العمل مع الأسرة التي يعاني أحد أفرادها من إعاقة عقلية
أولا: أسرة المعوق عقليا
ردود الفعل نحو الإعاقة :
إن علي أسر ة المعوق ذهنيا إن تواجه حقيقة مرة وصعبة وبشكل مفاجي ء . و غالبا ما يصاب الوالدين بأزمة حادة وتصدر عنهم ردود أفعال كثيرة مستمرة ولا نهائية
( غضب – إكتئاب – عدم رضا – خجل - ضيق – رفض – لوم للذات... الخ )
وتتوقف شدة الانفعالات وردود الفعل على الشخصية وعلى طبيعة العلاقة الزوجية بين الأبوين ولان ردود الفعل مستمرة يمر الآباء بمراحل متعددة
قبل أن يصلوا إلى التكيف والقبول التام 0
الاكتشــــــــاف
قد تكتشف الأسرة أن فردا من أفرادها لديه إعاقة عقلية بعد ميلاده مباشرة أو بعد ذلك بوقت طويل أو قصير
فالطفل المغولي والإعاقات الشديدة وربما المتوسطة تكتشف مبكرا بينما الإعاقات البسيطة تكتشف غالبا عند التحاق الطفل بالروضة أو المدرسة
ويلعب الشخص إلى يبلغ الآسرة بوجود الإعاقة دورا كبيرا في تكوين اتجاه هذه الآسرة الإعاقة
الرفـــــــــض
- يرفض معظم الإباء التصديق بأن طفلهم معوق عقليا وهذا يدفعهم إلى البحث عن تشخيص ثان وثالث مما يكلفهم الكثير من الوقت والمال
التأكد من التشخيص
فقد يميل الإباء في هذه المرحلة إلى الإشفاق على النفس والعزلة عن الناس وغالبا ما يتأثر الإباء من الطبقات الاجتماعية الأعلى مستوى أكثر من الإباء إلى الطبقات الأخرى
البحث عن السبب
ويلجأ الآباء للبحث عن السبب للتخلص من شعور أحدهما بالذنب أو كبديل لان يلوم كل منهما الأخر أو للاطمئنان بان الإعاقة ليست عقاب لها من الله على ذنب ارتكبوه
البحث عن علاج
العلاج وبالطبع غالبية الحالات ليس لها علاج وان وجد علاج فهو يعالج أعراض معينة مثل الصرع أو الجهاز التنفسي أو القلب ولا بأس من وجود الأمل الدائم في حدوث تقدم مستمر لحالة الطفل طالما كانت نظرة الآباء موضوعية وحقيقية
تقبل الأمر الواقع والتكيف معه
هنا يبدأ الأباء في إعطاء المشكلة حجمها الحقيقي ويبدأ السؤال ماذا نستطيع أن نفعل من أجل هذا الطفل ؟ وكيف نساعده ؟
يبحثون عن الخدمات والمعلومات ويبدأون في إعطائه الحب والحنان والخبرات اللازمة لنموه وتطوره ويعاملونه معاملة طبيعية بقدر الامكان تجعله يستمتع بوجوده بين أفراد أسرته
الضغوط التي تواجهها الأسرة :
التأثير على العلاقة الزوجية :
قد يضعف وجود الإعاقة العلاقات الزوجية ولكن غالبا ما تصبح العلاقة أقوى وأعمق لان الأبوين يكتشفان أهمية تكيفهم السريع للقيام بالدور الجديد الذي يتطلبه وجود طفل له احتياجات خاصة
1- إضافة أعباء أخرى : طبية – اجتماعية أو مادية
2- الحد من نشاط الأسرة أو من حرية حركتها وتنقلها
3- التأثير على الأخوة والأخوات :
أن موقف الأخوة ما هو إلا انعكاس تام لموقف الأبوين ولكن ما يصدر عنهم من أقوال وأفعال وتختلف ردود فعل باختلاف أعمار الأخوة والأخوات
وترتيبهم ومن الضروري أن يجدوا الفرصة والجو المناسب للتعبير عن مشاعرهم وردود أفعالهم سلبية كانت أم إيجابية
قد يشعر الطفل السوي بالإهمال العاطفي وقد يتأثر باضطراب العلاقات الأسرية أو قد تضعف فرصته للاتصال الاجتماع نتيجة لضغط العناية بالأخ المعوق
ومن ناحية أخرى يساعد الأخوة الأسوياء الطفل المعوق على النمو اجتماعيا وعاطفيا وتتكون لديهم اتجاهات إيجابية نحو الإعاقة
احتياجات الأسرة :
أن الحياة لابد أن تستمر بعد اكتشاف أعاقة احد أفراد الأسرة وهذا يمثل تحديا للأسرة كلها ويتوقف مستقبل الطفل المعوق ومستقبل الأسرة على النجاح في مواجهة هذا التحدي وأهم هذا النجاح هو الموازنة بين احتياجات الطفل الخاصة وبين احتياجات الحياة اليومية للأسرة ولا يجب باى حال من الأحوال أن يكون الوفاء باحتياجات الإعاقة على حساب باقي أفراد الاسره أو العكس .
