السبت، 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2009، آخر تحديث 23:13 (GMT+0400)سفير مصري في بغداد لأول مرة منذ "اغتيال" الشريف
مقر السفارة المصرية ببغداد يخضع لحراسة مشددة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بدأ السفير المصري الجديد لدى العراق، شريف كمال شاهين، ممارسة مهام عمله في بغداد السبت، بعد ساعات من وصوله في وقت سابق الجمعة، كأول سفير لمصر بالعاصمة العراقية، منذ اختطاف واغتيال السفير السابق، إيهاب الشريف، في يوليو/ تموز 2005.وقبيل سفره إلى بغداد، أدلى السفير شريف شاهين بتصريحات للصحفيين في القاهرة، أعرب فيها عن سعادته للعمل في العراق، قائلاً إنه "يكن للشعب العراقي كل الاحترام والتقدير"، كما أعرب عن أمله في "استكمال المشوار"، الذي بدأه القائم بالأعمال المصري الراحل إيهاب الشريف.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن شاهين قوله إن إعادة فتح السفارة المصرية في بغداد، يأتي بناءً على الاتفاق المبرم بين وزارتي خارجية البلدين، وفي ضوء زيارة وزير الخارجية أحمد أبو الغيط للعراق في أكتوبر/ تشرين الأول 2008، بهدف "تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، وفي كافة المجالات."
وكان الرئيس المصري حسني مبارك قد أصدر قراراً، منتصف يونيو/ حزيران الماضي، بتعيين شاهين "سفيراً فوق العادة، ومفوضاً لدى الجمهورية العراقية"، بعد قرابة أربع سنوات على سحب البعثة الدبلوماسية المصرية، وهو القرار الذي اعتبرته بغداد بمثابة "رسالة إلى الأشقاء العرب، الذين لا تزال سفاراتهم مغلقة."
وذكرت وزارة الخارجية المصرية آنذاك، أن شاهين، سبق له العمل في عدة سفارات بالخارج، وله خبرة كبيرة بالعمل الدبلوماسي على مدار 27 عاماً، حيث عمل في كل من اليونان ولبنان واليابان والمغرب، إلى أن تعيينه سفيراً لمصر لدى زامبيا، وهو آخر منصب شغله قبل توليه السفارة المصرية بالعراق.
وفي تصريحات سابقة نقلها التلفزيون المصري، بعد صدور قرار تعيينه سفيراً ببغداد، قال شاهين إن "الدور المصري لم يغب عن العراق في يوم من الأيام، رغم عدم وجود سفير مصري هناك، لكن بالرغم من ذلك كانت توجد علاقات واتصالات دائمة بين البلدين الشقيقين."
وعن الملفات التي يحملها إلى العراق، قال إن من أهم أولوياته "العمل على دفع وتطوير علاقات التعاون الثنائي بين البلدين، وبما يحقق مصلحة الشعبين في كافة المجالات، فضلاً عن رعاية مصالح المصريين في العراق."
وفي العاصمة العراقية، رحب وكيل وزارة الخارجية لشؤون التخطيط السياسي والعلاقات الثنائية، وليد عباوي، بقرار تعيين شاهين سفيراً لمصر لدى بغداد، وقال: "نأمل أن يكون تعيين السفير المصري الجديد، وفتح السفارة المصرية بالعراق، رسالة مهمة إلى الأشقاء العرب، الذين لا تزال سفارتهم مغلقة في بغداد."
كما ذكر عباوي أن "إعلان مصر ترشيح سفير جديد لها في بغداد، يشير إلى الدعم المصري للعراق، وتطوير العلاقات في كافة المجالات، والتي تعمل الحكومة العراقية والمصرية على تطويرها على أسس إستراتيجية."
وكان وزير الخارجية أبو الغيط، قد قام بزيارة إلى بغداد مطلع أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، رافقه خلالها وزير البترول سامح فهمي، في زيارة كانت الأولى منذ حرب الخليج الأولى (غزو الجيش العراقي لدولة الكويت في عام 1990).
يذكر أن الإدارة الأمريكية طالبت قادة الدول العربية مراراً بإعادة بعثاتهم الدبلوماسية إلى بغداد، باعتبار ذلك شكلاً من أشكال الدعم الرسمي للحكومة العراقية، غير أن الدول العربية تراجعت أمام العنف في العراق، وجراء القلق الذي ينتابها من طريقة تعامل الحكومة العراقية، ذات الأغلبية الشيعية، مع الأقلية السنية، وعلاقتها الوثيقة مع طهران.
ومع زيادة الاستقرار النسبي في العراق، وتدني مستويات العنف في بغداد والعديد من المناطق، وبعد التوصل لاتفاق أمني بين الحكومتين العراقية والأمريكية، بدأ الانفتاح العربي على العراق مؤخراً يأخذ زخماً أكبر مما كان سابقاً.
http://arabic.cnn.com/2009/middle_east/11/7/egypt.iraq/index.html