا جدوى منها مع شخص لن يفهم ما أقول عندها قد أقول (آسفة أنت على حق) لكي يصمت !!
4 – أنا مدينة لك (لفضلك علي – أنا مدينة لك بالاعتذار ...الخ) ؟ لا أحب أن أكون مدينة لأحد فأسدد الدين بأسرع ما يمكن والأفضل هو أن لا يكون لي دين لأحد والحمد لله .
5 – كم اشتقت إليك ؟ أقولها لكل من أحبهم كلما انتابني شعور بالاشتياق .
6 – نعم ؟ لكل شخص يقول ما يتناسب مع المنطق .
7 – كلا ؟ استعملها بحذر وأقولها لكل شخص يجبرني ما يقوله على الخروج من نطاق المجاملة .
8 – لن أسامحك ؟ لا أستعمل هذه الكلمة !! فانا لا أنسى الإساءة ولكن المسامحة فليطلبوها من الله
س 47 : ماذا تقولين لأمل سنان ؟
ج : هذا شيء بيني وبينها !
س 48 : السؤال السابق والذي قبله يبين مدى دبلوماسيتك فلماذا لا تكوني صريحة أكثر فنانتنا ؟ فهل هذه الدبلوماسية هي نهج عام في حياتك بديلا عن الصراحة التامة أم لكونك في لقاء صحفي وعدا ذلك فأنت صريحة مباشرة أكثر من كونك دبلوماسية ؟
ج : بالنسبة للسؤال الأخير فاعتقد أنني قد تحدثت عن نفسي بكثرة وبالتفصيل عند إجابتي لأسئلتك المتعددة لذلك بالنسبة لجوابي لسؤالك الأخير فكرت انه لا باس لو ابتسمنا قليلا !! في العموم أنا لا اسمي أسلوبي بدبلوماسية بل اسميه حذر، أن الحذر لا يمنع الإنسان من الصراحة فانا أقول كل ما أود قوله بصراحة ولكني اختار كلماتي بحذر فانا مسؤولة عن كل كلمة أقولها حتى في حياتي الخاصة فانا أفكر مئة مرة قبل أن أتكلم حتى أنني أصبحت أتكلم ببطء
س 49 : بماذا تختلف (نادية) عن أمل سنان ؟
ج : لا تختلف كثيرا عن أمل سنان في عام ١٩٨٨
س 50 : لو كانت أمل سنان لا تختلف عن (نادية) في عام 1988 كثيرا فهل أختلف (عادل) أمل سنان كثيرا اليوم عن عادل (نادية) :؟ (عادل هو بطل المسلسل الذي قاسم البطولة مع أمل سنان وقام بدوره الفنان حسن حسني) ؟
ج: أظن أنه قد اختلط الأمر عليك هنا لأنني أجبت كما سألتني وهو أن أمل سنان في عام ١٩٨٨ لم تكن تختلف كثيرا عن (نادية) وهذا يعني انه أمل سنان اليوم تختلف عن (نادية) ، أما عن الجزء الثاني من سؤالك فأجيب بنعم لقد اختلف عادل فلقد أصبح أذكى بكثير !
س 51 : بمن تأثرت في الحياة عموماً والفن خصوصاً ؟
ج : بالتأكيد تأثرت بوالدي ووالدتي وهذا أمر ألاحظه بوضوح أكثر كلما مرت علي السنين أما بخصوص الفن فلا أتأثر بالأشخاص وإنما بكل عمل جيد وناجح .
س 52 : في بداياتك الفنية ، هل كنت تحلمين بالوصول إلى مستوى نجم سينمائي (أو نجمة سينمائية) وتتخذينه قدوة لك ، ومن هو (من هي) ومن تتابعين من النجوم حالياً محلياً/عربياً/عالمياً ؟
ج : أنا لا أجد هدفا مثل الوصول إلى مستوى نجم معين أو اتخاذه قدوة هو فعل منطقي أو صحيح لأنني أؤمن بأن النتيجة سوف لن تكون سوى تقليدا لذلك النجم وإيماني هو انه يجب على كل فنان واعي ان يتفاعل بمشاعره الحقيقية وان يستخدم أدواته الشخصية عند إجراءه لعمله ...... واليوم أنا لا أتتبع النجوم بل الأفلام الجيدة مهما كانوا الممثلين لأني (وهذا ما حدث بتتبعي للنجوم) أصبت أكثر من مرة بخيبة الأمل في عالم تحتل فيه المنافع التجارية دورا مهما .
