السبت، 15 أيار/مايو 2010، آخر تحديث 22:58 (GMT+0400)
أمنستي تدعو السعودية لإلغاء إعدام "مشعوذ" سوداني
الشرطة الدينية تحظى بنفوذ كبير في السعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- دعت منظمة العفو الدولية "أمنستي" العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى سرعة التدخل بشكل عاجل، لوقف تنفيذ حكم صدر قبل أكثر من ثلاث سنوات، بإعدام رجل سوداني بعد إدانته بتهمة "ممارسة السحر والشعوذة."
وذكرت المنظمة، في بيان لها، أن السوداني عبد الحميد بن حسين بن مصطفى الفقي، صدر بحقه حكم بالإعدام من محكمة "المدينة المنورة"، في 27 مارس/ آذار عام 2007، بعدما اعتقل من قبل الشرطة الدينية، التابعة لـ"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، أواخر عام 2005.
وليس من المعروف ما إذا كانت السلطات السعودية قد حددت موعداً لإعدام الفقي، الذي جرت محاكمته قبل ثلاث سنوات، وسط أجواء من السرية، وصدر حكم بإعدامه بعد القبض عليه أثناء قيامه بتقديم تعويذة لأحد عملائه بزعم أنها قد تساعده على لم شمل والديه المطلقين.
وقال مسؤول فريق البحث الذي شكلته أمنستي لمتابعة هذه الحالة، لامري شيروف، إن منظمة العفو الدولية، التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقراً لها، أرسلت "نداءً عاجلاً" إلى أعضاء فرق العمل الخاصة بها بشأن الفقي، وأضاف قائلاً إنه "لم يقدم على فعل شيء يمكن اعتباره جريمة."
وتابع شيروف أن محاكمة الفقي، الذي توجه إلى السعودية لأداء فريضة الحج، "جرت خلف أبواب مغلقة"، كما لم يُسمح له بتوكيل محام لحضور المحاكمة، مشيراً إلى أن فريق أمنستي على اتصال مستمر مع أسرته في السودان.
وقال نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية، فيليب لوثر: "من الواضح أن عبد الحميد الفقي قد أُدين بسبب ممارسته السلمية لحقه في حرية التعبير والعقيدة"، بحسب ما جاء في بيان المنظمة، وتابع قائلاً: "نناشد العاهل السعودي الملك عبد الله، عدم السماح بتنفيذ هذا الحكم بالإعدام، وأحكام الإعدام الأخرى."
ونصبت الشرطة الدينية السعودية كميناً للرجل السوداني، إلى أن ألقت القبض عليه في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول عام 2005، بعدما تقدم له أحد أفراد الشرطة متخفياً، وطلب منه تعويذة لانفصال والده عن زوجته الثانية وعودته إلى والدته، مقابل مبلغ مالي كبير.
يُذكر أن هناك قضية لمتهم آخر بالشعوذة، حُكم عليه بالإعدام أيضاً، قد شغلت أراء المراقبين كثيراً خلال الشهور القليلة الماضية، والمتهم فيها اللبناني علي حسين سباط، الأمر الذي دفع منظمات حقوقية إلى انتقاد الاتهامات بممارسة "السحر والشعوذة"، التي قالت إنها أخذت طابعاً متزايداً في المملكة العربية السعودية.
كما أخذت الأنباء حول حكم الإعدام طابعاً مثيرا للنقاش، من خلال الردود التي وصلت لـCNN بالعربية، حول آراء القراء في قضية سباط، والتي تنوعت بين تأييد للحكم، وبين رفضه، إلى جانب دعوات أخرى للتصدي لظاهرة "الشعوذة."
كما حثت أمنستي، في وقت سابق، السلطات اللبنانية على التدخل لوقف حكم الإعدام، قائلة في بيان على موقعها على الانترنت، إنها ناشدت رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، التدخل من أجل المساعدة في وقف تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطن لبناني في السعودية.
وفي أواخر أبريل/ نيسان الماضي، ذكرت المحامية اللبنانية، مي الخنساء، التي تتولى الدفاع عن سباط، أن الحكومة اللبنانية تلقت تطمينات من الجانب السعودي، تفيد بأن موكلها لن يتم إعدامه، على الأقل في الوقت الحالي.
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/5/15/saudi.sorcery/index.html