حين تصرخ الزوجات .. زوجي ولد امه
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر فِيَّ الطفولة
يوما على صدر أمي
وأعشق عمري لأني
إذا مت
أخجل من دمع أمي...
ليس محمود درويش صاحب هذه القصيدة الرائعة، ولا مرسيل خليفة الذي جعل كل أبناء الوطن العربي يرددون لحنها الذي يستنهض الهمم بحمولته الثورية...!
الواقع أن كل الرجال وبشهادة الزوجات لديهم هذا الحنين الذي يتحول أحيانا إلى شيء يغضبهن ويثير أعصابهن حين يفرغ هذا الحنين من كل حمولته الشاعرية والرومانسية ويأخذ هذا الحنين لبوس النكاية في الزوجات اللاتي لسن ببراعة ولا قوة أمهات الأزواج... النساء غاضبات من رجال معجبين بأمهاتهم ويراودهم الحنين إلى كل ما كانت تقوم به الأمهات...
هل لهن الحق في ذلك؟ سؤال تجيب عنه شهادات الزوجات المعجبات بآبائهن،، لكن يرفضن هذا الحق لأزواج معجبين بأمهاتهم.
راجلي ولد امه (صافي)
تقول حنان وهي زوجة وأم لطفلين،،، »زوجي رجل مسالم، تزوجنا عن حب ووثقنا علاقتنا بأواصر التفاهم والمودة، ولكن وكما يقول المثل (حتى زين ما خطاتو لولة)، فقد طلع في البحث أن زوجي ابن أمه، أي كما نقول (ولد امه) وهذا التحيز القوي لأمه أو بالأحرى الارتباط المرضي، لمست بوادره في فترة الخطوبة لكني تجاوزت الوقوف عند هذا الأمر اعتقادا مني أنه ليس بحجم المشكلة التي يجب أن تناقش قبل الارتباط، لكن مع الأيام قد يعصف تضخمها بزواجنا مهما كانت متانة رباطه،،
فزوجي بعد أن ضمنا بيت الزوجية وتعرت كل رتوشات فترة الخطوبة، بدا أنه لايراني إلا من خلال أمه وتصرفات أمه.. أو أنه يبحث في عن أم أخرى يبذل قصارى جهده لصياغتها على مزاجه، بدأ أولا بالتعليق المهادن على كل تصرفاتي، من قبيل »أمي لم تكن تفعل كذا.. أو أمي كانت تتصرف بطريقة أخرى، لو واجهتها نفس المشكلة وأصبح شبح »أم زوجي« يطاردني في كل زوايا بيتي وفي كل تصرفاتي من جزئيات ترتيب البيت، إلى الطبخ وتربية الأبناء،
،تحملت بما فيه الكفاية تبعات هذه المقارنة، على الاقل عندما كان الأمر لايتعدى حدود التعليق أو مجرد التلميح، لكن لما وصل الأمر منطقة الخطر وأصبحت كل تصرفاتي كزوجة لاترضي أو لا تروق »السيد زوجي« لأنها ليست طبق الأصل لتصرفات أمه.. أصبح ضروريا أن أثور لكرامتي ومركزي كزوجة لها خصوصياتها ولها قناعاتها.. الأمرطبعا لم يتقبله زوجي المريض بأمه، وأصبحنا نتشاجر لأتفه الأسباب، ويصيبني هذا الرجل في مقتل عندما ينتقد طريقتي في الطبخ أمام الضيوف ويستحضر دائما نفس المقارنة.
والنتيجة أن هذه المقارنة المريضة بيني وبين أمه جعلت زواجنا على حافة الفشل.. فأنا لم أعد أحتمل.. فقد تحملته.. راودته ليتخلى عن هذا الطبع..التمست له الاعذار واعتبرت الأمر طبعا وعارضا نفسيا قد يستقيم مع طول العشرة، لكنه لايزيد الأمر إلا امعانا كلما تجاوزت عن أخطائه... فعلا أقول من هذا المنبر أن هذا المرض، أو الحالة النفسية التي تنتاب بعض الأزواج المريضين بأمهاتهم ليست عارضا، ولكنها مشكلة حقيقية تستدعي البحث في أعماق التحليل النفسي«.
