الخميس ، 15 نيسان/ابريل 2010، آخر تحديث 17:49 (GMT+0400)
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ما تزال قضية الحكم بالإعدام في حق لبناني متهم بالسحر والشعوذة بالسعودية، تثير جدلا في وسائل الإعلام وأوساط المجتمعات العربية، وهو ما اتضح من عشرات المشاركات وردود القراء التي أعقبت نشر CNN بالعربية، تقريرا حول القضية.
وباعتبار أن ملابسات القضية لا تزال غير واضحة، ولم تتمكن CNN من الحصول على مزيد من التفاصيل حولها من مصادر رسمية سعودية، فإن جدلا يدور حول "قانونية،" الحكم بالإعدام بحق لبناني على الأراضي السعودية، والقانون الدولي المتعلق بالجرائم العابرة للحدود.
وفي جزء من عشرات الردود التي وصلت الموقع، اعتبر قراء CNN بالعربية، أن حكم الإعدام الذي أصدرته المملكة العربية السعودية بحق اللبناني علي سباط، المتهم بالشعوذة، يعد "قاسيا بالنظر إلى التهمة الموجهة إليه،" في حين رأى آخرون أن محاكمته في الأراضي السعودية تعد "سابقة."
وقد اعتقل سباط بعد وصوله إلى السعودية لتأدية مناسك العمرة، إذ كان قدِّم برنامجاً سابقاً على شاشة فضائية لبنانية، حوكم على أساسه بتهمة "ممارسة السحر والشعوذة"، وصدر بحقه حكم بقطع الرأس، كان مقرراً تنفيذه قبل نحو أسبوعين، إلا أنه لم يُنفذ بعد.
وقال أحد قراء الموقع، ويدعى سامي ناصر: "قضية غريبة في بلد العجائب السعودية.. لا أعرف بأي حق يتم القبض عليه ومحاكمته وإصدار حكم الإعدام وهو ليس من رعايا السعودية وقادم للزيارة، وبتهمة غريبة لا علاقة للسعودية بها."
لكن قارئا آخر من السعودية، وهو أبو عبد الرحمن، قال في مشاركته على الموقع: "للتوضيح تم إلقاء القبض على المشعوذ في أحد فنادق المدينة المنورة، وهو متلبس بالجرم، لهذا السبب يطبق عليه أحكام البلد الموجود فيه."
ولم نتمكن في CNN بالعربية من التأكد مما أفاد به القارئ أبو عبد الرحمن من السلطات السعودية.
وتقول منظمات حقوقية، أبرزها منظمة العفو الدولية، و"هيومن رايتس ووتتش"، إن الحكم يفتح الباب أمام الاتهامات الفضفاضة، إذ أنه ليس ثمة تعريف محدد "للشعوذة" في السعودية، وقد استخدمت التهمة "لمعاقبة أشخاص لممارستهم المشروعة لحقوقهم الإنسانية، بما في ذلك الحق في حرية الفكر والرأي والدين والمعتقد والتعبير."
وقضية سباط، ليست الوحيدة في السعودية، لكنها الأشهر، إذ تقول منظمات إنسانية إن عدة قضايا مماثلة شهدتها المملكة، التي تطبق الشريعة الإسلامية، لكن المشكلة تكمن في "إطلاق الاتهامات بممارسة السحر، في حين أن تعريفه مازال مبهماً ويستخدم بشكل متعسف."
ويقول القارئ محمد أحمد من اليمن: "هذا من أبشع صور انتهاك حقوق الإنسان الذي كرمه الله وجعله خليفة في الأرض، ليأتي أناس مدعون التمسك بالشريعة الإسلامية، والإسلام منهم براء، ويوزعوا الأحكام على عباد الله من غير علم ديني."
وأضاف آخر، وهو راشد، من لبنان، يقول: "كيف يحق لهؤلاء المطوعين الذين يتظاهرون بتطبيق شريعة الله باعتقال شخص لم يقم بأعمال سحر داخل السعودية، هو قام بعمل السحر بلبنان، وليس بالسعودية، لذلك ليس لديهم الحق باعتقاله."
