الرئيسية
في البدء كانت ا
أحدث الصور
دخول
العمل/ المهنة : 
الموقع : مقدمة لمسرحيات هنري السادس
كانت معالجة الموضوعات التاريخية العامة ، وتاريخ إنكَلترا بوجه خاص من أهم ما عنى به المسرح الإنكَليزي في عصر الملكة إليزابيث. لذلك لم يكن بد أن يشتمل إنتاج شكسبير قطعاً عديدة في هذا الباب. ويوشك أن يكون هناك اتفاق في الرأي على أن (هنري السادس) أول مجهود في التأليف المسرحي للشاعر الناشئ .. وأن ذلك تم في عام 1591 أو 1592 ولما يتجاوز شكسبير الثامنة والعشرين .
هنري السادس ، إذن ، أول مجهود أدبي لشكسبير .. وقد وصفنا هذا النتاج الأدبي بأنه (مجهود) وليس من قبيل التأليف لأن شكسبير لم يستقل بتأليف هذه المسرحية ذات الأجزاء الثلاثة ، ولا بجزء واحد منها .
ومن المهم أن نذكر أن شكسبير عندما أنتقل من بلدته ستراتفورد إلى لندن ، ألتحق ببعض الفرق التمثيلية ، مبتدئاً عمله فيها من أدنى ثم أخذ يتدرّج وينتقل إلى وظائف أرقى . وفي وقت هجرته إلى العاصمة كان التأليف المسرحي ميداناً لا يحتله سوى بضعة أسماء لامعة ، توشك أن تحتكر هذا الضرب من الإنتاج ، ولعل ألمع هذه النجوم في تلك الفترة مارلو Marlowe وبيل Peele وجرين Greene ولا بد لمن يحاول أن ...(1) هذا الميدان أن يقترب منه بحذر وتأدب حتى لا يستثير حفيظة هؤلاء الكبار.
كان المؤلف المسرحي الكبير مثل مارلو يختار الموضوع ويؤلف المسرحية من تلقاء نفسه أحياناً ، لأن له من المكانة ما يضمن لنتاجه الفني القبول لدى الفرق المسرحية ذات النفوذ والجاه . ولكنه في الغالب يستأنس برأي أصحاب تلك الفرق في أختيار الموضوع وطريقة معالجته . وربما أقترح على المؤلف موضوع خاص يرى المهتمون بالمسرح أنه سيلقى إقبالاً عظيماً ، أو ربما كان التأليف استجابة لرغبة من شخصية ذات نفوذ كالملكة نفسها أو بعض رجال حاشيتها .
والمؤلف المسرحي الكبير إما أن يؤلف ويكتب مسرحيته كلها ، أو قد يسمح لزميل صغير أن يكتب بعض فصولها بتوجيهه وإرشاده . وكل من مارلو وبيل كان يعطف على شكسبير ويشجعه ، أما جرين فكان يحسده ويحاول أن ينال منه.
وقد تتسلّم الفرقة المسرحية من مؤلفها ، ثم ترى من المناسب أن تجري فيها بعض التغيير القليل أو الكثير ، وهذا العمل كثيراً ما كان يسند إلى مؤلف ناشئ . وهذا فيما يبدو هو ما حدث لشكسبير في مسرحية هنري السادس بأجزائها الثلاثة . فليست المسرحية كلها من تأليف شكسبير ، ولكنه راجع فصولها وأضاف إليها ، وأستبدل بالكثير من سطورها أبياتاً من تأليفه ، وربما أضاف منظراً جديداً لم يكن موجوداً من قبل .
ويقول هارت H.E.Hart في مقدمته للجزء الثالث في مقدمته للجزء الثالث من المسرحية : (نستطيع أن نتصور أن تأليف المسرحيات الثلاث قد تطور على النحو الآتي: قرر جرين وبيل ومارلو – أو أقترح عليهم – أن يجعلوا من عصر هنري السادس موضوعاً لمسرحية فقسموا العصر ثلاثة أقسام ، بحسب الترتيب الزمني، فأختص جرين بالجزء الأول ، وبيل بالجزء الثاني ، ومارلو بالجزء الثالث.. وقد عاون شكسبير كلاً من بيل ومارلو في الجزءين الثاني والثالث ، وذلك بموافقتهما وإرشادهما ، بحيث يُعزى له أن نصيبه يبلغ النصف في الجزء الثاني ، ونحو الثلثين في الجزء الثالث.).
