إجراءات أمنية مشددة بعد سلسلة هجمات على سفارات في بغداد
آخر تحديث: الاثنين, 5 أبريل/ نيسان, 2010, 16:55 GMT
استهدف التفجير الثالث مقر السفارة الايرانية في كرادة مريم
لا تزال القوات الامنية العراقية في حال تأهب غداة موجة من الهجمات الانتحارية استهدفت عددا من السفارات واوقعت 41 قتيلا واكثر من مئتي جريح في ظل التجاذبات المستمرة حول تشكيل الحكومة.
ووقعت التفجيرات التي قال وزير عراقي انها تحمل بصمات تنظيم القاعدة في دقائق واستهدفت سفارات دول اقليمية واوروبية في بغداد.
وانتشرت القوات الامنية بشكل مكثف الاثنين في شوارع بغداد مع تشديد الاجراءات عند نقاط التفتيش وخصوصا في محيط مواقع الانفجارات قرب السفارات الايرانية
والمصرية والالمانية.
ولاحظ مصور فرانس برس ان قوات عراقية من مختلف الاجهزة الامنية قامت خلال عملية امنية بحملة دهم في بعض مناطق حي المنصور, حيث السفارات المصرية والالمانية
والاسبانية والسورية بعد تطويقها ومنع الاقتراب منها.
وفي وقت لاحق افاد بيان للجيش الامريكي ان قوات عراقية اعتقلت احد "مسؤولي القاعدة خلال عملية الاثنين في غرب بغداد".
لكن من الصعب معرفة ما اذا كان البيان يشير الى العلمية ذاتها.
وعلى الصعيد الامني ايضا بدأت قوات الامن العراقية اجراءات امنية مشددة الاثنين في بعقوبة كبرى مدن محافظة ديالى, والاقضية المجاورة لمطاردة تنظيم القاعدة.
وقال مصدر امني في شرطة ديالى ان "قواتنا وعددها حوالى 39 الفا من الشرطة والجيش انتشرت في بعقوبة والاقضية المحيطة واقامت نقاط تفتيش على جميع الطرق الرئيسية والفرعية" مشيرا الى ان الخطة "تتضمن قطع عدد من الطرق المؤدية الى الاحياء والابقاء على منفذ واحد لكل منها".
ووزعت السلطات اسماء مطلوبين على جميع الحواجز الثابتة والمتحركة.
من جهته اكد مصدر في غرفة عمليات ديالى اعتقال 11 شخصا بتهمة الارهاب.
وتتزامن الهجمات مع المراوحة في المفاوضات الجارية لتشكيل حكومة ائتلافية نظرا لعدم امتلاك أي من الكتل الرئيسية الاربع الفائزة مقاعد كافية لتشكيل حكومة بمفردها.
وكانت ثلاثة انفجارات قوية قد هزت وسط العاصمة العراقية بغداد بعد ظهر الأحد.
وقالت مصادر أمنية عراقية إن اثنين من التفجيرات الانتحارية الثلاثة استهدفا السفارتين المصرية والإيرانية، في حين وقع الثالث قرب مبنى للسفارة الألمانية.
وانهت التفجيرات الاخيرة فترة من الهدوء النسبي شهدتها المدن العراقية عقب الانتخابات التي اجريت في الشهر الماضي. ولم تدع اية جهة مسؤوليتها عن الهجمات.
ويقول مراسل بي بي سي ببغداد جيم ميور إن المسلحين يريدون ارسال رسالة مفادها ان العراق ما زال يفتقر الى الاستقرار والامان.
اطلاق نار
وقع الانفجاران الاولان يوم الاحد بتواتر سريع اذ لم تفصل بينهما سوى دقيقة واحدة. وقد استهدفا حي المنصور غربي المدينة حيث العديد من السفارات.
وقد اصيبت السفارات المصرية والالمانية والسورية باضرار جراء هذين الانفجارين.
الا ان مراسلنا يقول إن مباني السفارات الاجنبية في بغداد محاطة عادة باجراءات امنية مشددة، ولذلك فإن معظم الضحايا الذين سقطوا في الهجمات الاخيرة كانوا من المارة.
ونقلت وكالة انباء اسوشييتيدبريس عن احد الشهود قوله: "رأيت اطفالا يصرخون بينما كانت امهاتهم تحملنهم وتحاولن الفرار بهم، كما رأيت السيارات وهي تصطدم ببعضها بينما كان سائقوها يحاولون الهرب من المكان."
من جانب آخر، اعلنت حركة المؤتمر الوطني العراقي التي يترأسها احمد الجلبي ان احد مقراتها القريب من السفارة السورية قد اصيب باضرار جراء التفجيرات، وان عددا من عناصر الحركة قد اصيبوا جراءه.
ولم تمض سوى فترة قصيرة على الانفجارين الاولين حتى وقع انفجار ثالث قرب مقر السفارة الايرانية الكائن في منطقة كرادة مريم وسط العاصمة. وفي هذا الهجوم، كما في الهجومين الاولين، كانت معظم الاصابات في صفوف المارة والمدنيين.
وقالت السلطات العراقية في وقت لاحق إن قوات الامن تمكنت من قتل مهاجم رابع قبل ان يتمكن من تفجير السيارة المفخخة التي كان يقودها بالقرب من المقر السابق للسفارة الالمانية الذي يشغله الآن احد المصارف في حي الكرادة الشرقية في جانب الرصافة.
وقالت الحكومة المصرية إن عددا من منتسبي سفارتها قد اصيبوا بجراح، بينما قالت الحكومة الاسبانية إن سفارتها ببغداد، المجاورة للسفارة الالمانية، قد اصيبت هي الاخرى باضرار.
ويقول مراسلنا إن هجمات يوم الاحد تحمل سمات هجمات سابقة كانت دولة العراق الاسلامية - وهي تجمع لحركات سنية متشددة - قد ادعت مسؤوليتها عنها.
وكانت دولة العراق الاسلامية قد هددت بافساد الانتخابات العامة الاخيرة، الا انها لم تتمكن من تنفيذ تهديدها.
وقال القائم بالأعمال الإيراني في بغداد إن الهجوم " لم يسفر لحسن الحظ عن ضحايا بين موظفي السفارة، لكن مبنى السفارة تضرر بقوة من جراء الانفجار".
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري: "يبدو انها من اعمال القاعدة، رغم اني اعتقد انه من المبكر القول حتى تستكمل التحقيقات".
واضاف: "انها تحمل نفس علامات هجمات سابقة، من ناحية التوقيت وطبيعة الاهداف، ونوعية الاستهداف المتزامن ليكون لها اقوى وقع ممكن".
يشار الى ان بغداد شهدت في اشهر اغسطس/آب واكتوبر/ تشرين الاول وديسمبر/كانون الاول ويناير/كانون الثاني الماضية هجمات منسقة اسفرت عن مقتل اكثر من 400 شخص.
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2010/04/100404_als_baghdad_attacks_tc2.shtml