هذا هو معنى (الإرهاب) كما فهمنا منذ يومين
بقلم : جلين جرينوالد Glenn Greenwald
امس ارتطم جوزيف ستاك عمدا بطائرته بمكتب شركة بناء مساكن في اوستن بولاية تكساس، تاركا خلفه بيان انتحار أوضح فيه بالضبط مراراته التي قادته الى ذلك مستخدما تعبيرات يسارية حول شقاء الفقراء وانسحاق الطبقة الوسطى ومبررا استخدام العنف للاحتجاج على الظلم. في رسالته يقول:
"اتذكر اني قرأت عن انهيار سوق الأسهم قبل الكساد "العظيم" وكيف انتحر مصرفيون ورجال أعمال أثرياء بقفهزهم من النوافذ حين أدركوا انهم فقدوا كل شيء. أليس من المثير للسخرية ان نتقدم كثيرا في خلال 60 سنة حتى اننا نعرف الآن كيف نصلح تلك المشكلة الاقتصادية الصغيرة. انهم يسرقون من الطبقة الوسطى (الذين لا قول لهم والانتخابات اضحوكة) لتغطية مؤخراتهم و استمرار "العمل كالعادة"... للاسف لقد قضيت حياتي كلها محاولا التصديق بأن الامور ليست كذلك... ولكن العنف هو ليس الجواب فقط ولكنه الجواب الوحيد. "
رغم كل هذا فإن الكاتب بريان ستلتر من صحيفة نيويورك تايمز يوثق التردد الكبير لثرثاري شبكات الاخبار والمسؤولين الحكوميين من وصف الواقعة على انها عمل (ارهابي) حتى - طبقا لديف نيويرت - حين تنطبق تماما على التوضيح الكلاسيكي لكل تعريف رسمي لذلك المصطلح. المسألة ليست فيما اذا كانت مشاكل ستاك حقيقية او ردود فعله عادلة، وانما الفعل ينطبق بدون شك على التعريف الرسمي. ولكن كما تحدث بيت وليامز في ان بي سي عن الاصرار الرسمي على عدم اعتبار هذه الفعلة عملا ارهابيا: هناك سببان لذلك.. أولا انه مواطن امريكي، وقد سألت ميغان كيلي من فوكس للاخبار كاثرين هريدج حول هذا الانكار "افهم انهم يعنون الارهاب بالمعنى الأعم الذي يعرفه معظمنا؟" واجابت هاريدج "انهم يعنون الارهاب بحرف الكابتل Terrorism"
كل هذا يؤكد مرة اخرى ان الارهاب هي اكثر كلمة مستغلة واكثرها خلوا من المعنى في القاموس السياسي الامريكي. ان المصطلح الان ليس له علاقة بالفعل نفسه ولكن له علاقة كبيرة بالفاعل.، خاصة هويته الدينية. لقد اصبح يعني "المسلم الذي يقاتل ضد او حتى يعبر بالعداء للولايات المتحدة واسرائيل وحلفائهما" وهذا هو سبب الارتباك والشك الذي تصاعد امس حول ما إذا كان الشخص الذي ارتكب عملا من اعمال الارهاب يمكن ان نطلق عليه وصف (ارهابي) : فهو ليس مسلما ولم يفعل مافعله بسبب إحباطات المسلمين ضد الولايات المتحدة او اسرائيل وهكذا لا ينطبق عليه تعريف (ارهابي). وربما قد يتساءل المرء انه على الاقل من الناحية التقنية يمكن اطلاق وصف ارهابي على ستاك ولكن كما اكدت فوكس للاخبار "انه ليس ارهابا بالمعنى الاعم الذي يعرفه معظمنا. الارهاب بالحرف الكبير T" فنحن نعرف من يرتكب الارهاب بالحرف الكبير، وهم أناس ليس من بين اسمائهم جوزف ستاك.
قارن بين التردد العام لوصف ستاك بالارهابي مع سرعة وصف الشخص في حالات مشابهة بالارهابي اذا كان مسلما اذا قال مسلم امريكي العنف ضد الولايات المتحدة مبرر بسبب العنف الامريكي الموجه الى العالم الاسلامي فإن ذلك الشخص ارهابي يستحق الاغتيال.
باختصار : المسلم الذي يهاجم اهدافا عسكرية امريكية في منطقة حرب هو ارهابي. وغير المسلم الذي يرتطم بطائرة بمبنى حكومي لاسباب سياسية ليس ارهابيا، على الاقل ليس من النوع الذي يطارد ويعذب ويرمى في قفص بدون تهم ويغتال بدم بارد
ولن تسمى عمليات ارهابية، الحملات العسكرية التي نقوم بها او يقوم بها حلفاؤنا في قتل اعداد كبيرة من سكان العراق وغزة من اجل اخضاعهم لرغباتنا.. لقد خوت الكلمة من معناها الذي صار يعني حصرا (شيطنة) المسلمين.
أنصح الحكومة الامريكية على وصف عملية جوزف ستاك بالارهابية، إذا ازداد اللغط حولها، لئلا تصبح سابقة وقدوة لبقية المناهضين لسياسات الإدارة الأمريكية.