انتصار الوسائل الحضارية على القوة العسكرية الأمريكية
من النتائج التي يمكن للخصم ان يحققها في صراعه ومعاركه ، وربما تكون هي أعظم من النتائج العسكرية والمادية على شعب ما , الشعور بالهزيمة والانكسار النفسي فيعمل على إشعار الشعوب بأنهم دون مرتبة تحقيق الظفر في الصراع مع عدو يمتلك كل أسباب التفوق المادية ..
فيحاول جاهدا بكل ما أوتي من قوة أن يجعلهم مجردين من التفاؤل والاستبشار ومثقلين بالتشاؤم والتبرم ويحصل هذا نتيجة النيل من عقيدة الشعوب وسلب آمالهم وطموحاتهم ووفقا لهذا النهج فان أي عدو لشعب يحقق اكبر انتصاراته لأنه بذلك يحطّم الأنفس ويغرقها باليأس والنتيجة هي الذل والاستكانة فيكون هكذا شعب خير معين لعدو أو محتل ..
ولكن مما ينمي الشعور بالفخر والعزة أنه وبالرغم من كل هذا الترهل الفكري والروحي وكل هذا الانهزام والانكسار في العراق فان هناك من يصنع الانتصارات والإنجازات الكبيرة لأنه امتلك الشجاعة والإخلاص والإيمان ولأنه يكافح من أجل دينه وعقيدته ووطنه غير آبه بكل ما يقال عن حتمية تفوق القوة العسكرية الأمريكية الغاشمة على القيم والمبادئ وقوة العزيمة والإرادة الصلبة التي لا تلين
فحري بنا أن نرفع الرؤوس عاليا لأننا في عراق يضم شعبا يأبى الخنوع والخضوع ويقاتل بكل الوسائل الحضارية من أجل وطنه وعقيدته في معركة تتعدد صفحاتها ليحقق نصرا باهرا يستحق الفخر يسجل في صفحات التأريخ بأحرف من نور وليثبت للداني والقاصي إن معادلة القوة المطلقة لا يمكن أن تكون معيارا لقدرة المجردين من أسبابها على انتزاع حريتهم، وليؤكد إن المبادئ وقوة الإرادة والصبر هي الأسلحة الأشد فتكا بالعدو وهي التي تفرض لحظة الحسم لصالح الشعوب المقهورة إن أرادت التخلص من براثن المحتلين إلى الأبد ..
لقد أسقط الشرفاء من هذا الشعب العظيم كل الفرضيات السقيمة التي صورت القدرة العسكرية الأمريكية بالوحش الخيالي الكاسر الذي يستحيل التغلب عليه، تلك الفرضيات التي أطلقها المهزومون من أعماقهم لتبرر كل أسباب الذل والانكسار والاستسلام أمام إرادة العدو السياسية والعسكرية ..
بعمل الغيارى على وطنهم والمخلصين بجهدهم الذين يحملون الوعي والفهم الدقيق فقد طويت صفحة من صفحات المواجهة التاريخية بين الحق والباطل وأسدل الستار على فصل من فصولها ، نعم فهذا الانتصار هو بجهود العراقيين جميعا ممن سعوا لخلاص وطنهم ولعل من أجمل الصور التي علقت في ذهني ، صور الرفض وفق الأساليب الحضارية السلمية من تظاهرات ووقفات واحتجاجات وفعاليات مختلفة استمرت كل أسبوع بعد صلاة الجمعة التي يقيمها مرجع الدين العراقي السيد الصرخي الحسني منذ نهاية أيلول من العام الماضي وحتى نهاية كانون الأول من العام نفسه في معظم محافظات العراق والتي أوضحوا خلالها رفض العراقيين لكل أشكال الاحتلال .
أقولها وكلي أمل أنكم أيها العراقيون رميتم بتلك الفرضيات في مكب النفايات كاشفين عن عورات دُعاتها وها انتم اليوم تقطفون ثمار تضحياتكم وجهادكم وصبركم وانتم ترون تقهقر قوة المحتلين العسكرية وهي تجر أذيال الخيبة والخسران تاركة ارض العراق وشعبه وهي تلعق بجراحاتها ومخلّفة ورائها مئات القصص الحزينة وآلاف الصور التي تدمي القلب وتحز عمقا في جرح العراق القديم الجديد المتجدد، ولتسجل فشل اكبر قوة عسكرية في العالم وانحسار هيمنتها لصالح إرادة وعزيمة الشعب وليندحر معها الوشاة وكل الخونة والعملاء الذين راهنوا على سطوة وإجرام المحتلين متناسين إرادة الله العلي القدير وحتمية نصره المؤزر للمظلومين والمستضعفين ..