س 53 : إجابتك أعلاه تترك انطباعا للمتلقي وربما من بينها (الثقة) أو (الغرور) فهل تجدين ان (الثقة) أو (الغرور) هو أمر ملازم للموهوب عموما والفنان خصوصا وهل أمل سنان الممثلة والموسيقية والفنانة والإنسانة واثقة من نفسها ومغرورة أم هي بعيدة كل البعد عن الغرور ؟ وهل كانت مغرورة بعد نجاحها الباهر في عام 1988 ؟ بصراحة مبدعتنا الكبيرة ؟
ج : أن الثقة شيء جميل أما الغرور فهو على العكس ... أنا لا أؤيد صفة الغرور ليس فقط عند الفنان ولكن عند أي ما كان ، في الحقيقة ليس للغرور علاقة بالفنان أو الفن أو النجاح .. الغرور هو مرض نفسي يحتاج إلى معالجة وهو أمر يبرز كأحتياج في الشخص الذي تنقصه الثقة بالنفس فالشخص الواثق فعلا من نفسه من قوله وأعماله لا يلجأ للغرور على الإطلاق !! وكيف لي أن اقبل على نفسي أن أكون مغرورة فانا كنت ولا أزال بعيدة كل البعد عن الغرور أو التكبر!! أما بالنسبة لسؤالك لعام ١٩٨٨ " فكما كان عام ١٩٦٦ كذا هو عام ٢٠١٣ وكما قلت في بداية اللقاء جوابا على واحدة من أسئلتك فروحي و قلبي هما المعادلة الكيمياوية التي لم ولن تتغير".
س 54 : دور محلي/عربي/عالمي كنت تتمنين القيام به ؟
ج : أي دور يعتمد على قصة واقعية .
س 55 : ماذا تمثل لك الأفلام الآتية :
ج :
1 – ذهب مع الريح ؟ ج : الاكتئاب .
2 – العراب (أي جزء تفضلين من أجزائه) ج : مع الأسف لم أشاهده
3 – قبلة فرنسية (بطولة ميغ ريان إنتاج عام 1995) فلم رومانسي/ كوميدي ج: الحقيقة والواقع ويعني القدر
4 – سلسلة أفلام جيمس بوند ؟ الراحة والتسلية
س 56 : هل هذا يعني انك لا تجعلين أفضل فلم في تأريخ السينما (ذهب مع الريح ، إنتاج 1939) من أفلامك المفضلة وهو من كلاسيكيات السينما العالمية ؟ (لعل ذلك مفاجئ للمتلقي وللمعجبين بفن أمل سنان) ؟
ج : لم يكن سؤالك عن القيمة الفنية للفلم بل ماذا تعني لي هذه الأفلام.... فالقيمة الفنية هي بالتأكيد لا مثيل لها خصوصا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تلك السنوات والإمكانات التقنية الضئيلة بالقياس ليومنا الحالي وأما الأداء وخصوصا لسكارليت فليس للمشاهد سوى الانحناء تقديرا أمامه!! .... ما كنت أعنيه بالاكتئاب هو شخصية المرأة التي كانت تمثلها سكارليت والتي أثرت علي سلبيا، فانا اقدر المرأة الواثقة من نفسها ذو الوقفة القوية في الحياة حتى أن صديقاتي اختارهم من هذه الفئة فانا أجد الحوار وتبادل الآراء ممتع مع امرأة حرة التفكير والاختيار في حياتها ! وأخيرا أود أن أقول أن الفلم المفضل لدي والذي لا يمكن أن أملُّ من مشاهدته وهذا ما يحدث نادرا والذي اعشق كل لحظة فيه هو فلم (عازف البيانو) من إخراج رومان بولانيسكي. (فلم "عازف البيانو" من بطولة أدريان برودي وتوماس كريتشمان وإخراج رومان بولانيسكي وإنتاج عام 2002 وتدور أحداثه في العرب العالمية الثانية وحصد العديد من الجوائز بما فيها أغلب جوائز الأوسكار في تلك السنة) .
س 57 : يبدو أنك منحازة لمهنتك الحالية كمدربة للعزف على البيانو فأخترت هذا الفلم فلمك المفضل ؟
ج : لا ليس الموضوع له أي علاقة بالبيانو او بحكم مهنتي اليوم، ولكن هذا النمط من الأفلام اعشقها فهي قصص حقيقية رائعة والإخراج رائع أما الأداء فلا يوصف بنظري .
