كيف نعرف اخواننا في العالم الغربي بسيدة نساء العالمين
ثمة حاجز كبير بيننا وبين المجتمعات في الغرب اذا كنا نسمى نحن بالشرق اوقل هناك حاجز بين المجتمع العربي والاسلامي وبين المجتمعات الاخرى وهذا الحاجز نراه كبيراً وتجاوه صعب الا على مستوى افراد و جزئيات بسيطة .
قد يعترض معترض فيقول اننا لو نظرنا الى الواقع ، لما وجدنا هناك حواجزاً او فوارقاً كما تتصورها انت بل ان كل ما تريده في الغرب تجده في الشرق ، كل ماتريده عند الاجانب في اوربا في استراليا في الامريكيتين تجده ألان حولك في المجتمعات الاسلامية ، فمن يفتقد السواحل والخمور والفنادق والليالي الحمراء وما تتضمنه من مسائل اخرى بات قريبا الينا من أي ثقافة اخرى ،
اما على مستوى التكنلوجيا فكل ما موجود في بلاد الغرب يمكنه ان يصل اليك في غضون ساعات وتوجد الخبرات التي يمكنها ان تتعامل مع التقنية الجديدة ،
اما الثقافات الاخرى فكل ما تنادي به وتبشر به الثقافات الغربية تجد هنا متلقين وتجد هناك من يروج لتلك الثقافات ويدرسها ويعتز بها بل يجد نفسه مديونا لها لأنها هي التي اشعرته بوجوده ..!!! فاين الفارق واين الحاجز ياحضرة الكاتب ...؟
الحقيقة ليس الفارق هنا كل ما نقله المعترض صحيح من قضايا تعد تطبيقا وجزئيات لكلية سأطرحها ويمكننا جميعا ان نجربها بنفسك انه على الرغم من كل ما قلته من التقارب بين الثقافات وبين العلوم وبين طريقة التفكير وتأثر الشرق بالغرب الا انه لا زالت هناك امور مهمة يجب ان ننتبه اليها وندقق في وجودها وتحققها اذ ان الفارق لا زال يتعمق ويزداد يوما بعد يوم وشعوبنا الاسلامية تسير في المنحى الذي يبعدنا عن تلك الشعوب بحسب ما مرسوم لها من برنامج ...
البرنامج هو الغاء فكرة التقارب بين الشعوب العربية او الشعوب الاسلامية مع الشعوب الغربية وخاصة الشعوب التي تؤمن بوجود الدين وتأثيره في حياتها بل كل الشعوب التي يمكنها ان تحرك دفة العقل لتفكر فيما حولها فالسياسيون يحاولون قدر الامكان تكبير الهوة وجعل هذه الشعوب لا تندمج مع بعضها لا ثقافيا ولا اجتماعيا ولا سياسيا الا بمقدار نفع اولئك الكبار انفسهم ، الامر الذي اضطر الى فتح باب امام اسالة الدماء كي تسيل حتى لا يندمل الجرح فمتى ما حصلت خطوة للتقارب كانت هناك انفجارات واحداث ولو على بعد اميال يمكنها بواسطة التحشيد الاعلامي ان تلغي ذلك التقارب فالتقارب يعتبر عند السياسيين هي اول خطوة في طريق الفشل .
الغرب يريد ان يشعر دوماً انه هو القوي وهو الغني وهو العالم وانت الجاهل وهو المثقف وانت المبتدء او الامي وهو المحتل وانت المحتل وهو المصدر وانت المستورد وهو المفكر وانت المتلقي وهو صاحب السطوة وانت المختبيء خلف الجدران هذه الفكرة تنطلق من جذور عقائدية كبيرة سعى الاسلام ويسعى الى اخمادها واقتلاعها من جذورها اذ ان الاسلام لا يحمل كل هذه التوجهات والافكار وهذا ما تحاول السياسات الاجنبية ان تعيش شعوبها في دوامة التفكير فيه دوما فترى ان القوى الاستكبارية تصنع نماذج مجاميع وشخصيات متطرفة باسم الاسلام الهدف منها اعطاء صورة وهمية ضخمة متوحشة عن الاسلام وبالتالي تنفخ في الاعلام فتهول افكار ومشاعر المواطن فيحمل في داخله حقدا وضغينة على جنسية وديانة ذلك المعتدي الارهابي المخرب المتخلف ....