ولنلتفت إلى أمر غاية في الأهمية ولنعلم أن شعورنا بالعزة في وقت المحن والاستضعاف هو من بدايات النصر والخروج من المأزق ونشر راية العدل والصلاح ..
كما إن الانتصار يتطلب استعدادا نفسيا عاليا لا يمكن الحصول عليه إلا بامتلاك عقيدة راسخة دافعة نحو العمل المتواصل بكل السبل المشروعة وشعورنا بلذة الانتصار ورؤية العدو مدحورا لأول مرة في تأريخه وتحطم أسطورة قوته وجبروته هو حق مكتسب منحته لنا دماء الشهداء الطاهرة التي تنتظر منا الانتصار لها من جديد ..
كما أننا وفي خضم هذه النشوة الغامرة التي نعيشها من الانتصار لابد لنا من الإنصات إلى الأسئلة التي يُراد منا عليها إجابات محددة ودقيقة وهي :
هل انتهت المعركة برحيل أغلبية القوات الأمريكية المحتلة ؟
وهل نكتفي بهذه النتيجة أو بهذا القدر المتحقق من الانتصار؟
وهل نتوقف عن متابعة المسيرة ونتوهم نهاية المواجهة مع المحتلين ونحن ننعم بنصر الله المؤزر؟
والجواب هو ان فصول المعركة طويلة وصفحاتها متعددة، وتحقيق النصر في احد صفحاتها أو انطواء فصل من فصولها لمصلحة مشروعنا لا يعني إننا قد توقفنا عن البذل أو التضحية لأن العدو يتربص ويتحين الفرص للانقضاض على الانجاز الكبير والإجهاز عليه وعلى رجاله، وتحطيم قدراتهم وإنهائها إلى الأبد ..
فكيف يصح منا التوقف وأمامنا طريق مواجهة كبرى مع الانحراف بكل أشكاله وصوره؟
إنها مواجهة في صفحات أخرى لإنهاء تواجد الشركات الأمنية والمدربين ..
ولمواجهة مخلفات الاحتلال من فساد مالي وإداري ..
مواجهة مع الغزو الفكري والثقافي والأخلاقي ..
مواجهة مع حركات الضلال والانحراف العقائدي ..
مواجهة مع أذناب الاحتلال وعملائه الذين اغرقوا البلاد في بحر من الفساد والفوضى السياسية التي لم يحصد الشعب منها إلا الخراب، وينزف من جرّائها مزيدا من الدماء الزاكية ..
اذن علينا أن نعي جيدا إن حقيقة الانتصار تكمن في الحفاظ على النتائج من خلال صيانتها بانتصارات أخرى لأن العدو ماكر ومخادع ويرفض الاستسلام ببساطة فلا نتصور إن أمريكا ستلعق جراحاتها وستنكفأ بعيدا عنا لأن قادتها سوف لن يتقبلوا الخسارة بسهولة وسيفعلوا كل ما بوسعهم للحفاظ على مصالحهم في العراق أو في المنطقة وهذا ليس محض تصور ساذج لما قد يفعلونه أبدا ..
فذاك الرئيس الأمريكي ريتشاد نيكسون واضع أسس استراتيجيات الحكومة الأمريكية منذ عقود يقول : ((على أعداء الولايات المتحدة أن يدركوا أننا نصبح حمقى إذا ما ضُربت مصالحنا .. وعندها لا يستطيع أحد التنبوء بما قد نفعله بما لدينا من قوة تدميرية هائلة .. وعندها فقط سيرتعد أعداءنا خوفا منا .. ))
لاحظ أيها القارئ النبيه كيف إنهم يستبقون أي فعل من أي طرف يمكن أن يعرضهم للخسارة ويعمل على إحباطهم في ردة فعل استباقية غير متوقعة النتائج؟؟
ولاحظ أيها المتتبع الكريم أيضا مدى استعداد أمريكا في كل وقت لحرق الأرض ومن فيها دفاعا عن مصالحها دون أي اكتراث لحقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة واستقلال ..
فلا سبيل للانتصار النهائي غير العمل بوعي وفطنة وكياسة وصبر وتحمّل وبذل مزيد من التضحيات .