(أما جرين فلم يحالفه التوفيق ، وأضطر أصحاب المسرح أن يسلموا مسودة مسرحيته إلى شكسبير ليقيم أعوجاجها ، ويكمل نقصها ، فنهض بهذا العمل بسرعة وعلى أكمل وجه ممكن . وقد تم تأليف المسرحية كلها بأجزائها الثلاثة في عام 1592).
وظاهر من هذا أن نصيب شكسبير في هذه المسرحيات الثلاث يرجح نصيب الثلاثة الآخرين ، وفي هذا ما يبرر نسبتها إليه وحده .
* * *
أما الأجزاء الثلاثة للمسرحية فإن كلاً منها يتناول موضوعاً يوشك أن يكون مستقلاً عن الآخرين . لقد ولد الملك هنري السادس عام 1421 وقتل عام 1471 ، ولكن بوفاة أبيه هنري الخامس في وقت مبكر جعلته يتولّى الملك ولم يزل في المهد صبياً ، فكان عهد حكمه طويلاً وإن لم يكن هو نفسه يحتل مكاناً بارزاً في أي جزء منه ، وذلك لحداثة سنه في المرحلة الأولى ، ولضعف إرادته وشخصيته في المراحل الأخرى .
والجزء الأول يمتاز بأن حوادثه تجري جلها في فرنسا ، بينما الجزءين الثاني والثالث تجري حوادثهما في إنكَلترا بوجه خاص .
وقد كانت إنكَلترا منشغلة في ذلك الزمن بحروب لا تكاد تنتهي ، أهمها حرب (المائة عام) (2) بين إنكَلترا وفرنسا ، ومسرحها عادة فرنسا ، وحرب الوردتين (3) التي أستغرقت معظم عصر الملك هنري السادس وإدوارد الرابع وريتشارد الثالث ، ولم تنته إلا عندما تولّى الملك هنري السابع الملك في أواخر القرن الخامس عشر وأسس أسرة جديدة وهي أسرة تيودور Tudor وتزوّج من أسرة يورك ، حتى يربط العرش بصلة النسب بين بيتي لانكاستر ويورك . ولكن هذه النهاية الحميدة لم تتم إلا بعد حروب وأضطهادات وحشية يجد القارئ صورة منها في الجزءين الثاني والثالث من هذه المسرحية .
تبدأ حوادث الجزء الأول في أول عهد الملك هنري السادس وهو بعد صبي كما ذكرنا . ولكن الشاعر رأى من الضروري أن يكبره ، ويتجاوز عن التاريخ ، لأنه لا بد له أن يلعب دوراً وأن تخطب له زوجة فرنسية في نهاية المسرحية ، وهذا كله لا يتفق مع سن الرضاع . والخروج على التاريخ للضرورة أمر يستحله الكتاب ولا يعترض عليه الجمهور .
وقد كان هنري الخامس أخضع جزءاً عظيماً من فرنسا لسلطانه بحيث أصبح يدعى ملكاً لفرنسا ، وتوَّج أميرة فرنسية ، وورث هنري السادس عرش فرنسا فيما ورث . ولكن الجيش الإنكَليزي تلقى الهزيمة إثر الهزيمة ، وظهرت جان دارك في هذا الوقت ، وكان لأشتراكها أثر عظيم في هزائم الإنكَليز ، وقد ظفروا بها في النهاية ولكنهم لم يستردوا ما خسروه ، وأضطروا بعد فقد بطلهم (تالبوت) إلى عقد صلح تحتفظ بمقتضاه إنكَلترا بالسيادة الأسمية والأمير الفرنسي بالسيادة الفعلية .
* * *
أما الجزء الثاني والجزء الثالث فمخصصان للنزاع العنيف بين بيت لانكاستر (وشعاره الوردة الحمراء) وبيت يورك (وشعاره الوردة البيضاء) ؛ وقد أشتد النزاع وأحتدم ، وكان الملك هنري السادس ضعيفاً لا حول له ولا قوة ، وهو الذي يمثل حق بيت لانكاستر . ولكن الملكة مرجريت تولت توجيهه وتحريضه ، ولمت شمل الأنصار والقواد ، وأمكن لجيشها أن يظفر برتشارد دوق يورك الأكبر ؛ وبموته تنتهي مرحلة من مراحل هذه الحرب الأهلية .
وتبدأ مرحلة جديدة بتولّي ابنه إدوارد مكان أبيه ، وهو أشد من الأب مراساً ، وأكثر عنفاً وقسوة ووحشية .. وقد شن الحرب في غير هوادة على أنصار الملك هنري السادس ، وأمكنه أن يأسر الملك ويخلعه ، ويتولّى الملك بوصفه إدوارد الرابع ، وفي نهاية المأساة يموت الملك هنري نفسه بيد الدوق جلوستر أخي الملك إدوارد .
