الحياة اللندنية/ وليد عودي:
لم تخل حياة شيخ المدربين العراقيين من مواقف طريفة ونادرة، كثير منها لم ينشر، إذ ظلت تفاصيلها محفوظة بين مقربيه من الجالية الآشورية المتوزعة في أنحاء العالم، وفي لندن أسهم الزميل روميو رفائيل في رفع الغطاء عن الكثير من هذه المواقف، كونه قريباً منه ومن ابنه وشقيقه .
ومن ابرز هذه المواقف عندما كان عمو بابا مع اللاعب يورا ايشايا (الذي توفي قبل سنوات في السويد، وهو أول لاعب من الدول العربية يشارك في الدوري الانكليزي، إذ كان مسجلاً مع فريق بريستول روفرز) في دورة تدريبية عسكرية في بداية عقد الخمسينات، عندما أراد تشلسي ضمه، وعندما علمت الحكومة العراقية بالأمر، أرسلت طائرة خاصة كان على متنها قائد القوات العسكرية وقائد القوة الجوية، لإعادة عمو بابا ويورا إلى العراق .
وفي زيارة منتخب العراق إلى مصر لمواجهة منتخبها قبل المباراة بيوم، أصيب كابتن الفريق جميل عباس (الملقب جمولي) بوعكة صحية، فتسلم عمو بابا شارة الكابتن، وعندما بدأ يقدم اللاعبين إلى الرئيس المصري جمال عبدالناصر، وصل إلى حارس المرمى محمد ثامر الذي كان يلقب في العراق بالقط الأسود، نظراً لاقتناصه السريع للكرة، ولبسه القميص والشورت والحذاء من اللون الأسود، ويقولون للقطة في العراق باللغة العامية « بزونة»، وعمو بابا من منطقة الحبانية التي كانت معسكراً جوياً للجيش البريطاني، وحينما وصل عبدالناصر إلى محمد ثامر فقدمه عمو بابا بقوله: «سيدي الرئيس أقدم لك بزونة سودة»، عندئذ تقدم ثامر خطوة إلى الأمام وقال: «سيدي اسمي محمد ثامر الملقب بالقط الأسود ».
كان من عادة عمو بابا ان يرتاح في البيت قبل أيام المباراة، وعشية هذه المباراة ضد مصر أقيمت حفلة عشاء على شرف المنتخب العراقي، وكانت ضيفة الشرف المغنية الشهيرة أم كلثوم، وقبل أن تبدأ الغناء نظرت إلى اللاعبين، فلم تر عمو بابا بين الحضور، فسألت عنه فقالوا لها إنه يرتاح، لأن لديه مباراة كبيرة غداً، فامتنعت عن الغناء وقالت: «لن اغني إذا لم يكن صديقي حاضراً هنا»، فأرسلوا سيارة خاصة لجلب عمو بابا وبدأت أم كلثوم الحفلة، ويقال ان ماري منيب كانت لا تفارقه عندما يسافر إلى مصر .
بعد فشل الفريق العراقي في أولمبياد لوس أنجليس عام 1984 وقبل أن تحطّ طائرة الوفد أرض مطار العراق كانت الصحف العراقية هاجمت عمو بابا بأسلوب شرس وقذر بأوامر من عدي صدام، حتى انها اتهمته بأنه كان يقضي ليالي حمراء صاخبة في صورة مسيئة لاسم العراق، ولم يستطع عمو بابا أن يفعل شيئاً سوى أن يسير في شوارع بغداد وأزقتها ويقول لأنصاره ان كل هذه الأخبار كاذبة، «أنا أحببت العراق ولم اتركها عندما كنت في المجد ولن اتركها أبداً، ثقوا بي انها أخبار كاذبة ».
بعدها بفترة قررت الحكومة إرساله إلى لندن للراحة والاستجمام ومحاولة ترتيب لقاءات مع منتخب انكلترا أو بعض أنديتها .
