في محكمة الأحوال الشخصية في ....... ببغداد
قاض ٍ يعلك بـ(العلكة) أثناء المرافعة
ومحامٍ يرتدي روب المحاماة
في قاعة المحكمة وهو جالس !!!
قاض ٍ يعلك بـ(العلكة) أثناء المرافعة
ومحامٍ يرتدي روب المحاماة
في قاعة المحكمة وهو جالس !!!
شاهد العيان : محامٍ عراقي ينتظر دوره في الترافع عن موكله (كاتب السطور) .
الساعة : التاسعة صباحاً
اليوم : الثلاثاء الموافق 4 آيار/ مايو 2010
المكان : بغداد – محكمة الأحوال الشخصية في الـ......... .
وصلت المحكمة المذكورة أعلاه في تمام الساعة 55 ر 8 صباحاً ولأن هذه الدعوى كانت في مرافعتها الأولى وأنا أمثل وكيل المدعى عليه بمواجهة المدعية (مطلقته) ورغم أني لا أحب الدعاوى الشرعية الا اني أضطررت للترافع فيها بسبب صديق !
سألت عن مكان الدعوى والقاضي المختص فيها فقيل لي أنه القاضي الأول لمحكمة الاحوال الشخصية الأستاذ ...... ، دخلت وسلمّت عليه وعلى كاتبتي الضبط الموجودتان معه ولم تكن هناك أية مرافعة قد شكلت بعد . أخبرته ان هناك الدعوى المرقمة كذا من قبل المدعية كذا ووقت المرافعة في الساعة التاسعة صباحاً واني سأنتظرها وحتى لو لم تأتِ سوف أترافع بعد مضي المدة الكافية للانتظار (دون إبطالها) ! فوافقني على ذلك وجلست في قاعة المحكمة للأنتظار (بعد أن أرتديت روب المحاماة خارج قاعة المحكمة) ، لاحظت ان القاضي المذكور كان يلوك في (العلكة) في فمه .. مشهد غريب (قلت مع نفسي) لكني تداركت (ربما انه يحب ذلك في الصباح الباكر وقبل بدء المرافعات خصوصاً زخم الدعاوى الشرعية لا يطاق صراحة) عند ذلك نهض القاضي الأول ليرتدي روب القاضي الخاص به (الأسود الموشح بالأبيض عكس روب المحامي الأسود الموشح بالأخضر كما يعلم الجميع والأسود الموشح بالأزرق الخاص بالمدعي العام في الدعاوى الجزائية – الجنح والجنايات).. لكن لأحظت ان القاضي أستمر يتناول (العلكة) في فمه وكأنه أمر عادي والمرافعات تتوالى والمحامين والمواطنين يأتون ويغادرون في قاعته (قاعة المحكمة) .. في حوالي الساعة 45 ر 9 صباحاً دخل محامٍ يناهز الـ 55 – 60 عاماً وجلس على يمين كاتب السطور وكان بدوره ينتظر دوره في الترافع .. ثم فجأة وبعد مرور حوالي ربع ساعة اي في العاشرة قام القاضي بأنتزاع العلكة من فمه ليشعل سيكارة بدلاً عنها (بعد أن ظننت انه قد أنتبه ان الوقار الذي تقتضيه المحكمة قد كان السبب وراء ذلك لكن السيكارة كانت أقوى من هذا الوقار على ما يبدو !) ثم حدث تصرف غريب من المحامي الذي يجلس على يميني والذي مر ذكره .. اذ ما ان أزف موعد مرافعته حتى قام بحركة غريبة (أحسده عليها لأنني لا أجيد فعلها صراحة) أذ قام بأرتداء روب المحاماة جلوساً وبكل (رشاقة) يحسده عليها الشباب .. والقاضي لم يأبه بذلك رغم المسافة القريبة بينهما أذ يبدو ان التصرف هذا معتاد مثلما أعتاد تناول (العلكة) في المرافعات !
لاحظت أيضاً ترافع العديد من المحامين والمحاميات بدون روب محاماة .. والبعض منهم كان يرتدي الروب .. حتى أنتبه القاضي لهذا (التناشز) فقرر ايقاف المرافعة فجأة وطلب من المحامي والمحامية في هذه الدعوى ومن بقية المحامين في قاعة المحكمة أرتداء روب المحاماة (والا سيذكر من يمتنع في أضبارة الدعوى كمخالفة قانونية) !!! (رغم ان هذا غير وارد لعدم وجود نص قانوني صريح يفرض ارتداء روب المحاماة !) وهكذا أرتدى المحامون الروب ومنهم من استعار الروب (أضطراراً) من كاتب السطور (بالمناسبة أشعر بالسعادة عندما يستعير مني زميل لي الروب الخاص بي لأن في ذلك مساعدة لزميل عكس البعض ممن يتذمرون ويرفضون عندما يطلب منهم زميل مضطر وهذا يحسب عليهم ومنهم منتدب غرفة في احدى محاكم بغداد رشح لعضوية مجلس النقابة اكثر من مرة ففشل ولم يسأل نفسه لماذا يفشل ولم يختره المحامون ، فمن يبخل على زملائه ويرفض مساعدتهم في أمور بسيطة وتافهة فكيف يرجى منه النهوض بالمحاماة والدفاع عن المحامين وهو يسهم في التجاوز عليهم ومحاربتهم حتى في سفاسف الامور !) .