س 58 : من هو ممثلك المفضل ممن قاموا بأدوار جيمس بوند (سين كونري – روجر مور – تيموثي دالتون – بيرس بروسنان ... الخ)
ج : سين كونري .
س 59 : أي نوع من الأفلام تحبين أكثر ، الاكشن ، الرومانسية ، الواقعية .. الخ ؟
ج : الرومانسية والواقعية .
س 60 : ماذا تقولين عما يجري بالعراق اليوم منذ عام 2003 والى الآن ؟
ج : مؤلم جداً ما أصاب العراق فالهجوم كان ولا يزال من الخارج ومن الداخل والمؤامرة واضحة وهي على نطاق واسع وتشمل الوطن العربي بكامله وهل من جديد فيما أقول ؟ لا اعتقد انه من الصعب معرفة القاتل والمقتول. ولا اعتقد انه يكفي فقط إبداء الآراء السياسة وهذا ما يحدث باستمرار دون أي جدوى الكل يستمع أو يقرأ الأخبار يبدي الرأي والحال هو كما هو وحتى أسوأ فربما تتساءل ما هو الحل إذا ؟ فأيماني هو التوعية ليست فقط على النطاق الجماهيري بل على نطاق شخصي وهو الأهم بنظري لأنه أساس الإنسان وبداية تكوينه النفسي والعقلي وهو بيته، عائلته وليست فقط مدرسته أو حكوماته التي قد تكون في سبات عميق... فالتوعية تبدأ بالشخص نفسه من فهم نفسه، تطوير نفسه، فهمه الشخصي لبيئته وواقعه ومن ثم توعية أبنائه الذين يشكلون مستقبله ومستقبل وطنه وأمته .
س 61 : فنانتنا أمل سنان أنت عراقية تركمانية ومن أم أذربيجانية ؟ ماذا يعني لك هذا وهل لا زلت متواصلة مع أصدقائك ومعارفك العراقيين من التركمان خصوصا والعراقيين عموما أم لا ومن هي صديقتك المفضلة والمقربة بالعراق وخارجه اليوم ؟
ج: كون والدي رحمه الله عراقي تركماني ووالدتي أذربيجانية إضافة إلى المحيط العائلي والذهنية الذي تربيت عليها كان له تأثيرا كبيرا في نظرتي للعالم والإنسان فالإنسان بالنسبة لي هو واحد قيمته هي بقدر إنسانيته مهما كان لونه دينه أو جنسيته !!
للأسف لم يعد لي أي اتصال بأصدقاء المدرسة أو الجامعة بعد رحيلي وهجرتي عن العراق
س 62 : ما هي أمنيتك الخاصة والعامة ؟
ج : أمنيتي الخاصة هي أن يكون كل أحبائي بصحة جيدة وراحة بال ... أما أمنيتي العامة فهي أن يسود العالم الأمان والسلام .
س 63 : هل تفكرين بالعودة للعراق والاستقرار فيه ، ومتى ؟
ج : أن الاستقرار في بلد ما يستوجب جهدا ووقتا كبيرا ، بالنسبة لي فلقد استقرت حياتي هنا ومن الصعب جداً أن أبدا كل شيء من جديد ... بالنسبة لزيارة بغداد نعم بالتأكيد ولقد اشتقت للعراق بالرغم من علمي أنها تغيرت ولكنها في الأذهان كما كانت ولا أظن أن أكثر ما كنت أحبه يمكن أن يتغير وهو النظر إلى ملايين النجوم البراقة التي لا مثيل لها في سماء بغداد الجميلة .
س 64 : بماذا يختلف المجتمع الشرقي عن المجتمع الغربي ؟
ج : المجتمع الغربي مجتمع ملتزم واعي لواجباته، يحترم القوانين وحقوق الإنسان، يعي مسؤولياته تجاه الطبيعة والحيوان " ولا أتحدث هنا سوى عن الدولة التي أعيش فيها والدول المجاورة لها" فهناك من الدول والمجتمعات الغربية التي ليس من الممكن وصفها بهذه الصفات.
