وقاحة وخيانة
الجزء الثالث
توقف امام البوابة الكبيرة واخرج قطعة تشبه الرموت واشار بها الى الباب ففتح ثم دخلا امنين وعادت البوابة تغلق وحدها . اما البيت الذي يشبه القصر بعيد عن البوابة الخارجية فساروا مسافة ما يقرب من مائة متر على شارع رخامي محاط بجدار صغير منخفض على اطرافه الوان من الازهار والاشجار ... وعند مدخل البيت دوار متوسط المساحة بداخله فوارة كبيرة تحيط بجدرانهاٌ اسود حجرية ينساب من افواهها الماء ليصُب بحضن حورية رخاميةٍ تتوسط النافورة .
توقفت السيارة امام درج عريض يؤدي الى فيلا ضخمة وترجل الشاب من المركبة . انه ضخم ، اقرع الرأس بنظارة سوداء تشبه سواد قلبي لحظتئذٍ. نزلت هي ايضا تمشي الى جانبه فبدت كدمية صغيرة بيد وحش كبير.
صرت اسأل نفسي الكثير . ما علاقتها بصاحب هذا البيت؟ ومن هم ؟ وهل في البيت نساء غيرها؟ وتدور الاسئلة في راسي وتخيلات لا تفارقني ، تقتلني و تمزقني حتى اكاد اسمع نبضات غل قلبي تصم اذني وتفتت وجداني ،اعض شفتي حتى بت اشعر طعم الدم على لساني كأسد ولغ في فريسة .
اقف حائرا . ايعقل ان تكون ابنة هذا الرجل المنفوخ بالكبرياء والذي حدثني طويلا عن الاخلاق يوم عقد القران ، وذكر الاحاديث التي تحض على حسن معاملة المرأة؟؟؟
. وكل مرة اجالسه يعطيني من المواعظ والحكم ما اصم اذني . فبت لا اطيق المواعظ لانها خرجت من فم مدعِ كذاب .
حاولت الدخول من الابواب الخارجية ولكنها مغلقة فقفزت فوق الجدار وسرت تجاه البيت لا ادري من بداخله . اهم الاثنان؟ ام هنا عائلة تسكن هذا البيت ؟؟؟؟
صعدت الدرج وقرعت الجرس . وطال انتظاري ، ثم قرعته مرة اخرى ، وطال انتظاري ايضا . كالذي يقف على جمر سرت حرارته بكل الجسد.
.وفي المرة الثالثة لم اترك مفتاح الجرس حتى ُفتح الباب يقف خلفه شاب عريض طويل اقرع مفتول العضلات بزنود غليظة يشبه جني سندباد بعد ان يخرج من القمع فيتناثر دخانا بالهواء وما يلبث ان يتحول الى عملاق لا يرتدي الا خرقة صغيرة على وسطه بكرشه المدلوق . نظرت اليه اتأمل هذا المنظر واتخيل خطبيتي مع هذا النذل . فكم انا محظوظ رغم الالم الذي ينهش داخلي ........ شعرت بالانتصار.
قلت. رأيت خطيبتي دخلت هنا اين هي اريدها ؟ فأجاب لا يوجد نساء هنا ..... وكيف دخلت البيت انت؟ سألني.
لم اجبه وطلبت منه ان يستدعي خطيبتي ؟ فقال بصوت غليظ يشبه غلاظة الخيانة التي اراها حقيقة ثابتة
الجزء الاخير
____________________________________________-
لا يوجد نساءٌ هنا ...... اذهب والا قسمتك نصفين . حاولت الدخول ولكنه مسكني بقوة شعرت بآلة تكبس على يدي ودفعني الى الخارج فابيت الا الدخول وعندما ادرك اصراري . مسكني وادخلني ليريني خطيبتي . اه........ رأيت الخائنة ترتدي ملاءة سرير بعد ان خلعت ثيابها واخذت تنظر الي وتحمل كأسا من الخمر فاتجهت نحو الشاب
تتحسس جسده وتقبل ذراعه ثم نظرت الى وجهه فانحنى وقبلت فمه .
سقطت الملاءة عن نصف جسدها لتظهر ما فوق البطن .
اما انا انظر ولا ابدو انني موجود احاول ان اجد نفسي بأسئلة تصارعت معها طيلة فترة وجودي فلا ادري ان كنت حقا اتنفس... واحيا......... وارى واسمع .ام ان خللا اصاب احاسيسي فلم اعد اشعر بكياني فكل شيء يسير حولى كما الخيال وانا انظر بعين العجب فقد لا يكون حقيقة وان ما اراه اوهاما تعصف بفكري . لا ... لا...لابد انني احلم..... اتخيل ..........اتوهم ... ولكنها امامي ُتقبل هذا المسخ العين.. ثم اعود لاتصارع مع نفسي واقول ...... لا.... لا يمكن ان تكون هي ..انا بلا شك .اصابني مس من الجن فجعلني اشك بأغلى النساء على قلبي . كيف تقبله امامي بلا خجل بلا خوف من الفضيحة ؟ هذه اوهام ترأأت لعيني اللعينة ...... ساقتلعها باتت تخدعني .
اه ولكنها امامي تقبل هذا المسخ. اي منظر ارى انها الحقيقة التي حاولت ان لا ارسخها في نفسي ولكنها تأبى الا الغوص حتى وصلت رواسب اعماق غل قلبي فنثرته ليتصاعد الى الاعلى ليخرج من فمي الذي اطبق عليه فتسرب قويا من الانف حتى كاد يخنقني وُيذهب انفاسي . فتقيأتُ بلحظةٍ ما تجرعت من خداع.. فارتاحت نفسي وشعرت بنشوة لا الذ من النوم بعدها .
انسحبت الى الباب وقبل خروجي طلبت مني الانتظار فهرعت الي تلملم الملاءة الساقطة عن جسدها الهابط وتسحب الخاتم من يدها لتلقيه بيدي، ثم قالت طلقني ولا تبحث عني . فانا لست لك .. هذا حبيبي .. لم احبك يوما... تتكلم وتفرك انفها بنهم شديد وكأن ذبابة تُداعب داخله . ثم صدر صوت الرعد هادرا عجل بالطلاق نريد ان نتزوج ... وصار ُيقبلها بجسدها العاري . فتركتهم وصرت اسير واتلقف الخاتم بيدي كمن يتلقف جمرة من جهنم لا اريد ان يستقر براحتي فيحرقني . ومرة بعد اخرى شعرت بنار تلسعني ولم اطق لسعها ، وما ان صرت بعيدا عن نطاق البيت رميته وهرعت الى زجاجة ماء فغسلت يدي حتى بردت فانتابني شعور غريب .... ثقلٌ. هجر كاهلي .. نار.. خمدت بماء اسكرني .. وظل سحابة امطرت فبللت عروقي المتيبسة ... ثورة غضبِ تلاشت برمية خاتم تقلد اصبع فاجرة .وعدت اشكر القدر الذي ايقظ البصر النائم على حقيقة الجمال الخادع ليجذب قلبي المسكين فيجري بلهفة الولهان وراء سراب ُيظهر مستنفع الرذيلة. وليته كان سرابا .
فأي امرأة سابحث عنها في قلب تجرع الخيانة من اول غزوة بوقاحة ما عُرفت بتاريخ عاشق ؟
لا لن ابحث عن امرأة لهذا القلب المسكين ، فلم يعد فيه متسع لخيانة .