الرجل طفل صغير يريد (الزوجة ـ الأم)
زوجة أخرى استطاعت تخطي مرحلة الخطر بعد أن قادت زوجها إلى العيادة النفسية »مَزَاجاً« كما تقول »ليس عيبا أو انتقاصا من قدر الزوجة التي تحس أن زوجها عنده هذا الميول أو الانجذاب إلى أمه، أو شخصية أمه التي طبعت طفولته وشبابه، ماذا يضير الزوجة تضيف »ماريا« إذا تعرفت على ما يريده زوجها وما يحبه مما كانت تقدمه له والدته وتفعل مثلها..
نحن نعرف أن الأم هي أكثر إنسانة تفهم ابنها، وتعرف ما يحب وما لا يحب، لذلك إذا أرادت الزوجة اسعاد زوجها فلابد أن تعرف ماذا كانت تقدمه له أمه وتفعل هي نفس التصرف، وعموما نعود إلى مقولة »الرجل طفل صغير« يجب أن تعامله زوجته بحنان وود وتلبي طلباته مثل ما كانت تفعل أمه، ولا أرى في ذلك عيبا«.
.. السيد زوجي لست أمك!
نفي قاطع أكدته السيدة هدى وهي ممرضة تقول »ما ذنبي إذا كان زوجي يرى أمه مثالا للزوجة والأم التي ينبغي أن تكون عليها أي سيدة، وهو طرح لا أحبذه ولا أستسيغه؛ كيف أسير على خطى أو شاكلة امرأة عاشت بين جدران بيتها، لم تلج مدرسة أو جامعة وليس لها علاقات اجتماعية، لها خصوصياتها ولها قناعاتها، أسيرة عاداتها وتقاليدها، لا يمكنها أن تكون مثلي ولن أكون مثلها لذلك أنا أرفض إجراء أي مقارنة بيني وبينها.. ولا تتدخل في أمور بيتي وتربية أطفالي، وزوجي حين يريد أن يأكل أطباقا، ويشتهي وصفات يرى أن أي امرأة أخرى لا تتقنها مثل أمه، أنصحه بأن يزورها ويأكل عندها!«
كل فتى بأمه معجب!!
منيرة طبيبة أطفال، زوجة وأم لبنتين، تعلق على الظاهرة قائلة »هذا النوع من المقارنة بين الزوجة وأم الزوج حاصلة بالفعل، وللأسف يقع فيها الكثير من الأزواج، لكن شخصا لا أراها بحجم المشكل الذي يمكن أن يقض مضجع الزوجة، إذا كانت ذكية... فهذه المقارنة لا أعتقد أن فيها تحقيراً للزوجة من طرف الزوج أو تقليلاً من دورها كامرأة، خصوصا إذا اعتبرت الزوجة أن أقرب إنسان وأحب إنسان للزوج هي أمه، وهو إن أراد زوجته أن يكون فيها شيء من أمه فلأنه يحبها ويقدرها، والزوجة بيدها أن لا تسقط في شرك الشق السلبي فقط من هذه المقارنة إن أرادت وذلك بالتغاضي عن تعليقات زوجها أو المهادنة بجعله يعتقد أنها تحاول أن تكون في تصرفاتها كأمه، أو الثناء على بعض هذه التصرفات كنوع من المجاملة للزوج... مثل الثناء والإعجاب ببعض الأشياء التي تتقنها أم الزوج.. في الطبخ أو اللباس أو ترتيب البيت.
ثم لماذا نؤاخذ نحن الزوجات الأزواج إذا هم أحبوا أو ارتبطوا بأمهاتهم... نحن كذلك نحب أمهاتنا وأحيانا نتوق أن تكون في شخصية الزوج لمسات من آبائنا... مثل السلطة الحمائية والحنان... لماذا نردد دائما قولة كل فتاة بأبيها معجبة.. ما لها هذه العبارة إذا صغناها على النحو التالي »كل فتى بأمه معجب« تعبير جميل ومستقيم لغة ومعنى... وأجمل منه إذا قبلنا به في الحياة لتصل سفينة الزواج إلى بر الأمان.
لا يتعلق الأمر بعقدة أوديب
تقول الأستاذة أميرة الديب »أستاذة في علم الاجتماع« : »هناك قاعدة عامة وهي أن كل الأمهات يعطين لأولادهن رعاية وحنانا زائدين فيشب الطفل رجلا يحتاج دائما إلى هذه الرعاية والحنان والدفء الذي لابد أن يجده عند زوجته، بالطبع هذه قاعدة خاطئة لأن هناك رجالا حازمين وأقوياء ويتسمون بالخشونة وأيضا توجد أمهات مهملات ولا يعطين لأولادهن الرعاية الزائدة، وأيضا أمهات يربين أولادهن على الاعتدال والتوازن وعدم التمييز، وعملية التنشئة الاجتماعية هي التي لها دور في هذا الموضوع ولا نستطيع أن نضع قاعدة عامة تقول إن جميع الرجال في حاجة الى الحنان الذي تعودوه من أمهاتهم.
