الأحمق من يعشق غيمة!
هادي جلومرعي
لايمكن أن يعشق أحد ما الشمس لأنها لاتشابه طبع الحبيبة. الشمس تتجدد والحبيبة متقلبة المزاج .والشمس تكون وصفا للأشراق وللهيب الشوق المتصاعد في الوجدان.الغيمة أيضا متقلبة المزاج.
الغيمة تتحرك في السماء وتملك قدرة الهروب وعدم العودة وليست مثل الشمس التي تعود في الصباح التالي.وهي كالحبيبة ببياضها حين تخترق الافق البعيد وتمر .وحين تمد يديك اليها لاتصل أبدا ثم تنظر نحوها وهي تطوي المسافات في سماء زرقاء صافية .هي أيضا مثل الحبيبة تتلون بألوان الرماد والبياض والحمرة حين تضربها شمس المغيب.هي في هروب دائم وانت في مطاردة مستمرة.
مالذي يمكن أن يكون مكسبا لي حين أعشقك وأدري أنك كغيمة هاربة؟ لاشئ سوى عذاب مستديم لاينقطع وأتلذذ به دون أن أجد رغبة في التخلص منه والتغاضي عنه.
أنت دائمة النصح لي أن لاأتعلق بك لأن حياتك مختلفة وطموحك أكبر من مشاعر فتى سومري يفضل الحماقة على العقل والسكون على الروية.
وأنا أبلغك أني أغوص بعيدا في اللجة ولاأستطيع الانسحاب والعودة الى الشاطئ.
إستشرت جماعة من النساء والرجال ،الكبار منهم والوالجين لتوهم عوالم المتاهة.قلت:لاشئ يؤلم كالحب؟ وعلقوا جميعهم وأصروا أنهم يستمتعون ويتلذذون بالأسى والألم والضياع ولم اجد انهم يترددون أو يخافون من تبعات ذلك الحب بل ولديهم الأمل في أستمرار الألم ليتجدد في داخلهم هو والحب لأنهم يتصورون أن دوام الحب بدوام الألم.
أسألك أن لاتطلبي مني التخلي عن حماقتي بعشقك وانت الغيمة الماضية جهة الشرق أو هكذا تعودت حين تأتي قطع الغيم الربيعية المحتضرة من جهة الغرب لتمضي شرقا دون ان تعود .
حماقتي في عشقك هي الوسيلة الوحيدة للهروب من جحيم الوطن المبتلى بالكارهين.
وطن ينمو على الكراهية والتسلط والسرقات.لايعالجه سوى حب من نوع خاص يتطور ليتحول الى عشق يقلل من حجم الفساد المالي والاداري الذي تريد هيئة النزاهة الوصول اليه وتعمل الحكومة جاهدة على تفاديه.
علاج احمق لمشكلة الفساد في العراق.
hadeejalu@yahoo.com