الرئيسية
في البدء كانت ا
أحدث الصور
دخول
العمل/ المهنة : 
الموقع : عرض كتاب المحامي خليل الدليمي
(صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )
﴿ الحلقة الثانية ﴾
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا
د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا
البداية
عرض كتاب المحامي خليل الدليمي
( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )
﴿ الحلقة الثانية ﴾
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا
البداية
( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )
﴿ الحلقة الثانية ﴾
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا
البداية
والله إن المرء لينفطر قلبه وتكاد دمعته تنهار حين يرى بعض الناس الذين يحسبهم – ربما عن حسن نية – أنهم مثقفين يتحدثون كلاما لا نقول معه إلا كلام القهر والقرقعة على البلاط... لأنك ستكشتف أن هذا الذي حسبته مثقفا إنما هو في قمة الجهل والغباء السياسي....
أرسل لي شخص عربي عتب ولوم قاسي لأنني أقول عن إيران أنها أخطر على العرب من اسرائيل بمائة مرة!!! أقول لهذا الشخص كلمة واحدة فقط ... طالما أنك تتابع البصرة باستمرار، حبذا لو تقرأ وتحتفظ بالبحث الذي يعده الاستاذ نبيل ابراهيم وعنوانه: هل للفرس المجوس أطماع في العراق؟ وكذلك حبذا لو تتابع بحث الاستاذ صلاح المختار: المدافعون عن الاستعمار الايراني...
وبعد القراءة المتمعنة لما ورد في البحثين القيمين... قل لي هل لازالت مقتنعا بأن إيران على العرب أم مع العرب ؟؟؟؟ رفعت الاقلام وجفت الصحف....
نبدأ بموضوعنا.... فحديث عن الشهيد ورفاقه أفضل مليار مرة من الحديث عن دولة الفرس الكسروية المجوسية...
في الصفحة 21 من الكتاب رسالة من أحد رفاق الشهيد في الأسر... موجهة إليه رحمة الله عليه، كانت بعنوان: صدام حسين في ميزان التاريخ... بدأها الكاتب بسورة من القرآن الكريم، وهي سورة القارعة..... في هذه الرسالة يشيد الرفيق الاسير بالشهيد وبالمنجزات التي تحققت للعراق في عهده والمؤامرات التي تعرض لها الشهيد والعراق على السواء... ثم حديث عن العدوان الخميني الكسروي على بلادنا والعدوان الثلاثيني... وحديث عن الاحتلال الصهيوصفوي مغولي....
ثم في الصفحة 35 رسالة من الاستاذ علي الصراف، الكاتب المعروف، وهي بعنوان: صدام حسين، السطر الاول من كتاب الاسطورة... وأعتقد نشرتها شبكة البصرة والمنصور من قبل...
أما في الصفحة 41 فهناك عنوان يقول: صدام حسين من العوجة إلى القصر الرئاسي... عبارة عن نبذة عن حياة الشهيد منذ طفولته ثم إلى تاريخ وصوله إلى سدة الحكم في العراق... أعتقد أنها مقدمة من الشركة الناشرة للكتاب... وهي شركة سودانية اسمها شركة المنبر للطباعة... فتحية من القلب لاخواننا في السودان العربي المجاهد... أرض الطيبة والخيرات... على مجهودهم الكبير...
