0007 (GMT+04:00) - 15/10/09
القاهرة، مصر (CNN)-- واصلت تصريحات شيخ الأزهر، سيد طنطاوي، حول النقاب، وما رافقها من ردود بالتفاعل، خاصة وأن المواقف صادرة عن المؤسسة التي تعتبر أبرز المراكز الإسلامية في العالم، ليبرز الأربعاء موقف أكثر إثارة للجدل من "أزهري" آخر هو أحمد السايح، الذي أيد طنطاوي بموضوع النقاب، وتجاوزه إلى انتقاد الحجاب.
وقال السايح، وهو أستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن كلمة حجاب "خاطئة وليست من الإسلام،" وأيد مواقف الدول الأوروبية من منعه قائلاً إنه كان سيحظره لو كان رئيسا لفرنسا، واعتبر النقاب، "عادة جاهلية" ونوه بجهود شيخ الأزهر في "صد الوباء السلفي."
وأضاف السايح إن عبارة "جيبوهن" الواردة في آية "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" فسرها البعض على أنها تعنى فتحات الرقبة، بينما فسرها البعض الآخر على أنها شعر المرأة.
ورفض السايح، في تصريحات نقلتها صحيفة "اليوم السابع" قيام البعض بالربط بين موقف طنطاوي من النقاب، ومواقف حكومات بعض الدول الأوروبية التي تحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية وصلت إلى درجة عالية من الرقى، وتعتبر أن الرجل والمرأة مخلوق واحد.
كما استنكر الهجمة التي شنها البعض على شيخ الأزهر، وقال إن النقاب يعطل تطبيق آية "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم،" مشيراً إلى أن تطبيق الآية مشترط بأن تكون المرأة كاشفة لوجهها، وأن علماء المسلمين الذين أخذوا الحديث عن عائشة، زوجة النبي محمد، لم يثبتوا أنها كانت منقبة.
وختم: "النقاب عادة جاهلية فرضها المتشددون، وشيخ الأزهر يحاول صد الوباء السلفي المنتشر بين الناس."
ويبدو أن معركة "النقاب" التي يشهدها الشارع المصري حالياً، سوف تتخذ أبعاداً جديدة خلال الفترة المقبلة، في ظل معارضة كثير من النساء لقرار منع ارتداء الطالبات، في المعاهد الدينية، النقاب "إلا في حضور الرجال"، الأمر الذي قد يتبعه قرار مماثل بحظر النقاب في الجامعات "المختلطة."
وعبرت جماعة "الإخوان المسلمين"، أبرز جماعة للمعارضة في مصر، ولكنها "محظورة" سياسياً، عن رفضها لقرار منع النقاب في المؤسسات التعليمية، خاصة في المعاهد الدينية التابعة للأزهر، الذي يُعد أكبر مرجعية دينية للمسلمين السُنة، وفي الوقت الذي تتزايد فيه "المعركة" ضد النقاب في الغرب.
وقال ممثل جماعة الإخوان في مجلس الشعب، محمد البلتاجي لـCNN: "من غير المقبول أن يتم التعامل مع النقاب وكأنه عادة منبوذة يجب التخلص منها"، كما أشار إلى أنه "من غير المقبول أيضاً انتهاك خصوصية النساء في هذا الشأن"، معتبراً أنها مسألة اختيار شخصي لا يجب أن يحجر عليه شيخ الأزهر.
وأضاف البلتاجي، وهو أيضاً عضو بلجنة التعليم في البرلمان: "كان من المفترض أن يمثل شيخ الأزهر ووزير التعليم العالي (هاني هلال)، الأفكار التي تتحدث عن التعددية وقبول الآخر واحترام الحريات، ولكن مواقفهم (فيما يتعلق بقضية النقاب) جاءت مخيبة للآمال."
كما عبرت الكثير من الطالبات عن معارضتهن لقرار منع النقاب، على اعتبار أنه لم يتم الأخذ برأي النساء في هذا الحظر، حيث قالت الطالبة منى عبد الفتاح: "كان عليه (شيخ الأزهر) أن يسأل امرأة واحدة على الأقل عن رأيها، لأن هذا القرار يمس حياتها بشكل مباشر."
وأبلغت عاملة نظافة بجامعة الأزهر CNN بأن المرأة "تلجأ إلى ارتداء النقاب في ظرفين مختلفين، إما أن تكون صارخة الجمال ويُخشى أن يتعرض لها الرجال بالسوء، أو أن قبيحة جداً، فترتديه لتخفي وجهها."
