عوضاً عن الملابس الجديدةالموريتانيون يستبدلون ملابس العيد بـ"البالة" لمحاربة الغلاء
موريتانيون يشترون الملابس المستعملة
موريتانيا - سكينة أصنيب
دفع غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية الأسرَ ذات الدخل المتوسط والمحدود الى الإقبال على متاجر "البالة" لشراء الملابس المستعملة، ومع اقتراب عيد الأضحى شهدت الأسواق والمحال التي تبيع الملابس المستعملة في موريتانيا إقبالاً كبيراً بسبب حاجة الأسر الى ملابس العيد بأسعار في متناولها، حيث تقبل الأسر على شراء الملابس المستعملة كبديل عن الملابس الجديدة، لأنها أرخص سعراً وأعلى قيمة.
ويتردد على أسواق "البالة" زبائن من مختلف الأعمار وإن كان أغلبهم نساء يبحثن عن ملابس العيد لأطفالهن بين أكوام الملابس المستعملة بعد تعذر شراء ملابس جديدة بسبب متطلبات وحاجيات العيد الكثيرة، كما تقول فاطمة (ربة بيت) التي تحمل عدة قطع من الملابس التي اختارتها بين الأكوام من الملابس المستعملة المنثورة داخل سوق وسط العاصمة، وتضيف: "هذه الملابس مناسبة للأسر المتوسطة التي لديها عدد من الأطفال ولا تستطيع شراء ملابس جديدة لجميع أطفالها الى جانب الوفاء بالمتطلبات الأساسية لعيد الأضحى من شراء الأضحية وبعض أدوات المطبخ والسفر لزيارة الأقارب وتهنئتهم بالعيد.. لذلك فإن هذه الملابس مناسبة وتفي بالغرض".
وتعترف فاطمة بأنها تتحايل على أطفالها من أجل القبول بهذه الملابس، حيث تقوم بتنظيفها وكيها ووضعها في أكياس بلاستيكية حتى تبدو جديدة، وتضيف: "الصغار تنطلي عليهم هذه الحيلة أما الكبار فيرفضونها إلا إذا كانت قطع نادرة تحمل ماركة عالمية ويعولون على ما يجمعونه من عيدية الأقارب لشراء ملابس جديدة بعد العيد".
وتشير فاطمة إلى أن الإقبال على شراء الملابس المستعملة يزداد في فصل الشتاء بسبب الحاجة لملابس ثقيلة ودافئة وهي دائماً تباع بأسعار مرتفعة في المحال التجارية، وتضيف: "كل فرد من الأسرة يحتاج الى قطع مختلفة من الملابس الشتوية لأنه لا يمكن الاعتماد على عدد قليل منها بسبب الرغبة في تغيير المظهر؛ ولأن الظروف الجوية في الشتاء لا تساعد على تجفيف الملابس بسرعة حتى نستطيع استعمالها بشكل متكرر".
ماركات عالمية وسط البالة توفر محال البالة جميع أنواع الملابس التي يمكن أن تحتاجها الأسرة من ملابس أطفال وسيدات ورجال، وتوجد في أغلب محال البالة ملابس مستوردة في حالة جيدة بعضها جديدة لم يرتدها أحد من قبل لكن بها عيوباً بسيطة وأخرى من ماركات عالمية تم استيرادها من أوروبا.
ويقول داود التجاني (بائع ملابس مستعملة): "يزداد الإقبال على ملابس البالة بفضل انخفاض أسعارها وقرب السوق الأوروبية من موريتانيا، حيث يتم استيراد ملابس أوروبية جيدة ما يغري الزبائن بشرائها رغم منافسة الملابس المحلية والملابس الجاهزة المستوردة".
ويؤكد أن سوق ملابس البالة ازدهرت كثيراً في هذه الأيام بسبب اقتراب عيد الأضحى وما تتطلبه الأسر خلال هذا العيد ما يضاعف الضغط على ميزانية الأسر فتصبح غير قادرة على شراء ملابس جديدة لجميع أفرادها، ويشير الى أن ازدياد الإقبال على هذه الأسواق دفعها الى تحسين تجارتها، حيث أصبحت تعرض ملابس في حالة جيدة وذات موديلات جديدة ومميزة وبأسعار مناسبة.