ولكن دعونا نقرأ ما قاله الشهيد عن نفسه في الصفحة 13 من الكتاب... حيث صورة له وهو يقبل القرأن الكريم:
أنا رجل دولة حازم ودقيق، سيفي بيميني ولكن بالحق، عادل وغيور وشريف، لاأقبل من أحد كبر أو صغر، قرب أو بعد، التلاعب واللعب على الذقون والقانون، وفي نفس الوقت رؤوف بالناس تملأ الرحمة نفسي، والحزم بالحق قلبي، فمن يعين نفسه في العودة عن الخطأ بمثقال، أعينه بما يرفع عنه الأثقال ويمهد أمامه السبيل بعد عثرة بأرطال. وأشعر بأخوة وأبوة خاصة تجاه فقراء الحال من الناس، ليس تطبيقا لاعتقاد فحسب، وإنما حنوا خاصا إزاءهم، كريم مع الكرماء، شديد مع اللؤماء... أفضل أن أخدع (ضم الخاء) على أخدع أحدا أو أشكك مسبقا به، وأن أظلم على أن أظلم أحدا، حريص على أموال الدولة، وإذ أجمعها بالملعقة، أجزل بها لضرورات وطنية أو إنسانية، وطبقا لصلاحياتي الدستورية، بالمغراف..... أخشى التاريخ أكثر مما أخشى الحاضر، ولا أخطو خطوة في الحاضر إلا وضعتها طبقا لرؤياي وسط المستقبل. أعرف السياسة الدولية وأساليبها بالتورية والمباشرة في العصر الحاضر، ولكنني لا أحبها حتى وأنا أمارس القسم الأقل نجاسة وأكثر طهارة فيها....
(من مذكرات الرئيس صدام في المعتقل)
================
أطلب منكم أن لا تبتئسوا إذا صدر الحكم، وأن لاتكون أعصابكم مشدودة بانتظار صدوره، ولا تفرحوا إذا ما أجلوا صدور الحكم، فأنتم لم تخسروا القضية، فقد تموت أجساد ولكن القضية حية لاتموت.....(صدام حسين في المعتقل).... ص 49
يقول الاستاذ خليل ما يلي:
... جو العراق معبأ برائحة البارود والموت واختلاط قذائف المقاومة مع قذائف العدو... إنه يوم ليس كأي يوم... كأن يوم العراق ليس كغيره من الايام.... الشتاء يقترب والسماء ملبدة بالغيوم مع انحدار شمس بغداد نحو المغيب... كانت ساعة الصفر تدق... حتى جاء بيان الجيش الأمريكي بأن هدافا هاما تم القاء القبض عليه.... لحظات رهيب مرت والاعصاب متوترة.... ثم تأتي الفاجعة بأسر الرئيس صدام حسين... الناس يتساءلون هل هو حقا صدام حسين أم شبيهه ؟؟ مع التمنيات أن يكون الشبيه.... قيل أن الرئيس شوهد في اليوم الثاني لاعتقاله في الفلوجة... فانطلقت العيارات النارية ابتهاجا في كل أنحاء العراق... لكنني في أعماق نفسي لم أكن مقتنعا بقصة الشبيه... ابنة الاكرمين رغد تصرح للفضائيات بأن الغزاة أوقفوا الاسد وهو مخدر....
لماذا أراد الامريكيين إظهار الرئيس على هذه الصورة المزرية ؟؟
هيئة الدفاع عن الرئيس ؟؟
حسب القانون الدولي والقوانين العراقية والاعراف والاخلاق، فإن الرئيس صدام هو رئيس جمهورية العراق والقائد العام للقوات المسلحة العراقية، وقد أعلن الامريكيون أنفسهم أنه أسير حرب ويعامل وفق اتفاقيات جنيف الخاصة بأسرى الحرب... لكن الرئيس صدام لم يقع في يد عدو يراعي القوانين والمواثيق الدولية... لقد أسرته مجموعة سياسية أمريكية متصهينة تحقد عليه بقدر حقدها على العراق كيانا وتاريخا وحضارة...... وتحمل مشاريع افتراس العراق وخيراته وأقطار الامة العربية واحدا تلو الاخر...
في اليوم التالي لاعتقال الرئيس، أعلن محامو الاردن الابطال تطوعهم للدفاع عن الرئيس، واسسوا هيئة تضم اضافة اليهم محاميا فرنسيا للدفاع عنه وعن الاستاذ طارق عزيز، وانضم اليهم محامين عرب تتقدمهم الدكتورة عائشة القذافي.... وقد تساءلت مرارا: أين محامو العراق؟ ها هم الامريكان يستفزون مشاعر كل عربي غيور بأسرهم الرئيس صدام واظهاره على صورة لا تليق بهذا الزعيم الكبير....
