حقوق الإنسان في العراق
هل ثمة سجون سرية في العراق؟
طالب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وزارة حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمتابعة ملف السجون السرية مؤكدا وجودها. وزارة حقوق الإنسان أشارت الى انها لا تستطيع توكيد او نفي وجود سجون سرية. أما اللجنة الدولية للصليب الاحمر فأكدت عدم إمكانيتها نشر أي معلومات تخص واقع السجون والمعتقلين.
يطلق مسؤولون عراقيون بين فترة وأخرى تصريحات تشير الى وجود سجون سرية في العراق. آخر تلك التصريحات صدرت عن نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، الذي اكد وجود أدلة رصينة وصلت إلى مكتبه تفيد بوجود عدد من السجون السرية في العراق. ووردت تأكيدات الهاشمي في بيان صادر عن مكتبه، استلمت إذاعة العراق الحر نسخة منه.
تطرق البيان الى لقاء تم بين نائب رئيس الجمهورية ووزيرة حقوق الإنسان وجدان ميخائيل جرى خلاله بحث ملف السجون السرية. وأضاف البيان ان الهاشمي زود الوزيرة بمعلومات تشير إلى ان آلاف العراقيين مازالوا يُقتادون إلى أماكن غير معروفة، استنادا إلى الشبهات، وبغية الابتزاز دون تهم أو أوامر إلقاء قبض، بحسب البيان.
وكان نائب رئيس الجمهورية، وخلال لقاء مع رئيس بعثة منظمة الصليب الأحمر الدولية في العراق ماغنيه بارث، اقترح على رئيس البعثة ان تواصل المنظمة زيارة السجون والمعتقلات، ومراقبة التقيد بالمعايير الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتركيز على السجون السرية التي أكد الهاشمي وجودها، رغم تحذيره من إن وجود مثل هذه السجون يتعارض مع الدستور والقانون.
ولمعرفة تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع، وفي حوار خاص اجرته إذاعة العراق الحر وزيرة حقوق الإنسان وجدان ميخائيل، اكدت الوزيرة انها لم تستلم من نائب رئيس الجمهورية خلال لقائه بها أي معلومات تشير الى مواقع وجود السجون السرية، وقالت ان وزارتها لا تستطيع توكيد او نفي وجود سجون سرية. وأوضحت الوزيرة ان فرق الوزارة عثرت عام 2009 على سجن سري واحد تابع لوزارة الدفاع العراقية وتم إغلاقه مباشرة.
الى ذلك ذكرت السيدة دوروتيا كريميتساس - Dorothea Krimitsas – الناطقة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر للشرق الاوسط وشمال افريقيا، خلال لقاء أجرته معها إذاعة العراق الحر، إن المنظمة الدولية خلال سنوات عملها الطويلة، مستمرة في زيارة السجون والمعتقلات في العراق. وتلتقي بمعظم السجناء، وتجري حوارات ونقاشات مستمرة مع الجانب العراقي حول واقع السجون والمعتقلات. واضافت ان المنظمة الدولية تفضل عدم نشر تفاصيل هذه الحوارات والنقاشات للحفاظ على تطوير واقع المعتقلات، وحقوق السجناء وتوفير الحماية لهم.