صفاء العراقي
من النتائج التي يمكن للخصم ان يحققها في صراعه ومعاركه ، وربما تكون هي أعظم من النتائج العسكرية والمادية على شعب ما , الشعور بالهزيمة والانكسار النفسي فيعمل على إشعار الشعوب بأنهم دون مرتبة تحقيق الظفر في الصراع مع عدو يمتلك كل أسباب التفوق المادية ..
فيحاول جاهدا بكل ما أوتي من قوة أن يجعلهم مجردين من التفاؤل والاستبشار ومثقلين بالتشاؤم والتبرم ويحصل هذا نتيجة النيل من عقيدة الشعوب وسلب آمالهم وطموحاتهم ووفقا لهذا النهج فان أي عدو لشعب يحقق اكبر انتصاراته لأنه بذلك يحطّم الأنفس ويغرقها باليأس والنتيجة هي الذل والاستكانة فيكون هكذا شعب خير معين لعدو أو محتل ..
ولكن مما ينمي الشعور بالفخر والعزة أنه وبالرغم من كل هذا الترهل الفكري والروحي وكل هذا الانهزام والانكسار في العراق فان هناك من يصنع الانتصارات والإنجازات الكبيرة لأنه امتلك الشجاعة والإخلاص والإيمان ولأنه يكافح من أجل دينه وعقيدته ووطنه غير آبه بكل ما يقال عن حتمية تفوق القوة العسكرية الأمريكية الغاشمة على القيم والمبادئ وقوة العزيمة والإرادة الصلبة التي لا تلين
فحري بنا أن نرفع الرؤوس عاليا لأننا في عراق يضم شعبا يأبى الخنوع والخضوع ويقاتل بكل الوسائل الحضارية من أجل وطنه وعقيدته في معركة تتعدد صفحاتها ليحقق نصرا باهرا يستحق الفخر يسجل في صفحات التأريخ بأحرف من نور وليثبت للداني والقاصي إن معادلة القوة المطلقة لا يمكن أن تكون معيارا لقدرة المجردين من أسبابها على انتزاع حريتهم، وليؤكد إن المبادئ وقوة الإرادة والصبر هي الأسلحة الأشد فتكا بالعدو وهي التي تفرض لحظة الحسم لصالح الشعوب المقهورة إن أرادت التخلص من براثن المحتلين إلى الأبد ..
لقد أسقط الشرفاء من هذا الشعب العظيم كل الفرضيات السقيمة التي صورت القدرة العسكرية الأمريكية بالوحش الخيالي الكاسر الذي يستحيل التغلب عليه، تلك الفرضيات التي أطلقها المهزومون من أعماقهم لتبرر كل أسباب الذل والانكسار والاستسلام أمام إرادة العدو السياسية والعسكرية ..
بعمل الغيارى على وطنهم والمخلصين بجهدهم الذين يحملون الوعي والفهم الدقيق فقد طويت صفحة من صفحات المواجهة التاريخية بين الحق والباطل وأسدل الستار على فصل من فصولها ، نعم فهذا الانتصار هو بجهود العراقيين جميعا ممن سعوا لخلاص وطنهم ولعل من أجمل الصور التي علقت في ذهني ، صور الرفض وفق الأساليب الحضارية السلمية من تظاهرات ووقفات واحتجاجات وفعاليات مختلفة استمرت كل أسبوع بعد صلاة الجمعة التي يقيمها مرجع الدين العراقي السيد الصرخي الحسني منذ نهاية أيلول من العام الماضي وحتى نهاية كانون الأول من العام نفسه في معظم محافظات العراق والتي أوضحوا خلالها رفض العراقيين لكل أشكال الاحتلال .
أقولها وكلي أمل أنكم أيها العراقيون رميتم بتلك الفرضيات في مكب النفايات كاشفين عن عورات دُعاتها وها انتم اليوم تقطفون ثمار تضحياتكم وجهادكم وصبركم وانتم ترون تقهقر قوة المحتلين العسكرية وهي تجر أذيال الخيبة والخسران تاركة ارض العراق وشعبه وهي تلعق بجراحاتها ومخلّفة ورائها مئات القصص الحزينة وآلاف الصور التي تدمي القلب وتحز عمقا في جرح العراق القديم الجديد المتجدد، ولتسجل فشل اكبر قوة عسكرية في العالم وانحسار هيمنتها لصالح إرادة وعزيمة الشعب وليندحر معها الوشاة وكل الخونة والعملاء الذين راهنوا على سطوة وإجرام المحتلين متناسين إرادة الله العلي القدير وحتمية نصره المؤزر للمظلومين والمستضعفين ..