وينتشر النقاب في كثير من الدول العربية، خاصة في دول الخليج، وهناك نص في القرآن الكريم يفسره العلماء على أنه يجعل من النقاب "فضيلة" وليس فرضة"، كما في قوله تعالى، في سورة "الأحزاب": "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين."
أما وزير التعليم العالي، هاني هلال، فقد أكد أن قرار منع الطالبات "المنتقبات" من دخول المدينة الجامعية "لا رجعة فيه" حماية لباقي الطالبات، مشيراً إلى أن جميع المتواجدين في السكن هم من الطالبات أو النساء، وليست هناك حاجة لارتداء النقاب، كما يتوجب على المشرفات التعرف على الطالبات قبل السماح بدخولهن.
وشهدت جامعة "المنصورة"، شمال شرقي القاهرة، أحد مظاهر الاحتجاج على ذلك قرار الثلاثاء، عندما اعترض عدد من الطالبات "المنتقبات" موكب الوزير هلال، أثناء زيارته للجامعة، معبرين عن احتجاجهن على رفض إدارة الجامعة قبولهن بالمدينة الجامعية، رغم موافقتهن على خلع الحجاب داخل سكن الطالبات.
وتعليقاً على ذات القضية، أكد وزير التربية والتعليم يسري الجمل، أن الزي المدرسي لا يشمل النقاب، مشيراً إلى أن قضية النقاب "تُعد محسومة" في مدارس التربية والتعليم، طبقا للقرار الوزاري الذي صدر عام 1995 بتحديد الزي المدرسي.
وبالنسبة للمعلمات الراغبات في ارتداء النقاب، قال الوزير، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الثلاثاء، إن تعبيرات الوجه داخل الفصل بالنسبة للأطفال جزء من العملية التربوية لتوصيل الرسالة التربوية لهم، وبالتالي سيكون من غير المسموح لهن ارتداء النقاب.
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/10/14/veil.egypt/index.html
أزمة "نقاب طنطاوي" تتفاعل و"أزهري" ينتقد الحجاب و"الوباء السلفي"
طالبتان ترتديان النقاب تستعدان لخلعه للموافقة على دخولهما المدينة الجامعية رغم أن حراسها من الرجال
القاهرة، مصر (CNN)-- واصلت تصريحات شيخ الأزهر، سيد طنطاوي، حول النقاب، وما رافقها من ردود بالتفاعل، خاصة وأن المواقف صادرة عن المؤسسة التي تعتبر أبرز المراكز الإسلامية في العالم، ليبرز الأربعاء موقف أكثر إثارة للجدل من "أزهري" آخر هو أحمد السايح، الذي أيد طنطاوي بموضوع النقاب، وتجاوزه إلى انتقاد الحجاب.
وقال السايح، وهو أستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن كلمة حجاب "خاطئة وليست من الإسلام،" وأيد مواقف الدول الأوروبية من منعه قائلاً إنه كان سيحظره لو كان رئيسا لفرنسا، واعتبر النقاب، "عادة جاهلية" ونوه بجهود شيخ الأزهر في "صد الوباء السلفي."
وأضاف السايح إن عبارة "جيبوهن" الواردة في آية "وليضربن بخمرهن على جيوبهن" فسرها البعض على أنها تعنى فتحات الرقبة، بينما فسرها البعض الآخر على أنها شعر المرأة.
ورفض السايح، في تصريحات نقلتها صحيفة "اليوم السابع" قيام البعض بالربط بين موقف طنطاوي من النقاب، ومواقف حكومات بعض الدول الأوروبية التي تحظر ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، مشيراً إلى أن الدول الأوروبية وصلت إلى درجة عالية من الرقى، وتعتبر أن الرجل والمرأة مخلوق واحد.
كما استنكر الهجمة التي شنها البعض على شيخ الأزهر، وقال إن النقاب يعطل تطبيق آية "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم،" مشيراً إلى أن تطبيق الآية مشترط بأن تكون المرأة كاشفة لوجهها، وأن علماء المسلمين الذين أخذوا الحديث عن عائشة، زوجة النبي محمد، لم يثبتوا أنها كانت منقبة.
وختم: "النقاب عادة جاهلية فرضها المتشددون، وشيخ الأزهر يحاول صد الوباء السلفي المنتشر بين الناس."