ورغم معظم الآراء التي أظهرت تعاطفا مع سباط، إلا أن عددا من القراء وجد في الحكم تصد لظاهرة "الشعوذة وقراءة المستقبل،" التي انتشرت على بعض القنوات الفضائية العربية، إذ يقول أبو كريم من السعودية: "مثل هؤلاء السحرة والمشعوذين والدجالين عاثوا في الأرض فساداً."
ويضيف: " المشعوذون والدجالون، وجدوا سوقا رائجا في الدول العربية وغيرها واستغلوا النساء والرجال ممن ليس لهم معرفة وثيقة بالدين والتوحيد.. وخربوا بيوت كثيرة بكذبهم وضلالهم وأدخلوا الناس في الشرك والعياذ بالله."
ويقول سلمان عبد الرحمن، وهو قارئ من السعودية أيضا: "يجب تنفيذ حكم القتل تعزيرا (بحق سباط) ليكون عبرة لغيره من السحرة وكل من تسول له نفسه بارتكاب الجرائم في البلد الأمين."
وقد طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان القضاة السعوديين بـ"إلغاء الإدانة بتهمة السحر والإفراج عن جميع المعتقلين أو المدانين في جرائم على صلة بالسحر. كما دعت العاهل السعودي إلى توجيه أوامره بتقنين القوانين الجزائية بالبلاد، وضمان اتفاقها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان."
والأسبوع الماضي، أكدت محامية سباط، مي الخنساء لشبكة CNN، أنها "بعثت برسالة للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، تطلب فيها العفو عن موكلها،" مشيرة إلى أنها "ستبعث بالمزيد من الرسائل إلى مسؤولين لبنانيين للتدخل لصالح سباط."
وقالت الخنساء، إنها حصلت على تأكيد من وزير العدل اللبناني، إبراهيم النجار، مفادها أن حكم الإعدام بقطع الرأس لم ينفذ بعد، وأن موكلها على قيد الحياة، بينما لم تتمكن شبكة CNN من التحقق من تفاصيل القضية، أو الحصول على تعليق من مسؤول سعودي حيالها.
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/4/15/Sibat.readers/index.html
قراء CNN ينتقدون حكم إعدام سباط ويطالبون بالقضاء على "الشعوذة"
سباط مع ولديه
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ما تزال قضية الحكم بالإعدام في حق لبناني متهم بالسحر والشعوذة بالسعودية، تثير جدلا في وسائل الإعلام وأوساط المجتمعات العربية، وهو ما اتضح من عشرات المشاركات وردود القراء التي أعقبت نشر CNN بالعربية، تقريرا حول القضية.
وباعتبار أن ملابسات القضية لا تزال غير واضحة، ولم تتمكن CNN من الحصول على مزيد من التفاصيل حولها من مصادر رسمية سعودية، فإن جدلا يدور حول "قانونية،" الحكم بالإعدام بحق لبناني على الأراضي السعودية، والقانون الدولي المتعلق بالجرائم العابرة للحدود.
وفي جزء من عشرات الردود التي وصلت الموقع، اعتبر قراء CNN بالعربية، أن حكم الإعدام الذي أصدرته المملكة العربية السعودية بحق اللبناني علي سباط، المتهم بالشعوذة، يعد "قاسيا بالنظر إلى التهمة الموجهة إليه،" في حين رأى آخرون أن محاكمته في الأراضي السعودية تعد "سابقة."
وقد اعتقل سباط بعد وصوله إلى السعودية لتأدية مناسك العمرة، إذ كان قدِّم برنامجاً سابقاً على شاشة فضائية لبنانية، حوكم على أساسه بتهمة "ممارسة السحر والشعوذة"، وصدر بحقه حكم بقطع الرأس، كان مقرراً تنفيذه قبل نحو أسبوعين، إلا أنه لم يُنفذ بعد.
وقال أحد قراء الموقع، ويدعى سامي ناصر: "قضية غريبة في بلد العجائب السعودية.. لا أعرف بأي حق يتم القبض عليه ومحاكمته وإصدار حكم الإعدام وهو ليس من رعايا السعودية وقادم للزيارة، وبتهمة غريبة لا علاقة للسعودية بها."
