إلى كل قلم سيًال ومنصف بحق د. سنان الشبيبي (شكر وتقدير من آل الشبيبي، مح | |
بتاريخ : الأحد 17-02-2013 06:14 مساء | |
| |||
اسماء محمد رضا الشبيبي لا يسعنا في البداية إلا تقديم كل إجلال للأقلام العراقية النزيهة التي أبدعت وأنصفت في كشف ملابسات قضية "ظلم البنك المركزي العراقي"، وكذلك تقديرنا لكل من تضامن ولا ننسى الحناجر البرلمانية التي إستهجنت القرار الجائر الذي إنتوى إلقاء القبض على نزاهة الدكتور سنان وهو الذي ساهم بمعية الكفوئين في كادر البنك بتحقيق إنجازات لا يمكن انكارها او التغاضي عنها، كإستقرار العملة والتخفيض الملحوظ بمعدلات التضخم وبناء الاحتياطي وتنويعه تركيبة وودائع. وقد نالت هذه الإنجازات إعتراف الغالبية المنصفة من الإقتصاديين العراقيين ناهيك عن الأوساط الدولية إلا لتسجٍل هذه الأقلام والحناجر للتاريخ إخلاصها بغية إحقاق الحق خدمة للوطن . وكل هذه مؤشرات ايجابية لمستقبل واعد سيكون احد اعمدته كفاءات العراق ومثقفيه المنصفين. بذا، فإننا نرى ان الآمال بمستقبل أمجد ما زالت واردة وبخير لحياةٍ أكرم وأسعد لعموم المواطنين. أخي سنان: مني ومن أهليك جميعاً، ومن كل مُخْلِصةٍ ومُخْلِصْ للعراق المحبوب سواء في الداخل أو الخارج، نبعث إليك كلمة تقدير لمواقفك وجهودك التي بذلتها لخدمة الوطن على حساب راحتك وصحتك وهذا ديدن الكفوء النزيه والوطني الغيور فقد تركت بَصَمات على الاقتصاد العراقي اثناء تسنمك محافظية البنك المركزي، فقد كنت راعياً وحريصاً على اموال العراقيين ملتزماً بالقوانين وحافظت على الأمانة التي تقلدتها ولم تسلك إلا الطريق السليم وبشهادة الكفاءات الإقتصادية العراقية المتميزة ناهيك عن الدولية . لقد كان حضورك واضحاً بالرغم من تواضعك المعروف في ميدان العمل نتيجة خلقك الرفيع ونشاطك الدؤوب الى ساعات متأخرة من الليل وفي ايام العطل الرسمية وقد شهد لك بذلك بعض كبار موظفي البنك المركزي، ومن الحاضرين في مجلس ادارته بالذات . ويفند هذا تجاوزات المغرضين لمحاولة الإساءة الى سمعتك والاشارة هنا الى (.......) فقد أصابك الإبعاد والتهميش لكونك متخصصاً وكفوءاً ملتزماً بالقانون. ولدي مقولة واحدة أن المهمًش في الدولة العراقية اليوم لا سُنٍي ولا شيعي إنما النزيه والحريص من الكفاءات فقط، فكم كان مدهشاً ان يصرح المالكي وهو رئيس الوزراء على احدى الفضائيات، وفيما يخص البنك المركزي (بانني أقلت شيعياً لأجلب سُنياً) فكأن معياره الأساسي هو الطائفة لا الكفاءة فكلنا عراقيون يا رئيس الوزراء!! وانت يا سنان لم تمارس الطائفية يوماً اثناء عملك وكنت تبحث عن الكفوئين القادرين على العمل فقط . لقد كان والدك يرحمه الله يتمتع باحترام خاص حتى من خصومه واخص بالذكر نوري السعيد على الرغم من إختلافهما الكبير في الرأي والموقف (راجع علي عبد شناوة – الشبيبي في شبابه السياسي ص 217). ومن الغرابة بمكان أن يُستنسخَ ما كان يقوم به صدام من تهجير وتصفية للنزيهين والشرفاء والوطنيين، وقد شملت هذه التصفيات اخينا الأكبر الشهيد أسعد ولا أثر له لحد الآن. وقد لحق بنا أذى كبير فالقضاء كان غائباً ومسَيًساً ونأمل الا