اذا كانت صورة العلاقة بين الشعوب الاسلامية والشعوب الغربية يسودها هذا الجو المتازم والذي لا زال على موقد الارهاب والتطرف ، فماهي الوسيلة وماهو الاسلوب الذي يسرع تقريب الفجوة بين الشعبين لابد من دراسة الموضوع وانتهاج الاساليب والوسائل التي يمكننا من خلالها ايصال المفاهيم الاسلامية وعمق الانسانية الموجودة في شخصياتنا من خلال عدة خطوات
الاولى : ان رسالتنا الاسلامية هي ابعد واوسع من ان تحتويها رقعة معينة ، فهي قادرة على رعاية اجيال واجيال وقارات وبلدان واوطان لقرون وازمان مختلفة ومن هنا فعلينا ان نوصل المباديء الانسانية التي عجزت منظمات حقوق الانسان والحيوان والبيئة عن اكتشافها والوصول اليها والتعامل معها بصدق .
ثانيا :علينا ان نفرق بين الشعوب الغربية وحكوماتها فليس كل ما تنادي به الحكومات من عداء ومن مكر ومن مخططات وارهاب بالضرورة تحمله الشعوب تجاهنا ايضا ،على العكس اننا نجد نسبة كبيرة من شعوب العالم ترفض كل ما تطرحه حكوماتها من برامج لارساء سياساتها الماكرة وتحقيق مصالحها على حساب الانسانية .
ثالثا :ان المجتمعات الغربية هي مجتمعات مفكرة عاقلة واعية تتعامل مع الامور بلغة المنطق فيمكنها ان تخرج من دوائر التفكير الضيقة التي يحاول المستكبرون حصرهم فيها فبإمكانهم ان يتفاعلوا معك خارج حدود جنسيتك او ديانتك او دولتك او وظيفتك . وهذا عامل مساعد لطرح كل مالدى المسلمين من مناهج صادقة تغاير ماهو مطروح على موائدهم من افكاار هدامة لديننا
رابعا :علينا اعطاء صورة جديدة لمفاهيمنا وافكارنا تتلائم مع الذهنية والعقلية العصرية فلا نتمسك بلغات خاصة بنا كمذهب او كدين وانما علينا ان نطرح المفاهيم بلغة مشتركة يفهمها الطرفان بدلا من العقلية السائدة التي يحاولون ارسائها وتدعيمها بامكانها ان تقوض المشروع على كبره بإيجاد نقاط الخلل وعدم اعطاء فرصة للبحث عن ثغرات يمكنها ان تعرقل ما تطرح من مشاريع
الزهراء نموذج ضروري
في هذه الايام قادني تساؤل جعلني احاول ان ادرس الموضوع من جوانبه المتعددة هذا التساؤل يقول متى يعرف العالم الزهراء عليها السلام متى يعرف العالم الحقيقة الملكوتية لهذه الشخصية العملاقة متى يعرف العالم انها اعظم امراة تستحق التمجيد والتكريم لانها سيدة نساء العالمين بما نقوله نحن وهو الواقع فكيف نعرف العالم وكيف يصل المجتمع العالمي الى هذه النتيجة ..متى يعرف العالم ان فاطمة سيدة النساء وانها افضل من حواء ام البشر وام كلثوم وام موسى وكذلك افضل من ام المسيح ولابد ان يفهموا ويحبوا الزهراء عليها السلام ...
لكنهم لن يكونوا كذلك حتى يرفعوا تلك الغمامة التي تصور لهم ان فاطمة هي تلك المراة العربية الملتفة بحجابها المتلعثمة بثيابها وبحبها للقتل والقتال لان زوجها اكثر المسلمين قتالا وقتلا .