وبخصوص الزوج الوثيق الصلة بأمه، لا أتفق شخصيا مع قولة »ولد امو« أو أن الأمر يتعلق بعقدة أوديب... أو مرض نفسي بقدر ما هو خلل في علاقة الزوج بزوجته...
لأنه في الغالب يكون واعيا بتصرفاته وتأثيرها على الزوجة، فهو لا يريدها مثل أمه بل يلتمس لنفسه الأعذار لكي ينتقد زوجته ويقارنها بامرأة أخرى، وطبعا عند المقارنة بأمه لا تحدث مشكلة كما لو قارنها بزوجة صديقه أو زميلته في العمل، لنأخذ مثلا مشكلة أكل أمه، فهذا كان يحدث في الماضي عندما كان الشباب يأكلون في البيت، أما الآن أغلب الشباب يفضلون ماهو متاح بل يطبخون بأنفسهم أو يأكلون خارج البيت،
وإنما هو المشجب الذي يعلق عليه الأزواج أخطاءهم، فهذا الزوج يبحث عن أي شيء ينتقد عبره زوجته ويوجه إليها اللوم ، فهو يحكي ويتحاكى عن حنان أمه ورعايتها له في الصغر وفي الوقت نفسه يشكو من زوجته من رعايتها الزائدة لأولادهم ويرى أنها مهملة في حقه لحسابهم، فالرجل لا يعجبه شيء؛
لا الزوجة المطيعة التي تقول »لبيك« ولا الزوجة التي لها شخصية ورأى وترفض وتعترض،، فيرى أنها نكدية لمجرد أنها أدلت برأي أو طلبت مصاريف الأولاد أو مصروف البيت، مثلا قد يكون هذا الزوج بعيدا كل البعد عن الوسامة وينتقد شكل زوجته ويقارنها بفتيات الفيديوكليب، فهو يجد لنفسه المبررات لكي يلتمس الأعذار ليفعل أي شيء، وليست المشكلة أنه يريد زوجته مثل أمه.
منقووول
أحن إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر فِيَّ الطفولة
يوما على صدر أمي
وأعشق عمري لأني
إذا مت
أخجل من دمع أمي...
ليس محمود درويش صاحب هذه القصيدة الرائعة، ولا مرسيل خليفة الذي جعل كل أبناء الوطن العربي يرددون لحنها الذي يستنهض الهمم بحمولته الثورية...!
الواقع أن كل الرجال وبشهادة الزوجات لديهم هذا الحنين الذي يتحول أحيانا إلى شيء يغضبهن ويثير أعصابهن حين يفرغ هذا الحنين من كل حمولته الشاعرية والرومانسية ويأخذ هذا الحنين لبوس النكاية في الزوجات اللاتي لسن ببراعة ولا قوة أمهات الأزواج... النساء غاضبات من رجال معجبين بأمهاتهم ويراودهم الحنين إلى كل ما كانت تقوم به الأمهات...
هل لهن الحق في ذلك؟ سؤال تجيب عنه شهادات الزوجات المعجبات بآبائهن،، لكن يرفضن هذا الحق لأزواج معجبين بأمهاتهم.
