العراقيون يسعون للمدارس الخاصة لتعليم أبنائهم
(رويترز) - ازدهرت المدارس الخاصة في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام ٢٠٠٣ بعد ان كانت محظورة في عهد صدام حسين
مع تزايد شعور العراقيين بالاحباط نتيجة فشل حكومتهم في توفير الخدمات الاساسية.
ورغم المصاعب الاقتصادية بعد أعمال العنف الطائفية وهجمات المسلحين التي شهدتها البلاد على مدى سبع سنوات يتمكن الاباء العراقيون من تدبير 1500 دولار للفصل الدراسي الواحد لارسال أبنائهم الى مدارس خاصة على أمل توفير مستقبل أفضل لهم.
وتفيد بيانات وزارة التعليم بأن في العراق الان 201 مدرسة خاصة غير مدارس رياض الاطفال.
وقالت سرى عبد الحسن "المدراس الاهلية بها اعتناء بالاضافة الى مستوى التعليم. طبعا فرق شاسع بين المدرسة الاهلية والحكومية."
وأضافت "عندما اعطي هذه المبالغ انا مطمئنة ان ابني سوف يخرج بمستوى معين بالدراسة بالاضافة الى المستوى الاجتماعي."
وقالت "لذلك المال هو شيء بسيط بالنسبة للشيء الذي سوف يحصل عليه ابني."
وخلال حكم حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام كان التعليم حكرا للدولة وكان التعليم الخاص باستثناء رياض الاطفال والجامعات محظورا.
وكان التعليم موحدا والمناهج الدراسية تميل الى الدعوة الى الوطنية وحكم الحزب الواحد.
ومع تراجع العنف الان بصفة عامة رغم استمرار بعض هجمات المسلحين يتزايد احساس العراقيين بالاستياء بسبب بطء وتيرة مساعي البلاد للوقوف على قدميها من جديد
فالوظائف شحيحة والتفجيرات وحوادث الاغتيال ما زالت خطرا يوميا ويعاني العراقيون من نقص الكهرباء والمياه النقية والصرف الصحي والخدمات الاساسية الاخرى.
وأدى فشل الاحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية منذ الانتخابات العامة التي أجريت في مارس اذار الى مزيد من الشكوك بشأن قدرة الزعماء العراقيين على الوفاء بوعودهم.
وفي مجال التعليم تحقق بعض التقدم.
ومع ذلك تفيد احصاءات الامم المتحدة بأن واحدا من كل خمسة عراقيين فوق سن الخامسة عشرة يعاني من الامية ويصل معدل الامية الى 28 في المئة بين النساء وهو ما يعادل مثلي النسبة بين الرجال.
وقالت الامم المتحدة ان نسبة الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و11 عاما الملتحقين بالتعليم الابتدائي بلغت 85 في المئة في عام 2007 عندما كان العنف الطائفي في أوجه مقارنة مع 91 في المئة في عام 1990.
وزادت الحكومة الانفاق على التعليم لكن المسؤولين يقولون انهم يعانون من نقص المدارس والمدرسين الذين هرب كثير منهم الى الخارج. ونزحت الاف الاسر من منازلها بسبب العنف مما عطل تعليم الاطفال.
ولا توجد أموال كافية لانشاء مدارس جديدة.
وقال محسن عبد علي الفريجي مستشار وزارة التربية "نحن نحتاج الى زيادة الموازنة بالنسبة الى وزارة التربية. النقص الحاد بالمدارس لا يمكن معالجته الا من خلال زيادة نسبة التمويل او حصة ميزانية وزارة التربية من الموازنة العامة... ميزانيتنا الجارية أغلبها تكون للرواتب."
وقال الفريجي ان 35 في المئة فقط من المدرسين الحاليين في البلاد تلقوا تدريبا مناسبا. ويقرب عدد التلاميذ في الفصل الواحد من 60 تلميذا في بعض المدارس الحكومية العراقية البالغ عددها 18 الف مدرسة
واجتذبت مدرسة ماما أيسر الخاصة التي تستقبل الاطفال من عمر أربعة أشهر الى 12 عاما اهتماما متزايدا منذ افتتاحها عام 2004 وتعمل بكامل طاقتها وتضم 500 تلميذ.
