( كتاب المستطرف لشهاب الدين المحلي )
: مقدمة :
إن امة لا ماضي لها فلا حاضر لها ولذلك سوف يكون جل حديثا عن أخبار العرب الجاهلين وأخبار العرب بعد دخولهم في الاسلام وبعض من قصصهم وأخبارهم مابين معتقدات ومصطلحات وعقائد وأفكار
بعضها وجد إلى يومنا هذا وبعضها هدمها الإسلام مع بزوغ دعوة التوحيد التي بدأها نبينا عليه الصلاة والسلام .
أديان العرب في العصر الجاهلي
الوثنية : قال ابن إسحاق واليعقوبي ما موجزه إن بني إسماعيل كانوا لا يفارقون مكة حتى كثروا وضاقت بهم مكة فتفرقوا في البلاد وما ارتحل أحد منهم من مكّة إلاّ وحمل معه حجرا من حجارة الحرم وحيث ما نزلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة حتى أدّى بهم إلى عبادته وخلف من بعدهم خلف نسوا ما كان عليه آباؤهم من دين إسماعيل وعبدوا الاوثان.
وقالا ـ أيضا ـ ما موجزه : إن عمرو بن لحيّ ـ شيخ خزاعة ـ سافر إلى الشام ورأى أهلها يعبدون الاصنام فقال لهم : ما هذه الاصنام الّتي أراكم تعبدون ؟ فقالوا له : هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا فأخذ منهم هبل وأتى به مكّة ونصبه عند الكعبة.
ووضعوا كل من إساف ونائلة على ركن من أركان البيت فكان الطائف بالبيت يبدأ بإساف ويقبله ويختم به ، وكانت العرب عندما تحجّ البيت تسأل قريشا وخزاعة عنها فيقولون : نعبدها لتقربنا إلى اللّه زلفى فلما رأت العرب ذلك اتخذت كلّ قبيلة صنما لها يصلّون له تقرّبا إلى اللّه على حدّ زعمهم.
فكان لكلب بن وبرة وأحياء قضاعة (ودّ) منصوبا بدومة الجندل بجرش وكان لحمير وهمدان (نسر)
منصوبا بصنعاء
وكذلك ذكر اليعقوبي وابن هشام أصنام القبائل وأماكنها قالا: وكان لبعضها بيوتٌ تعظمها العرب مثل بيت اللات بالطائف، وكانت العرب إذا أرادت حجّ البيت وقفت كلّ قبيلة عند صنمها وصلّوا عنده ثمّ تلبوا حتّى قدموا مكّة وكانت تلبية قريش : لبيك، اللّهم لبيك! لبيك لا شريك لك الا شريك هو لك تملكه وما ملك.
وتلبية جذام: لبيك عن جذام ذي النهي والاحلام.
وتلبية مذحج: لبيك ربِّ الشّعرى وربّ اللات والعزّى
اليهودية والمسيحية : انتشرت اليهودية في بلاد اليمن ومنطقة المدينة والمسيحية في اليمن ونواحي الشام ، وبنت النصارى بعض الكنائس مضاهاة للكعبة مثل كنيسة نجران الّتي قال فيها الاعشى :
وكعبة نجران حتم عليك حتّى تناخي باعتابها .
وكنيسة قليس الّتي بناها ابرهة وأمر العرب أن يحجّوا إليها فتغوط فيها بعضهم فهمّه ذلك فأتى بجيش الفيل لهدم الكعبة .
ومن معتقدات الوثنيين وأهل الكتاب في الجاهلية ما أخبر اللّه عنه بقوله تعالى في سورة الانعام: (وَجَعلُوا للّهِ شُركَاء الجِنَّ وَخَلَقَهُم وَخَرقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيرِ عِلمٍ سُبحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ# بَدِيُع السَّموَاتِ وَالاَرضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَم تَكُن لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيء وَهُوَ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ # ذلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُم لَا إلـهَ إلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيء فَاعبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء وَكِيلٌ).
أما البنون الذين خرقوا فقد أخبر اللّه عنه في قوله تعالى:
(وَقَالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى المَسِيحُ ابنُ اللّهِ...).
وكانت اليهود يومذاك تزعم ان عزيرا ابن اللّه وكانت النصارى ولا زالت تقول بأنّ المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ابن اللّه.
أما البنات فقد أخبر اللّه عن عقيدتهم في قوله تعالى:
(وَيَجعَلُونَ لِلّهِ البَنَاتِ سُبحَانَهُ...).
وقوله تعالى:
(فَاستَفتِهم أَلِرَبِّكَ البَنَاتُ وَلَهُمُ البَنُونَ # أَم خَلَقنَا المَلائِكَةَ إِنَاثا وَهُم شَاهِدُونَ # ألَا إِنَّهُم مِن إِفكِهِم لَيَقُولُونَ # وَلَدَ اللّهُ وإنَّهُم لَكَاذِبُونَ # أَصطَفَى البنَاتِ عَلَى البَنِينَ)
--- ----
قصيدهـ
إن المــكارم أخـلاق مطـهــرة
الديـن أولهـــــا و العقـــل ثانيــها
والعـلم ثــالثــها والحلم رابعــها
والجود خامسها والفضل سادسها
والبـرّ سابعهـا والشكـر ثامنـها
والصبر تاسعـهـا و الليـن باقيـها
والنـفــس تعلـــم أني لا أصـادقـها
و لست أرشـد الا حين أعصيــها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها
بـركعة في ظـلام الليـل يحييهـــا
.. انتهى ..
منقوووووول