على أية حال أنهيت مرافعتي (لاحظت ان القاضي لا يعطي الفرصة الكافية للمحامين في طروحاتهم او دفوعاتهم ولم يكن يجيد اللغة العربية الفصيحة فكان يضطر أكثر من مرة لتضمين العبارات باللهجة المحلية (بين قوسين) (على حد تعبيره) عند كتابتها من قبل كاتبة الضبط (لأن الموكلين يلفظونها هكذا !) وكان ممن قاطعهم في وقت طرح دفوعاتهم (رغم الثواني القليلة الممنوحة) هو كاتب السطور رغم (اللسان العربي الفصيح) الذي تحدث به (علّ ذلك يساعده وكاتبة الضبط في عدم تضمين عبارات من اللهجة المحلية)
ازاء ما مر ذكره .. نسأل القاضي المحترم عن معنى الوقار .. وهل هو احترام للقضاء وللمحكمة وللمحامي وللمواطن أم ماذا يا ايها القاضي الاول الذي حدثت في محكمتكم التجاوزات الكثيرة في على المحامين بالذات وبالأخص تجاوز لم يمضي عليه أكثر من شهر واحد !
أما الزميل المحامي الذي أرتدى روب المحاماة بوضعية الجلوس ، فنقول لك يا أستاذنا (أنت استاذنا في السن واستاذنا في المهنة لأنك سبقتنا اليها على الاقل أكثر من عقدين من السنين) .. لعل ما يساعد على تجاوز الحرس والشرطة وحتى القضاة على المحامين هو أمثال تلك السلوكيات المرفوضة يا أستاذ .. وهنا عندما يقوم أحد بمحاولة ردع شخص اخر يقول له (أحترم نفسك) لأن من يحترم نفسه يحترم الغير ومن لا يحترم نفسه لن يحترمه الغير ولا يحترم الغير أيضا والحليم تكفيه الأشارة .. أما منتدب غرفة المحامين الذي دخل للقاضي الاول (صاحبنا) فدخل لقاعة المحكمة دون أن يلقي التحية على احد بمن فيهم زملائه المحامين وهو يتوسط لمحامية شابة لهذا القاضي (وفجأة أخذ بالضحك والابتسامات المصطنعة) كي يحصل على العطف من القاضي ! وهذا يبرر كما قلنا فشله اكثر من مرة في انتخابات مجلس النقابة ويبرر ضعفه وضعف موقفه عندما تم الاعتداء على المحامي الشاب قبل شهر تقريبا وهو لا يصلح ان يكون حتى منتدباً لغرفة المحامين وهناك من هو أفضل واولى منه في كل الامور والجوانب واما مسألة ترشيحه المتكرر (المصحوب بالفشل المتكرر) في انتخابات نقابة المحامين ، فنقول بشأنه ، اذا كانت الخلقة جميلة لدى امرئ ما فهذه نعمة من الله تعالى واما اذا لم تكن كذلك فيجب ان يحمد المرء الله ايضا على نعمه الاخرى مع اخلاق وتواضع يعوضان (النقص هذا) لكن ان يصحب هذا النقص غرور اجوف وتعالي زائف (ليس له مبرر اللهم الا كرسي يشغله يومياً في غرفة المحامين بتلك المحكمة) فنقول بدورنا حكمة غربية تقول : الغرور نعمة من الله لصغار النفوس .. وهذا أيضاً يعطينا البعض من أسباب تواصل التجاوزات على المحامين في هذه المحكمة بالذات ليس في السنوات الاخيرة فحسب بل منذ عام 2003 على الأقل ودوماً كان المحامون بهذه المحكمة يعانون من تجاوزات القضاة والحرس والشرطة .. وهنا واجب اصلاح الامر يقع على عاتق نقابتنا الموقرة وعليها ان تلتفت لشؤونها وتنهي مشاكلها ثم تبحث عن أهلية من يشغل (مقاعد) منتدب غرفة المحامين في المحاكم وهي ليست حكراً على محام بذاته ونذكر أنه اجريت اول انتخابات في غرف المحامين عام 2004 وفاز من فاز بها وكاتب السطور غطى بالصورة والكلمة الانتخابات التي جرت في غرف المحامين في محاكم بغداد الجديدة والاعظمية والرصافة في نفس اليوم ثم عاد للنقابة مع المحامي الاستاذ المحامي هشام مالك الفتيان (عضو مجلس النقابة انذاك) بعد أن اشرف الاخير على انتخابات غرفة المحامين بمحكمة الرصافة (في مكانها القديم في عمارة شذى في الوزيرية) وهنا ندعو نقابتنا الموقرة الممثلة بمجلسها المحترم ان المنتدب يمكن تعيينه او جعل الامر انتخابا بين المحامين انفسهم حتى يأتي من هو أحق ولا يتخذ من هذا المقعد سبباً للتعالي والغرور الاجوف وعلى زملائه بالذات و(يتملّق) للقضاة والشرطة والحرس عندما يعتدى على زميل له ، فهل هو يمثل المحامين هنا أم يمثل القضاة والحرس والشرطة أم يا ترى مصلحته الشخصية تقتضي هذه التصرفات (حتى لا يفقد كراماته وحظه وبخته عند القضاة خصوصا للتوسط لزميلاته المحاميات الشابات !!!) وعلى أية حال الكرة في ملعب مجلس النقابة المشغول بمشاكله الان ؟!.