سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أطلت علينا وسائل الإعلام بأن تظاهرات في مدن عراقية مختلفة خرجت نتيجة أمور مختلفة ومنها نقص الخدمات كما في مدينة الكريعات والحسينية قرب الراشدية في بغداد ومدينة الحمزة الشرقي في محافظة الديوانية وكانت مظاهرة حاشدة تعرض لها قوات الأمن العراقية بقسوة وشدة واستخدام الأسلحة مما تسبب بجرحى كثيرين حسب الإعلام وشهداء وجرحى حسب ما يقال، وهذا يعيد البلد الى زمن الدكتاتورية.
فما هو تقييمكم لهذا الحدث المهم وقراءتكم لمستقبل البلد؟
الشيخ محمد الجبوري
بسم الله الرحمن الرحيم
التعرض للمواطنين المطالبين بحقوقهم المشروعة وإلزاماً بوفاء من وعدوهم بتحسين الأوضاع المعاشية، وصيانة أنفسهم من العوز والحاجة المذلَّين، أمر مطلوب شرعاً وهو ما تقره كل الشرائع السماوية، ومطلوب عقلاً وعقلائياً، فلا تجد من العقلاء ألا وهو يطالب بحقوقه، وعرفاً حيث هو قائم على اعتبار المطالبة ولذا قيل (ما ضاع حق وراءه مطالب)، بل وعشائرياً هو مطلوب أيضاً.
وعلى هذا فالتعرض للمطالبين بالقوة والسلاح من أية جهة كانت رسمية أو غير رسمية محرم شرعاً، من الناحية التكليفية، ومن الناحية الوضعية حيث تشتغل ذمة المتعرض بما يسببه من إتلاف بالأنفس والإضرار بها، ناهيك عن دعم وكفالة الدستور لحق التظاهر والمطالبة بالحقوق والمطالبات الإنسانية لأبسط شعوب الأرض.
نعم على المتظاهرين أن لا يعتدوا بالتعرض لرجال الأمن الذين هم في خدمة الشعب، كما يعكسه الآن الجيش المصري القائم على حماية أرواح المواطنين بالرغم من خروجهم على النظام ومطالبتهم برحيله، فإن الواجب يفرض عليهم ذلك إلا في حالات رد الاعتداء بمقدار ردعه على أن لا يصل الرد الى حد القتل فإنه جريمة محرمة شرعاً وقانوناً وهي من الكبائر التي يعاقب عليها الفاعل بالخلود في النار، وهذا ما لا يراد لأفراد أجهزة الدولة الذين هم من أبناء هذا الشعب وإخوانه، وأن عليهم أن يتعلموا من التاريخ ويخلعوا لباس القوة والبطش الذي كان يمارسه النظام ألصدامي السابق.
إن ترك المتظاهرين يعبرون عن آرائهم بحرية واتزان من دون التعرض للأموال العامة ودوائر الدولة واستفزاز أجهزة الأمن، وفتح المجال لاندساس أناس مخربين في صفوفهم، وغيرها مما يشوه صورة المتظاهرين ويعرضهم للوصف بكونهم خارجين عن القانون، شيء حضاري يعبر عن قيم إنسانية نبيلة ندعو الجميع الالتزام بها، لإعطاء صورة عن شعب حي متحضر يملك من القيم ما لا يملكه شعب آخر .. مع احترامنا لجميع شعوب الأرض.
قاسم الطائي
ربيع 1432هـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
أطلت علينا وسائل الإعلام بأن تظاهرات في مدن عراقية مختلفة خرجت نتيجة أمور مختلفة ومنها نقص الخدمات كما في مدينة الكريعات والحسينية قرب الراشدية في بغداد ومدينة الحمزة الشرقي في محافظة الديوانية وكانت مظاهرة حاشدة تعرض لها قوات الأمن العراقية بقسوة وشدة واستخدام الأسلحة مما تسبب بجرحى كثيرين حسب الإعلام وشهداء وجرحى حسب ما يقال، وهذا يعيد البلد الى زمن الدكتاتورية.
فما هو تقييمكم لهذا الحدث المهم وقراءتكم لمستقبل البلد؟
الشيخ محمد الجبوري
بسم الله الرحمن الرحيم
التعرض للمواطنين المطالبين بحقوقهم المشروعة وإلزاماً بوفاء من وعدوهم بتحسين الأوضاع المعاشية، وصيانة أنفسهم من العوز والحاجة المذلَّين، أمر مطلوب شرعاً وهو ما تقره كل الشرائع السماوية، ومطلوب عقلاً وعقلائياً، فلا تجد من العقلاء ألا وهو يطالب بحقوقه، وعرفاً حيث هو قائم على اعتبار المطالبة ولذا قيل (ما ضاع حق وراءه مطالب)، بل وعشائرياً هو مطلوب أيضاً.
وعلى هذا فالتعرض للمطالبين بالقوة والسلاح من أية جهة كانت رسمية أو غير رسمية محرم شرعاً، من الناحية التكليفية، ومن الناحية الوضعية حيث تشتغل ذمة المتعرض بما يسببه من إتلاف بالأنفس والإضرار بها، ناهيك عن دعم وكفالة الدستور لحق التظاهر والمطالبة بالحقوق والمطالبات الإنسانية لأبسط شعوب الأرض.
نعم على المتظاهرين أن لا يعتدوا بالتعرض لرجال الأمن الذين هم في خدمة الشعب، كما يعكسه الآن الجيش المصري القائم على حماية أرواح المواطنين بالرغم من خروجهم على النظام ومطالبتهم برحيله، فإن الواجب يفرض عليهم ذلك إلا في حالات رد الاعتداء بمقدار ردعه على أن لا يصل الرد الى حد القتل فإنه جريمة محرمة شرعاً وقانوناً وهي من الكبائر التي يعاقب عليها الفاعل بالخلود في النار، وهذا ما لا يراد لأفراد أجهزة الدولة الذين هم من أبناء هذا الشعب وإخوانه، وأن عليهم أن يتعلموا من التاريخ ويخلعوا لباس القوة والبطش الذي كان يمارسه النظام ألصدامي السابق.
إن ترك المتظاهرين يعبرون عن آرائهم بحرية واتزان من دون التعرض للأموال العامة ودوائر الدولة واستفزاز أجهزة الأمن، وفتح المجال لاندساس أناس مخربين في صفوفهم، وغيرها مما يشوه صورة المتظاهرين ويعرضهم للوصف بكونهم خارجين عن القانون، شيء حضاري يعبر عن قيم إنسانية نبيلة ندعو الجميع الالتزام بها، لإعطاء صورة عن شعب حي متحضر يملك من القيم ما لا يملكه شعب آخر .. مع احترامنا لجميع شعوب الأرض.
قاسم الطائي
ربيع 1432هـ