وقد يجوز لنا أن نتساءل لماذا بدأ شكسبير نتاجه المسرحي بموضوع الملك هنري السادس مع أنه من الملوك المتأخرين ، بينما عالج موضوعات الملوك المتقدمين أمثال الملك جون ورتشارد الثاني وهنري الرابع والخامس في زمن متأخر ، أي أن شكسبير لم يتبع الترتيب الزمني في أختيار موضوعات مسرحياته الخاصة بتاريخ إنكَلترا .
لعل الرد على هذا السؤال أن شكسبير لم يكن دائماً يختار الموضوع ، بل يقترح عليه من الفرقة التي يعمل فيها . وهذه كانت الحال بوجه خاص في هنري السادس ، فلم يكن هو المبتكر للموضوع ، بل لم يكن المؤلف الأول للمسرحية كما قدمنا .
وقد حدث في زمن الملكة إليزابيث أن ذهب جيش إنكَليزي إلى نورماندي وحاول الظفر بمدينة روان عاصمة الدوقية . ومع أن هذه الحملة باءت بالفشل ، فإنه قد وجد من المناسب أن تؤلف مسرحية تعرض تاريخ الحملة التي كان بطلها تالبوت مثال البطولة في نظر البريطانيين ، وكيف مات في الدفاع عن حق إنكَلترا في فرنسا .
وهكذا سيجد القراء في هذه المسرحيات الثلاث ، وإن لم تكن من أحسن إنتاج شكسبير ، صورة لعصر خطير من تاريخ أوربا في نهاية القرون الوسطى وبداية الأزمنة الحديثة (4) .
هنري السادس ، إذن ، أول مجهود أدبي لشكسبير .. وقد وصفنا هذا النتاج الأدبي بأنه (مجهود) وليس من قبيل التأليف لأن شكسبير لم يستقل بتأليف هذه المسرحية ذات الأجزاء الثلاثة ، ولا بجزء واحد منها .
ومن المهم أن نذكر أن شكسبير عندما أنتقل من بلدته ستراتفورد إلى لندن ، ألتحق ببعض الفرق التمثيلية ، مبتدئاً عمله فيها من أدنى ثم أخذ يتدرّج وينتقل إلى وظائف أرقى . وفي وقت هجرته إلى العاصمة كان التأليف المسرحي ميداناً لا يحتله سوى بضعة أسماء لامعة ، توشك أن تحتكر هذا الضرب من الإنتاج ، ولعل ألمع هذه النجوم في تلك الفترة مارلو Marlowe وبيل Peele وجرين Greene ولا بد لمن يحاول أن ...(1) هذا الميدان أن يقترب منه بحذر وتأدب حتى لا يستثير حفيظة هؤلاء الكبار.
كان المؤلف المسرحي الكبير مثل مارلو يختار الموضوع ويؤلف المسرحية من تلقاء نفسه أحياناً ، لأن له من المكانة ما يضمن لنتاجه الفني القبول لدى الفرق المسرحية ذات النفوذ والجاه . ولكنه في الغالب يستأنس برأي أصحاب تلك الفرق في أختيار الموضوع وطريقة معالجته . وربما أقترح على المؤلف موضوع خاص يرى المهتمون بالمسرح أنه سيلقى إقبالاً عظيماً ، أو ربما كان التأليف استجابة لرغبة من شخصية ذات نفوذ كالملكة نفسها أو بعض رجال حاشيتها .
والمؤلف المسرحي الكبير إما أن يؤلف ويكتب مسرحيته كلها ، أو قد يسمح لزميل صغير أن يكتب بعض فصولها بتوجيهه وإرشاده . وكل من مارلو وبيل كان يعطف على شكسبير ويشجعه ، أما جرين فكان يحسده ويحاول أن ينال منه.
وقد تتسلّم الفرقة المسرحية من مؤلفها ، ثم ترى من المناسب أن تجري فيها بعض التغيير القليل أو الكثير ، وهذا العمل كثيراً ما كان يسند إلى مؤلف ناشئ . وهذا فيما يبدو هو ما حدث لشكسبير في مسرحية هنري السادس بأجزائها الثلاثة . فليست المسرحية كلها من تأليف شكسبير ، ولكنه راجع فصولها وأضاف إليها ، وأستبدل بالكثير من سطورها أبياتاً من تأليفه ، وربما أضاف منظراً جديداً لم يكن موجوداً من قبل .