أما عن لقاءات عمو الرياضية في لندن في تلك الفترة، فقد تحدى الاتحاد الانكليزي بأنه إذا اجري لقاء بين المنتخبين في بغداد فإن العراق سيفوز حتماً، وأغراهم بأي شيء أو أي مبلغ يطلبون لمجرد حضورهم إلى بغداد، لكن الاتحاد الانكليزي اعتذر بحجة أن جدول مباريات منتخب البلاد مليء لمدة خمس سنوات، عندها اضطر عمو أن يتفق مع أندية انكليزية لإجراء لقاءات في انكلترا مع منتخب العراق لتهيئته للاستحقاقات المقبلة، وحصل على اتفاق مع أندية عدة بينها فولهام وكوينز بارك رينجرز، لكن بمجرد عودة عمو بابا إلى بغداد وضع الاتحاد العراقي برنامجاً آخر للمنتخب، واتفق مع أندية ومنتخبات أوروبية أخرى، بينها البرتغال، بناء على أوامر عدي، وذهب الفريق هناك للراحة والاستجمام وليس للاستعداد .
في نهاية الستينات أقيل عمو بابا من تدريب المنتخب العسكري العراقي فتحدى المدرب الجديد بأنه سيشكل فريقاً من منتسبي الجيش العراقي من الذين لم يمارسوا كرة القدم في حياتهم ويدربهم ثلاثة أشهر وسيفوز على المنتخب العسكري. المدرب الجديد قبل هذا التحدي... فذهب عمو إلى الطباخ والسمكري والفنيين وغيرهم ممن لم يمارسوا كرة القدم، ودربهم ثلاثة أشهر وفازوا على المنتخب العسكري العراقي 3-1 بعدما كانوا متأخرين في الشوط الأول صفر-1 .
ورفضت الحكومة البريطانية منحه تأشيرة الدخول للمعالجة في تسعينات القرن الماضي عندما كان مدرباً لمنتخب العراق بحجة أنه يعتبر من أحد المسؤولين الذين يشملهم قرار الحظر بعدما تم الحظر على العراق على رغم المحاولات اليائسة لرئيس نادي تشلسي آنذاك كين بايتس وبعض النواب واللاعبين القدامى البريطانيين الذين كانوا يعرفون عــــمو بابا .
لم تخل حياة شيخ المدربين العراقيين من مواقف طريفة ونادرة، كثير منها لم ينشر، إذ ظلت تفاصيلها محفوظة بين مقربيه من الجالية الآشورية المتوزعة في أنحاء العالم، وفي لندن أسهم الزميل روميو رفائيل في رفع الغطاء عن الكثير من هذه المواقف، كونه قريباً منه ومن ابنه وشقيقه .
ومن ابرز هذه المواقف عندما كان عمو بابا مع اللاعب يورا ايشايا (الذي توفي قبل سنوات في السويد، وهو أول لاعب من الدول العربية يشارك في الدوري الانكليزي، إذ كان مسجلاً مع فريق بريستول روفرز) في دورة تدريبية عسكرية في بداية عقد الخمسينات، عندما أراد تشلسي ضمه، وعندما علمت الحكومة العراقية بالأمر، أرسلت طائرة خاصة كان على متنها قائد القوات العسكرية وقائد القوة الجوية، لإعادة عمو بابا ويورا إلى العراق .
وفي زيارة منتخب العراق إلى مصر لمواجهة منتخبها قبل المباراة بيوم، أصيب كابتن الفريق جميل عباس (الملقب جمولي) بوعكة صحية، فتسلم عمو بابا شارة الكابتن، وعندما بدأ يقدم اللاعبين إلى الرئيس المصري جمال عبدالناصر، وصل إلى حارس المرمى محمد ثامر الذي كان يلقب في العراق بالقط الأسود، نظراً لاقتناصه السريع للكرة، ولبسه القميص والشورت والحذاء من اللون الأسود، ويقولون للقطة في العراق باللغة العامية « بزونة»، وعمو بابا من منطقة الحبانية التي كانت معسكراً جوياً للجيش البريطاني، وحينما وصل عبدالناصر إلى محمد ثامر فقدمه عمو بابا بقوله: «سيدي الرئيس أقدم لك بزونة سودة»، عندئذ تقدم ثامر خطوة إلى الأمام وقال: «سيدي اسمي محمد ثامر الملقب بالقط الأسود ».