لابد ان يعرفوا الصورة الحقيقية للزهراء عليها السلام
فهي ابنة النبي محمد ،
ابنة حامل ثورة التصحيح وحمل لواء النور وطرد الجهل والتخلف والاقتتال .
بل ان اباها وزوجها لم يقاتلوا الا دفاعا عن انفسهم وعن عقيدتهم فهم لم يبتدأو احدا بقتال . ولم يقاتلوا حبا في اراقة الدماء وسفكها بل لم يشهد التاريخ ارحم من محمد وعلي على شعبهم وكانت مودتهم تعم ابناء النصارى بل حتى اليهود الا من خان وغدر .
بل انه كان يدعوا ربه لمن وقف ضده و يقول اللهم اغفر قومي ان قومي لا يعلمون ....
وفاطمة زوجة ذلك القائد المغوار الذي قاتل من اجل إنقاذ الفقراء وتحريرهم من سيطرة اصحاب الاموال والثروات الذين أرادوا الاستمرار في مسيرة استعباد الأمم
اما شخصيتها وحياتها فهي تلك اليتيمة التي تعلمت منذ صباها ان تتحمل حمل عائلتها بعد فقد امها خديجة في صغرها في ذلك الجو المشحون بالخوف والنزاع .
وفاطمة التي ضربت اروع الامثلة في الدفاع عن الإنسانية وحقوقها وعن حقوق المحرومين من قومها ، حيث بقيت أياما ثلاثة بلا اكل لانها كانت تبرعت بغذائها لفقير ومسكين ويتيم
وهي التي خرجت تطالب الحكومة بحقوق المظلومين والفقراء الذين لم يكونوا ليجدوا ما يكفي مؤنة يومهم وانطقلت في مسيرة احتجاجية للتعبير عن ذلك خوفا على مستقبل الاجيال وخوفا على مستقبل الامة حيث ان الجوع والفقر والبطالة قد تكون وقودا لاكبر الانحرافات والانقسامات واحداث الشغب .
كانت الزهراء تعقد الجلسات النسوية الفكرية التي كانت ترفع فيها مستوى الوعي لدى جماهير النساء اللواتي كن بحاجة الى معرفة موقفهن مما يجري من الاحداث وكان المجتمع ايضا بحاجة الى وقفتهن مع الرجال ..
وهي بحق تعتبر من ابرز الناشطات الانسانيات في تلك الفترة والى زمن طويل بعدها لم تولد بعدها مثل تلك الجرأة والمنزلة العلمية الفكرية والحركة التي لعبتها والتي انتجت فيما بعد نساء كثيرات تعلمن من منهاجها في قيادة مشاعر الامة وعواطفها لرفض الانحرافات السياسية والادارية التي تصاب بها الاجهزة الحكومية .
فكانت السيدة فاطمة تنطلق ولم يكن من عادت النساء الخروج لمطالبة الرجال بالتغيير والاعتدال في تطبيق النظام الا ان سماحة الاسلام من ناحية هي من فتحت الباب امام كل انسان ان يبدي اعتراضه بطريقة موضوعية وان لا يسكت عن حقه متى ما سنحت الفرصة ثم ان الاسلام لم يعطل المراة عن اداء وظائفها كفرد من افراد المجتمع بحسب ظروفها ومن شانها ان تقهر التحديات اذا ما اعملت كل طاقاتها ووظفتها لخدمة المجتمع بل اعطاها الفرصة للابداع وعن التعبير عن ارائها وموقفها الحازم ان لزم الامر
اذن فشخصيتنا العظيمة شخصية الزهراء مليئة بالعبر الانسانية والاجتماعية ولو كانت تعرف الشعوب والمجتمعات الغربية ما تحمله الزهراء من خصائص لما تردد ان يبني لها تماثيل ويعقد لاجلها الندوات الفكرية التي تدرس وتحلل شخصيتها ..