أما المجتمع الشرقي فهو مجتمع القلب الدافئ والروح الطيبة هو مجتمع القيم النبيلة ، المجتمع الشرقي هو مجتمع ملتزم وواعي بواجباته تجاه عائلته واحترام الوالدين ، يعتمد المجتمع الشرقي على عنصر المجاملة كعنصر مهم للتعامل بينما ليس للمجاملة مكانا في التعامل الغربي.
س 65 : يوم الأسبوع المفضل لديك ، والشهر المفضل لديك ، والفصل من فصول السنة المفضل لديك ؟
ج : يومي المفضل هو اليوم المشمس الدافئ أيا كان ، شهري المفضل هو تموز، فصلي المفضل هو الصيف .
س 66 : هل الحب كما في روميو وجولييت وقيس وليلى هو مجرد وهم في عصرنا الحديث أم هو موجود بالفعل وماذا تقول عن ذلك الفنانة الجميلة أمل سنان خصوصاً ان اغلب الأفلام والمسلسلات العربية والأجنبية تضع هكذا علاقة محور للعمل الفني بما يختلف عن الواقع ، وهل (الحب) الأفلاطوني هذا قد تغير حاضراً عن الماضي ولماذا ؟
ج : الحب بالتأكيد موجود كما في روميو وجولييت وقيس وليلى .... ولكنه وهم لمن لا يعرف معناه الحقيقي ولمن لا يستطيع أن يحب. ليس للحب ماضي أو حاضر فالحب شعور بشري مهم كالغذاء والهواء ، الحب كان وسوف يكون دائما ، الحب واحد من أهم وأنبل عناصر الوجود البشري ، حب الخلق للخالق، حب الوالدين، حب الأطفال حب الأزواج، حب الكائنات لبعضهم ، ويعتمد الموضوع بشكل أساسي على العائلة والمحيط الذي تربى فيها الشخص فكلما زادت كمية الحب التي تلقاها الشخص من قبل عائلته ازدادت بنفس المقدار قدرته على الحب والعطاء بكافة أشكاله . وأنا أؤيد المقولة (فاقد الشيء لا يعطيه) .
س 67 : هل العالم أفضل الآن بوجود الانترنت والفضائيات بالآلاف وبقية وسائل الحضارة والتطور والمدنية أم العكس وما هي ايجابيات هذا وسلبياته على المجتمع والتواصل الاجتماعي وبالأخص على الأجيال الصاعدة ؟
ج: بالتأكيد أن العالم أفضل الآن بوجود الإنترنيت والفضائيات ليتنا امتلكنا هذه الإمكانيات في أيامنا الدراسية!! فالايجابيات لا تحصى لأنها كثيرة سأذكر بعضا منها وهي السرعة واختصار الوقت في الحصول على المعلومات وأيضاً في التواصل الاجتماعي . اما السلبيات فإن مسببها ليس الإنترنيت أو بقية وسائل الحضارة بل الشخص الذي يستعملها وكيفية استعماله لها وفي أي الاتجاهات والمواضيع يفضل استعمال هذه الأدوات الحديثة.
س 68 : ممكن ان تطلعي معجبيك ومتابعي أخبار الفنانة أمل سنان على تفاصيل يومك ومفرداته وما اعتدت ان تقومي به يومياً ؟
ج : أنا اخطط ليوم غد منذ اليوم الذي يسبقه وأعطي الأولوية طبعا لمسؤولياتي وعملي .. الرياضة هي شيء لابد منه ، أحب السير ومشاهدة الطبيعة وهي جميلة جداً هنا ، أحب لقاء أصدقائي وتبادل الأحاديث معهم أن كان بتبادل الدعوات أو بلقائنا في مكان آخر نفضله خارج البيت حيث انه بإمكاننا تبادل الأحاديث والاستمتاع بوجبة طعام لذيذة نفضلها أو نود تجربتها لأول مرة ، أحب السفر لزيارة أقربائي أو أصدقائي الموجودين في بلدان مختلفة ، وفي نهاية كل يوم وبعد انتهائي من مسؤولياتي تأتي واحدة من اللحظات التي انتظرها بفارغ الصبر وهي خلوتي بنفسي لسماع الموسيقى القراءة والتفكير.
س 69 : هل كانت طفولتك سعيدة ، وهل كنت مدللة ؟
ج : نعم كانت طفولتي جميلة جداً مليئة بحب وحنان الوالدين وهذا أجده نعمة من الله لا يحصل عليها كل البشر، بالنسبة للدلال أظن أني كأي بنت كنت مدللة من قبل والدي الحبيب رحمه الله .
