مصر: تزايد ظاهرة المعاكسات بالمحمول
آخر تحديث: الاثنين, 19 أكتوبر/ تشرين الأول, 2009, 23:29 GMT
كريستيان فريزر
بي بي سي نيوز، القاهرة
تشهد مصر ظاهرة لا يتم التعرض لها على نطاق واسع وهي المعاكسات التليفونية حيث يتزايد عدد النساء اللائي يشكين من تلقي مكالمات غير مرغوبة من قبل متحرشين من رجال لم يلتقين بهم أبدا.
وتلقت إحدى زميلاتنا في مكتب بي بي سي عددا من مكالمات المعاكسات بعضها في وضح النهار والآخر في منتصف الليل ورغم أنها لم تبد أي تشجيع للمتصل الا انهم ليسوا بحاجة الى تشجيع.
"ما إسمك؟" سؤال طرحه متكلم مجهول استخدم خاصية تحول دون الكشف عن رقم المحمول المتصل، وكرر سؤاله بالحاح واصرار عجيبين.
أرقام عشوائية
ومعظم الاتصالات والرسائل النصية من شباب صغير في السن يتصلون بشكل عشوائي وأحيانا تأخذ المكالمات منحى قذرا. وتقول نهاد أبو القمصان رئيسة مركز حقوق المرأة "نعرف بعض الحالات التي أصبح فيها الأمر مقلقا عندما يقول المتصل انا أعرفك وأعرف عنوانك وأين تعملين وتدرسين ويستمر في الاتصال وحينئذ تصبح اللغة أكثر تهديدا أو قذارة".
وفي مجلة كلمتنا الشبابية قالت جميع الفتيات اللائي أجريت لقاءات معهن انهن تعرضن للمعاكسات الهاتفية.
وقالت صفية زيتون، البالغة من العمر 16 عاما "تعرضت ذات يوم للمعاكسة من شخص أعرفه فكانت لا تمر ساعة دون ان يتصل".
وتقول مروة مخلوف، البالغة من العمر 16 عاما "أعطيت الهاتف لأخي فصرخ فيهم".
ومن جانبها، قالت منى باسيل، البالغة من العمر 17 عاما "كان هناك شخص يتصل بي في أي وقت ويسألني كيف حالي كما لو كان صديقا، وقلت له ان يتوقف عن ذلك، ولكنه قال اريد ان أتعرف عليك، انهم يعتقدون أن ذلك شيئ لطيف ولكنه أمر يثير الاحباط وفي بعض الأحيان يسبب مشاكل حقيقية للبنات".
وفي العام الماضي، ذكرت دراسة أجراها مركز حقوق المرأة وشملت ألفين سيدة ان 83 بالمئة منهن قلن انهن تعرضن لشكل من أشكال التحرش الجنسي و23 بالمئة قلن انهن تلقين مكالمات تليفونية فاضحة.
مشكلة أكبر
وهناك من يعتقد ان المعاكسات الهاتفية جزء من قضية أكبر.
ويقول سعيد صادق الباحث في علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية "ان الاطار الوحيد للجنس في المجتمع العربي هو الزواج وهو أمر لا يقدر عليه الكثيرون هذه الأيام".
وأضاف قائلا "والقمع الجنسي في المجتمع المصري يتم التعبير عنه باشكال متعددة منها المعاكسات الهاتفية، والقنوات التليفزيونية الاباحية، والتحرش بالنساء بالشوارع، والزواج السري إنها مشكلة حقيقية".
ومضى يقول "يظلون يتصلون حتى يجدون استجابة ولكن لو قدمت النساء شكاوى يمكن العثور على المتصل فلا مشكلة في ذلك".
وبالفعل فمنذ عامين وفي أعقاب المظاهرات الغاضبة والاضرابات التي تم تنظيمها باستخدام الهواتف المحمولة تحركت الحكومة بسرعة لفرض تشريع يلزم من يحصل على بطاقة المحمول الذكية أن يقدم إسمه وعنوانه.
وتقول نهاد أبو القمصان "كان مركز الشرطة في الماضي أحد مصادر التوتر في هذه القضايا ولكنهم يتعاملون الآن مع قضايا التحرش بشكل أكثر جدية وهو أمر إيجابي".
وقد أقر مجلس الشعب المصري في فبراير/شباط الماضي تشريعا يفرض عقوبات مشددة على التحرش الجنسي ويفوض الشرطة تحري كل مزاعم التحرش وقد يواجه المدانون بانهم يمارسون المعاكسة الهاتفية غرامات كبيرة.
غير ان التصدي الفعال لهذه الظاهرة يتطلب تغييرا في مفهوم الرجال والنساء إزاء التحرش الجنسي ليشمل كل اشكال الانتهاك البدني أو اللفظي.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2009/10/091019_wb_egypt_mobiles_tc2.shtml