الى الشباب
أن أهم ما يوجه أليه الشباب من اهتمام اليوم, هو تكوين شخصيته القادرة على مواجهة الحياة بكل ثقلها , وذلك أنما يكون بالثقافة والاستفادة من الماضي على بصيرة والتماس الخيرة المنثورة من تجارب السابقين وبين تجارب الأحياء , حتى يتجنب الزلل والفشل.
وتتكون الشخصية السوية القادرة على ذلك بالتوسط بين العاطفة والعقل بين الروح والمادة دون الاستسلام للغرائز والشهوات, والقدرة أيضا على بناء الإرادة وتحريرها , والسيطرة على النفس وهواجسها, والجسم ومطالبه وحسن توجيه كل ذلك نحو وجه الصواب والخير.
ويعتبر كل ذلك الثروة الحقيقية التي أن غابت أو فقدت عاش الإنسان بعدها ضعيفا. أن بناء الإرادة بالحق والأيمان بالله والتقوى , يجعل الشباب قادرا على تغيير الموروثات السلبية في المجتمع, وأثار البيئة العقيمة والاستعلاء على معوقات الشخصية السوية.
أن الشخصية البشرية كما يقول علماء الطب والنفس : لا تستكمل نموها ولا تبلغ ذروة هذا النمو إلا بالتحدي الدائم والعمل الدائب على أصلاح عيوبها واستكمال نقائصها وتفجير طاقاتها.
أن أكثر ما يتبرم به الشباب في يومنا هذا , هو الظروف التي تحيط به , مع العلم أن المتاعب هي المواقع التي تصهر بها البطولات, وأن الصعاب هي عموما الأرض التي تنبت فيها بذور الأمل والنجاح والقوة والصحة والحياة الطيبة.
والشباب صاحب الهدف والرسالة . الذي يعد نفسه مستجيبا لأمانة الاستخلاف في الأرض, من شأنه أن يجنب نفسه الإسراف في تبديد تلك الثروة في هذا السن وسيندم على التفريط بها , فهذا هو الكنز الذي عليه أن يحافظ عليه لينفق منه بعد ذلك أذا ما توقف عن العطاء.
زينب بابان