الى بعض قضاة محاكم الاحوال الشخصية الأفاضل : ما هكذا تورد الأبل ولماذا هذا التقديس للبيروقراطية ؟!
السلام عليكم ، سأعرض الحالة والحكم عليكم يا ايها السادة القراء ، خصوصا المتخصصين منهم من السادة القضاة والمحامون والموظفون في محاكمنا في عراقنا العزيز
ابرم شخص عقد زواج في محكمة الأحوال الشخصية في ..... في بغداد ، طبعا انجز كل ما مطلوب منه وزوجته (خطيبته) انجزا الفحص الطبي وكافة المستمسكات الخ ، وهكذا قامت الموظفة المختصة بكتابة عقد الزواج لهما من اسميهما ومهر الزوجة الخ من معلومات وبعد ذلك قام القاضي المختص بتوقيعه وصدق هذا العقد وارسلت نسخة منه الى مديرية الاحوال المدنية الخاصة بهما عبر البريد طبعا
المشكلة وقعت عندما اخطأت الموظفة المختصة في كتابة اسم جد الزوج ، فكان اسم والده وجده على سبيل المثال (عمار جبار) فكتبته هكذا (عمار رجبار) وهكذا الخطأ واضح وظاهر ولا يحتاج الى فطنة لأكتشافه حتى من ابسط الناس وهو قد مر على الزوج وزوجته بفعل الانشغال بمناسبة الزواج وايضا بسبب ازدحام هذه المحكمة بالذات وضيق المبنى الذي لا يصلح حتى لمرآب سيارات او ثكنة عسكرية صغيرة وليس لمحكمة تقتضي الوقار والهيبة !
وهنا تتحمل الموظفة هذا الخطأ المادي وتسأل عنه ولا يسأل غيرها لا الزوج ولا زوجته ولا غيرهما ، فهو لا ناقة له ولا جمل بالموضوع (بل هو الذي تحمل وزر خطأ هذه الموظفة) والمستمسكات الرسمية المرفقة والفحص الطبي امام تلك الموظفة ولذا هي من تتحمل هذا الخطأ المادي ، فلماذا يا قاضينا العزيز تلقي باللائمة على الزوج وزوجته ؟!
اليكم ما حدث ، راجعت القاضي الكريم وطلبت منه تصحيح الخطأ المادي ومطابقة المستمسكات الرسمية والفحص الطبي بالعقد لمعرفة وتصحيح الخطأ المادي البسيط هذا (فهل يوجد بربكم اسم رجبار بالكون كله) ؟! وهنا طلب القاضي العزيز ان اقدم طلبي تحريريا وبطابع محاماة ومن ثم بعد ان طالع الطلب حوله للرسم ، فدفعت الرسم وبعد التي واللتيا أفتى قاضينا الكريم بأن يأتي الزوج وزوجته امامه وان يحرر محضر عن سبب هذا الخطأ المادي ؟!!
هذا هو الحل برأي القاضي المحترم ، خطأ مادي بسيط في نقل اسم جد الزوج باضافة حرف زائد له (وهو خطأ ساذج جدا) تقع فيه الموظفة المختصة فيتحمل وزر هذا الخطأ المادي البسيط الزوجان ؟ ويوم اخر مزعج من مراجعة هذه المحكمة المكتظة وانتظار طويل بين كتل بشرية محصورة في مساحة محدودة جدا تضيق بالجميع
اليست البيروقراطية هذه تمثال نعبده كما كان يعبد مشركو قريش هبل واللات والعزى تماما ؟!
كما ان احد اهم اسباب الفساد الأداري والرشاوي الخ من انحرافات وظيفية هو تلك البيروقراطية والطرق العقيمة التي نسلكها في محاكمنا ودوائرنا ، فها هي (صحة الصدور) من محافظة لمحافظة أخرى تأتي باليد مع (مبلغ محترم) بجيب الموظف المحترم والسبب انه لا يوجد (بريد بين المحافظات !) بين تلك الدائرتين ؟!
وها هو كتاب بين بغداد واربيل يضيع ونبحث عنه منذ حوالي ثمانية اشهر وعليه يتوقف مصير دعوى وعقار بأكمله والسبب موظف مرتشي قد قبض الثمن لتضييع هذا الكتاب وما بين كتابنا وكتابكم ضاعت الحقوق والقاضي الفاضل ما زال يؤجل الدعوى رغم انه كان السبب اصلا في اتجاهه (غير الصائب) لأرسال كتاب الى محكمة بداءة أربيل وهل ان هناك اتفاقا شفويا ابرم بين المدعيين بأن يبقى المستأجر شاغلا للعقار حتى تموز 2012 ويجب ان يؤدي المدعى عليه اليمين الحاسمة لنفي ذلك الاتفاق المزعوم وارسلت منذ 1/10/2011 والى 9/5/2012 اجلت المرافعة وضاع كتاب الاجابة بين حلقتين مهمتين في بغداد بعد ان عادت الاجابة من اربيل منذ خمسة أشهر ورغم اننا اكدنا للمحكمة ان الغاية هي المماطلة والتسويف لكن المحكمة رفضت وهكذا حقق المدعي غايته ووصل لشهر تموز والمحكمة ساعدته في غايته هذه للأسف ، يعنى البيروقراطية احد اهم اسباب الفساد الاداري لأن المواطن يضطر لدفع (الرشوة) تحت ضغط واكراه تلك الأساليب العقيمة
اما بشأن الحكومة الالكترونية والتوثيق الالكتروني والمخاطبات الالكترونية التي طالما سمعنا بها منذ سنوات طويلة فهي مجرد شعارات وجعجعة لم نرَ منها طحينا بعد رغم انها ستقطع بشكل فاصل احد اهم موارد الرشوة واسبابها وتنجز المعاملات بشكل اسرع وننتهي تماما من كتاب (صحة الصدور) سيء الصيت
اللهم اشهد اني بلغت