ويقول هارت H.E.Hart في مقدمته للجزء الثالث في مقدمته للجزء الثالث من المسرحية : (نستطيع أن نتصور أن تأليف المسرحيات الثلاث قد تطور على النحو الآتي: قرر جرين وبيل ومارلو – أو أقترح عليهم – أن يجعلوا من عصر هنري السادس موضوعاً لمسرحية فقسموا العصر ثلاثة أقسام ، بحسب الترتيب الزمني، فأختص جرين بالجزء الأول ، وبيل بالجزء الثاني ، ومارلو بالجزء الثالث.. وقد عاون شكسبير كلاً من بيل ومارلو في الجزءين الثاني والثالث ، وذلك بموافقتهما وإرشادهما ، بحيث يُعزى له أن نصيبه يبلغ النصف في الجزء الثاني ، ونحو الثلثين في الجزء الثالث.).
(أما جرين فلم يحالفه التوفيق ، وأضطر أصحاب المسرح أن يسلموا مسودة مسرحيته إلى شكسبير ليقيم أعوجاجها ، ويكمل نقصها ، فنهض بهذا العمل بسرعة وعلى أكمل وجه ممكن . وقد تم تأليف المسرحية كلها بأجزائها الثلاثة في عام 1592).
وظاهر من هذا أن نصيب شكسبير في هذه المسرحيات الثلاث يرجح نصيب الثلاثة الآخرين ، وفي هذا ما يبرر نسبتها إليه وحده .
* * *
أما الأجزاء الثلاثة للمسرحية فإن كلاً منها يتناول موضوعاً يوشك أن يكون مستقلاً عن الآخرين . لقد ولد الملك هنري السادس عام 1421 وقتل عام 1471 ، ولكن بوفاة أبيه هنري الخامس في وقت مبكر جعلته يتولّى الملك ولم يزل في المهد صبياً ، فكان عهد حكمه طويلاً وإن لم يكن هو نفسه يحتل مكاناً بارزاً في أي جزء منه ، وذلك لحداثة سنه في المرحلة الأولى ، ولضعف إرادته وشخصيته في المراحل الأخرى .
والجزء الأول يمتاز بأن حوادثه تجري جلها في فرنسا ، بينما الجزءين الثاني والثالث تجري حوادثهما في إنكَلترا بوجه خاص .
وقد كانت إنكَلترا منشغلة في ذلك الزمن بحروب لا تكاد تنتهي ، أهمها حرب (المائة عام) (2) بين إنكَلترا وفرنسا ، ومسرحها عادة فرنسا ، وحرب الوردتين (3) التي أستغرقت معظم عصر الملك هنري السادس وإدوارد الرابع وريتشارد الثالث ، ولم تنته إلا عندما تولّى الملك هنري السابع الملك في أواخر القرن الخامس عشر وأسس أسرة جديدة وهي أسرة تيودور Tudor وتزوّج من أسرة يورك ، حتى يربط العرش بصلة النسب بين بيتي لانكاستر ويورك . ولكن هذه النهاية الحميدة لم تتم إلا بعد حروب وأضطهادات وحشية يجد القارئ صورة منها في الجزءين الثاني والثالث من هذه المسرحية .
تبدأ حوادث الجزء الأول في أول عهد الملك هنري السادس وهو بعد صبي كما ذكرنا . ولكن الشاعر رأى من الضروري أن يكبره ، ويتجاوز عن التاريخ ، لأنه لا بد له أن يلعب دوراً وأن تخطب له زوجة فرنسية في نهاية المسرحية ، وهذا كله لا يتفق مع سن الرضاع . والخروج على التاريخ للضرورة أمر يستحله الكتاب ولا يعترض عليه الجمهور .
وقد كان هنري الخامس أخضع جزءاً عظيماً من فرنسا لسلطانه بحيث أصبح يدعى ملكاً لفرنسا ، وتوَّج أميرة فرنسية ، وورث هنري السادس عرش فرنسا فيما ورث . ولكن الجيش الإنكَليزي تلقى الهزيمة إثر الهزيمة ، وظهرت جان دارك في هذا الوقت ، وكان لأشتراكها أثر عظيم في هزائم الإنكَليز ، وقد ظفروا بها في النهاية ولكنهم لم يستردوا ما خسروه ، وأضطروا بعد فقد بطلهم (تالبوت) إلى عقد صلح تحتفظ بمقتضاه إنكَلترا بالسيادة الأسمية والأمير الفرنسي بالسيادة الفعلية .