وقالت ناظرة المدرسة أيسر العزاوي "لدي قائمة انتظار." وأضافت "لا أريد ان أقبل مزيدا من الاطفال لانني اريد ان أقدم خدمة جيدة."ولا يزيد عدد الاطفال في الفصل الواحد في المدرسة عن 20 طفلا.
وقالت العزاوي ان الاباء يتجهون الى المدارس الخاصة لانهم يريدون ان يتعلم أطفالهم الانجليزية في سن مبكرة وان يتلقوا مناهج تعليمية أوسع من تلك التي تقدمها المدارس الحكومية.
وتتمتع مدرسة ماما أيسر بالمياه النقية والكهرباء وهو امر يعد من قبيل الرفاهية في العراق في كثير من الاحيان فضلا عن تمتعها بالتسهيلات الخاصة بالكمبيوتر.
وقالت العزاوي ان المدارس الخاصة تعاني من بعض المشاكل التي تعاني منها المدارس الحكومية وخصوصا نقص المدرسين والمباني المناسبة.
وما زالت السلامة أيضا مبعث قلق شديد ويشعر كثير من الاباء باطمئنان أكبر لارسال اطفالهم الى مدارس خاصة لانهم يشعرون انها تلقى حماية أفضل. وتوظف مدرسة ماما أيسر ثلاثة حراس لحراسة مجمعها.
ولا تعد المدارس الخاصة من بين خيارات الاباء الذين لا يقيمون قرب احداها حيث لا تزال الظروف في البلاد صعبة.
وسجلت حلا عدنان وهي استاذة جامعية ابنتها التي تبلغ ست سنوات لفترة قصيرة في مدرسة ماما أيسر الخاصة قبل ان تقرر ان الرحلة اليومية الطويلة الى المدرسة تمثل مجازفة غير مقبولة.
وقالت "أخاف ان يعرف شخص أننا (أنا وزوجي) اساتذة وهي في مدرسة خصوصي وهي في الطريق يخطفوها.. كل شيء ممكن ان يحدث وكذلك التفجيرات التي لا تتوقف."
(رويترز) - ازدهرت المدارس الخاصة في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام ٢٠٠٣ بعد ان كانت محظورة في عهد صدام حسين
مع تزايد شعور العراقيين بالاحباط نتيجة فشل حكومتهم في توفير الخدمات الاساسية.
ورغم المصاعب الاقتصادية بعد أعمال العنف الطائفية وهجمات المسلحين التي شهدتها البلاد على مدى سبع سنوات يتمكن الاباء العراقيون من تدبير 1500 دولار للفصل الدراسي الواحد لارسال أبنائهم الى مدارس خاصة على أمل توفير مستقبل أفضل لهم.
وتفيد بيانات وزارة التعليم بأن في العراق الان 201 مدرسة خاصة غير مدارس رياض الاطفال.
وقالت سرى عبد الحسن "المدراس الاهلية بها اعتناء بالاضافة الى مستوى التعليم. طبعا فرق شاسع بين المدرسة الاهلية والحكومية."
وأضافت "عندما اعطي هذه المبالغ انا مطمئنة ان ابني سوف يخرج بمستوى معين بالدراسة بالاضافة الى المستوى الاجتماعي."
وقالت "لذلك المال هو شيء بسيط بالنسبة للشيء الذي سوف يحصل عليه ابني."
وخلال حكم حزب البعث الذي كان يتزعمه صدام كان التعليم حكرا للدولة وكان التعليم الخاص باستثناء رياض الاطفال والجامعات محظورا.
وكان التعليم موحدا والمناهج الدراسية تميل الى الدعوة الى الوطنية وحكم الحزب الواحد.
ومع تراجع العنف الان بصفة عامة رغم استمرار بعض هجمات المسلحين يتزايد احساس العراقيين بالاستياء بسبب بطء وتيرة مساعي البلاد للوقوف على قدميها من جديد
فالوظائف شحيحة والتفجيرات وحوادث الاغتيال ما زالت خطرا يوميا ويعاني العراقيون من نقص الكهرباء والمياه النقية والصرف الصحي والخدمات الاساسية الاخرى.