راجلي ولد امه (صافي)
تقول حنان وهي زوجة وأم لطفلين،،، »زوجي رجل مسالم، تزوجنا عن حب ووثقنا علاقتنا بأواصر التفاهم والمودة، ولكن وكما يقول المثل (حتى زين ما خطاتو لولة)، فقد طلع في البحث أن زوجي ابن أمه، أي كما نقول (ولد امه) وهذا التحيز القوي لأمه أو بالأحرى الارتباط المرضي، لمست بوادره في فترة الخطوبة لكني تجاوزت الوقوف عند هذا الأمر اعتقادا مني أنه ليس بحجم المشكلة التي يجب أن تناقش قبل الارتباط، لكن مع الأيام قد يعصف تضخمها بزواجنا مهما كانت متانة رباطه،،
فزوجي بعد أن ضمنا بيت الزوجية وتعرت كل رتوشات فترة الخطوبة، بدا أنه لايراني إلا من خلال أمه وتصرفات أمه.. أو أنه يبحث في عن أم أخرى يبذل قصارى جهده لصياغتها على مزاجه، بدأ أولا بالتعليق المهادن على كل تصرفاتي، من قبيل »أمي لم تكن تفعل كذا.. أو أمي كانت تتصرف بطريقة أخرى، لو واجهتها نفس المشكلة وأصبح شبح »أم زوجي« يطاردني في كل زوايا بيتي وفي كل تصرفاتي من جزئيات ترتيب البيت، إلى الطبخ وتربية الأبناء،
،تحملت بما فيه الكفاية تبعات هذه المقارنة، على الاقل عندما كان الأمر لايتعدى حدود التعليق أو مجرد التلميح، لكن لما وصل الأمر منطقة الخطر وأصبحت كل تصرفاتي كزوجة لاترضي أو لا تروق »السيد زوجي« لأنها ليست طبق الأصل لتصرفات أمه.. أصبح ضروريا أن أثور لكرامتي ومركزي كزوجة لها خصوصياتها ولها قناعاتها.. الأمرطبعا لم يتقبله زوجي المريض بأمه، وأصبحنا نتشاجر لأتفه الأسباب، ويصيبني هذا الرجل في مقتل عندما ينتقد طريقتي في الطبخ أمام الضيوف ويستحضر دائما نفس المقارنة.
والنتيجة أن هذه المقارنة المريضة بيني وبين أمه جعلت زواجنا على حافة الفشل.. فأنا لم أعد أحتمل.. فقد تحملته.. راودته ليتخلى عن هذا الطبع..التمست له الاعذار واعتبرت الأمر طبعا وعارضا نفسيا قد يستقيم مع طول العشرة، لكنه لايزيد الأمر إلا امعانا كلما تجاوزت عن أخطائه... فعلا أقول من هذا المنبر أن هذا المرض، أو الحالة النفسية التي تنتاب بعض الأزواج المريضين بأمهاتهم ليست عارضا، ولكنها مشكلة حقيقية تستدعي البحث في أعماق التحليل النفسي«.
الرجل طفل صغير يريد (الزوجة ـ الأم)
زوجة أخرى استطاعت تخطي مرحلة الخطر بعد أن قادت زوجها إلى العيادة النفسية »مَزَاجاً« كما تقول »ليس عيبا أو انتقاصا من قدر الزوجة التي تحس أن زوجها عنده هذا الميول أو الانجذاب إلى أمه، أو شخصية أمه التي طبعت طفولته وشبابه، ماذا يضير الزوجة تضيف »ماريا« إذا تعرفت على ما يريده زوجها وما يحبه مما كانت تقدمه له والدته وتفعل مثلها..
نحن نعرف أن الأم هي أكثر إنسانة تفهم ابنها، وتعرف ما يحب وما لا يحب، لذلك إذا أرادت الزوجة اسعاد زوجها فلابد أن تعرف ماذا كانت تقدمه له أمه وتفعل هي نفس التصرف، وعموما نعود إلى مقولة »الرجل طفل صغير« يجب أن تعامله زوجته بحنان وود وتلبي طلباته مثل ما كانت تفعل أمه، ولا أرى في ذلك عيبا«.
.. السيد زوجي لست أمك!
نفي قاطع أكدته السيدة هدى وهي ممرضة تقول »ما ذنبي إذا كان زوجي يرى أمه مثالا للزوجة والأم التي ينبغي أن تكون عليها أي سيدة، وهو طرح لا أحبذه ولا أستسيغه؛ كيف أسير على خطى أو شاكلة امرأة عاشت بين جدران بيتها، لم تلج مدرسة أو جامعة وليس لها علاقات اجتماعية، لها خصوصياتها ولها قناعاتها، أسيرة عاداتها وتقاليدها، لا يمكنها أن تكون مثلي ولن أكون مثلها لذلك أنا أرفض إجراء أي مقارنة بيني وبينها.. ولا تتدخل في أمور بيتي وتربية أطفالي، وزوجي حين يريد أن يأكل أطباقا، ويشتهي وصفات يرى أن أي امرأة أخرى لا تتقنها مثل أمه، أنصحه بأن يزورها ويأكل عندها!«
كل فتى بأمه معجب!!
