ظاهرة العنوسة خطر يهدد المجتمع
قاسم محمد مجيد ألساعدي
لقد مر قطار الزواج بلا رجعه هذا ماتقوله العوانس بعد انتظار طويل لفارس الأحلام الذي لم ياتي ظاهره العنوسة تدق ناقوس الخطر في مجتمعنا الذي يواجه تحديات تهدد وجوده واستقراره ومستقبل أجياله في بلد لم يكن يعاني من الاختلال في موازين النسب بين الجنسين قبل الحرب عام 1980 النسبة بين الذكور والإناث متعادلة تقريبا -49% للذكور -51%للإناث لكن الحرب جاءت بنتائجها الكارثية بعد أن فقد العراق مئات الآلاف من شبابه وليبدأ الخط التصاعدي للظاهرة الأخطر اجتماعيا مترافقا مع الميل لدى الشباب للهجرة بحثا عن الأمن وفرص العمل وتحقيق حلم البعض بالزواج من أجنبيات
لكن باب الظاهرة بدا يفتح باتساع واضح حين جاء الغزو بكل افرزاته وسلبياته ليضع كوارثه فوق المصاعب التي ظلت جاثمة فوق صدر المجتمع فالحرية والديمقراطية التي جاء تحت لافتتها ذلك الغزو انقلبت مصائب ومشاكل لاحصر لها لتصيب المجتمع بالصميم من خلال صعود المد الطائفي في مجتمع عاش بانسجام وتوافق وبلا حساسيات عرقيه أو مذهبيه
لكن الحروب بالرغم من ظلالها الثقيل إلا أنها ليست السبب الوحيد لظاهرة العنوسة في المجتمع فالبطالة تقف عائقا إمام الشباب الذين ليس بمقدورهم توفير متطلبات الزواج فصعوبة الحياة وصنك العيش جعل الشباب يعزفون عن الزواج فالذي لايجد مايسد عوزه لايستطيع أن يفكر جديا بتكوين أسره
فيما يلقى البعض اللوم على استفحال ظاهرة العنوسة هو تلك التعقيدات التي تضعها العائلة وشروطها التعجيزيه كالمهور الغالية او طلبات شراء بيت او سيارة أو الانتظار لإكمال البنت تحصيلها الدراسي مما يفقدهن الشباب المناسب لزواجهن ويضيع عليها فرصه لن تتكرر ثانية
بعض الدراسات التي قامت بها إحدى المنظمات النسائية في محافظه المثنى التي نشرت مؤخرا على إحدى المواقع الالكترونية أن نسبه العنوسة وصلت الى مرحلة خطيرة وسجلت مانسبته 45% من نساء ألمحافظه كما ان نسبه الشباب في المحافظة ذاتها الذي يتعاطى المخدرات تجاوز 7% وهي أفه اجتماعية بدأت بالتفاقم في عموم العراق و تبعد الشباب عن التفكير ببناء أسره وتحمل المسوؤليه وهو احدي انجازات ديمقراطيه العراق الحديث
إحدى التقارير لبعض منظمات المجتمع المدني تضع أرقاما مخيفه فمن بين 7 نساء 3 منهن عوانس وهي اعلي نسيه مسجله في الوطن العربي وكشفت دراسات أخرى حجم العنوسة في الوطن العربي الذي يشكل العراق رأس القمة فيها أن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة، وانخفضت هذه النسبة في كل من السعودية واليمن وليبيا لتصل إلى 30%، بينما بلغت 20% في كل من السودان والصومال، و10% في سلطنة عمان والمغرب، في حين أنها لم تتجاوز في كل من سوريا ولبنان والأردن نسبة 5% ، وكانت في أدنى مستوياتها في فلسطين ، حيث مثلت نسبة الفتيات اللاتي فاتهن قطار الزواج 1% فقط، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى 85%.
وهذه التقارير بالرغم من رسمها صورا مضخمه وخيفة الاا ان الواقع ربما اكثر قساوه وسوداويه حيث لاتناقش التقارير الواقع النفسي الذي ترزح به العانس و التي من ابرزها الاكتئاب والياس وعدم القدره على الانسجام والتكيف مع المجتمع والفراغ العاطفي والحاجة الملحة الى الشريك . فلمجتمع برمته يمضي في اتجاه اكثر انغلاقا
لكن كيف وقف زحف ذلك السرطان الذي يفتك بجسد المجتمع العراقي؟؟
علينا ان نبتعد عن الحلول السطحيه التي تنظر للمشكلة من خلال التركيز على تامين مستلزمات الزواج فقط في حين يتطلب ذلك توفير العمل اللائق لهم ليتمكنوا من بناء حياة زوجيه مستقرة
لذلك لاتبدو الحلول مستحيله رغم تعقيدات الظاهره في العراق وتفردها عن مثيلاتها العربيات لانها مشكله ذات ابعاد سياسيه واقتصاديه واجتماعيه ونفسيه وتتطلب حلولا إستراتيجيه وجذريه قد تكون تخفيض المهور وتغيير الشباب والفتيات من شروط شريك العمر لها و سن قوانين تحدد المهورونشرالوعي بحجم هذة مشكلة تأخر سن الزواج في المجتمع، العمل بتعدد الزوجات الذي يحل مشكلة العنوسة إلى حد ما في كثير من الحالات وعلينا أن نكون أكثر وعياً ومسؤولية تجاه هذه الظاهرة السلبية التي أصبحت اليوم تشكل كابوساً لدى الكثير من الأسر في هذا المجتمع انا مع تلك الصرخة التي أطلقتها إحدى العوانس أنقذوا نساء العراق من الموت ألبطي