نعم المراة المسلمة بامكانها ان تخوض في الاجواء وتدخل المعتركات على الرغم من كل التحديات التي قد تواجهها في مسيرتها الا انها في النهاية قادرة على صنع شخصيتها الانسانية والاسلامية على حد سواء
للكاتب علي الكندي
ثمة حاجز كبير بيننا وبين المجتمعات في الغرب اذا كنا نسمى نحن بالشرق اوقل هناك حاجز بين المجتمع العربي والاسلامي وبين المجتمعات الاخرى وهذا الحاجز نراه كبيراً وتجاوه صعب الا على مستوى افراد و جزئيات بسيطة .
قد يعترض معترض فيقول اننا لو نظرنا الى الواقع ، لما وجدنا هناك حواجزاً او فوارقاً كما تتصورها انت بل ان كل ما تريده في الغرب تجده في الشرق ، كل ماتريده عند الاجانب في اوربا في استراليا في الامريكيتين تجده ألان حولك في المجتمعات الاسلامية ، فمن يفتقد السواحل والخمور والفنادق والليالي الحمراء وما تتضمنه من مسائل اخرى بات قريبا الينا من أي ثقافة اخرى ،
اما على مستوى التكنلوجيا فكل ما موجود في بلاد الغرب يمكنه ان يصل اليك في غضون ساعات وتوجد الخبرات التي يمكنها ان تتعامل مع التقنية الجديدة ،
اما الثقافات الاخرى فكل ما تنادي به وتبشر به الثقافات الغربية تجد هنا متلقين وتجد هناك من يروج لتلك الثقافات ويدرسها ويعتز بها بل يجد نفسه مديونا لها لأنها هي التي اشعرته بوجوده ..!!! فاين الفارق واين الحاجز ياحضرة الكاتب ...؟
الحقيقة ليس الفارق هنا كل ما نقله المعترض صحيح من قضايا تعد تطبيقا وجزئيات لكلية سأطرحها ويمكننا جميعا ان نجربها بنفسك انه على الرغم من كل ما قلته من التقارب بين الثقافات وبين العلوم وبين طريقة التفكير وتأثر الشرق بالغرب الا انه لا زالت هناك امور مهمة يجب ان ننتبه اليها وندقق في وجودها وتحققها اذ ان الفارق لا زال يتعمق ويزداد يوما بعد يوم وشعوبنا الاسلامية تسير في المنحى الذي يبعدنا عن تلك الشعوب بحسب ما مرسوم لها من برنامج ...
البرنامج هو الغاء فكرة التقارب بين الشعوب العربية او الشعوب الاسلامية مع الشعوب الغربية وخاصة الشعوب التي تؤمن بوجود الدين وتأثيره في حياتها بل كل الشعوب التي يمكنها ان تحرك دفة العقل لتفكر فيما حولها فالسياسيون يحاولون قدر الامكان تكبير الهوة وجعل هذه الشعوب لا تندمج مع بعضها لا ثقافيا ولا اجتماعيا ولا سياسيا الا بمقدار نفع اولئك الكبار انفسهم ، الامر الذي اضطر الى فتح باب امام اسالة الدماء كي تسيل حتى لا يندمل الجرح فمتى ما حصلت خطوة للتقارب كانت هناك انفجارات واحداث ولو على بعد اميال يمكنها بواسطة التحشيد الاعلامي ان تلغي ذلك التقارب فالتقارب يعتبر عند السياسيين هي اول خطوة في طريق الفشل .
الغرب يريد ان يشعر دوماً انه هو القوي وهو الغني وهو العالم وانت الجاهل وهو المثقف وانت المبتدء او الامي وهو المحتل وانت المحتل وهو المصدر وانت المستورد وهو المفكر وانت المتلقي وهو صاحب السطوة وانت المختبيء خلف الجدران هذه الفكرة تنطلق من جذور عقائدية كبيرة سعى الاسلام ويسعى الى اخمادها واقتلاعها من جذورها اذ ان الاسلام لا يحمل كل هذه التوجهات والافكار وهذا ما تحاول السياسات الاجنبية ان تعيش شعوبها في دوامة التفكير فيه دوما فترى ان القوى الاستكبارية تصنع نماذج مجاميع وشخصيات متطرفة باسم الاسلام الهدف منها اعطاء صورة وهمية ضخمة متوحشة عن الاسلام وبالتالي تنفخ في الاعلام فتهول افكار ومشاعر المواطن فيحمل في داخله حقدا وضغينة على جنسية وديانة ذلك المعتدي الارهابي المخرب المتخلف ....