* * *
أما الجزء الثاني والجزء الثالث فمخصصان للنزاع العنيف بين بيت لانكاستر (وشعاره الوردة الحمراء) وبيت يورك (وشعاره الوردة البيضاء) ؛ وقد أشتد النزاع وأحتدم ، وكان الملك هنري السادس ضعيفاً لا حول له ولا قوة ، وهو الذي يمثل حق بيت لانكاستر . ولكن الملكة مرجريت تولت توجيهه وتحريضه ، ولمت شمل الأنصار والقواد ، وأمكن لجيشها أن يظفر برتشارد دوق يورك الأكبر ؛ وبموته تنتهي مرحلة من مراحل هذه الحرب الأهلية .
وتبدأ مرحلة جديدة بتولّي ابنه إدوارد مكان أبيه ، وهو أشد من الأب مراساً ، وأكثر عنفاً وقسوة ووحشية .. وقد شن الحرب في غير هوادة على أنصار الملك هنري السادس ، وأمكنه أن يأسر الملك ويخلعه ، ويتولّى الملك بوصفه إدوارد الرابع ، وفي نهاية المأساة يموت الملك هنري نفسه بيد الدوق جلوستر أخي الملك إدوارد .
وقد يجوز لنا أن نتساءل لماذا بدأ شكسبير نتاجه المسرحي بموضوع الملك هنري السادس مع أنه من الملوك المتأخرين ، بينما عالج موضوعات الملوك المتقدمين أمثال الملك جون ورتشارد الثاني وهنري الرابع والخامس في زمن متأخر ، أي أن شكسبير لم يتبع الترتيب الزمني في أختيار موضوعات مسرحياته الخاصة بتاريخ إنكَلترا .
لعل الرد على هذا السؤال أن شكسبير لم يكن دائماً يختار الموضوع ، بل يقترح عليه من الفرقة التي يعمل فيها . وهذه كانت الحال بوجه خاص في هنري السادس ، فلم يكن هو المبتكر للموضوع ، بل لم يكن المؤلف الأول للمسرحية كما قدمنا .
وقد حدث في زمن الملكة إليزابيث أن ذهب جيش إنكَليزي إلى نورماندي وحاول الظفر بمدينة روان عاصمة الدوقية . ومع أن هذه الحملة باءت بالفشل ، فإنه قد وجد من المناسب أن تؤلف مسرحية تعرض تاريخ الحملة التي كان بطلها تالبوت مثال البطولة في نظر البريطانيين ، وكيف مات في الدفاع عن حق إنكَلترا في فرنسا .
وهكذا سيجد القراء في هذه المسرحيات الثلاث ، وإن لم تكن من أحسن إنتاج شكسبير ، صورة لعصر خطير من تاريخ أوربا في نهاية القرون الوسطى وبداية الأزمنة الحديثة (4) .
محمد عوض محمد
(طباعة وإعداد وليد محمد الشبيبي 24/11/2008)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1) للأسف سقطت كلمة او كلمتان بسبب تمزيق الصفحة في مكان ما ! (المُعد).
(2) للفترة الواقعة بين (1337 – 1453). (المُعد).
(3) للفترة الواقعة بين (1455 – 1485). (المُعد).
(4) كانت هذه المقدمة للمجلد الأول (مسرحيات شكسبير) ، (هنري السادس) الجزء الأول والثاني ، القاهرة : دار المعارف بمصر – 1964 . هنري السادس – الجزء الأول . ترجمة : الأستاذ محمد فتحي . مراجعة الدكتور محمد عوض محمد والدكتورة سهير القلماوي . هنري السادس – الجزء الثاني . ترجمة : مصطفى حبيب . مراجعة الدكتور محمد عوض محمد والدكتورة سهير القلماوي. (المُعد).
(1) للأسف سقطت كلمة او كلمتان بسبب تمزيق الصفحة في مكان ما ! (المُعد).
(2) للفترة الواقعة بين (1337 – 1453). (المُعد).
(3) للفترة الواقعة بين (1455 – 1485). (المُعد).
(4) كانت هذه المقدمة للمجلد الأول (مسرحيات شكسبير) ، (هنري السادس) الجزء الأول والثاني ، القاهرة : دار المعارف بمصر – 1964 . هنري السادس – الجزء الأول . ترجمة : الأستاذ محمد فتحي . مراجعة الدكتور محمد عوض محمد والدكتورة سهير القلماوي . هنري السادس – الجزء الثاني . ترجمة : مصطفى حبيب . مراجعة الدكتور محمد عوض محمد والدكتورة سهير القلماوي. (المُعد).