قاسم محمد مجيد ألساعدي
لقد مر قطار الزواج بلا رجعه هذا ماتقوله العوانس بعد انتظار طويل لفارس الأحلام الذي لم ياتي ظاهره العنوسة تدق ناقوس الخطر في مجتمعنا الذي يواجه تحديات تهدد وجوده واستقراره ومستقبل أجياله في بلد لم يكن يعاني من الاختلال في موازين النسب بين الجنسين قبل الحرب عام 1980 النسبة بين الذكور والإناث متعادلة تقريبا -49% للذكور -51%للإناث لكن الحرب جاءت بنتائجها الكارثية بعد أن فقد العراق مئات الآلاف من شبابه وليبدأ الخط التصاعدي للظاهرة الأخطر اجتماعيا مترافقا مع الميل لدى الشباب للهجرة بحثا عن الأمن وفرص العمل وتحقيق حلم البعض بالزواج من أجنبيات
لكن باب الظاهرة بدا يفتح باتساع واضح حين جاء الغزو بكل افرزاته وسلبياته ليضع كوارثه فوق المصاعب التي ظلت جاثمة فوق صدر المجتمع فالحرية والديمقراطية التي جاء تحت لافتتها ذلك الغزو انقلبت مصائب ومشاكل لاحصر لها لتصيب المجتمع بالصميم من خلال صعود المد الطائفي في مجتمع عاش بانسجام وتوافق وبلا حساسيات عرقيه أو مذهبيه
لكن الحروب بالرغم من ظلالها الثقيل إلا أنها ليست السبب الوحيد لظاهرة العنوسة في المجتمع فالبطالة تقف عائقا إمام الشباب الذين ليس بمقدورهم توفير متطلبات الزواج فصعوبة الحياة وصنك العيش جعل الشباب يعزفون عن الزواج فالذي لايجد مايسد عوزه لايستطيع أن يفكر جديا بتكوين أسره
فيما يلقى البعض اللوم على استفحال ظاهرة العنوسة هو تلك التعقيدات التي تضعها العائلة وشروطها التعجيزيه كالمهور الغالية او طلبات شراء بيت او سيارة أو الانتظار لإكمال البنت تحصيلها الدراسي مما يفقدهن الشباب المناسب لزواجهن ويضيع عليها فرصه لن تتكرر ثانية
بعض الدراسات التي قامت بها إحدى المنظمات النسائية في محافظه المثنى التي نشرت مؤخرا على إحدى المواقع الالكترونية أن نسبه العنوسة وصلت الى مرحلة خطيرة وسجلت مانسبته 45% من نساء ألمحافظه كما ان نسبه الشباب في المحافظة ذاتها الذي يتعاطى المخدرات تجاوز 7% وهي أفه اجتماعية بدأت بالتفاقم في عموم العراق و تبعد الشباب عن التفكير ببناء أسره وتحمل المسوؤليه وهو احدي انجازات ديمقراطيه العراق الحديث
إحدى التقارير لبعض منظمات المجتمع المدني تضع أرقاما مخيفه فمن بين 7 نساء 3 منهن عوانس وهي اعلي نسيه مسجله في الوطن العربي وكشفت دراسات أخرى حجم العنوسة في الوطن العربي الذي يشكل العراق رأس القمة فيها أن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة، وانخفضت هذه النسبة في كل من السعودية واليمن وليبيا لتصل إلى 30%، بينما بلغت 20% في كل من السودان والصومال، و10% في سلطنة عمان والمغرب، في حين أنها لم تتجاوز في كل من سوريا ولبنان والأردن نسبة 5% ، وكانت في أدنى مستوياتها في فلسطين ، حيث مثلت نسبة الفتيات اللاتي فاتهن قطار الزواج 1% فقط، وكانت أعلى نسبة قد تحققت في العراق إذ وصلت إلى 85%.
وهذه التقارير بالرغم من رسمها صورا مضخمه وخيفة الاا ان الواقع ربما اكثر قساوه وسوداويه حيث لاتناقش التقارير الواقع النفسي الذي ترزح به العانس و التي من ابرزها الاكتئاب والياس وعدم القدره على الانسجام والتكيف مع المجتمع والفراغ العاطفي والحاجة الملحة الى الشريك . فلمجتمع برمته يمضي في اتجاه اكثر انغلاقا
لكن كيف وقف زحف ذلك السرطان الذي يفتك بجسد المجتمع العراقي؟؟
علينا ان نبتعد عن الحلول السطحيه التي تنظر للمشكلة من خلال التركيز على تامين مستلزمات الزواج فقط في حين يتطلب ذلك توفير العمل اللائق لهم ليتمكنوا من بناء حياة زوجيه مستقرة
لذلك لاتبدو الحلول مستحيله رغم تعقيدات الظاهره في العراق وتفردها عن مثيلاتها العربيات لانها مشكله ذات ابعاد سياسيه واقتصاديه واجتماعيه ونفسيه وتتطلب حلولا إستراتيجيه وجذريه قد تكون تخفيض المهور وتغيير الشباب والفتيات من شروط شريك العمر لها و سن قوانين تحدد المهورونشرالوعي بحجم هذة مشكلة تأخر سن الزواج في المجتمع، العمل بتعدد الزوجات الذي يحل مشكلة العنوسة إلى حد ما في كثير من الحالات وعلينا أن نكون أكثر وعياً ومسؤولية تجاه هذه الظاهرة السلبية التي أصبحت اليوم تشكل كابوساً لدى الكثير من الأسر في هذا المجتمع انا مع تلك الصرخة التي أطلقتها إحدى العوانس أنقذوا نساء العراق من الموت ألبطي