فقراء كربلاء يلتهمهم الغلاء .. عاجزون عن تجهيز أطفالهم للمدارس
رغم تأخر أبو محمود في شراء ملابس لابنته وأولاده إلا في اليوم الأول من بدء العام الدراسي، إلا انه لم يصدق إن زوجته اشترت قطعتي ملابس مدرسية لابنته في الصف الأول المتوسط بمبلغ 48 ألف دينار
وراح يتحدث بغضب وهو يقلب القطعتين"هل من المعقول إن يكون سعر القميص بثلاثة وعشرين ألف دينار وسعر الصدرية بخمسة وعشرين ألف دينار".
ابو محمود هدأ حين سمع زوجته تقول أن هذه الاسعار هي الارخص في المولات من هذه الموديلات، وإذا ما أرادت أن تشتري ملابس ارخص فعليها أن تشتري لها كل شهر ملابس جديدة لأنها لا تصمد مع الأيام ومع أجوائنا الملبدة بالغبار.
أبو محمود وزوجته نموذج لآلاف الاسر التي اصابتها الدهشة من الأسعار التي ارتفعت للملابس المدرسية التي وصفها ابو محمود بأنها جنونية، ويقول:"ليس من المعقول أن اشتري فقط لأولادي وبناتي الأربعة ملابس جديدة للمدارس بأكثر من 150 ألف دينار وهي ملابس صيفية تشبه ملابس الموسم الدراسي الماضي".
وأضاف: أنا من الطبقة دون المتوسطة لدي القدرة على شراء الطعام ولكن ليس لدي القدرة على شراء ملابس من النوعية الجيدة التي تتجاوز أسعارها العشرين ألف دينار". وتابع:"لدي ابنة في الجامعة وحذاؤها بخمسة وعشرين ألف دينار وعلي أن اشتريه لها لأنها طالبة في الكلية ولا أريدها أن تتأثر وتصاب بعقدة الفقر والحاجة والعوز".
الأسعار نار
وشهدت أسواق كربلاء ارتفاعا ملحوظا لملابس المدارس بعد انتهاء أيام عيد الأضحى المبارك مباشرة حتى أن محال الملابس والمولات اصبحت ممتلئة بمختلف البضائع المدرسية اضافة الى الملابس.
تقول أم هند، وهي معلمة في كربلاء، انها تعرف مقدار تأثير البنت إذا كانت ملابسها غير جيدة أو من النوع الرديء والرخيص اذ تصاب الطفلة بالغيرة. وأضافت ان الملابس الرخيصة التي لا تتجاوز اثمانها عشرة آلاف دينار لا تصمد لشهر واحد بل لأسبوع فان اتسخت وتم غسلها فلا تعد صالحة للبس وللمدرسة.
وتتساءل المعلمة الكربلائية عن ان هذه الحالة بالنسبة للطالبة في الابتدائية فكيف الحال بالطالبة في الإعدادية؟، فسعر التنورة أو الصدرية يتجاوز 30 ألف دينار وبعضها يصل إلى 50 ألف دينار ولا اعتقد إن العائلة التي لديها أكثر من ثلاثة أولاد وبنات في المدرسة لهم القدرة على شراء الملابس الجديدة.
وتواصل حديثها:يبدو أن علينا أن نعيش دوما في حالة إقناع الأطفال ففي زمن الحصار كنا نقنع أطفالنا الذين كبروا واليوم نقنع إخوانهم الصغار بان يصبروا، وهذه هي حياة العراقيين.
في حين قال أبو حسين وهو بائع في احد المولات التجارية ان المواد الجيدة بالتأكيد سيكون سعرها غاليا لأنها من مناشئ عالمية جيدة. وأضاف"بكل تأكيد الفقير لا يدخل إلى هذه المحال والتاجر يريد أن يربح لأنه يدفع ايجارات كبيرة ويستورد بالعملة الصعبة وهناك روتين في الكمارك والحدود والنقل والفحص ومن ثم البيع إلى تجار آخرين أو البيع في محالهم التجارية الخاصة بهم، مشيرا الى ان ارتفاع الأسعار يشمل جميع المواد، فأسعار ملابس العيد ارتفعت وأسعار شهر رمضان ارتفعت وأسعار الموسم الدراسي حالها حال الارتفاعات الأخرى لأنه العرض والطلب كما يقال بلغة أهل التجارة.
من جهته قال عمار ميثم، وهو صاحب محل تجاري، انه قد تبدو الأسعار مرتفعة ولكنها خاضعة لنوعية القماش. وأضاف: نأتي بالملابس من سوريا لذلك نختار القماش الجيد الذي ترغبه العوائل لبناتهم وأولادهم، موضحا ان هناك سبباً آخر ربما هو غير مرئي لارتفاع الأسعار وهي إن بعض إدارات المدارس تصر على لون محدد من ملابس الطالبات، كما ان بعض الإدارات تريد اللون الرصاصي فقط وهذا جعل الملابس من هذا اللون ترتفع من 12 ألف دينار إلى 23 ألف دينار.