س 70 : أنت ابنة الأستاذ الدكتور المرحوم سنان سعيد عبد القادر ، وهو كان (رحمه الله) يتمتع بمواهب متعددة فضلاً عن أخلاقه العالية وتواضعه الكبير ورحيله اثر كثيراً على معارفه وتلامذته في قسم الإعلام/ كلية الآداب – جامعة بغداد (كان رئيس قسم الإعلام/كلية الآداب/جامعة بغداد) ، فقد كان والدك المرحوم شاعراً وقاصاً وأديبا وإعلامياً ورساماً وغير ذلك من المواهب التي نادراً ما تجتمع في شخص واحد كما انه رحمه الله كان مثالاً للطيبة ولم يعرف عنه الحقد والضغينة بحق الآخرين مهما تجاوز على حقه هؤلاء ، وأيضاً كان المرحوم لا يحب السياسة ولا يود الخوض فيها لرأي خاص به رحمه الله ، ماذا بقي راسخاً بذاكرتك عن والدك المرحوم وما هي الصفات والمواهب التي ورثتها عنه وهل أنت اقرب لوالدك أم لأمك (أطال الله عمرها) وأية موهبة شجعك عليها والدك (رحمه الله) ؟
ج : لا اذكر هذا لأنه والدي فقط بل أقول الحمد والشكر لله لأنه رحمني بوالدة في قلبها حب وإنكار الذات ما ليس له نهاية ووالد نادر في هذا الوجود وهذا ما اشعر به كلما مرت السنوات وازدادت تجاربي مع الناس، الحمد لله أنا كلي افتخار وامتنان لوالدي بما تركه لنا من ميراث مليء بالقيم والمبادئ وما تركه من إنجازات تذكر حتى اليوم لأنها كانت إنجازات طيبة و صادقة هدفها خدمة وطنه والإنسان.. نعم أنت محق في كل ما ذكرت عن والدي المرحوم لقد كان بالمواصفات التي ذكرتها وكم هو دقيق وصفك له، نعم كان إنسان ذو مبادئ لا تتغير، إنسان هادى وصبور بشكل مذهل مهما حدث، كان إنسان يحب وطنه ، متواضع جداً لا تهمه الماديات الدنيوية، يحب الفن من رسم، تأليف موسيقي وغناء، كان يمضي يومه مشغولا بالكتابة ويشجعنا على القراءة بشكل دائم يشتري لي ولأخي المجلات والكتب التي نحبها بشكل مستمر، استطيع أن أقول أنني أشبه والدي ليس فقط بطول قامتي فقط بل أيضاً باهتماماتي كحب الرسم الموسيقى والأدب و أيضاً بحساسيتي عند تفاعلي مع الحياة والناس ... مع فرق واحد وهو أن رد فعلي أمام موقف غير عادل يكون شديدا جداً فالدم يغلي في شراييني أمام الظلم وليس باستطاعتي الصمت والتسامح أمام موقف غير عادل .
س 71 : هل وفاة والدك (رحمه الله) كان لها أثر في اتخاذ قرارك بإعتزال التمثيل أم انك اتخذت هذا القرار بمعزل عن والدك (رحمه الله) ، بمعنى لو لا زال على قيد الحياة فهل هذا سيغير من الخيارات التي اتخذتها في حياتك وبضمنها عدم اعتزال التمثيل ؟
ج: لقد تربيت في محيط يسوده الحب، الديمقراطية والثقة التامة فكما انه قبولي لدوري في المسلسل كان قراري الشخصي كذا كان قرار الابتعاد قراري الشخصي وأقول الحمد لله لأنه بهذه الطريقة علمني والدي ووالدتي شيئا مهما جداً في الحياة وهو الاعتماد على النفس في كل الأمور مهما كانت الصعوبات والثقة التامة بالنفس.
س 72 : هل اتصل بك منتج أو مخرج بعد اعتزالك التمثيل وحاول ان يثنيك عنه ، واذا حصل ، متى ومن هو أو هم ، أم تعمدت الاختفاء كلياً للتخلص من هكذا مطالبات ؟
ج : لقد ابتعدت عن التمثيل ورحلت من العراق بعد تخرجي مباشرة في عام ١٩٨٩ وكان هذا قبل وفاة والدي وليس كما يكتب ١٩٩١ ولم يكن ابتعادي من اجل التخلص من الطلبات ولكني تعمدت الاختفاء بسبب الإزعاجات والمضايقات التي أصابتني وعائلتي والتي كانت بعيدة عن مفاهيمي وقيمي .
