الأربعاء، 09 حزيران/يونيو 2010، آخر تحديث 15:52 (GMT+0400)
براءة "ألف ليلة وليلة" من تهمة ازدراء الأديان وخدش الحياء
كتاب ألف ليلة وليلة.. يتعرض للمرة
الثانية لمحاولة وأد خلال ربع قرن
الثانية لمحاولة وأد خلال ربع قرن
القاهرة، مصر (CNN) -- للمرة الثانية خلال ربع قرن تقريباً يتعرض كتاب "ألف ليلة وليلة" لاتهامات كادت تطيح بها وتزج بها في غياهب الظلام بعد أن صدر حكم ببراءتها من تهم ازدراء الدين الإسلامي وخدش الحياء العام، بعد أن حاولت رابطة "محامون بلا قيود" إدانته عبر بلاغ للنائب العام في مصر يتهم الكتاب بتلك الاتهامات.
فقد قرر النائب العام في مصر، المستشار عبد المجيد محمود، حفظ البلاغات المقدمة ضد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة وبعض العاملين بالهيئة بسبب إعادة طباعة ونشر مؤلف "ألف ليلة وليلة"، والذي أشار المبلغون إلى أنه يحوي العديد من العبارات التي من شأنها ازدراء الدين الإسلامي وخدش الحياء العام وكذلك الدعوة إلى الفجور والفسق وإشاعة الفاحشة.
وانتهت النيابة إلى حفظ التحقيقات لعدم توافر أركان جرائم استغلال الدين في الترويج للأفكار المتطرفة وازدراء الأديان السماوية وإثارة الفتن، وفقاً لما نقله موقع أخبار مصر.
وأوضحت النيابة أن "هذا المؤلف خليق بأن يكون موضوعاً صالحاً للبحث المنتج والدرس الخصب لكونه من قبيل الأدب الشعبي ومكوناً أصيلاً من مكونات الثقافة العامة، وأنه كان مصدراً للعديد من الأعمال الفنية الرائعة، واستقى منه كبار الأدباء مصدرا لروائعهم."
وأشاد رئيس هيئة قصور الثقافة، أحمد مجاهد، بقرار النائب العام الذي أعلن فيه تبرئة "ألف ليلة وليلة" من تهمة ازدراء الأديان والدعوة للفجور، ووصف القرار بأنه "نصر لحرية التعبير."
وأوضح الموقع أن رابطة "محامون بلا قيود" كانت قد قدمت في 17 إبريل/نيسان 2010، بلاغاً للنائب العام بمصر يتهم الكتاب بأنه "يخدش الحياء العام" بالإضافة لاحتوائه على حوارات تزدرى الأديان، وطالب البلاغ بالتحقيق مع رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ورئيس تحرير سلسلة الذخائر التابعة للهيئة، جمال الغيطاني، بسبب طباعة السلسة لكتاب "ألف ليلة وليلة"، بصفتهم المسؤولين عن نشر الكتاب والتحفظ عليه بعد أن أعادت نشره الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة.
ولكن الهيئة ردت في بيان أن هذا الكتاب "عمل تراثي إنساني لا تجوز مصادرته أو حذف أجزاء منه" وأعلنت عن إعادة طبعه بعد نفاد الطبعة التي طرحت في الآونة الأخيرة، فيما حذر اتحاد الكتاب بالقاهرة من أثار ما وصفوه "بثقافة النفط" التي يرون أنها تعادي الخيال ولا ترى في الإبداع الأدبي إلا جانبه الحسي.
وكانت إدارة الاستئناف بمحكمة شمال القاهرة قد أصدرت في 30 يناير/كانون الثاني عام 1986 حكماً يقضي بعدم مصادرة "ألف ليلة وليلة" واعتبارها أشهر تعبير عن الأدب الشعبي العربي والإسلامي، ووصفها بأنها خلبت عقول الأجيال في الشرق والغرب قروناً طويلة.
ونقلت صحيفة الحياة اللندنية عن الأمين العام السابق للمجلس الأعلى المصري للثقافة، مدير المركز القومي للترجمة الدكتور جابر عصفور، تعقيبه على القرار: "هذا ما كنا نتوقعه خصوصاً وأن المستشار عبد المجيد محمود معروف بالنزاهة واحترام القانون."
وأضاف عصفور: "هذا القرار خطوة إيجابية في صالح حرية الرأي والتعبير، وهو في الوقت نفسه رد على هؤلاء الذين يريدون أن يحجروا حتى على التراث باسم الأخلاق والدين الذي هو برئ منهم."
http://arabic.cnn.com/2010/entertainment/6/9/1001nights.not_guilty/