اتصال مباراك بالسنيورة فقد أبرزت معظم صحف المصرية الصادرة اليوم مضمون الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس المصري محمد حسني مبارك يوم أمس الأحد برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة و"تطرق فيه للتطورات على الساحة المحلية والاستعدادات للانتخابات اللبنانية المقبلة".
فقد ذكرت صحيفة الأهرام الرسمية أن الاتصال تناول أيضا الاتهامات الموجهة لعناصر "خلية حزب الله الموقوفين في مصر، حيث أكد مبارك أن مصر لا تسمح لأحد باستباحة حدودها أو زعزعة استقرارها، وأن القضية برمتها باتت في يد القضاء."
كما أبرزت الصحف أيضا ما دار من نقاش ساخن أثناء جلسة مجلس الشورى المصري، التي عُقدت يوم أمس برئاسة صفوت الشريف، وإدانة الأعضاء "بشدة مخطط حزب الله الشيعي اللبناني ضد أمن واستقرار مصر."
اعترافات المتهمين | كل يوم يتكشف الجديد عن القضية المتهم فيها حسن نصر الله وحزب الله بتأجير عملاء في مصر لتهريب السلاح والقيام بعمليات تخريبية وإرهابية في مصر وسيناء وقناة السويس
ابراهيم نافع في صحيفة الأهرام
|
من جهتها، نشرت صحيفة "المصري اليوم" ما قالت إنه نص اعترافات كل من المتهمين الأول والثاني في "تنظيم حزب الله فى مصر"، وقالت إن نيابة أمن الدولة العليا وجهت تهمتي التخابر لصالح دولة أجنبية وحيازة أسلحة إلى ستة متهمين، وذلك بعد أن استمرت التحقيقات معهم سبع ساعات متواصلة".
وقالت الصحيفة إن المتهم الأول هو اللبناني صاحب الأسم الحركي سامى هانى شهاب، واسمه الحقيقي محمد يوسف أحمد منصور، بينما المتهم الثاني هو الفلسطيني ناصر خليل أبوعمرة، المقيم فى سيناء ويُكنى بـ "أبومسعود".
وقد حفلت الصحف المصرية الصادرة اليوم أيضا بالمقالات النقدية والتحليلية التي واصلت هجومها الشديد على نصر الله وحزبه وطالبت بمحاكمة "كل من هو على صلة بالمخطط الإرهابي ضد مصر".
ففي مقاله في صحيفة الأهرام، كتب ابراهيم نافع يقول: "ما أقدم عليه حزب الله اللبناني يمثل جريمة متكاملة الأركان بحق مصر، فما جرى كان عبارة عن تخطيط لعمليات تخريبية علي أرض مصر."
قصة "وهمية" | هناك أجندتان في المنطقة، واحدة تَعمل لحماية المقاومة ونصرتها على العدو الصهيوني، وأجندة ثانية لا هم لها إلا إرضاء الأميركيين والصهاينة
محمد مهدي عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة في مصر
|
وتابع قائلا: "أما قصة إيصال الأسلحة الي حركة حماس، فهي قصة وهمية لاتعدو أن تكون ستارا أو غطاء شعبيا في حال انكشاف الجريمة، وهو ما فعله حسن نصر الله بعد توقيف الشبكة الإرهابية، وذلك عبر الرسالة المتلفزة التي مررها عبر قناة الحزب الفضائية المنار."
ورأى نافع أن ما حدث هو أن نصر الله "خطط مع أجهزة الحزب لعملية ضخمة على الأراضي المصرية، بدليل الوجود في قلب القاهرة الكبري، وأيضا على الممر الملاحي لقناة السويس. فالحزب خطط وأرسل أحد عناصره الى مصر، والأخير جنَّد عددا من المصريين والعرب، بلغ عددهم خمسين شخصا."
أما علي ابراهيم، فقد كتب في صحيفة الجمهورية مقالا جاء فيه: "كل يوم يتكشف الجديد عن القضية المتهم فيها حسن نصر الله وحزب الله بتأجير عملاء في مصر لتهريب السلاح والقيام بعمليات تخريبية وإرهابية في مصر وسيناء وقناة السويس."
وأضاف الكاتب قائلا: "كل يوم يتكشف أيضا إلى أي مدى أصبح لدينا صحفيون وسياسيون يكرهون مصر ويتفننون في إيجاد المبررات لكل من يمسسها بسوء. فالبعض من كتابنا الكبار يهمه أن ينزل المخربون والإرهابيون منازل الصديقين والشهداء لمجرد أنهم تصدوا لعدوان إسرائيلي غاشم."
مراهنات وصفقات وختم ابراهيم مقاله بقوله: "نرفض الإضرار بسيادتنا وتعريضنا للخطر والتدخل الخارجي. فمصر دولة ذات سيادة وقرارها السياسي مستقل ولا تأبه لمصالحات ومراهنات وصفقات. وهدف الدولة الأول هو مصلحة هذا الشعب، وغير ذلك بلا معني!"
وحتى صحيفة الوفد المعارضة، فقد نشرت تحقيقا بعنوان "مخاوف من حصول بعض رجال الأعمال على أراض في البحر الأحمر بتمويل شيعي."
| إن ما أقدم عليه حزب الله يُعد "تدخلا فاضحا بالشؤون الداخلية المصرية وعملا يحمِّل حزب الله مسؤولية كبيرةً، ويضعه في مواجهة مع السنة لأنه شيعي، وفي مواجهة مع العرب لأنه متهم بأنه فارسي، وفي مواجهة مع الغرب لأنه إرهابي، وأصبح اليوم في مواجهة مع النضال العربي لأنه يتدخل بشؤونه الداخلية
فارس سعيد، "منسق الأمانة العامة لقوى "14 آذار" في لبنان
|
يقول التحقيق، الذي أعده مراسل الصحيفة، عادل صبري، إن نوابا بمجلس الشورى المصري طالبوا بإحالة نصر الله إلى المحكمة الجنائية بتهمة "التحريض على ارتكاب أعمال إرهابية ضد مصر." وأشار التحقيق إلى تحذير النواب "من حصول رجال أعمال شيعة على مساحات أراض في البحر الأحمر بتمويل من حزب الله، كما حذروا أيضا من استمرار التهديد الشيعي لمصر والسعودية".
"معركة حامية" إلا أن النغمة اختلفت بالانتقال إلى صفحات الرأي من الصحيفة التي نشرت مقالا تحليليا لعلاء عريبي، قال فيه إن نصر الله باعترافه بوجود بعض اتباع حزبه في مصر، وبأنهم كانوا يهربون أسلحة إلي فلسطين، "يكون قد أنقذنا من معركة كادت تكون حامية الوطيس."
وأضاف: "كانت ستشهد وسائل الإعلام خلافا ما بعده خلاف. فبعض الكتاب والمنظرين كانوا سيحملون راية حزب الله وينكرون تمامًا ما نسب وما سينسب إلى الشيخ نصرالله وحزبه المقاوم. وفي مواجهة هذا الفريق كنا سنري كتاب الحزب الوطني والأجهزة المصرية يشهرون السكاكين، ويدعون الشعب المصري لمائدة تقطيع جثة الشيخ وحزبه."
وأردف بقوله: "كنا سنشاهد الصراخ والسباب والاتهامات بالعمالة والخيانة بين أعضاء الفرق على صفحات الصحف والقنوات الفضائية المصرية والخاصة والعربية. لكن، نحمد الله، أن اعترافات الشيخ نصر الله سوف تحصر المعركة في كيفية مساعدة الأخوة لوجيستيا في غزة."