لكن قارئا آخر من السعودية، وهو أبو عبد الرحمن، قال في مشاركته على الموقع: "للتوضيح تم إلقاء القبض على المشعوذ في أحد فنادق المدينة المنورة، وهو متلبس بالجرم، لهذا السبب يطبق عليه أحكام البلد الموجود فيه."
ولم نتمكن في CNN بالعربية من التأكد مما أفاد به القارئ أبو عبد الرحمن من السلطات السعودية.
وتقول منظمات حقوقية، أبرزها منظمة العفو الدولية، و"هيومن رايتس ووتتش"، إن الحكم يفتح الباب أمام الاتهامات الفضفاضة، إذ أنه ليس ثمة تعريف محدد "للشعوذة" في السعودية، وقد استخدمت التهمة "لمعاقبة أشخاص لممارستهم المشروعة لحقوقهم الإنسانية، بما في ذلك الحق في حرية الفكر والرأي والدين والمعتقد والتعبير."
وقضية سباط، ليست الوحيدة في السعودية، لكنها الأشهر، إذ تقول منظمات إنسانية إن عدة قضايا مماثلة شهدتها المملكة، التي تطبق الشريعة الإسلامية، لكن المشكلة تكمن في "إطلاق الاتهامات بممارسة السحر، في حين أن تعريفه مازال مبهماً ويستخدم بشكل متعسف."
ويقول القارئ محمد أحمد من اليمن: "هذا من أبشع صور انتهاك حقوق الإنسان الذي كرمه الله وجعله خليفة في الأرض، ليأتي أناس مدعون التمسك بالشريعة الإسلامية، والإسلام منهم براء، ويوزعوا الأحكام على عباد الله من غير علم ديني."
وأضاف آخر، وهو راشد، من لبنان، يقول: "كيف يحق لهؤلاء المطوعين الذين يتظاهرون بتطبيق شريعة الله باعتقال شخص لم يقم بأعمال سحر داخل السعودية، هو قام بعمل السحر بلبنان، وليس بالسعودية، لذلك ليس لديهم الحق باعتقاله."
ورغم معظم الآراء التي أظهرت تعاطفا مع سباط، إلا أن عددا من القراء وجد في الحكم تصد لظاهرة "الشعوذة وقراءة المستقبل،" التي انتشرت على بعض القنوات الفضائية العربية، إذ يقول أبو كريم من السعودية: "مثل هؤلاء السحرة والمشعوذين والدجالين عاثوا في الأرض فساداً."
ويضيف: " المشعوذون والدجالون، وجدوا سوقا رائجا في الدول العربية وغيرها واستغلوا النساء والرجال ممن ليس لهم معرفة وثيقة بالدين والتوحيد.. وخربوا بيوت كثيرة بكذبهم وضلالهم وأدخلوا الناس في الشرك والعياذ بالله."
ويقول سلمان عبد الرحمن، وهو قارئ من السعودية أيضا: "يجب تنفيذ حكم القتل تعزيرا (بحق سباط) ليكون عبرة لغيره من السحرة وكل من تسول له نفسه بارتكاب الجرائم في البلد الأمين."
وقد طالبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان القضاة السعوديين بـ"إلغاء الإدانة بتهمة السحر والإفراج عن جميع المعتقلين أو المدانين في جرائم على صلة بالسحر. كما دعت العاهل السعودي إلى توجيه أوامره بتقنين القوانين الجزائية بالبلاد، وضمان اتفاقها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان."
والأسبوع الماضي، أكدت محامية سباط، مي الخنساء لشبكة CNN، أنها "بعثت برسالة للعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، تطلب فيها العفو عن موكلها،" مشيرة إلى أنها "ستبعث بالمزيد من الرسائل إلى مسؤولين لبنانيين للتدخل لصالح سباط."
وقالت الخنساء، إنها حصلت على تأكيد من وزير العدل اللبناني، إبراهيم النجار، مفادها أن حكم الإعدام بقطع الرأس لم ينفذ بعد، وأن موكلها على قيد الحياة، بينما لم تتمكن شبكة CNN من التحقق من تفاصيل القضية، أو الحصول على تعليق من مسؤول سعودي حيالها.
http://arabic.cnn.com/2010/middle_east/4/15/Sibat.readers/index.html