ويوضح التجاني أن تجارة الملابس المستعملة تعرف كساداً من وقت الى آخر بفعل انتشار أوبئة وأمراض معدية والتركيز عليها في وسائل الإعلام، لكن سرعان ما تهدأ الموجة وتعود الأمور الى سابق عهدها، ويقبل الزبائن على شراء ملابس البالة مجدداً.
ويقول إن ملابس البالة التصقت بها تهمة نقل الجراثيم والأمراض الجلدية والرائحة الكريهة إلا أنها لم تعد كذلك بعد أن أصبح بالإمكان التغلب على الرائحة "المميزة" لملابس البالة، كما أن ضوابط الاستيراد التي تم تطبيقها تمنع استيراد ملابس من مناطق موبوءةن بعد أن كان الاستيراد يتم من مناطق عشوائية، إضافة الى الصرامة في احترام القواعد الصحية.
تحتوي على عبارات ورسومات مسيئةويشير التجاني إلى أنه يفحص الملابس قبل شرائها من المستورد خوفاً من وجود عبارات وكتابات ورسومات غير مناسبة في المجتمع الموريتاني المحافظ، ويؤكد انه فقد صفقات رابحة بسبب إصراره على عدم بيع الملابس التي تحتوي على أشياء تسيء للمعتقدات الدينية والذوق العام.
وبفضل ازدهار هذه التجارة لم يعد نشاط بائعي الملابس القديمة محصوداً داخل أسواق معينة اشتهرت ببيع البالة، بل اكتسحت هذه التجارة جميع الأسواق وقام تجارها باستئجار محال داخل الأحياء السكينة لتقريب سلعتهم من الناس، إضافة الى البسطات المنتشرة في كل مكان في أسواق الخضر وأمام المساجد والحدائق العمومية.
ومكّنت هذه الاستراتيجية النساء من التزود من هذه السلعة بشكل أكبر من السابق، حيث أصبحت الجولة الصباحية على سوق الخضر مثلاً تقترن بجولة على محال بيع الملابس المستعملة، وتتوقف النساء عندها ليخترن لأطفالهن ثياباً مستعملة.
موريتانيون يشترون الملابس المستعملة
موريتانيا - سكينة أصنيب
دفع غلاء الأسعار وضعف القدرة الشرائية الأسرَ ذات الدخل المتوسط والمحدود الى الإقبال على متاجر "البالة" لشراء الملابس المستعملة، ومع اقتراب عيد الأضحى شهدت الأسواق والمحال التي تبيع الملابس المستعملة في موريتانيا إقبالاً كبيراً بسبب حاجة الأسر الى ملابس العيد بأسعار في متناولها، حيث تقبل الأسر على شراء الملابس المستعملة كبديل عن الملابس الجديدة، لأنها أرخص سعراً وأعلى قيمة.
ويتردد على أسواق "البالة" زبائن من مختلف الأعمار وإن كان أغلبهم نساء يبحثن عن ملابس العيد لأطفالهن بين أكوام الملابس المستعملة بعد تعذر شراء ملابس جديدة بسبب متطلبات وحاجيات العيد الكثيرة، كما تقول فاطمة (ربة بيت) التي تحمل عدة قطع من الملابس التي اختارتها بين الأكوام من الملابس المستعملة المنثورة داخل سوق وسط العاصمة، وتضيف: "هذه الملابس مناسبة للأسر المتوسطة التي لديها عدد من الأطفال ولا تستطيع شراء ملابس جديدة لجميع أطفالها الى جانب الوفاء بالمتطلبات الأساسية لعيد الأضحى من شراء الأضحية وبعض أدوات المطبخ والسفر لزيارة الأقارب وتهنئتهم بالعيد.. لذلك فإن هذه الملابس مناسبة وتفي بالغرض".
وتعترف فاطمة بأنها تتحايل على أطفالها من أجل القبول بهذه الملابس، حيث تقوم بتنظيفها وكيها ووضعها في أكياس بلاستيكية حتى تبدو جديدة، وتضيف: "الصغار تنطلي عليهم هذه الحيلة أما الكبار فيرفضونها إلا إذا كانت قطع نادرة تحمل ماركة عالمية ويعولون على ما يجمعونه من عيدية الأقارب لشراء ملابس جديدة بعد العيد".