س 73 : هل تطالعين الشعر والأدب ومن هو شاعرك أو أديبك أو كاتبك المفضل ؟
ج : لدي شهية للشعر والأدب لا نهاية لها فانا أقرأ كل ما يصادفني فإذا أعجبني احتفظ به وأتتبعه باستمرار ولكن اكتشافي لاهتمامي وحبي للأدب كان بعد رحيلي من العراق بسنوات طويلة ولم يكن حينذاك من الممكن الحصول على مصادر عربية فتوجهت للمصادر الأجنبية والتي كانت على الأغلب تركية و إنكليزية فهناك الكثيرين من القدماء وأيضا الأدباء الحديثين الممتازين فانا أحب الذكاء وعنصر المفاجئة في الشعر فمن المفضلين لدي اذكر بعضا منهم Can Yūcel و Murathan Mungan ومن العرب نزار قباني و محمود درويش.
س 74 : من اختار لك اسم (أمل) والدكم المرحوم أم أمك (أطال الله عمرها) ولو شئت اختيار اسمك بنفسك ، فأي اسم تختارين ؟
ج: اسم أمل كان اختيار والدي الحبيب رحمه الله، وفي مرحلة مبكرة من حياتي لم يكن يعجبني حتى أني كنت أتمنى تغيره واختيار اسم آخر لم أكن حتى اعلم ما قد يكون ( ذهنية طفولية) ! ولكن بعد مرور السنوات لاحظت مدى تأثير اسم الإنسان على مجرى حياته ومدى تفاعل الاسم مع شخصية الإنسان لذلك أن شاكرة وممتنة اليوم لوالدي رحمه الله بسبب اختياره اسما بهذا المعنى الجميل .
س 75 : لو قررت العودة للتمثيل فجأة وعرضت عليك أدوار ، فأي دور ترينه الأنسب لك حالياً ؟
ج : أحب الخوض في التفاصيل والتحليل بشكل عام لذلك فقد يكون دورا يلعب الصمت فيه دورا مهما ! ممتع هو التعبير الصامت !
س 76 : ما نسبة عودتك لعالم الفن والتمثيل بالتحديث من المائة (من 1 % إلى 100 %) ؟
ج : ليس هناك أي شيء مضمون في هذه الحياة اسمه ١٠٠٪ ، وبعد قراءتي ومعرفتي لما جرى ويجري بعد ابتعادي عن التمثيل اشعر اليوم بمسؤولية كبيرة لذلك يعتمد ارتفاع نسبة القبول بارتفاع القيمة الفنية لذلك العمل.
س 77 : هل جربت الغناء ولو بينك وبين نفسك ؟ وأية أغاني تطربك أكثر ، العربية أو التركمانية ، أو الأذربيجانية أو الانكليزية أو غيرها ؟
ج : طبعا جربت الغناء بيني وبين نفسي و حتى في صحبة أصدقائي القريبين فلدي إذن موسيقية ممتازة اما صوتي فهو تحت الوسط وذاكرتي الغنائية يرثى لها فلا توجد أغنية واحدة أجيد كلماتها حتى النهاية هذه أدلة قاطعة على أنني لم أولد لأكون مغنية حتى لو كان بين و بين نفسي ! ربما كان ابتعادي عن الوطن العربي سببا ربما كانت دراستي منذ الطفولة المبكرة للموسيقى الكلاسيكية الغربية سببا آخر وربما كان هذا ذوقي الموسيقي بالرغم من البيئة والظروف ولكني بالتأكيد أفضل الموسيقى الغربية الحديثة والقديمة ، الموسيقى اللاتينية ، الموسيقى الغربية الكلاسيكية الحديثة ، والموسيقى الشرقية التراثية، ونادرة هي الأغاني الشرقية الحديثة التي تعجبني .