وفي سياق الاجابة عن سؤال لاذاعة العراق الحر حول سبب عدم نشر المنظمة معلومات عن الانتهاكات والخروقات في حال وجودها او اكتشاف ما يقال انها سجون سرية، بينما تعلن منظمات دولية اخرى عما لديها من معلومات حول واقع حقوق الانسان في العراق؟
قالت السيدة دوروتيا كريميتساس ((اللجنة الدولية للصليب الاحمر لها طريقة عمل خاصة بها. نحن نؤمن ان هذه الطريقة والحوارات المستمرة مع السلطات يمكن ان تطور واقع السجون ومعاملة السجين. ان طريقة الحوار المباشر والنقاش المستمر مع إدارات السجون، وتبادل المعلومات معها، وعدم نشر تلك المعلومات تعطي نتائج أفضل. هذا لا يعني ان المنظمة الدولية للصليب الاحمر تمتنع عن نشر أي معلومات، ولكن في حالات معينة نعم نلجأ الى هذا الاسلوب (نشر المعلومات)، بعد استنفاذنا كل السبل الاخرى وعدم حصولنا على نتائج مرضية. في هذه الحالة فقط تقوم المنظمة بنشر المعلومات. طريقتنا وكما اشرت هي اولا التحاور والنقاش مع السلطات لإجراء تغييرات، واسلوب النقاش هذا يبني الثقة بين الطرفين وهذا مهم جدا. وثانيا نحن بحاجة الى دخول جميع الامكنة مباشرة وبصورة مستمرة وجمع كل المعلومات من اجل مساعدة المعتقلين. نحن احدى المنظمات القليلة التي تستطيع لقاء المعتقلين بصورة مستمرة في مناطق مختلفة من العالم، والحديث معهم من دون وجود طرف ثالث. هذا يعني زيارت مستمرة للسجون، واللقاء المباشر مع المعتقلين على انفراد ومناقشة أوضاعهم. الزيارات واللقاءات لا بد ان تتكرر وتكون مباشرة حتى نتمكن من اجراء تغييرات وتقديم المساعدة. ولو قمنا بنشر كل ما نقوم به، خاصة في حال زيارتنا بعض المواقع سنخسر ثقة الطرف الاخر، وبالتالي لن يساعد ذلك في تقديم المساعدة للمحتاجين. ان طريقة العمل هذه بمثابة توفير حماية للمحتجزين.))
اذاعة العراق الحر: هذا يعني ان طريقتكم هذه هي من اجل توفير الحماية للمعتقلين؟.
دوروتيا كريميتساس ((بالضبط. هذه هي طريقتنا لتوفير الحماية. لا يمكن ان نحصل على هذا من دون امكانية الوصول المباشر الى السجون، وإجراء لقاءات مستمرة مع المعتقلين، والقيام بعملنا بصورة مستقلة وطبيعية. هذه طريقة عملنا. مرة اخرى أؤكد اذا استنفذنا كل السبل الاخرى، ولم تنجح الحوارات، نستخدم طرقا اخرى منها اللجوء الى نشر المعلومات، لكن ليست هذه الطريقة المعتادة في تعاملنا مع السجناء حول العالم.))
اذاعة العراق الحر: هل نفهم من هذا ان بامكانكم زيارة أي مكان، أم أن السلطات تسمح لكم بزيارة السجون فقط؟
دوروتيا كريميتساس (( اللجنة الدولية للصليب الاحمر تزور السجون المعلن عنها من قبل السلطات، ولكن نزور ايضا اماكن اخرى، التي لدينا بعض المعلومات عنها. وطبعا لن ننشر نتائج المناقشات، والحوارات مع إدارة السجون. هذا هو جزء من الإجراءات التي نقوم بها.))
وكانت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) اكدت في تقريرها السنوي عن وضع حقوق الانسان في العالم، تعرض المحتجزين، في سجون مكتظة تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع، الى التعذيب وسوء المعاملة، وشتى أنواع الانتهاكات. وان عددا غير قليل من المعتقلين قضوا سنوات في السجن دون توجيه أي تهم لهم. واشار الفصل الخاص بالعراق في التقرير الى انه رغم تشكيل الحكومة العراقية لجانا مشتركة لمتابعة ملف السجون والمعتقلين، وللتحقيق في مزاعم واسعة النطاق حول إساءة المعاملة والتعذيب، الا ان الحكومة العراقية فشلت في تقديم أي معلومات حول نتائج تحقيقاتها.
وابدت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في آخر تقرير لها حول وضع حقوق الإنسان في العراق، الذي يغطي فترة النصف الأول من عام 2009 قلقها لسوء الأوضاع في السجون ومراكز الاحتجاز في العراق. وحذر التقرير من الأوضاع الصعبة التي يمر بها المحتجزون، وان العديد منهم حرموا من حريتهم لأشهر وسنوات دون توجيه أي تهمة، او دون محاكمة، إضافة إلى اكتظاظ مراكز الاحتجاز، التي تديرها الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان.
البعثة اكدت في تقريرها عدم استيفاء الإجراءات القانونية معايير الحد الادنى، وان العديد من المحتجزين لم توفر لهم فرصة المراجعة القضائية اثناء احتجازهم، وقبل مثولهم امام القاضي، او لم يوكل عنهم محام للدفاع عنهم، أو لم توجه لهم رسميا أي تهمة بارتكاب جريمة ما.