وتشير فاطمة إلى أن الإقبال على شراء الملابس المستعملة يزداد في فصل الشتاء بسبب الحاجة لملابس ثقيلة ودافئة وهي دائماً تباع بأسعار مرتفعة في المحال التجارية، وتضيف: "كل فرد من الأسرة يحتاج الى قطع مختلفة من الملابس الشتوية لأنه لا يمكن الاعتماد على عدد قليل منها بسبب الرغبة في تغيير المظهر؛ ولأن الظروف الجوية في الشتاء لا تساعد على تجفيف الملابس بسرعة حتى نستطيع استعمالها بشكل متكرر".
ماركات عالمية وسط البالة توفر محال البالة جميع أنواع الملابس التي يمكن أن تحتاجها الأسرة من ملابس أطفال وسيدات ورجال، وتوجد في أغلب محال البالة ملابس مستوردة في حالة جيدة بعضها جديدة لم يرتدها أحد من قبل لكن بها عيوباً بسيطة وأخرى من ماركات عالمية تم استيرادها من أوروبا.
ويقول داود التجاني (بائع ملابس مستعملة): "يزداد الإقبال على ملابس البالة بفضل انخفاض أسعارها وقرب السوق الأوروبية من موريتانيا، حيث يتم استيراد ملابس أوروبية جيدة ما يغري الزبائن بشرائها رغم منافسة الملابس المحلية والملابس الجاهزة المستوردة".
ويؤكد أن سوق ملابس البالة ازدهرت كثيراً في هذه الأيام بسبب اقتراب عيد الأضحى وما تتطلبه الأسر خلال هذا العيد ما يضاعف الضغط على ميزانية الأسر فتصبح غير قادرة على شراء ملابس جديدة لجميع أفرادها، ويشير الى أن ازدياد الإقبال على هذه الأسواق دفعها الى تحسين تجارتها، حيث أصبحت تعرض ملابس في حالة جيدة وذات موديلات جديدة ومميزة وبأسعار مناسبة.
ويوضح التجاني أن تجارة الملابس المستعملة تعرف كساداً من وقت الى آخر بفعل انتشار أوبئة وأمراض معدية والتركيز عليها في وسائل الإعلام، لكن سرعان ما تهدأ الموجة وتعود الأمور الى سابق عهدها، ويقبل الزبائن على شراء ملابس البالة مجدداً.
ويقول إن ملابس البالة التصقت بها تهمة نقل الجراثيم والأمراض الجلدية والرائحة الكريهة إلا أنها لم تعد كذلك بعد أن أصبح بالإمكان التغلب على الرائحة "المميزة" لملابس البالة، كما أن ضوابط الاستيراد التي تم تطبيقها تمنع استيراد ملابس من مناطق موبوءةن بعد أن كان الاستيراد يتم من مناطق عشوائية، إضافة الى الصرامة في احترام القواعد الصحية.
تحتوي على عبارات ورسومات مسيئةويشير التجاني إلى أنه يفحص الملابس قبل شرائها من المستورد خوفاً من وجود عبارات وكتابات ورسومات غير مناسبة في المجتمع الموريتاني المحافظ، ويؤكد انه فقد صفقات رابحة بسبب إصراره على عدم بيع الملابس التي تحتوي على أشياء تسيء للمعتقدات الدينية والذوق العام.
وبفضل ازدهار هذه التجارة لم يعد نشاط بائعي الملابس القديمة محصوداً داخل أسواق معينة اشتهرت ببيع البالة، بل اكتسحت هذه التجارة جميع الأسواق وقام تجارها باستئجار محال داخل الأحياء السكينة لتقريب سلعتهم من الناس، إضافة الى البسطات المنتشرة في كل مكان في أسواق الخضر وأمام المساجد والحدائق العمومية.
ومكّنت هذه الاستراتيجية النساء من التزود من هذه السلعة بشكل أكبر من السابق، حيث أصبحت الجولة الصباحية على سوق الخضر مثلاً تقترن بجولة على محال بيع الملابس المستعملة، وتتوقف النساء عندها ليخترن لأطفالهن ثياباً مستعملة.