منيرة طبيبة أطفال، زوجة وأم لبنتين، تعلق على الظاهرة قائلة »هذا النوع من المقارنة بين الزوجة وأم الزوج حاصلة بالفعل، وللأسف يقع فيها الكثير من الأزواج، لكن شخصا لا أراها بحجم المشكل الذي يمكن أن يقض مضجع الزوجة، إذا كانت ذكية... فهذه المقارنة لا أعتقد أن فيها تحقيراً للزوجة من طرف الزوج أو تقليلاً من دورها كامرأة، خصوصا إذا اعتبرت الزوجة أن أقرب إنسان وأحب إنسان للزوج هي أمه، وهو إن أراد زوجته أن يكون فيها شيء من أمه فلأنه يحبها ويقدرها، والزوجة بيدها أن لا تسقط في شرك الشق السلبي فقط من هذه المقارنة إن أرادت وذلك بالتغاضي عن تعليقات زوجها أو المهادنة بجعله يعتقد أنها تحاول أن تكون في تصرفاتها كأمه، أو الثناء على بعض هذه التصرفات كنوع من المجاملة للزوج... مثل الثناء والإعجاب ببعض الأشياء التي تتقنها أم الزوج.. في الطبخ أو اللباس أو ترتيب البيت.
ثم لماذا نؤاخذ نحن الزوجات الأزواج إذا هم أحبوا أو ارتبطوا بأمهاتهم... نحن كذلك نحب أمهاتنا وأحيانا نتوق أن تكون في شخصية الزوج لمسات من آبائنا... مثل السلطة الحمائية والحنان... لماذا نردد دائما قولة كل فتاة بأبيها معجبة.. ما لها هذه العبارة إذا صغناها على النحو التالي »كل فتى بأمه معجب« تعبير جميل ومستقيم لغة ومعنى... وأجمل منه إذا قبلنا به في الحياة لتصل سفينة الزواج إلى بر الأمان.
لا يتعلق الأمر بعقدة أوديب
تقول الأستاذة أميرة الديب »أستاذة في علم الاجتماع« : »هناك قاعدة عامة وهي أن كل الأمهات يعطين لأولادهن رعاية وحنانا زائدين فيشب الطفل رجلا يحتاج دائما إلى هذه الرعاية والحنان والدفء الذي لابد أن يجده عند زوجته، بالطبع هذه قاعدة خاطئة لأن هناك رجالا حازمين وأقوياء ويتسمون بالخشونة وأيضا توجد أمهات مهملات ولا يعطين لأولادهن الرعاية الزائدة، وأيضا أمهات يربين أولادهن على الاعتدال والتوازن وعدم التمييز، وعملية التنشئة الاجتماعية هي التي لها دور في هذا الموضوع ولا نستطيع أن نضع قاعدة عامة تقول إن جميع الرجال في حاجة الى الحنان الذي تعودوه من أمهاتهم.
وبخصوص الزوج الوثيق الصلة بأمه، لا أتفق شخصيا مع قولة »ولد امو« أو أن الأمر يتعلق بعقدة أوديب... أو مرض نفسي بقدر ما هو خلل في علاقة الزوج بزوجته...
لأنه في الغالب يكون واعيا بتصرفاته وتأثيرها على الزوجة، فهو لا يريدها مثل أمه بل يلتمس لنفسه الأعذار لكي ينتقد زوجته ويقارنها بامرأة أخرى، وطبعا عند المقارنة بأمه لا تحدث مشكلة كما لو قارنها بزوجة صديقه أو زميلته في العمل، لنأخذ مثلا مشكلة أكل أمه، فهذا كان يحدث في الماضي عندما كان الشباب يأكلون في البيت، أما الآن أغلب الشباب يفضلون ماهو متاح بل يطبخون بأنفسهم أو يأكلون خارج البيت،
وإنما هو المشجب الذي يعلق عليه الأزواج أخطاءهم، فهذا الزوج يبحث عن أي شيء ينتقد عبره زوجته ويوجه إليها اللوم ، فهو يحكي ويتحاكى عن حنان أمه ورعايتها له في الصغر وفي الوقت نفسه يشكو من زوجته من رعايتها الزائدة لأولادهم ويرى أنها مهملة في حقه لحسابهم، فالرجل لا يعجبه شيء؛
لا الزوجة المطيعة التي تقول »لبيك« ولا الزوجة التي لها شخصية ورأى وترفض وتعترض،، فيرى أنها نكدية لمجرد أنها أدلت برأي أو طلبت مصاريف الأولاد أو مصروف البيت، مثلا قد يكون هذا الزوج بعيدا كل البعد عن الوسامة وينتقد شكل زوجته ويقارنها بفتيات الفيديوكليب، فهو يجد لنفسه المبررات لكي يلتمس الأعذار ليفعل أي شيء، وليست المشكلة أنه يريد زوجته مثل أمه.
منقووول