توجهت الى الرمادي واجتمعت هناك بالزملاء واقترحت عليهم تشكيل هيئة للدفاع عن الرئيس بشكل تطوعي بدءا بنفسي... وافق البعض وتحفظ آخرون بينما رفض البعض الآخر... وكان من بين الذين تطوعوا ثلاث محاميات بينهن واحدة تضررت عائلتها في الماضي، إلا أنها كانت متحمسة للدفاع عن الرئيس... أما الذين تحفظوا فكانوا يقدرون خطورة الوضع ومخاطر الطريق... وحسبوا أن عهد صدام لن يعود ولا فائدة من القاء النفس في دوامات يعرفون نهايتها... وكان اغلبهم يسعون للعيش بسلام... اما الذين رفضوا فهم ينتمون لتيارات وأحزاب مختلفة...
اجتمعنا وقررنا أن تكون الاسماء سرية.. وأن يكون نقيب المحامين في الانباء رئيسا للهيئة... لكنه كلفني برئاستها، ومن ثم اخذنا الموافقة بتأسيسها بشكل رسمي، بمساعدة من الاستاذ ضياء السعدي (العراقي الوطني الاصيل، الذي شجعنا وشد على أيدينا في هذه المهمة)... ثم انضم الينا عددا من محامي الفلوجة... ثم كل مدن محافظة الانبار حتى وصل عدد المحامين الى تسعين محاميا ومحامية...وفي بغداد انضم إلينا عشرات المحامين، ومن كافة مكونات وأطياف الشعب العراقي... ثم عقد مؤتمر في نقابة المحامين، وتم بالاجماع انتخاب المحامي خليل الدليمي رئيسا لهيئة الدفاع في العراق، والمحامي الشهيد خميس العبيدي نائبا للرئيس، والاستاذ مجيد السعدون ناطقا رسميا بإسم الهيئة..... وفيما بعد، ولأغراض تنظيمية، تم عزل جميع المحامين باستثنائي، وكان هذا بناء على مشورة المستشار القانوني لعائلة الرئيس...
وقد كتمت خبر تعييني محاميا عن الرئيس حتى على أفراد عائلتي، ما عدا شقيقي الذي تربطني به صلة حميمة.... ولا أخفي تردي أوضاعنا المادية بسبب تركي لمهنة المحاماة وتوجهي يوميا الى بغداد، وكانت حجتي حين سؤالي عن سبب توجهي اليومي لبغداد هو أنني في دورة تدريبية في نقابة المحامين... ورغم جميع الاصوات التي تعالت من هنا وهناك تحاول ثنيي عن مهمتي والكلام الذي كان يقال إن المهمة فاشلة من حيث النتيجة...و.....و.....و.... إلا أنني قررت الاستمرار في مهمتي، فالرئيس صدام هو رئيسنا وقائدنا، ونحن أولى بالدفاع عنه... وتوكلت على الله....
وفي يوم ما كنت في عمان مع المحامي الامريكي رامزي كلارك والاستاذ هاني الخصاونة، هاجمت القوات الامريكية بدباباتها وعرباتها الهمفي منزلي وروعت أطفالي بمنتصف الليل وفجروا ابواب المنزل واطلقوا القنابل الصوتية المزعجة، وكنت قد بعت منزلي في حي الضباط في الرمادي وسكنت خارجها الى الشمال الغربي منها... وفتش الجنود المنزل وسط ذعر أطفالي ووالدتي العجوز وسرقوا مبلغ 44 الف دولار أمريكي اضافة الى خمسة ملايين دينار عراقي ومصوغات زوجتي الذهبية وسلاحي الشخصي (الكلاشنكوف) إضافة إلى سرقة بعض الاوراق الشخصية وتحطيم أثاث المنزل... كل هذا بحجة أنهم يلاحقون أحد الارهابيين.... وقد بدأت المهمة بعد هذا تأخذ منحى صعبا بعد أن شاهد أقربائي أبواب المنزل ونوافذه المحطمة فازدادت المعارضة لمهمتي وخاصة بعد استشهاد أحد أقربائي برصاص القوة المهاجمة... وتكررت عملية المداهمة في اليوم التالي رغم نفي الجيش الامريكي الذي اعتذر من عائلتي أثناء غيابي.... ورغم معارضة العائلة، فقد كنت ألقى التشجيع من شقيقي على هذه المهمة النبيلة، ناهيك عن أن عاداتنا وتقاليدنا في الانبار وعشائر الدليم خاصة والشرفاء العراقيين بشكل عام منحني حافز قوي لأن أستمر... واعتبرت نفسي منذ تلك اللحظة شهيدا فداءا للعراق وللرئيس صدام.....
