الشيخ محمد رضا الشبيبي
تيتنيك Le Titanic
محمد رضا الشبيبي
بابيك أقسم يا ابنـة البحر الذي واراك كيف رأيت فتك ابيــك
ما حط ثقلك في حشاه اهانـــــة لكــه فرط احتفــال فيـــك
أبكيت اهلك لا الجزائر وحدها فالعالمـون جميعهم اهـــلوك
نبأ على الكرة استوى فاهالهــــا فبكت وحسبك انها تبكيــــك
شكوا يحيلون انطماســــــــك آية هي تلك منشأ حـيرة وشـــكوك
عبرت تشق اليم غـــير مطيعـــة لا شـارة التســكين والتحريك
والبحر وهو ذو سكون رائــــــعٍ والشمس تحت الافق ذات دلوك
&&&
امليكة البحر اسمعي لك اسوة
في الارض كم ثلت عروش مــلوك انى ينجيك الحديد وما نجـــــــوا باشد مــن فـــولاذك المسبوك
يا بابل البحر الخضم سحرتنــــــا سحراً ارى هاروت في تيتنيــك
السحر آيتك الـــتي توحينهـــــــا ام انت آيته الــتي يوحيــك
وكانك القمـــر الذي الـــــــقى به ليضــيئنا فلك السـماء أبـوك
زعموا ضللت ولو اردت هدايةً كان ( المحيط ) بنفسه (هاديـك)
ولو ان آلهة الجمــال تمثلــــــــت للنــــاس قبلك صورة ظنـــوك
ولأ لهــوك ووحدوك حقيقــــةً اذ انت واحـــــدة بغير شريك
ما كان اقصر منــك عمراً لم يطل لــــكن اطال شجا الاولى عمروك
الحقت هلهلة الشـــــــــعوب بنعيها وجمعـت تعزية الى تــــــبريك
اهل الثـــــراء الجم اهلك في الملا وذوو النضـــار المستفيض ذووك
ما وفروا سفن النجاة كثــــــــيرة تكفي الذين حملت او تكفيــــك
فدهيت من قوم حموك وهدمت فيك اليد الطولى التي تبنيـــك
قالوا انزلي فالخطب خلفك صاعد وتقدمي فالنائبات تليــك
قتلوا بقتلتك النفـوس فاينهم ليدوا النفوس مضاعة ويدوك
واجل عاطفة لذكــــــرك خلدت ايثار مالكة على مملـوك
سلمت نساؤك عن بوار رجالها ونجت بناتك في فناء بنيــــك
خير النجــاة نجاتهــــــن فانها بالدمع كانت لا الدم المسفـوك
كالدر ينتثر انتشار فرائــــــد منها وينتظم انتظــام ســـــلوك
من كل سافرة النقـــــاب تنقبت بسنا ملاك واحتشــام مليــك
جمدت تقلدها الحلىوكأنمــا جمد السبيك على مثال سبيــك
&&&
ولرب منتظرين آخر قبـــــلة ادنت ضحوكة مبسم لضحـــــوك
يتشاكيان وانما هي الســـــن لولا البلاء لافصحت تشكـــوك
تدعو المتيم مقلتاك وفــوك لى امل فيصدع مقلتاك وفــوك
افراق اختـــــــــك هين فيجيبها كلا يهون اذاً فراق اخـــــــوك
تقول تســــلونى فينطق دمعي لو كان لى قلب به اســـلوك
ياروحي احتملي الشقاء فربما ياروح اسعدك الذي يشقيـــــــك
ما آن ان تتذكرى فتـــذكرى من لا يميل لخاطر ينسيـــــــك
اما الرجا فلازفرن على الرجا سلك القنوط له ادق سلــــوك
أأنا اروح شريكة لك في الردى ام انت ترجع في الحياة شريكي
ياوجنة احترقي فقد فتك الثرى والماء بالماء الذي يرويــــك
كــــذب الذين دعوك فلكاً مارأ عقر الظباء يجبن في واديـك
ولعز ان تدميك حمــرة ادمعي من بعد حمرتك التي تدميــــك
اما جنى الورد فيك فذابـــــــل ان كان عاش جنى ورد فيك
قد كان مقطوفاً لاكرم قاطـــف فليغد اقتل شائك لمشــــوك
ما حط ثقلك في حشاه اهانـــــة لكــه فرط احتفــال فيـــك
أبكيت اهلك لا الجزائر وحدها فالعالمـون جميعهم اهـــلوك
نبأ على الكرة استوى فاهالهــــا فبكت وحسبك انها تبكيــــك
شكوا يحيلون انطماســــــــك آية هي تلك منشأ حـيرة وشـــكوك
عبرت تشق اليم غـــير مطيعـــة لا شـارة التســكين والتحريك
والبحر وهو ذو سكون رائــــــعٍ والشمس تحت الافق ذات دلوك
&&&
امليكة البحر اسمعي لك اسوة