يكون قضاء اليوم كقضاء البارحة. لا نزال ننتظر من عقد مضى حكومةً مُنْصِفة تزيل الهموم عن أُسَرِ المعدومين والمعذَبٍينْ "والمُشَهًرِ بهم" وبأسرهم والمهجًرين والمستولى على املاكهم وحقوقهم بعد حكم الطاغية الذي سَوًدَ التاريخ بقساوته كما ننتظر إكرامها للمبدعين والمحافظة على الكفاءات دون هدر. ولكن ابتلينا تدريجياً بنظام إما أن يكون الشخص تابعاً له وإلا فيا ويله !! العراق بحاجة ماسًة الى كفاءاته ومبدعيه في كل الاختصاصات لا ان تُختلق المطبات بغية هدرهم ونفيهم خارج العراق ليستفيد منهم، مع الاسف، غير العراق. من الامثلة التي ينبغي لها أن تصرخ في أعين مسؤولي دولتنا من اولئك المساهمين بسياسة الاستمرار بهدر كفاءاتنا إستقطاب بريطانيا بشهر تشرين الثاني 2012 محافظ بنك كندا (المركزي) مارك كارني ليتولى محافظية بنك انكلترا (المركزي) إعتبارا من منتصف هذا العام وذلك بغية الانتفاع من خبراته وكفاءته في رسم وتوجيه السياسات النقدية ببريطانيا. وكم هو معيب في العراق الذي انتج مفكروه الاوائل مسَلًة حمورابي أن تخرق الحكومة القانون والدستور إذ إتفقَ أساطين سلطاتنا التنفيذية والتشريعية والقضائية؟؟ وبقرار جائر خالف الدستور واحكامه ناهيك عن احكام قانون البنك المركزي للعام 2004 ليأخذوا قراراً مشيناً بحق كفاءة عراقية ذات خبرة دولية بإصدارهم امر إلقاء القبض على المحافظ وهو في طريق عودته الى وطنه من رحلة عمل الى اليابان. وقد حصل ذلك الإجراء الذي أضرً العراق دون الرجوع الى البرلمان كما ينص عليه قانون البنك المركزي وذلك خوفاً (كما يعتقد الكثيرون) من ان يكون الشرفاء من النواب شهوداً على هذا الخرق المشين. فهل هذا القرار بسالة وحرص على تطبيق القوانين والدستور؟ وربما يتريث (بعد آخر التطورات) قاضِ او آخر كي لا يساهم في تأخر البلاد فيرمي بسهم الجور على الشرفاء ممن خدموا الوطن. الكل يتساءل ما هي أوجه العدل جزاء الانجازات التي حقًقها البنك المركزي برئاسة محافظه الشبيبي المعروف دولياً ومحلياً ليغير عليه البعض من كبار المسؤولين وعلى الفضائيات بالتشهير مخالفين بذلك الشرعة الدولية لحقوق الانسان التي تمنع التشهير العلني بموجب المادة (12) منها ؟ وصدى هذا التشهير كان وقعه غير حميد لا على العائلة التي خدمت العراق الحبيب بإستقلاله كما بثقافته وتاريخه واقتصاده بل على الكثير من محبي الوطن بكل إختصاصاتهم. فكم هو مخجل ألا تصان كفاءاتنا النادرة فقد عشنا هذه الظاهرة في زمن الطاغية ، فلماذا تستنسخ في هذا الزمن ؟ الكفاءات هي العملة الصعبة الأكثر إستدامة لرقي الامم وحضاراتها وفي عراقنا الذي إستنزفت كفاءاته على مدى عقود مضت، ستكون اهمية الحفاظ عليها وتنمية دورها اكبر من احتياطي النفط او البنك المركزي، ذلك الاحتياطي الذي اسهم ببنائه الدكتور الشبيبي من حوالي 2 مليار دولار عام 2003 والى حوالي 68 مليار دولار عام 2012. إن إستقطاب الكفاءات لا هدرها جزافاً هو سبيلنا الى الإرتقاء فيا ايها المسؤولون تقديركم لها واجب وطني وضروري. وفقنا الله ابداً لخدمة عراقنا المحبوب |
http://www.almowatennews.com/news.php?action=view&id=55978