بريطانيا: بدء جلسات التحقيق في الحرب على العراق
آخر تحديث: الثلاثاء, 24 نوفمبر/ تشرين الثاني, 2009, 10:00 GMT
رئيس لجنة التحقيق السير جون شيلكوت وعد بأن التحقيق لن يحابي احدا على حساب الحقيقة .
تعقد في لندن الثلاثاء اولى جلسات الاستماع العلنية للجنة التحقيق في الدور البريطاني في الحرب على العراق.
وستستمع اللجنة المؤلفة من خمسة اعضاء برئاسة السير جون شيلكوت إلى إفادات عدد من كبار المسؤولين البريطانيين في مختلف الميادين العسكرية والدبلوماسية والسياسية والاستخباراتية، ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والذي يتوقع ان يدلي بشهادته امام اللجنة مطلع العام المقبل.
وتنظر اللجنة في جلسة الثلاثاء في السياسة الخارجية البريطانية ازاء العراق خلال الفترة التي سبقت غزو العراق 2003.
من جانبه اعلن زعيم المحافظين السابق مايكل هاوارد انه كان يفضل ادلاء الشهود بشهاداتهم تحت القسم لكنه اشار الى ان هذا التحقيق سيكون اكثر شمولا من التحقيقين السابقين وقد يؤدي الى القاء الضوء على بعض الحقائق الجديدة.
ويقول روب واطسون مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية إن قرار بلير المشاركة مع الولايات المتحدة في الحرب على العراق يبقى أكثر قرارات السياسية الخارجية البريطانية إثارة للجدل منذ عقود.
ومن المقرر أن يركز تحقيق اللجنة على كيفية اتخاذ حكومة بلير لقرار الحرب ثم كيفية تنفيذه وإدارتها لمسار العمليات والوجود العسكري لنحو ست سنوات.
وفي محاولة للكشف الدقيق عن الاسباب التي قادت الى اتخاذ قرار المشاركة في حرب العراق، يعود التحقيق الى سنتين قبيل غزو العراق عام 2003 ليغطي مجمل الفترة ما بين عامي 2001 و2009 الذي شهد انسحاب القوات البريطانية من العراق.
ومن المتوقع ان يستمر التحقيق لأشهر ولن يظهر تقريره النهائي قبل الانتخابات العامة القادمة في بريطانيا.
وتبدأ الجلسة بكلمة من رئيس لجنة التحقيق السير جون شيلكوت يسلط الضوء فيها على اليات عمل لجنته.
ثم تتواصل جلسات الاستماع الى شخصيات من بينهم السير بيتر ريكيتس الذي كان على رأس لجنة الاستخبارات المشتركة ( JIC ) التي اشرفت على عمل الاجهزة الاستخبارية البريطانية المختلفة خلال عامي 2000 و 2001.
ومن المسؤولين الاخرين الذين سيسهمون في تقديم شهاداتهم امام اللجنة المسؤول الكبير السابق في وزارة الدفاع سيمون ويب والموظفين السابقين في وزارة الخارجية السير مايكل وود والسير وليم بيتي.
ملف مثير للجدل
وكان اختيار اعضاء لجنة التحقيق من قبل رئاسة مجلس الوزراء قد اثار بعض الانتقادات حول مدى استقلاليتها عن الحكومة واشار منتقدو اللجنة الى انها تفتقر الى الخبراء في مجال القانون وان الشهود لن يدلوا بشهاداتهم تحت القسم.
بيد أن شيلكوت تعهد بألا يحابي التحقيق احدا على حساب الحقيقة واعرب عن ثقته في الوصول الى تفسير شامل وعميق لعملية اتخاذ القرار التي قادت بريطانيا للانضمام الى التحالف الدولي الذي قام بغزو العراق عام 2003.
وستستمع اللجنة في جلسة الاربعاء الى شهادة مسؤول كبير سابق في وزارة الخارجية عن مزاعم امتلاك نظام صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل.
ومن المنتظر ايضا ان تستمع اللجنة الى شهادة السير جون سكارليت الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات ام أي 6 الذي اعد ملف الحكومة المثير للجدل عن اسلحة الدمار الشامل العراقية بوصفه رئيسا للجنة الاستخبارات المشتركة ( JIC ) في الفترة بين عام 2001 حتى عام 2004.
وتسببت الحرب في مقتل 179 جنديا بريطانيا في العراق.
وسبق هذا التحقيق تحقيقان سابقان في حرب العراق، اذ كان تحقيق بتلر قد نظر في الفشل الاستخباري قبل الحرب، بينما فحص تحقيق هتن الظروف التي قادت الى موت الخبير السابق في وزارة الدفاع البريطانية ديفيد كيلي.
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2009/11/091123_ss_iraq_inquiry_tc2.shtml