ولكن تتمكن هذه الأسرة من القيام بدورها لابد أن يقوم المجتمع متمثلا في جميع الأشخاص والهيئات التي نتعامل معها سواء من المواطنين أو المتخصصين أن يقوم بدوره المتوقع والفعال ليوفر لأسرة المعوق الدعم والمساندة والاجتماعية والعلمية لتتمكن من القيام بدورها وتتمثل هذه الاحتياجات في :-
1- الاستماع والفهم والمشاركة الوجدانية
2- التشجيع والدعم المعنوي ومقابلة أسر أخرى لها نفس المشكلة
3- المعلومات الدقيقة والحقيقية
4- الخدمات المتخصصة والغير متخصصة
ثانيا العمل مع الأسرة
أ – أهمية العمل مع الأسرة وأهدافه :
1- مشاركة الآباء تعتبر مكون أساسي من مكونات التأهيل والتعليم الخاص
أن تأثير البيئة والجو الأسرى والعلاقات داخل الأسرة على نمو وسلوك الطفل المعوق عقليا هام وحيوي جدا فهو يؤثر مباشرة على مستوى أداء الطفل في مهارات الحياة اليومية وقد يصل هذا التأثير إلى درجة تقرر هل يصنف هذا الطفل متخلفا أم لا
لان اكتساب ونمو الذكاء يتأثر بالبيئة المحيطة بالطفل ويمكن أن يتغير بالزيادة أو النقص إذا تغيرت الخبرات التي يمر بها الطفل
2- أن نمو وتعلم الطفل لا يمكن فهمه والأعداد له إلا بدراسة البيئات المختلفة التي يعيش فيها ويتفاعل معها مثل أسرته – رفاقه – المحيطين به
ثم المجتمع الذي ينتمي إليه والذي يتعلم منه اللغة والعادات والسلوكيات ولا يمكن تعليم الطفل وتربيته بمعزل عن المؤثرات البيئية المختلفة
3- أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين ينتمون إلى اسر يبدى فيها الوالدان اهتماما فعالا بتعليم الطفل و يحصلون أعلى من غيرهم خاصة في سنوات الدراسة الأولى وقد أجريت هذه الدراسات على أطفال سويين ولكن هناك ما يؤكد أن هذه العلاقة أقوى بكثير في حاله المعاقين عقليا
4-يجب أن يعرف الأباء جيدا الطرق المستخدمة لتعليم الابن المعوق لمهارة ما أو لتحقيق هدف تعليمي معين فمن المهم جدا إن يستخدم الاباء والمعلمين نفس الأسلوب ونفس الطرق بقدر المكان لمساعده الطفل على التعلم في اقل وقت ممكن .
كما يحتاج الإباء إن يتعلموا كيف يقدرون اى تقدم يصل إليه الشخص المعوق مهما كان بسيط حتى لا يصيبهم اليأس والإحباط .
5- أن الأطفال المعوقين عقليا لديهم صعوبة في تعميم الخبرة المتعلمة واستخدمها في مواقف أخري جديدة ومختلفة لذلك يجب اتخاذ إجراءات معينه للتغلب على هذه المشكلة بإعداد برنامج يتضمن استخدام مهارات جديدة في مواقف مختلفة كثيرة ومتنوعة ومختلفة في المدرسة والمنزل أي يجب توظيف كل مهارة نعلمها الطفل في المدرسة في حياته اليومية في المنزل
ب – نماذج لأشكال التعاون بين الأسرة والمدرسة
يجب أن تتسم العلاقة بين البيت والمدرسة بالمرونة وان تكون قابله للاستجابة والتغيير وفقا لاحتياجات الطفل والإباء والمعلمين والاقتراحات التالية ليست إلا أمثلة تم تطبيقها بالفعل فى أماكن مختلفة وتستطيع كل مدرسة أن تضع خططها وسياستها وفقا لنوع العلاقة والمشاركة بينها وبين أولياء الأمور
1- الاتصال بهيئة التدريس ( الوقت المناسب – المكان المناسب )
2- الاجتماعات واللقاءات الرسمية وغير الرسمية
- الاحتفالات والمناسبات
- اجتماعات هادفة – لمناقشة عمل التلميذ – لمقابلة المتخصصين
- اجتماعات دورية ( مجلس الآباء )
- الرحلات – المعسكرات – المعارض
3- الزيارات المنزلية
توقيتها – أصولها – فوائدها
- خاصة عند التحاق الطفل أو عند وجود مشكلة معينة وللتعرف على بيئة الطفل الاجتماعية والاقتصادية
4- المشاركة في النجاح
5- المفكرة المتنقلة
- تبادل الأخبار الجديدة
- إعطاء تعليمات محددة
- التعاون لتحقيق هدف تعليمة معين
6- التقارير : تقديم تقرير عن الطفل بين وقت وأخر
7- الاتصال المباشر بالإباء ( المشاكل )
8- حلقات العمل :-
- تدريب الآباء على استغلال الوقت المتاح لهم مع الطفل
- تعليم المبادئ والطرق التي يمكنهم استخدامها في المستقبل
- الموضوعية في الملاحظة والتقييم والتسجيل
ج – المبادئ العامة للعمل مع الآباء
- مراعاة و احترام الفروق الفردية بين الأسر وآباء المعوقين عقليا ليست لهم خصائص مشتركة بل ينتمون إلى مختلف طبقات المجتمع ويمثلون مدى كبير من الفردية والتفرد
- الأباء مستعدون للمشاركة إذا ما أحسو إن الشخصين يثقون بهم ويشاركونهم في وضع الأهداف والالويات الخاصة بالطفل ( الثقة المتبادلة )
- تجنب المتخصصين الحكم على على الأباء أو التعالي عليهم
- الاستماع الجيد
- مع عدم إجبارهم على تول شيء لا يريدون قوله
- المحافظة على سر المهنة
- إعطاء معلومات مبسطة وصحيحة وتعليمات واضحة
- تجنب الحديث مع الأم او الأب عن الطفل أمامه ( حرصا على تقديره لذاته )
- لا توجد طريقة ثابتة ( وصفه ) نفيد مع جميع الأسر
منقول
حسين الفيلي