ولنلتفت إلى أمر غاية في الأهمية ولنعلم أن شعورنا بالعزة في وقت المحن والاستضعاف هو من بدايات النصر والخروج من المأزق ونشر راية العدل والصلاح ..
كما إن الانتصار يتطلب استعدادا نفسيا عاليا لا يمكن الحصول عليه إلا بامتلاك عقيدة راسخة دافعة نحو العمل المتواصل بكل السبل المشروعة وشعورنا بلذة الانتصار ورؤية العدو مدحورا لأول مرة في تأريخه وتحطم أسطورة قوته وجبروته هو حق مكتسب منحته لنا دماء الشهداء الطاهرة التي تنتظر منا الانتصار لها من جديد ..
كما أننا وفي خضم هذه النشوة الغامرة التي نعيشها من الانتصار لابد لنا من الإنصات إلى الأسئلة التي يُراد منا عليها إجابات محددة ودقيقة وهي :
هل انتهت المعركة برحيل أغلبية القوات الأمريكية المحتلة ؟
وهل نكتفي بهذه النتيجة أو بهذا القدر المتحقق من الانتصار؟
وهل نتوقف عن متابعة المسيرة ونتوهم نهاية المواجهة مع المحتلين ونحن ننعم بنصر الله المؤزر؟
والجواب هو ان فصول المعركة طويلة وصفحاتها متعددة، وتحقيق النصر في احد صفحاتها أو انطواء فصل من فصولها لمصلحة مشروعنا لا يعني إننا قد توقفنا عن البذل أو التضحية لأن العدو يتربص ويتحين الفرص للانقضاض على الانجاز الكبير والإجهاز عليه وعلى رجاله، وتحطيم قدراتهم وإنهائها إلى الأبد ..
فكيف يصح منا التوقف وأمامنا طريق مواجهة كبرى مع الانحراف بكل أشكاله وصوره؟
إنها مواجهة في صفحات أخرى لإنهاء تواجد الشركات الأمنية والمدربين ..
ولمواجهة مخلفات الاحتلال من فساد مالي وإداري ..
مواجهة مع الغزو الفكري والثقافي والأخلاقي ..
مواجهة مع حركات الضلال والانحراف العقائدي ..
مواجهة مع أذناب الاحتلال وعملائه الذين اغرقوا البلاد في بحر من الفساد والفوضى السياسية التي لم يحصد الشعب منها إلا الخراب، وينزف من جرّائها مزيدا من الدماء الزاكية ..
اذن علينا أن نعي جيدا إن حقيقة الانتصار تكمن في الحفاظ على النتائج من خلال صيانتها بانتصارات أخرى لأن العدو ماكر ومخادع ويرفض الاستسلام ببساطة فلا نتصور إن أمريكا ستلعق جراحاتها وستنكفأ بعيدا عنا لأن قادتها سوف لن يتقبلوا الخسارة بسهولة وسيفعلوا كل ما بوسعهم للحفاظ على مصالحهم في العراق أو في المنطقة وهذا ليس محض تصور ساذج لما قد يفعلونه أبدا ..
فذاك الرئيس الأمريكي ريتشاد نيكسون واضع أسس استراتيجيات الحكومة الأمريكية منذ عقود يقول : ((على أعداء الولايات المتحدة أن يدركوا أننا نصبح حمقى إذا ما ضُربت مصالحنا .. وعندها لا يستطيع أحد التنبوء بما قد نفعله بما لدينا من قوة تدميرية هائلة .. وعندها فقط سيرتعد أعداءنا خوفا منا .. ))
لاحظ أيها القارئ النبيه كيف إنهم يستبقون أي فعل من أي طرف يمكن أن يعرضهم للخسارة ويعمل على إحباطهم في ردة فعل استباقية غير متوقعة النتائج؟؟
ولاحظ أيها المتتبع الكريم أيضا مدى استعداد أمريكا في كل وقت لحرق الأرض ومن فيها دفاعا عن مصالحها دون أي اكتراث لحقوق الشعوب في العيش بحرية وكرامة واستقلال ..
فلا سبيل للانتصار النهائي غير العمل بوعي وفطنة وكياسة وصبر وتحمّل وبذل مزيد من التضحيات .
صفاء العراقي