في الارض كم ثلت عروش مــلوك انى ينجيك الحديد وما نجـــــــوا باشد مــن فـــولاذك المسبوك
يا بابل البحر الخضم سحرتنــــــا سحراً ارى هاروت في تيتنيــك
السحر آيتك الـــتي توحينهـــــــا ام انت آيته الــتي يوحيــك
وكانك القمـــر الذي الـــــــقى به ليضــيئنا فلك السـماء أبـوك
زعموا ضللت ولو اردت هدايةً كان ( المحيط ) بنفسه (هاديـك)
ولو ان آلهة الجمــال تمثلــــــــت للنــــاس قبلك صورة ظنـــوك
ولأ لهــوك ووحدوك حقيقــــةً اذ انت واحـــــدة بغير شريك
ما كان اقصر منــك عمراً لم يطل لــــكن اطال شجا الاولى عمروك
الحقت هلهلة الشـــــــــعوب بنعيها وجمعـت تعزية الى تــــــبريك
اهل الثـــــراء الجم اهلك في الملا وذوو النضـــار المستفيض ذووك
ما وفروا سفن النجاة كثــــــــيرة تكفي الذين حملت او تكفيــــك
فدهيت من قوم حموك وهدمت فيك اليد الطولى التي تبنيـــك
قالوا انزلي فالخطب خلفك صاعد وتقدمي فالنائبات تليــك
قتلوا بقتلتك النفـوس فاينهم ليدوا النفوس مضاعة ويدوك
واجل عاطفة لذكــــــرك خلدت ايثار مالكة على مملـوك
سلمت نساؤك عن بوار رجالها ونجت بناتك في فناء بنيــــك
خير النجــاة نجاتهــــــن فانها بالدمع كانت لا الدم المسفـوك
كالدر ينتثر انتشار فرائــــــد منها وينتظم انتظــام ســـــلوك
من كل سافرة النقـــــاب تنقبت بسنا ملاك واحتشــام مليــك
جمدت تقلدها الحلىوكأنمــا جمد السبيك على مثال سبيــك
&&&
ولرب منتظرين آخر قبـــــلة ادنت ضحوكة مبسم لضحـــــوك
يتشاكيان وانما هي الســـــن لولا البلاء لافصحت تشكـــوك
تدعو المتيم مقلتاك وفــوك لى امل فيصدع مقلتاك وفــوك
افراق اختـــــــــك هين فيجيبها كلا يهون اذاً فراق اخـــــــوك
تقول تســــلونى فينطق دمعي لو كان لى قلب به اســـلوك
ياروحي احتملي الشقاء فربما ياروح اسعدك الذي يشقيـــــــك
ما آن ان تتذكرى فتـــذكرى من لا يميل لخاطر ينسيـــــــك
اما الرجا فلازفرن على الرجا سلك القنوط له ادق سلــــوك
أأنا اروح شريكة لك في الردى ام انت ترجع في الحياة شريكي
ياوجنة احترقي فقد فتك الثرى والماء بالماء الذي يرويــــك
كــــذب الذين دعوك فلكاً مارأ عقر الظباء يجبن في واديـك
ولعز ان تدميك حمــرة ادمعي من بعد حمرتك التي تدميــــك
اما جنى الورد فيك فذابـــــــل ان كان عاش جنى ورد فيك
قد كان مقطوفاً لاكرم قاطـــف فليغد اقتل شائك لمشــــوك
* القصيدة نشرت في مجلة لغة العرب ( مجلة شهرية أدبية علمية تاريخية)، الجزء الثاني عن شعبان 1330 = آب 1912 . قدمت لها ( لغة العرب ) بـــ : ( قصيدة بديعة غراء ، الفاظها لآلىء عذرآء ، درية المبانى ، عصرية المعانى ، تستنزل كل شاعر في الميدان ، وتعجزه عن المجاراة في مثل هذا البيان. كذا فليكن الشعر المتين ، وفي مثله ليتنافس المتنافسون .).
* تفتخر " العراقي " بتقديم هذه القصيدة اللؤلؤة ، درّة من درر شعراء النجف الأشرف ، مدينة العلم والأدب ، المدينة التي خرّجت دواوينها وأقبيتها ومضايفها أبلغ شعراء العرب . هذه القصيدة الرائعة تستحق وساماً أدبياً فنياً أسوة بالأوسمة التي منحت للفيلم السينمائي الذي يصور القصة ، لا بل أفضلها.
* و" تيتنك" أو " تايتانك " هي سفينة ركاب تعرضت إلى كارثة في العام 1912 وغرقت عندما اصطدمت بجبل من الجليد بينما كانت في رحلة بين بريطانيا والولايات المتحدة ، وقد مات فيها غرقاً أكثر من ألف وخمسمائة شخص بينهم العديد من العرب المهاجرين .
مجلة العراقي - العددالسادس
أيار 1998
أيار 1998