16/04/2012 - 15:10
تشيلسي.. المضاد الحيوي لـ"فيروس" احتكار برشلونة
<p>
بالرغم من أن المواجهة بين برشلونة الإسباني وتشيلسي الإنكليزي في أنظار أنصار الفريق الكاتالوني تصب في مصلحته بوضوح، غير أن الورق والتكتيك والواقع لا يبدون بنفس النبرة من التفاؤل.
فالورق والتاريخ يقولون إن كفتي الميزان متعادلتان تماما في آخر ست مواجهات بين الفريقين، فكل منهما حقق الفوز في مباراة وتعادل في أربع.
كما أحرز كل منهما 6 أهداف في شباك منافسه، وحصل كل فريق على بطاقة حمراء، فيما يتفوق برشلونة في عدد البطاقات الصفراوات، فحصل على 16 بطاقة مقابل 14 لمنافسه اللندني.
وتظهر الندية بقوة على نتائج الفريقين الأخيرة، حيث تعادلا في آخر ثلاث مباريات 2-2 ثم صفر - صفر ثم 1-1، وهي المباراة الشهيرة في قبل نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2009 والتي شهدت الكثير من الأحداث التحكيمية المثيرة للجدل.
وعلى أرض الواقع، فإن تشيلسي تطور بشكل مذهل مع مدربه الإيطالي روبرتو دي ماتيو، وفي آخر 6 مباريات له فاز في 5 وتعادل في واحدة، وهي نفس النتائج التي حققها برشلونة في نفس الفترة (5 انتصارات وتعادل).
بل إن كلا الفريقين أحرزا 15 هدفا، فيما اهتزت شباك تشيلسي بضعف عدد الأهداف التي هزت شباك منافسه الكاتالوني.
ولعل مباراة تشيلسي الأخيرة التي فاز فيها على توتنهام بخمسة أهداف لهدف في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنكليزي تعكس مدى التطور المذهل الذي حاق بالفريق.
أما الجانب التكتيكي، فإن تشيلسي مع دي ماتيو فريق آخر عن ذلك الذي كان مع البرتغالي غير المأسوف على رحيله أندري فيلاش بواش.
وكان بواش يسير على درب من سبقوه في تشيلسي باللعب بطريقة 4-3-3، مع إضافة لمسته الخاصة باللعب بخط دفاع عالي جدا - من عند خط الوسط تقريبا - رغبة منه في محاصرة المنافس في وسط ملعبه، لكن عادة ما كان المنافس يفلت في مرة أو اثنتين فيشكل خطورة بالغة تترجم إلى أهداف في معظم الأحيان.
ولم ينتبه بواش إلى أن اللاعبين الحاليين لتشيلسي يعيبهم البطء النسبي مقارنة بمعظم مهاجمي الفرق المنافسة على البطولات، وبالتالي فإن اللعب بخط دفاع عالي يكون مقامرة غير محسوبة العواقب، دفع ثمنه المدرب البرتغالي منصبه، ومسيرته الواعدة.
لكن يبدو أن دي ماتيو قرر التعلم من أخطاء سلفه، فاستغنى تماما عن طريقة 4-3-3 التي تحتاج ثلاثة لاعبي وسط ديناميكيين ومهاجمين يجيدون مهام الجناح والمهاجم في نفس الوقت، وهو ما كان متوفرا في الفرنسي نيكولا أنيلكا الذي تم الاستغناء عنه بقرار شديد الغرابة في كانون الثاني/يناير الماضي!
ويلجأ دي ماتيو إلى طريقة 4-2-3-1 التي تعد موضة السنوات الأخيرة نظرا لكونها الطريقة الأكثر نجاحا مع معظم الفريق، والتي يحقق بها المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو نتائج مبهرة.
فالمدرب الإيطالي أعاد توظيف أوراق لم يكن يلق لها بواش بالا، مثل لاعب الوسط النيجيري جون أوبي ميكيل، الذي عاد إلى التشكيلة الرئيسية ليكون بدور لاعب الارتكاز صانع الألعاب المتأخر، وهو الدور الذي يعتبر الإيطالي أندريا بيرلو أبرز من يؤديه في العالم.
كما عاد فرانك لامبارد للتشكيلة الأساسية في دور لاعب الوسط صانع الألعاب، وأحيانا يلعب بجواره البرتغالي راؤول ميريليش.
وحول دي ماتيو لاعب وسط مثل البرازيلي راميريز إلى جناح أيمن، ليزيد من فاعلية اللاعب، كما أعاد العاجي سالمون كالو إلى التشكيلة الأساسية في الجهة اليسرى.
وبالرغم من كونه أحد نجوم "عصر الاضمحلال" مع بواش، فإن الإنكليزي الواعد دانيال ستوريدج عاد في المباريات الأخيرة إلى دور البديل، وهو قرار أراه سليما من وجهة نظري، نظرا لتذبذب مستواه على مدار الـ90 دقيقة.
وربما كان الوحيد الذي حافظ على مكانه ودوره مع الفريق هو الإسباني خوان مانويل ماتا الذي يعتبر مفتاح لعب تشيلسي الرئيسي.
ويتبادل الثنائي ديدييه دروغبا وفرناندو توريس القيام بالدوري الهجومي، وإن شاركا سويا في بعض المباريات القليلة.
وتبقى مشكلة تشيلسي الرئيسية والأساسية هذا الموسم أنه لا يستطيع الحفاظ على نتائجه الإيجابية، وذلك لكون دفاعه لا يتحمل الضغط على الإطلاق، وهذه النقطة سببها الرئيسي غياب المعاونة الدفاعية من قبل خط الوسط بالشكل المطلوب، نظرا لأن تشيلسي يفتقد للاعب الارتكاز ذي النزعة الدفاعية الواضحة، حيث لا يملك أوريول روميو الخبرة اللازمة، كما أن مايكل إيسيان لم يعد نفس لاعب الوسط القوي بفعل الإصابات المتلاحقة.
لكن يبقى تشيلسي بحالته الفنية الحالية وبمعظم تشكيلته التي تحتاج لتغيير جذري الموسم المقبل ندا قويا لبرشلونة وخطرا حقيقيا على سياسته الاحتكارية للألقاب.
محمد سيف
http://eurosport.anayou.com/Tactics-AR_blog206/_post2060052/ar-blogpostfull.shtml