السبت، 29 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 23:37 (GMT+0400)
باكستان: طالبان وراء هجمات دامية على مسجدين بلاهور
صور من موقع الهجوم
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- وجهت السلطات الباكستانية السبت، الاتهام رسمياً إلى حركة "طالبان باكستان"، بالوقوف وراء الهجمات الدامية التي استهدفت مسجدين للطائفة "الأحمدية"، في مدينة لاهور شرقي البلاد، في وقت سابق الجمعة، والتي أسفرت عن سقوط 98 قتيلاً على الأقل، وأكثر من 110 جرحى.
وقال المتحدث باسم الشرطة في إقليم "البنجاب"، أكرم نعيم، إن "إرهابيين" من إقليم "وزيرستان" بمنطقة "القبائل"، التي تُعد أحد المعاقل الرئيسية لمسلحي طالبان باكستان، قاموا بتنفيذ الهجمات على المسجدين، اللذين كان يتجمع بهما آلاف المصلين، وقت صلاة الجمعة.
من جانبه، قال وزير الداخلية، رحمن مالك، إن الوزارة حصلت معلومات استخباراتية في وقت مبكر من مايو/ أيار الجاري، تفيد باحتمال وقوع هجمات مسلحة في لاهور، وأكد أن الأجهزة الأمنية في إقليم البنجاب قام باتخاذ إجراءات وقائية في محاولة لمنع تلك الهجمات.
ورغم تلك الإجراءات، قام مسلحون يحملون بنادق وقنابل يدوية بمهاجمة مسجدين للطائفة "الأحمدية"، التي تشكل إحدى الأقليات في باكستان، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بلغ عددهم، وفق أحدث التقديرات الرسمية، 98 قتيلاً و110 جرحى.
وفي أعقاب تلك الهجمات، أعرب وزير الداخلية عن مخاوفه من تزايد أعمال القتل والعنف الطائفية في البلاد، مشيراً إلى أن من وصفهم بـ"عناصر معادية"، مثل حركة طالبان الباكستانية وجماعات مسلحة أخرى، يسعون إلى "زعزعة استقرار باكستان."
وسقط معظم القتلى، حوالي 75 قتيلاً، في الهجوم على دار للعبادة في ضاحية "مودل تاون"، بينما سقط الـ23 قتيلاً الآخرين، في هجوم على مسجد لنفس الطائفة، في ضاحية "غارهي شاهو"، في لاهور.
ويفصل بين المسجدين المستهدفين عدة كيلومترات، وأظهرت كاميرات النقل التلفزيوني حالة من الفوضى في الموقع، مع انتشار كثيف لرجال الأمن وعربات الإسعاف، بينما ظهر رجل أمن قرب مسجد "غارهي شاهو" المستهدف، وهو يتبادل إطلاق النار مع مجهولين.
ونقل تلفزيون GEO الباكستاني أن أكثر من 1500 شخص كانوا داخل كل مسجد لحظة الهجوم، مضيفة أنها تلقت بياناً من حركة طالبان الباكستانية في إقليم البنجاب تعلن فيه مسؤوليتها عن الهجومين، فيما لم تعلن السلطات الرسمية عن الجهة التي تقف وراء تلك الهجمات.
يذكر أن الجماعة "الأحمدية"، هي طائفة نشأت في أواخر القرن التاسع عشر على يد ميرزا غلام أحمد القادياني، الذي ينحدر من بلدة "قاديان" في إقليم البنجاب بالهند، وقد ادعى ميرزا أنه نبي، وهو أيضاً المهدي المنتظر، ويبلغ عدد أتباع الطائفة عدة ملايين، ينتشرون في الهند وباكستان وبنغلاديش، ودول المهجر مثل بريطانيا.
ويقول الأحمديون إنهم عرضة لتمييز طائفي في باكستان، حيث يحظر القانون عليهم وصف أنفسهم بأنهم من المسلمين الذين لا يقرون بنبوة أحد بعد النبي محمد.
http://arabic.cnn.com/2010/world/5/29/lahour.pakistan/index.html