وأدى فشل الاحزاب السياسية في تشكيل حكومة ائتلافية منذ الانتخابات العامة التي أجريت في مارس اذار الى مزيد من الشكوك بشأن قدرة الزعماء العراقيين على الوفاء بوعودهم.
وفي مجال التعليم تحقق بعض التقدم.
ومع ذلك تفيد احصاءات الامم المتحدة بأن واحدا من كل خمسة عراقيين فوق سن الخامسة عشرة يعاني من الامية ويصل معدل الامية الى 28 في المئة بين النساء وهو ما يعادل مثلي النسبة بين الرجال.
وقالت الامم المتحدة ان نسبة الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و11 عاما الملتحقين بالتعليم الابتدائي بلغت 85 في المئة في عام 2007 عندما كان العنف الطائفي في أوجه مقارنة مع 91 في المئة في عام 1990.
وزادت الحكومة الانفاق على التعليم لكن المسؤولين يقولون انهم يعانون من نقص المدارس والمدرسين الذين هرب كثير منهم الى الخارج. ونزحت الاف الاسر من منازلها بسبب العنف مما عطل تعليم الاطفال.
ولا توجد أموال كافية لانشاء مدارس جديدة.
وقال محسن عبد علي الفريجي مستشار وزارة التربية "نحن نحتاج الى زيادة الموازنة بالنسبة الى وزارة التربية. النقص الحاد بالمدارس لا يمكن معالجته الا من خلال زيادة نسبة التمويل او حصة ميزانية وزارة التربية من الموازنة العامة... ميزانيتنا الجارية أغلبها تكون للرواتب."
وقال الفريجي ان 35 في المئة فقط من المدرسين الحاليين في البلاد تلقوا تدريبا مناسبا. ويقرب عدد التلاميذ في الفصل الواحد من 60 تلميذا في بعض المدارس الحكومية العراقية البالغ عددها 18 الف مدرسة
واجتذبت مدرسة ماما أيسر الخاصة التي تستقبل الاطفال من عمر أربعة أشهر الى 12 عاما اهتماما متزايدا منذ افتتاحها عام 2004 وتعمل بكامل طاقتها وتضم 500 تلميذ.
وقالت ناظرة المدرسة أيسر العزاوي "لدي قائمة انتظار." وأضافت "لا أريد ان أقبل مزيدا من الاطفال لانني اريد ان أقدم خدمة جيدة."ولا يزيد عدد الاطفال في الفصل الواحد في المدرسة عن 20 طفلا.
وقالت العزاوي ان الاباء يتجهون الى المدارس الخاصة لانهم يريدون ان يتعلم أطفالهم الانجليزية في سن مبكرة وان يتلقوا مناهج تعليمية أوسع من تلك التي تقدمها المدارس الحكومية.
وتتمتع مدرسة ماما أيسر بالمياه النقية والكهرباء وهو امر يعد من قبيل الرفاهية في العراق في كثير من الاحيان فضلا عن تمتعها بالتسهيلات الخاصة بالكمبيوتر.
وقالت العزاوي ان المدارس الخاصة تعاني من بعض المشاكل التي تعاني منها المدارس الحكومية وخصوصا نقص المدرسين والمباني المناسبة.
وما زالت السلامة أيضا مبعث قلق شديد ويشعر كثير من الاباء باطمئنان أكبر لارسال اطفالهم الى مدارس خاصة لانهم يشعرون انها تلقى حماية أفضل. وتوظف مدرسة ماما أيسر ثلاثة حراس لحراسة مجمعها.
ولا تعد المدارس الخاصة من بين خيارات الاباء الذين لا يقيمون قرب احداها حيث لا تزال الظروف في البلاد صعبة.
وسجلت حلا عدنان وهي استاذة جامعية ابنتها التي تبلغ ست سنوات لفترة قصيرة في مدرسة ماما أيسر الخاصة قبل ان تقرر ان الرحلة اليومية الطويلة الى المدرسة تمثل مجازفة غير مقبولة.
وقالت "أخاف ان يعرف شخص أننا (أنا وزوجي) اساتذة وهي في مدرسة خصوصي وهي في الطريق يخطفوها.. كل شيء ممكن ان يحدث وكذلك التفجيرات التي لا تتوقف."