اذا كانت صورة العلاقة بين الشعوب الاسلامية والشعوب الغربية يسودها هذا الجو المتازم والذي لا زال على موقد الارهاب والتطرف ، فماهي الوسيلة وماهو الاسلوب الذي يسرع تقريب الفجوة بين الشعبين لابد من دراسة الموضوع وانتهاج الاساليب والوسائل التي يمكننا من خلالها ايصال المفاهيم الاسلامية وعمق الانسانية الموجودة في شخصياتنا من خلال عدة خطوات
الاولى : ان رسالتنا الاسلامية هي ابعد واوسع من ان تحتويها رقعة معينة ، فهي قادرة على رعاية اجيال واجيال وقارات وبلدان واوطان لقرون وازمان مختلفة ومن هنا فعلينا ان نوصل المباديء الانسانية التي عجزت منظمات حقوق الانسان والحيوان والبيئة عن اكتشافها والوصول اليها والتعامل معها بصدق .
ثانيا :علينا ان نفرق بين الشعوب الغربية وحكوماتها فليس كل ما تنادي به الحكومات من عداء ومن مكر ومن مخططات وارهاب بالضرورة تحمله الشعوب تجاهنا ايضا ،على العكس اننا نجد نسبة كبيرة من شعوب العالم ترفض كل ما تطرحه حكوماتها من برامج لارساء سياساتها الماكرة وتحقيق مصالحها على حساب الانسانية .
ثالثا :ان المجتمعات الغربية هي مجتمعات مفكرة عاقلة واعية تتعامل مع الامور بلغة المنطق فيمكنها ان تخرج من دوائر التفكير الضيقة التي يحاول المستكبرون حصرهم فيها فبإمكانهم ان يتفاعلوا معك خارج حدود جنسيتك او ديانتك او دولتك او وظيفتك . وهذا عامل مساعد لطرح كل مالدى المسلمين من مناهج صادقة تغاير ماهو مطروح على موائدهم من افكاار هدامة لديننا
رابعا :علينا اعطاء صورة جديدة لمفاهيمنا وافكارنا تتلائم مع الذهنية والعقلية العصرية فلا نتمسك بلغات خاصة بنا كمذهب او كدين وانما علينا ان نطرح المفاهيم بلغة مشتركة يفهمها الطرفان بدلا من العقلية السائدة التي يحاولون ارسائها وتدعيمها بامكانها ان تقوض المشروع على كبره بإيجاد نقاط الخلل وعدم اعطاء فرصة للبحث عن ثغرات يمكنها ان تعرقل ما تطرح من مشاريع
الزهراء نموذج ضروري
في هذه الايام قادني تساؤل جعلني احاول ان ادرس الموضوع من جوانبه المتعددة هذا التساؤل يقول متى يعرف العالم الزهراء عليها السلام متى يعرف العالم الحقيقة الملكوتية لهذه الشخصية العملاقة متى يعرف العالم انها اعظم امراة تستحق التمجيد والتكريم لانها سيدة نساء العالمين بما نقوله نحن وهو الواقع فكيف نعرف العالم وكيف يصل المجتمع العالمي الى هذه النتيجة ..متى يعرف العالم ان فاطمة سيدة النساء وانها افضل من حواء ام البشر وام كلثوم وام موسى وكذلك افضل من ام المسيح ولابد ان يفهموا ويحبوا الزهراء عليها السلام ...
لكنهم لن يكونوا كذلك حتى يرفعوا تلك الغمامة التي تصور لهم ان فاطمة هي تلك المراة العربية الملتفة بحجابها المتلعثمة بثيابها وبحبها للقتل والقتال لان زوجها اكثر المسلمين قتالا وقتلا .