كان مقر الهيئة في مدينة الرمادي، في مكان لايعلمه إلا القليل لأسباب أمنية، وكان محميا بفصائل من النشامى العراقيين يتقدمهم الفريق الركن محمد ثميل الفهداوي، أحد قادة فصائل المقاومة، والشهيد البطل جاسم عبد الحمد الفراجي ورجال أشداء سنتحدث عنهم حين تنتفي الضرورات الامية، وكان المقر جزءا من دار تعود لأحد نشامى الدليم الذي تحمل الكثير من عبء الاعتقال بسبب كثرة ترددنا على المقر وأجهزة هواتف الثريا المرصودة من قبل الامريكان، وكان هذا الرجل يؤمن حمايتي الشخصية خلال تنقلاتي بين بغداد والأنبار والعكس.... وقد لعب هذا المقر دورا بارزا أثناء محاكمة الرئيس صدام.... حيث كنا نتراسل معه عبر البريد الالكتروني لتزويدنا بما نريد من وثائق... أما مكتب عمان (ولايمكن المقارنة بين المكتبين طبعا.. حيث واحد في قلب المعركة والثاني خارج العراق) فقد كان لديه امكانيات كبيرة ولديه موظفين ومترجمين وتوفر فيه كل مستلزمات العمل من اتصال وكهرباء ووسائط نقل فضلا عن سهولة الاتصال بإبنة الاكرمين رغد التي نابت عن العائلة في التخويل والتصرف مع هيئة الدفاع.... وعلى كل حال كان يعتبر مقرا صغيرا عمل عملا كبيرا بمواجهة أجهزة ضخمة لدولة عظمى تفننت في تزوير الحقائق وبرعت في صناعة الاكاذيب وخرق القوانين الدولية.
في شهر أيار من عام 2004 اتصلت مع الاستاذ المحامي زياد الخصاونة لتنسيق عمل الهيئتين العراقية والعربية في الاردن.. وبدأت رحلات الشتاء والصيف بن بغداد وعمان وكان علي قطع الطريق الصحراوي بين الأنبار وعمان وكنت أقضي الليالي في الطريق بسبب أرتال القوات الامريكية التي كانت تمنع الاقتراب منها، وكدت أن أقتل أكثر من مرة سبب اقترابنا من هذه الارتال أو بسب قيام المقاومة بعمليات ضد الغزاة وعلى مقربة منا.... ثم نظمنا وكالات جزائية وسلمناها الى نقابة المحامين العراقيين ومن ثم الى المحكمة الجنائية التي سلمتها الى القوات الامريكية ليقوم الرئيس صدام بالتوقيع عليها... وبعد حين تسلمناها بنفس الطريقة... وكانت هي الاساس الذي انطلق منه جميع المحامين..