منقووول
هل ثمة سجون سرية في العراق؟
طالب نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وزارة حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمتابعة ملف السجون السرية مؤكدا وجودها. وزارة حقوق الإنسان أشارت الى انها لا تستطيع توكيد او نفي وجود سجون سرية. أما اللجنة الدولية للصليب الاحمر فأكدت عدم إمكانيتها نشر أي معلومات تخص واقع السجون والمعتقلين.
يطلق مسؤولون عراقيون بين فترة وأخرى تصريحات تشير الى وجود سجون سرية في العراق. آخر تلك التصريحات صدرت عن نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، الذي اكد وجود أدلة رصينة وصلت إلى مكتبه تفيد بوجود عدد من السجون السرية في العراق. ووردت تأكيدات الهاشمي في بيان صادر عن مكتبه، استلمت إذاعة العراق الحر نسخة منه.
تطرق البيان الى لقاء تم بين نائب رئيس الجمهورية ووزيرة حقوق الإنسان وجدان ميخائيل جرى خلاله بحث ملف السجون السرية. وأضاف البيان ان الهاشمي زود الوزيرة بمعلومات تشير إلى ان آلاف العراقيين مازالوا يُقتادون إلى أماكن غير معروفة، استنادا إلى الشبهات، وبغية الابتزاز دون تهم أو أوامر إلقاء قبض، بحسب البيان.
وكان نائب رئيس الجمهورية، وخلال لقاء مع رئيس بعثة منظمة الصليب الأحمر الدولية في العراق ماغنيه بارث، اقترح على رئيس البعثة ان تواصل المنظمة زيارة السجون والمعتقلات، ومراقبة التقيد بالمعايير الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والتركيز على السجون السرية التي أكد الهاشمي وجودها، رغم تحذيره من إن وجود مثل هذه السجون يتعارض مع الدستور والقانون.
ولمعرفة تفاصيل أكثر حول هذا الموضوع، وفي حوار خاص اجرته إذاعة العراق الحر وزيرة حقوق الإنسان وجدان ميخائيل، اكدت الوزيرة انها لم تستلم من نائب رئيس الجمهورية خلال لقائه بها أي معلومات تشير الى مواقع وجود السجون السرية، وقالت ان وزارتها لا تستطيع توكيد او نفي وجود سجون سرية. وأوضحت الوزيرة ان فرق الوزارة عثرت عام 2009 على سجن سري واحد تابع لوزارة الدفاع العراقية وتم إغلاقه مباشرة.
الى ذلك ذكرت السيدة دوروتيا كريميتساس - Dorothea Krimitsas – الناطقة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر للشرق الاوسط وشمال افريقيا، خلال لقاء أجرته معها إذاعة العراق الحر، إن المنظمة الدولية خلال سنوات عملها الطويلة، مستمرة في زيارة السجون والمعتقلات في العراق. وتلتقي بمعظم السجناء، وتجري حوارات ونقاشات مستمرة مع الجانب العراقي حول واقع السجون والمعتقلات. واضافت ان المنظمة الدولية تفضل عدم نشر تفاصيل هذه الحوارات والنقاشات للحفاظ على تطوير واقع المعتقلات، وحقوق السجناء وتوفير الحماية لهم.