كان من عادة عمو بابا ان يرتاح في البيت قبل أيام المباراة، وعشية هذه المباراة ضد مصر أقيمت حفلة عشاء على شرف المنتخب العراقي، وكانت ضيفة الشرف المغنية الشهيرة أم كلثوم، وقبل أن تبدأ الغناء نظرت إلى اللاعبين، فلم تر عمو بابا بين الحضور، فسألت عنه فقالوا لها إنه يرتاح، لأن لديه مباراة كبيرة غداً، فامتنعت عن الغناء وقالت: «لن اغني إذا لم يكن صديقي حاضراً هنا»، فأرسلوا سيارة خاصة لجلب عمو بابا وبدأت أم كلثوم الحفلة، ويقال ان ماري منيب كانت لا تفارقه عندما يسافر إلى مصر .
بعد فشل الفريق العراقي في أولمبياد لوس أنجليس عام 1984 وقبل أن تحطّ طائرة الوفد أرض مطار العراق كانت الصحف العراقية هاجمت عمو بابا بأسلوب شرس وقذر بأوامر من عدي صدام، حتى انها اتهمته بأنه كان يقضي ليالي حمراء صاخبة في صورة مسيئة لاسم العراق، ولم يستطع عمو بابا أن يفعل شيئاً سوى أن يسير في شوارع بغداد وأزقتها ويقول لأنصاره ان كل هذه الأخبار كاذبة، «أنا أحببت العراق ولم اتركها عندما كنت في المجد ولن اتركها أبداً، ثقوا بي انها أخبار كاذبة ».
بعدها بفترة قررت الحكومة إرساله إلى لندن للراحة والاستجمام ومحاولة ترتيب لقاءات مع منتخب انكلترا أو بعض أنديتها .
أما عن لقاءات عمو الرياضية في لندن في تلك الفترة، فقد تحدى الاتحاد الانكليزي بأنه إذا اجري لقاء بين المنتخبين في بغداد فإن العراق سيفوز حتماً، وأغراهم بأي شيء أو أي مبلغ يطلبون لمجرد حضورهم إلى بغداد، لكن الاتحاد الانكليزي اعتذر بحجة أن جدول مباريات منتخب البلاد مليء لمدة خمس سنوات، عندها اضطر عمو أن يتفق مع أندية انكليزية لإجراء لقاءات في انكلترا مع منتخب العراق لتهيئته للاستحقاقات المقبلة، وحصل على اتفاق مع أندية عدة بينها فولهام وكوينز بارك رينجرز، لكن بمجرد عودة عمو بابا إلى بغداد وضع الاتحاد العراقي برنامجاً آخر للمنتخب، واتفق مع أندية ومنتخبات أوروبية أخرى، بينها البرتغال، بناء على أوامر عدي، وذهب الفريق هناك للراحة والاستجمام وليس للاستعداد .
في نهاية الستينات أقيل عمو بابا من تدريب المنتخب العسكري العراقي فتحدى المدرب الجديد بأنه سيشكل فريقاً من منتسبي الجيش العراقي من الذين لم يمارسوا كرة القدم في حياتهم ويدربهم ثلاثة أشهر وسيفوز على المنتخب العسكري. المدرب الجديد قبل هذا التحدي... فذهب عمو إلى الطباخ والسمكري والفنيين وغيرهم ممن لم يمارسوا كرة القدم، ودربهم ثلاثة أشهر وفازوا على المنتخب العسكري العراقي 3-1 بعدما كانوا متأخرين في الشوط الأول صفر-1 .
ورفضت الحكومة البريطانية منحه تأشيرة الدخول للمعالجة في تسعينات القرن الماضي عندما كان مدرباً لمنتخب العراق بحجة أنه يعتبر من أحد المسؤولين الذين يشملهم قرار الحظر بعدما تم الحظر على العراق على رغم المحاولات اليائسة لرئيس نادي تشلسي آنذاك كين بايتس وبعض النواب واللاعبين القدامى البريطانيين الذين كانوا يعرفون عــــمو بابا .