لابد ان يعرفوا الصورة الحقيقية للزهراء عليها السلام
فهي ابنة النبي محمد ،
ابنة حامل ثورة التصحيح وحمل لواء النور وطرد الجهل والتخلف والاقتتال .
بل ان اباها وزوجها لم يقاتلوا الا دفاعا عن انفسهم وعن عقيدتهم فهم لم يبتدأو احدا بقتال . ولم يقاتلوا حبا في اراقة الدماء وسفكها بل لم يشهد التاريخ ارحم من محمد وعلي على شعبهم وكانت مودتهم تعم ابناء النصارى بل حتى اليهود الا من خان وغدر .
بل انه كان يدعوا ربه لمن وقف ضده و يقول اللهم اغفر قومي ان قومي لا يعلمون ....
وفاطمة زوجة ذلك القائد المغوار الذي قاتل من اجل إنقاذ الفقراء وتحريرهم من سيطرة اصحاب الاموال والثروات الذين أرادوا الاستمرار في مسيرة استعباد الأمم
اما شخصيتها وحياتها فهي تلك اليتيمة التي تعلمت منذ صباها ان تتحمل حمل عائلتها بعد فقد امها خديجة في صغرها في ذلك الجو المشحون بالخوف والنزاع .
وفاطمة التي ضربت اروع الامثلة في الدفاع عن الإنسانية وحقوقها وعن حقوق المحرومين من قومها ، حيث بقيت أياما ثلاثة بلا اكل لانها كانت تبرعت بغذائها لفقير ومسكين ويتيم
وهي التي خرجت تطالب الحكومة بحقوق المظلومين والفقراء الذين لم يكونوا ليجدوا ما يكفي مؤنة يومهم وانطقلت في مسيرة احتجاجية للتعبير عن ذلك خوفا على مستقبل الاجيال وخوفا على مستقبل الامة حيث ان الجوع والفقر والبطالة قد تكون وقودا لاكبر الانحرافات والانقسامات واحداث الشغب .
كانت الزهراء تعقد الجلسات النسوية الفكرية التي كانت ترفع فيها مستوى الوعي لدى جماهير النساء اللواتي كن بحاجة الى معرفة موقفهن مما يجري من الاحداث وكان المجتمع ايضا بحاجة الى وقفتهن مع الرجال ..
وهي بحق تعتبر من ابرز الناشطات الانسانيات في تلك الفترة والى زمن طويل بعدها لم تولد بعدها مثل تلك الجرأة والمنزلة العلمية الفكرية والحركة التي لعبتها والتي انتجت فيما بعد نساء كثيرات تعلمن من منهاجها في قيادة مشاعر الامة وعواطفها لرفض الانحرافات السياسية والادارية التي تصاب بها الاجهزة الحكومية .
فكانت السيدة فاطمة تنطلق ولم يكن من عادت النساء الخروج لمطالبة الرجال بالتغيير والاعتدال في تطبيق النظام الا ان سماحة الاسلام من ناحية هي من فتحت الباب امام كل انسان ان يبدي اعتراضه بطريقة موضوعية وان لا يسكت عن حقه متى ما سنحت الفرصة ثم ان الاسلام لم يعطل المراة عن اداء وظائفها كفرد من افراد المجتمع بحسب ظروفها ومن شانها ان تقهر التحديات اذا ما اعملت كل طاقاتها ووظفتها لخدمة المجتمع بل اعطاها الفرصة للابداع وعن التعبير عن ارائها وموقفها الحازم ان لزم الامر
اذن فشخصيتنا العظيمة شخصية الزهراء مليئة بالعبر الانسانية والاجتماعية ولو كانت تعرف الشعوب والمجتمعات الغربية ما تحمله الزهراء من خصائص لما تردد ان يبني لها تماثيل ويعقد لاجلها الندوات الفكرية التي تدرس وتحلل شخصيتها ..
نعم المراة المسلمة بامكانها ان تخوض في الاجواء وتدخل المعتركات على الرغم من كل التحديات التي قد تواجهها في مسيرتها الا انها في النهاية قادرة على صنع شخصيتها الانسانية والاسلامية على حد سواء
للكاتب علي الكندي