في حين عدت سعاد حسين، وهي ربة بيت، الأسعار معقولة قياسا إلى نوعية القماش الجيدة.
وأضافت:"العوائل التي لديها دخل جيد تريد ملابس جيدة لا تستهلك مع الأسابيع الأولى من بدء الدوام لذلك لا يهمني ارتفاع الأسعار بقدر ما يهمني نوعية القماش".
وقال عبد الله الأموي:"أنا حالتي المادية جيدة وابحث عن قميص لابنتي الوحيدة حتى لو كان بخمسين ألف دينار. وقال:المهم أن ترضى هي لأنني أريدها أن تكون مرتاحة في المدرسة".
للفقراء مكان
في شارع الإمام علي وشارع الجمهورية وهما شارعان اقتصاديان في وسط مدينة كربلاء ثمة العديد من محال الملابس والبسطيات التي اتخذت من حافات الأرصفة مكانا لعرض بضاعتها.
وربما هو المكان الذي يمكن للفقراء التواجد فيه كما يقول سلام غانم (كاسب):"ليس لدي المال لاشتري ملابس غالية فاشتريت هذه البدلة لابنتي الصغيرة مثلما اشتريت لها حقيبة مدرسية.
وأضاف:اعرف إن الحقيبة وهي بيدي ممزقة ولكن سعرها رخيص فقد اشتريتها بستة آلاف دينار أما البدلة فهي بثمانية آلاف دينار.
في حين قال كاسب آخر واسمه محمد عبد الله انه يبحث عن اقل سعراً لاشتري به حذاء لابنه..وأضاف: ما ينقصه هو الحذاء أما البنطلون والقميص والحقيبة فهي موجودة لديه من العام الماضي وليس لي القدرة على شراء شيء جديد.
بائع ملابس على قارعة الطريق إبراهيم جاسم يقول"هذه الأيام هي أيام للكسب والربح".
وأضاف: نعم النوعيات رديئة وما نأتي به هي الأنواع رخيصة الأسعار لان الشعب كله فقير، مستدركا بالقول ان الأغنياء لا يأتون إلى هذه الأماكن فثمة مولات تجارية صنعت لهم خصيصا، مشيرا الى ان التجار هم الذين يستوردون المواد المدرسية من قرطاسية وملابس وحقائب وغيرها لذلك فهم يبحثون عن الربح أما نحن فربحنا هو أموال الفقراء لأننا مثلهم فقراء.
رغم تأخر أبو محمود في شراء ملابس لابنته وأولاده إلا في اليوم الأول من بدء العام الدراسي، إلا انه لم يصدق إن زوجته اشترت قطعتي ملابس مدرسية لابنته في الصف الأول المتوسط بمبلغ 48 ألف دينار
وراح يتحدث بغضب وهو يقلب القطعتين"هل من المعقول إن يكون سعر القميص بثلاثة وعشرين ألف دينار وسعر الصدرية بخمسة وعشرين ألف دينار".
ابو محمود هدأ حين سمع زوجته تقول أن هذه الاسعار هي الارخص في المولات من هذه الموديلات، وإذا ما أرادت أن تشتري ملابس ارخص فعليها أن تشتري لها كل شهر ملابس جديدة لأنها لا تصمد مع الأيام ومع أجوائنا الملبدة بالغبار.
أبو محمود وزوجته نموذج لآلاف الاسر التي اصابتها الدهشة من الأسعار التي ارتفعت للملابس المدرسية التي وصفها ابو محمود بأنها جنونية، ويقول:"ليس من المعقول أن اشتري فقط لأولادي وبناتي الأربعة ملابس جديدة للمدارس بأكثر من 150 ألف دينار وهي ملابس صيفية تشبه ملابس الموسم الدراسي الماضي".
وأضاف: أنا من الطبقة دون المتوسطة لدي القدرة على شراء الطعام ولكن ليس لدي القدرة على شراء ملابس من النوعية الجيدة التي تتجاوز أسعارها العشرين ألف دينار". وتابع:"لدي ابنة في الجامعة وحذاؤها بخمسة وعشرين ألف دينار وعلي أن اشتريه لها لأنها طالبة في الكلية ولا أريدها أن تتأثر وتصاب بعقدة الفقر والحاجة والعوز".
الأسعار نار
وشهدت أسواق كربلاء ارتفاعا ملحوظا لملابس المدارس بعد انتهاء أيام عيد الأضحى المبارك مباشرة حتى أن محال الملابس والمولات اصبحت ممتلئة بمختلف البضائع المدرسية اضافة الى الملابس.
تقول أم هند، وهي معلمة في كربلاء، انها تعرف مقدار تأثير البنت إذا كانت ملابسها غير جيدة أو من النوع الرديء والرخيص اذ تصاب الطفلة بالغيرة. وأضافت ان الملابس الرخيصة التي لا تتجاوز اثمانها عشرة آلاف دينار لا تصمد لشهر واحد بل لأسبوع فان اتسخت وتم غسلها فلا تعد صالحة للبس وللمدرسة.