المحامي الأول
بعد الانتهاء من كل هذه الاجراءات وجدنا في قانون المحكمة ضرورة تسمية محام عراقي أول يتقدم زملاءه العراقيين والعرب والاجانب... فتدخلت القيادة الشرعية الموجودة خارج المعتقلات وطلبت ترشيح ثلاثة محامين وقع الاختيار علي لأكون أنا الاول إضافة إلى رئاستي للهيئة العراقية، وما سهل هذه المهمة أيضا الموقف الوطني المتميز للاستاذ ضياء السعدي، أمين سر نقابة المحامين، وهو الذي استبعدته حكومة الاحتلال بسبب نزاهته ودوره المشرف وكفاءته، وكان يساعدنا في كل شيء ويقدم لنا المشورة ويذلل أمامنا الصعاب... إضافة الى ما كنا نواجهه، كان الاخوة في الاردن ايضا يواجهون ضغوطا داخلية وخارجية، مثل الاستاذ محمد الرشدان والاستاذ هاني الخصاونة، وكانت هناك أطراف تضغط على الهيئة وتسيء الى أعضاءها وهي أطراف تعمل لحساب أجندة خارجية، فكانت تحاول تشويه الحقائق وخلق مشاكل بين المحامين لإشاعة جو عدم الثقة... ونجحت مع الاسف في تحقيق ما تريد... فخسرنا بعض المحامين كما خسرنا المحامين الماليزيين بقيادة رئيس الوزراء السابق الدكتور مآثر محمد، وكانوا قد وضعوا إمكانياتهم تحت تصرف الهيئة... ناهيك عن تعرضهم لضغوط هائلة وتدخلات لإبعادهم عن مهمة الدفاع عن الرئيس صدام...
أقول.... ليسمح لي القراء الكرام بتصحيح هذه المعلومة التي ربما نسيها الكثيرون...
رئيس الوزراء الماليزي السابق اسمه مآثر محمد، وليس مهاتير أو محاضر... وفي مناسبة ما، كنت أنا شخصيا موجودا في مؤتمر كان يتواجد فيه، ولم يكن يومها رئيسا للوزراء في بلده.... في هذا المؤتمر أصر على أن يلفظ اسمه على شكل مآثر... وقال ان والده أطلقه عليه آملا بأن يحمل ابنه بعضا من مآثر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.... وقال إنه يعتب على العرب بشكل خاص لأنهم يلفظون اسمه بشكل خاطيء...... أقول هذا للأمانة ليس إلا...
المهم...
وقد واصلت الهيئة عملها في العراق رغم كل الصعوبات التي واجهتها ومحاولات التشويه التي كنا نتعرض لها ناهيك عن استشهاد المحامين على ايدي العناصر الارهابية في العراق... وحاولت بعض الاحزاب والميليشيات الصفوية وبعض الجهات الحكومية أن تزودنا على هواتفنا المحمولة بمعلومات كاذبة متذرعة "بصحوة ضمير" تارة والوطنية تارة أخرى... وفي المقابل حصلنا على الكثير من المعلومات التي تسربت من أورقة المحكمة من خلال بعض الوطنيين أو بسبب صحوة الضمير عند البعض وبسبب الخلافات التي كانت تحصل بين موظفي ومنتسبي تلك المحكمة... وتم التعامل مع المعلومات بحذر شديد... وقد جرت عدة محاولات لاغرائي بمبالغ خيالية لمنعي من الاستمرار في هذه المهمة النبيلة والخطيرة ولكن كان الله حسبي وتعزز الايمان والثبات في صدري ووضعت أما عيني شرف هذه المسؤولية وثقة هذا الرجل الكبيرة وعشيرتي ومحافظتي والعراق بشكل عام.... وحين يئس الأعداء من صلابتي جرت عدة محاولات لاختطافي أو قتلي وباءت جميعها بالفشل... وكانوا زملائي مخلصين في العمل، فأحبهم الرئيس وعبر عن ارتياحه و سعادته بهم وخاصة المحامين العرب أمثال الدكتورة عائشة القذافي والاستاذ نجيب النعيمي والاستاذ صالح العرموطي والاستاذ أمين الديب إضافة إلى الاستاذ رامزي كلارك....