وفي سياق الاجابة عن سؤال لاذاعة العراق الحر حول سبب عدم نشر المنظمة معلومات عن الانتهاكات والخروقات في حال وجودها او اكتشاف ما يقال انها سجون سرية، بينما تعلن منظمات دولية اخرى عما لديها من معلومات حول واقع حقوق الانسان في العراق؟
قالت السيدة دوروتيا كريميتساس ((اللجنة الدولية للصليب الاحمر لها طريقة عمل خاصة بها. نحن نؤمن ان هذه الطريقة والحوارات المستمرة مع السلطات يمكن ان تطور واقع السجون ومعاملة السجين. ان طريقة الحوار المباشر والنقاش المستمر مع إدارات السجون، وتبادل المعلومات معها، وعدم نشر تلك المعلومات تعطي نتائج أفضل. هذا لا يعني ان المنظمة الدولية للصليب الاحمر تمتنع عن نشر أي معلومات، ولكن في حالات معينة نعم نلجأ الى هذا الاسلوب (نشر المعلومات)، بعد استنفاذنا كل السبل الاخرى وعدم حصولنا على نتائج مرضية. في هذه الحالة فقط تقوم المنظمة بنشر المعلومات. طريقتنا وكما اشرت هي اولا التحاور والنقاش مع السلطات لإجراء تغييرات، واسلوب النقاش هذا يبني الثقة بين الطرفين وهذا مهم جدا. وثانيا نحن بحاجة الى دخول جميع الامكنة مباشرة وبصورة مستمرة وجمع كل المعلومات من اجل مساعدة المعتقلين. نحن احدى المنظمات القليلة التي تستطيع لقاء المعتقلين بصورة مستمرة في مناطق مختلفة من العالم، والحديث معهم من دون وجود طرف ثالث. هذا يعني زيارت مستمرة للسجون، واللقاء المباشر مع المعتقلين على انفراد ومناقشة أوضاعهم. الزيارات واللقاءات لا بد ان تتكرر وتكون مباشرة حتى نتمكن من اجراء تغييرات وتقديم المساعدة. ولو قمنا بنشر كل ما نقوم به، خاصة في حال زيارتنا بعض المواقع سنخسر ثقة الطرف الاخر، وبالتالي لن يساعد ذلك في تقديم المساعدة للمحتاجين. ان طريقة العمل هذه بمثابة توفير حماية للمحتجزين.))
اذاعة العراق الحر: هذا يعني ان طريقتكم هذه هي من اجل توفير الحماية للمعتقلين؟.
دوروتيا كريميتساس ((بالضبط. هذه هي طريقتنا لتوفير الحماية. لا يمكن ان نحصل على هذا من دون امكانية الوصول المباشر الى السجون، وإجراء لقاءات مستمرة مع المعتقلين، والقيام بعملنا بصورة مستقلة وطبيعية. هذه طريقة عملنا. مرة اخرى أؤكد اذا استنفذنا كل السبل الاخرى، ولم تنجح الحوارات، نستخدم طرقا اخرى منها اللجوء الى نشر المعلومات، لكن ليست هذه الطريقة المعتادة في تعاملنا مع السجناء حول العالم.))
اذاعة العراق الحر: هل نفهم من هذا ان بامكانكم زيارة أي مكان، أم أن السلطات تسمح لكم بزيارة السجون فقط؟
دوروتيا كريميتساس (( اللجنة الدولية للصليب الاحمر تزور السجون المعلن عنها من قبل السلطات، ولكن نزور ايضا اماكن اخرى، التي لدينا بعض المعلومات عنها. وطبعا لن ننشر نتائج المناقشات، والحوارات مع إدارة السجون. هذا هو جزء من الإجراءات التي نقوم بها.))
وكانت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) اكدت في تقريرها السنوي عن وضع حقوق الانسان في العالم، تعرض المحتجزين، في سجون مكتظة تابعة لوزارتي الداخلية والدفاع، الى التعذيب وسوء المعاملة، وشتى أنواع الانتهاكات. وان عددا غير قليل من المعتقلين قضوا سنوات في السجن دون توجيه أي تهم لهم. واشار الفصل الخاص بالعراق في التقرير الى انه رغم تشكيل الحكومة العراقية لجانا مشتركة لمتابعة ملف السجون والمعتقلين، وللتحقيق في مزاعم واسعة النطاق حول إساءة المعاملة والتعذيب، الا ان الحكومة العراقية فشلت في تقديم أي معلومات حول نتائج تحقيقاتها.
وابدت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في آخر تقرير لها حول وضع حقوق الإنسان في العراق، الذي يغطي فترة النصف الأول من عام 2009 قلقها لسوء الأوضاع في السجون ومراكز الاحتجاز في العراق. وحذر التقرير من الأوضاع الصعبة التي يمر بها المحتجزون، وان العديد منهم حرموا من حريتهم لأشهر وسنوات دون توجيه أي تهمة، او دون محاكمة، إضافة إلى اكتظاظ مراكز الاحتجاز، التي تديرها الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان.
البعثة اكدت في تقريرها عدم استيفاء الإجراءات القانونية معايير الحد الادنى، وان العديد من المحتجزين لم توفر لهم فرصة المراجعة القضائية اثناء احتجازهم، وقبل مثولهم امام القاضي، او لم يوكل عنهم محام للدفاع عنهم، أو لم توجه لهم رسميا أي تهمة بارتكاب جريمة ما.
منقووول