س 78 : أخر مرة زرت فيها المدينة العراقية الشمالية الجميلة (كركوك) التي تضم أناساً طيبين يمثلون عراقاً مصغراً بين تركمان وعرب وأكراداً وآشوريين وغيرهم ، وكونك عراقية تركمانية (من ناحية الأب) وأذربيجانية (من ناحية الأم) فأية لهجة طاغية في أسرتك (التركمانية ، الأذربيجانية ، العربية ، الألمانية) أم هي مزيج بين هذا وذاك ؟
ج : كنت أتكلم اللغة الأذربيجانية الممزوجة بقليل من اللغة التركمانية مع والدي المرحوم ، اما والدتي فكنت أكلمها بالغة الروسية وهاتان اللغتان كانتا لغتانا المنزلية ... و في نفس الوقت كانت اللغتان العربية والإنكليزية لغات الدراسة في المدرسة ثم الجامعة. اليوم لغتي المنزلية هي التركية الممزوجة بقليل من الألمانية. آخر مرة زرت فيها كركوك كانت عندما كان عمري ١٦ عاما أو شئ من هذا القبيل، أن ظروف عمل والدي المرحوم وارتباطه برئاسة قسم الإعلام والمسؤوليات الكبيرة التي كانت على عاتقه منعته من التنقل الدائم وزيارة كركوك وكذلك الحال معي كأبنته ، اذكر عدة سنوات لم يستطع والدي أخذ إجازة للالتحاق بنا في سفرتنا خارج القطر في العطلة المدرسية الصيفية وبقى في العراق ولم يستطع الافتراق عن عمله بالرغم من وجود عطلة دراسية صيفية في الجامعة أيضاً.
س 79 : عادة اذا أراد المرء ان يعبر تماماً بلغته أو لهجته الأم عما يجول بخاطره فأية لغة تستخدمين والتي تعبر عما تعنينه بالضبط ؟
ج: أن اللغة التي استخدمها للتعبير التلقائي والعفوي تغيرت عدة مرات في حياتي، كان أساسها مدى استخدامي للغة المعينة ، ومن المنطقي عند بداية حياتي كانت اللغة الروسية والأذربيجانية، ثم أصبحت اللغة العربية بلا استثناء لسنوات طويلة حتى بعد رحيلي من العراق ولكن أنقطاعي عن العالم العربي وعدم وجود الإنترنيت حينها وحاجتي الملحة للقراءة أجبرتني للجوء إلى مصادر أجنبية وهي بالدرجة الأولى مصادر تركية ثم إنكليزية ، اليوم أستطيع التعبير بكل اللغات التي أتكلمها بدون أي صعوبة ولكن إذا ما سألتني أية من اللغات تعبرين بها بعفوية اكبر وفي إلاطار الأدبي الأجمل ؟ سيكون جوابي هو اللغة التركية بلا استثناء"!!
س 80 : هل شعرت بالحنين لعالم التمثيل ومتى ؟
ج : نعم!! في اللحظة التي قرأت الويكيبيديا، ثم سينما. كوم ، وتعليقات أخرى عن أمل سنان التي ابتعدت عن التمثيل منذ ٢٤ عاما، شعرت حينها بالحب والتقدير والوفاء الحقيقي وفهمت أنه بقدر ما افرح رحيلي البعض فانه قد أحزن الكثيرين وشعرت أن ما حدث لم يكن ما تستحقه هذه القلوب الطيبة .
س 81 : وأخيراً سؤال كنت تتمنين ان يطرح عليك اكتبيه وأجيبي عليه ؟
ج : لقد تطرقت لكل المواضيع أستاذ وليد المحترم وكانت أسئلة ممتعة ومتنوعة أخذت مني وقت لا باس به للإجابة ليس لأنها معقدة ولكن لأنها اضطرتني بين حين وآخر للتوقف للتفكير في ما مضى الذي انتهى بعضا بدموع وبعضا آخر بابتسامة ، وبالنتيجة كانت رحلة ممتعة لأيام طواها الزمن بايجابياتها وسلبياتها .
س 82 : شكرا للفنانة الرائعة الجميلة والأنيقة أمل سنان على الوقت الذي خصصته لمعجبيها عشاق فنها في العراق وخارج العراق ، كلمة أخيرة تودين ان تقوليها ؟
ج : ماذا استطيع قوله يا أستاذ وليد المحترم غير الشكر والامتنان لك ولجهودك القيمة وأتمنى لك النجاح الدائم في كل أعمالك وأتمنى كل الخير والسلام والآمان لكل الناس الطيبين في الوطن الحبيب .
عدل سابقا من قبل وليد محمد الشبيبي في الإثنين 01 يوليو 2013, 11:52 am عدل 4 مرات
