سياسة : سرقة مصرف الرافدين بالكرادة
وحكايات الف ليلة وليلة
وحكايات الف ليلة وليلة
بواسطة sabahsadi في 2009/7/29 14:31:14
بغداد : تثير عملية السطو وسرقة مصرف الرافدين الواقع في منطقة الزوية بحي الكرادة الشرقية الكثير من الالغاز عن الجهات التي تقف وراء الحادث والتي يرجح انها قريبة من دوائر القرار نتيجة الطريقة التي تمت فيها الجريمة والجهة هذه هي المجلس الاسلامي الاعلى. وتحكي الرواية طريقة السرقة وكأنها من حكايات الف ليله وليله وملخص القصة فقد تمكن مسلحون في عملية مخطط لها بشكل جيد من دخول احد المصارف في وسط بغداد دون خلع او كسر وقتل ثمانية من حراسه قبل سرقة اربعة مليارات ونصف دينار (3,8 ملايين دولار)، حسبما افادت مصادر امنية.واوضح مصدر رفض الكشف عن اسمه ان "مسلحين مجهولين اقتحموا فجر الثلاثاء فرعا تابعا لمصرف الرافدين، في الزوية الواقعة في حي الكرادة ، وقتلوا ثمانية من الحرس، وتمكنوا من فك ابواب الخزنة العملاقة بواسطة آلة قص وسرقة الاموال".وعثرت الشرطة فجر الثلاثاء على جثث الحراس في احدى غرف القبو.وابدت مصادر امنية "استغرابها حيال كيفية دخول المصرف دون كسر او خلع للابواب او النوافذ مع ان التعليمات واضحة جدا بعدم فتح الابواب لاي كان خلال اوقات الليل".وقالت قناة الحرة عراق ان الاموال التي سرقت تعود لرواتب منتسبي وزارة الداخلية وان العملية استغرقت نحو3 ساعات وان اجهزة اوكسجين استخدمت لفتح الخزانة ،وقال مسؤول امني ان العملية "نفذتها عناصر ارهابية فقدت التمويل الخارجي لعملياتها فبدأت البحث عن مصادر تمويل داخلية ضمنها سرقة المصارف".وافاد شاهد عيان ان الشرطة "اخرجت جثث الضحايا بواسطة بطانيات ونقلوها الى مستشفى ابن النفيس قبل تسليمها الى ذويهم، وكان سبعة منهم يرتدون ملابس داخلية، وواحد يرتدي زي الشرطة".من جهته، قال احد موظفي المصرف ان "المبلغ المسروق لا يقل عن 4,5 مليار دينار عراقي (حوالى 3,8 ملايين دولار)".واضاف ان "المبالغ التي وصلت ظهر امس الاثنين كرواتب لعناصر الشرطة والموظفين في وزارة الداخلية كانت قيمتها 5,6 مليار دينار لكن اللصوص تركوا في الخزنة مليارا ومئة مليون من الفئات الصغيرة". واكد ان "اللصوص دخلوا المصرف دون تحطيم الابواب والنوافذ".بدوره، قال مصدر امني "عثرنا على ثمانية حراس مقتولين بالرصاص بعد ان وثقت اياديهم وكممت افواههم".واضاف ان "الحراس قتلوا باطلاق النار على رؤوسهم من الخلف، اي بطريقة الاعدام، كما وضع الجناة مخدة في فوهة السلاح الرشاش بغية كتم الصوت".وتجمع موظفو المصرف وغالبيتهم من النساء امام المبنى، وبدا بعضهم بالصراخ والبكاء لدى نقل جثث الحراس.وصاحت احداهن، "الله اكبر على المجرمين، لم ار جريمة بهذا البشاعة، صارت السرقات مثل الافلام الاجنبية، يسرقون المصارف ويقتلون ويختفون"وقد.قطعت قوات الامن جميع الطرق المؤدية الى المصرف، فيما وصل كبار قادة الجيش والشرطة بالاضافة الى كوادر من التحقيقات الجنائية، والشؤون الداخلية.وعملية السرقة هي بين الاكبر منذ سقوط النظام السابق العام 2003.فقد حدث العديد من السرقات خلال الاعوام الماضية من مصارف وسيارات مخصصة لنقل الاموال كان اكبرها السطو على مبلغ 13,5 مليون دولار من فرع مصرف الرشيد في الرمادي في حزيران/يوينو 2005.وكانت اخر السرقات في حزيران/يونيو 2008 عندما سطا مسلحون على رواتب العاملين في الجامعة المستنصرية في بغداد وقيمتها نصف مليون دولار تقريبا.كما استولى مسلحون على 600 الف دولار من احد المصارف الخاصة في وسط بغداد منتصف تموز/يوليو 2007.وفي تموز/يوليو 2006، قام مسلحون يرتدون ملابس عسكرية ويستقلون سيارات شرطة بسرقة مبلغ مليون واربعمائة الف دولار اميركي وسط بغداد بينما كان منقولا الى مصرف "الاستثمار" ومقره في حي المنصور (غرب).وكانت عملية مماثلة وقعت في 18 حزيران/يونيو 2006 عندما سرق مسلحون يرتدون زي قوات الامن مبلغ 850 الف دولار في وضح النهار، بعد اقتحامهم مصرف الرافدين في العامرية (غرب بغداد).وفي كانون الاول/ديسمبر 2006، سطا مسلحون على سيارة حكومية تنقل اموالا في منطقة الكرادة وسط بغداد وسرقوا ما قيمته مليون دولار.وهذه العملية كانت السادسة من نوعها خلال الاشهر الخمسة الاخيرة من العام 2006، نفذت بالطريقة ذاتها من قبل مسلحين يرتدون زي الجيش او الشرطة في احياء متفرقة في بغداد.وقتل اكثر من عشرين موظفا او حارسا خلال هذه العمليات