وتتساءل المعلمة الكربلائية عن ان هذه الحالة بالنسبة للطالبة في الابتدائية فكيف الحال بالطالبة في الإعدادية؟، فسعر التنورة أو الصدرية يتجاوز 30 ألف دينار وبعضها يصل إلى 50 ألف دينار ولا اعتقد إن العائلة التي لديها أكثر من ثلاثة أولاد وبنات في المدرسة لهم القدرة على شراء الملابس الجديدة.
وتواصل حديثها:يبدو أن علينا أن نعيش دوما في حالة إقناع الأطفال ففي زمن الحصار كنا نقنع أطفالنا الذين كبروا واليوم نقنع إخوانهم الصغار بان يصبروا، وهذه هي حياة العراقيين.
في حين قال أبو حسين وهو بائع في احد المولات التجارية ان المواد الجيدة بالتأكيد سيكون سعرها غاليا لأنها من مناشئ عالمية جيدة. وأضاف"بكل تأكيد الفقير لا يدخل إلى هذه المحال والتاجر يريد أن يربح لأنه يدفع ايجارات كبيرة ويستورد بالعملة الصعبة وهناك روتين في الكمارك والحدود والنقل والفحص ومن ثم البيع إلى تجار آخرين أو البيع في محالهم التجارية الخاصة بهم، مشيرا الى ان ارتفاع الأسعار يشمل جميع المواد، فأسعار ملابس العيد ارتفعت وأسعار شهر رمضان ارتفعت وأسعار الموسم الدراسي حالها حال الارتفاعات الأخرى لأنه العرض والطلب كما يقال بلغة أهل التجارة.
من جهته قال عمار ميثم، وهو صاحب محل تجاري، انه قد تبدو الأسعار مرتفعة ولكنها خاضعة لنوعية القماش. وأضاف: نأتي بالملابس من سوريا لذلك نختار القماش الجيد الذي ترغبه العوائل لبناتهم وأولادهم، موضحا ان هناك سبباً آخر ربما هو غير مرئي لارتفاع الأسعار وهي إن بعض إدارات المدارس تصر على لون محدد من ملابس الطالبات، كما ان بعض الإدارات تريد اللون الرصاصي فقط وهذا جعل الملابس من هذا اللون ترتفع من 12 ألف دينار إلى 23 ألف دينار.
في حين عدت سعاد حسين، وهي ربة بيت، الأسعار معقولة قياسا إلى نوعية القماش الجيدة.
وأضافت:"العوائل التي لديها دخل جيد تريد ملابس جيدة لا تستهلك مع الأسابيع الأولى من بدء الدوام لذلك لا يهمني ارتفاع الأسعار بقدر ما يهمني نوعية القماش".
وقال عبد الله الأموي:"أنا حالتي المادية جيدة وابحث عن قميص لابنتي الوحيدة حتى لو كان بخمسين ألف دينار. وقال:المهم أن ترضى هي لأنني أريدها أن تكون مرتاحة في المدرسة".
للفقراء مكان
في شارع الإمام علي وشارع الجمهورية وهما شارعان اقتصاديان في وسط مدينة كربلاء ثمة العديد من محال الملابس والبسطيات التي اتخذت من حافات الأرصفة مكانا لعرض بضاعتها.
وربما هو المكان الذي يمكن للفقراء التواجد فيه كما يقول سلام غانم (كاسب):"ليس لدي المال لاشتري ملابس غالية فاشتريت هذه البدلة لابنتي الصغيرة مثلما اشتريت لها حقيبة مدرسية.
وأضاف:اعرف إن الحقيبة وهي بيدي ممزقة ولكن سعرها رخيص فقد اشتريتها بستة آلاف دينار أما البدلة فهي بثمانية آلاف دينار.
في حين قال كاسب آخر واسمه محمد عبد الله انه يبحث عن اقل سعراً لاشتري به حذاء لابنه..وأضاف: ما ينقصه هو الحذاء أما البنطلون والقميص والحقيبة فهي موجودة لديه من العام الماضي وليس لي القدرة على شراء شيء جديد.
بائع ملابس على قارعة الطريق إبراهيم جاسم يقول"هذه الأيام هي أيام للكسب والربح".
وأضاف: نعم النوعيات رديئة وما نأتي به هي الأنواع رخيصة الأسعار لان الشعب كله فقير، مستدركا بالقول ان الأغنياء لا يأتون إلى هذه الأماكن فثمة مولات تجارية صنعت لهم خصيصا، مشيرا الى ان التجار هم الذين يستوردون المواد المدرسية من قرطاسية وملابس وحقائب وغيرها لذلك فهم يبحثون عن الربح أما نحن فربحنا هو أموال الفقراء لأننا مثلهم فقراء.