ويبدو أن معركة "النقاب" التي يشهدها الشارع المصري حالياً، سوف تتخذ أبعاداً جديدة خلال الفترة المقبلة، في ظل معارضة كثير من النساء لقرار منع ارتداء الطالبات، في المعاهد الدينية، النقاب "إلا في حضور الرجال"، الأمر الذي قد يتبعه قرار مماثل بحظر النقاب في الجامعات "المختلطة."
وعبرت جماعة "الإخوان المسلمين"، أبرز جماعة للمعارضة في مصر، ولكنها "محظورة" سياسياً، عن رفضها لقرار منع النقاب في المؤسسات التعليمية، خاصة في المعاهد الدينية التابعة للأزهر، الذي يُعد أكبر مرجعية دينية للمسلمين السُنة، وفي الوقت الذي تتزايد فيه "المعركة" ضد النقاب في الغرب.
وقال ممثل جماعة الإخوان في مجلس الشعب، محمد البلتاجي لـCNN: "من غير المقبول أن يتم التعامل مع النقاب وكأنه عادة منبوذة يجب التخلص منها"، كما أشار إلى أنه "من غير المقبول أيضاً انتهاك خصوصية النساء في هذا الشأن"، معتبراً أنها مسألة اختيار شخصي لا يجب أن يحجر عليه شيخ الأزهر.
وأضاف البلتاجي، وهو أيضاً عضو بلجنة التعليم في البرلمان: "كان من المفترض أن يمثل شيخ الأزهر ووزير التعليم العالي (هاني هلال)، الأفكار التي تتحدث عن التعددية وقبول الآخر واحترام الحريات، ولكن مواقفهم (فيما يتعلق بقضية النقاب) جاءت مخيبة للآمال."
كما عبرت الكثير من الطالبات عن معارضتهن لقرار منع النقاب، على اعتبار أنه لم يتم الأخذ برأي النساء في هذا الحظر، حيث قالت الطالبة منى عبد الفتاح: "كان عليه (شيخ الأزهر) أن يسأل امرأة واحدة على الأقل عن رأيها، لأن هذا القرار يمس حياتها بشكل مباشر."
وأبلغت عاملة نظافة بجامعة الأزهر CNN بأن المرأة "تلجأ إلى ارتداء النقاب في ظرفين مختلفين، إما أن تكون صارخة الجمال ويُخشى أن يتعرض لها الرجال بالسوء، أو أن قبيحة جداً، فترتديه لتخفي وجهها."
وينتشر النقاب في كثير من الدول العربية، خاصة في دول الخليج، وهناك نص في القرآن الكريم يفسره العلماء على أنه يجعل من النقاب "فضيلة" وليس فرضة"، كما في قوله تعالى، في سورة "الأحزاب": "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين."
أما وزير التعليم العالي، هاني هلال، فقد أكد أن قرار منع الطالبات "المنتقبات" من دخول المدينة الجامعية "لا رجعة فيه" حماية لباقي الطالبات، مشيراً إلى أن جميع المتواجدين في السكن هم من الطالبات أو النساء، وليست هناك حاجة لارتداء النقاب، كما يتوجب على المشرفات التعرف على الطالبات قبل السماح بدخولهن.
وشهدت جامعة "المنصورة"، شمال شرقي القاهرة، أحد مظاهر الاحتجاج على ذلك قرار الثلاثاء، عندما اعترض عدد من الطالبات "المنتقبات" موكب الوزير هلال، أثناء زيارته للجامعة، معبرين عن احتجاجهن على رفض إدارة الجامعة قبولهن بالمدينة الجامعية، رغم موافقتهن على خلع الحجاب داخل سكن الطالبات.
وتعليقاً على ذات القضية، أكد وزير التربية والتعليم يسري الجمل، أن الزي المدرسي لا يشمل النقاب، مشيراً إلى أن قضية النقاب "تُعد محسومة" في مدارس التربية والتعليم، طبقا للقرار الوزاري الذي صدر عام 1995 بتحديد الزي المدرسي.
وبالنسبة للمعلمات الراغبات في ارتداء النقاب، قال الوزير، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الثلاثاء، إن تعبيرات الوجه داخل الفصل بالنسبة للأطفال جزء من العملية التربوية لتوصيل الرسالة التربوية لهم، وبالتالي سيكون من غير المسموح لهن ارتداء النقاب.
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/10/14/veil.egypt/index.html