ولأنه ليس لدينا دعم مادي، وكان المكتب قد وصل حدا لايمكن معه مواصلة العمل كما ينبغي، وقفت معنا ابنة الاكرمين رغد، حيث زودتنا بجهازي كمبيوتر مع ملحقاتهما وخط انترنت، واشترينا مولد كهربائي، وكذلك جهزنا المقر بمستلزمات الورق والطباعة وخصصت عائلة الرئيس راتبا شهريا قدره 300 دولار لكل من الشخصين العاملين في المكتب، مع هاتف محمول للاتصالات الدولية.... وقامت عائلة الرئيس كذلك بدفع رواتب ثلاثة حراس لتأمين تنقلاتي بين عمان وبغداد... نظرا لظروف عائلة الرئيس المادية، فقد كانت بعض المصاريف الاخرى تغطى من قبل الخيرين العرب، مثل تأمين سكن المحامين واقامتهم في الاردن وتنقلاتهم من بغداد واليها....
أقول،
ثم يطلع علينا بعض السفهاء وكتبة صحف الدولار والتومان والنفاق بالقول أن الشهيد رحمة الله عليه كان لديه المليارات وان عائلته تعيش بنعيم مقيم....
ثم حاولت أمريكا والجهات المرتبطة بها اختراق عمل الهيئة اكثر من مرة وبشتى الوسائل، وذلك لكسر طوق النجاة الأخير للرئيس صدام ورفاقه ولانجاح مسرحية المحاكمات... فقامت مرة عن طريق ضابط استخبارات من أصل عراقي، فحاول التغلغل الى الهيئة عن طريق بريدها الالكتروني... كما نجحت للاسف في خلق أجواء أدت الى ازاحة عدد من أبرز رؤساء الهيئة من المحامين العرب الابطال... وما يثير السخرية والغرابة في نفس الوقت أن أحد المستشارين القانونيين للمخابرات المركزية الامريكية قد غير وظيفته من منسق للامين العام للامم المتحدة الى مستشار قانوني لهيئة المحكمة الامريكية الايرانية... وقد طلبت هيئة الدفاع عن الرئيس عزله اكثر من مرة دون جدوى وبقي مستشار لهذه الهيئة المسماة عراقية... وكان يدفع بكل السبل باتجاه اعدام الرئيس صدام، وكان بغاية الفرح والسرور يوم نطق القرار الامريكي الاسرائيلي الايراني بإعدام الرئيس يوم 5/11/2006....
رغم كل الصعوبات التي واجهتنا والتعقيدات والمخاطر وقتل المحامين، إلا أننا كهيئة دفاع كنا نثق بأننا نخدم شعبنا العراقي الجريح في عملنا هذا، ونخدم مستقبل عراقنا الذي سيرحل عنه المحتل قريبا إن شاء الله...
وللتاريخ ولإنصاف زملائي المحامين الابطال أقول: كان الرأي الذي اتفقنا عليه في الهيئة منذ عام 2005 هو أن يظهر الرئيس خلال المحاكمة ممارسا دوره المحامي والقائد والرجل الاول فيها، وليس متهما ضعيفا كما أرادوه، لا قوة له إلا من خلال دفاع المحامين، واسناد الهيئة له. وقد عرضت الفكرة على الرئيس فرحب بها... وانطلقنا من قناعة بأن رجلا مثل صدام حسين بكل حنكته وشموخه وشجاعته لايحتاج إلى من يدافع عنه خصوصا وان الامريكيين وأعوانهم كانوا يحاولون إظهاره بمظهر المتهم الضعيف.... لقد قال الشهيد يوما ما للقاضي في إحدى الجلسات: "أيها القاضي مع كل اعتزازي بالمحامين النشامى الابطال، يبقى قراري هو النهائي وليس من حقكم أن تلغوا دوري، لأن المحامي وكيل وليس بديلا" ....
وهو في الحقيقة كذلك... وهذا ما كنا متفقين عليه.
يتبع
يرجى الاشارة
إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس
إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس
الاحد / ٠٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ
***
الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م
***
الموافق ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م
http://www.almansore.com/MakalatN/MK-DrSabah20-12-09.htm
