11:15am Nov 12
رحل رائد النقد الموسيقي في العراق الفنان عادل الهاشمي
ناظم السعود
الفقيد الناقد عادل الهاشمي عرف بنقده
اللاذع للفنان كاظم الساهر منذ بداياته وحتى رحيله
اللاذع للفنان كاظم الساهر منذ بداياته وحتى رحيله
وكالة الأنباء العراقية المستقلة – إنصات – القاهرة – رحل رائد النقد الموسيقي في العراق الفنان عادل الهاشمي اثر أزمة صحية في العاصمة المصرية القاهرة التي يزورها ضمن وفد عراقي يتألف من ستة موسيقيين ونقاد للمشاركة في الدورة العشرين من مهرجان الموسيقى العربية الذي انطلق مساء أمس الجمعة في دار الأوبرا المصرية بالقاهرة.
وكان الهاشمي قد تعرض لازمة صحية الشهر الماضي أرقدته في المستشفى في بغداد لعدة أيام.
وذكر الموسيقي العراقي سامي نسيم، احد الموسيقيين الستة المشاركين: خلال استعداد الوفد العراقي للذهاب إلى حفل افتتاح مهرجان القاهرة للموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية، فوجئنا بغياب الزميل الهاشمي وحينما ذهبنا إلى غرفته وجدناه قد فارق الحياة، يبدو انه تعرض لأزمة صحية مفاجئة فارق على إثرها الحياة.
وأضاف انه تم الاتصال بالسفارة العراقية بالقاهرة لاتخاذ اللازم، حيث سيتم نقله إلى المستشفى وبعدها سينقل بطائرة إلى العراق.
والهاشمي هو آخر النقاد الموسيقيين المرموقين في العراق، رجل بمثابة موسوعة موسيقية تمشي على الأرض، ذاكرة مشبعة بكل ما له علاقة بالموسيقى والغناء، انه في كل مجال يرتجل ارتجالا وتنساب منه الكلمات دون ان يستدرك او يتعثر ويلقي الحجة دائما واضحة ومعبرة ويسوق الشواهد والبراهين، انه ناقد لا يعلى عليه يمتلك التحليلات ويرسم النقودات بشكل لا ينظر فيه الى لوم لائم ويقول كلماته بصدق وجرأة، وكان الكثير من المغنين والمطربين يتمنون ان يقول كلمة فيها حتى وان كانت سلبية لانهم يعتقدون ان اي كلمة منه تدفعهم نحو الشهرة، الهاشمي.. لديه مكتبة موسيقية ليست عند احد سواه فيها تسجيلات نادرة لكبار المطربين لاسيما المصريون منهم حيث يعشق ام كلثوم وعبد الوهاب وفريد الاطرش ايما عشق.
يقول المطرب جواد محسن عنه: عادل الهاشمي صوفي انبتته شواطىء موغلة في تجريدتها فتحول في نوع من السرية الى شذى عطر فيه منطقة من تاريخنا مكتظة برائحة الموت ومليئة بجثث التاريخ
عادل الهاشمي مساحة من الضوء القت بظلها فوق تاريخ للاغنية ملبد بظلمة الفجيعة وبسريات هي جزء من تكوين خاص لهذا التاريخ وكأن الاغنية العراقية لا تخرج الا من غرف الانعاش ولا تنهض الا على مؤامرات قبح في ليل الخديعة، عادل الهاشمي لا يغطي الحقيقة بغربال الوهم ولكنه احيانا لشدة حيائه يجامل انها المجاملة التي لا تأكل من جرف صاحبها وانما تؤكد على شفافية ادائه الانساني انها المجاملة التي لا تغيّب الحقيقة وانما تؤكد حضورها ان عادل الهاشمي لا يجامل الاخطاء او يجملها وانما يكشف عنها ولكن بطريقة لا تجرح ولا تخدش، انها طريقة المتحضر ازاء البدائي الذي يلتهم ضحاياه عندما يمسك الحقيقة ويحولها الى اشلاء، انه لا يكف عن قول الحقيقة مهما كانت الخيبة التي يولدها هذا الافصاح لدى الاخر. فعندما يكتب احيانا عن فنان بدافع الالحاح يكتب سطرا او سطرين للفنان لمجاملته اما الاسطر الباقية فيمارس فيها هيمنته كناقد محترف مستخدما ادواته المعرفية الصارمة. انه يقول له السطر الاول لك كصديق ولكن السطور الباقية لي كناقد لا اخجل من قول الحقيقة فينتبه الفنان ويتمنى ان لا يكون قد طلب منه ان يكتب عنه فعادل الهاشمي حتى في مجاملته المحسوبة سرعان ما يكشف عن نبض للحقيقة يعبر عن نفسه بنوع من الاعلاء، عادل الهاشمي كتب عني كثيرا وجعل لاسمي جاذبية يحسدني عليها تاريخ القلب المفتوح على سماوات الابداع يتمنى المطربون العراقيون بان يضحو بكل شهرتهم واموالهم من اجل ان يفوزوا بحرف من حروف الذهب التي ينبض قلب عادل الهاشمي بلمعان بريقها الاخاذ وها انا ابادله الادوار، المطرب يكتب عن الناقد فهل هذا ممكن ضمن الاشتراطات المعرفية للكتابة؟
نعم فعادل الهاشمي في انجازه النقدي الكبير مازال موضع تساؤل والعيون تنظر اليه بنوع من التوجس وكان الموهبة احيانا تفرض شروطا معاكسة والنقاد من الدرجة الثانية يغيظهم ناقد بحجم عادل الهاشمي فيحتمون بنوع من تقولات وسرديات تفضح عجزهم، عادل الهاشمي هو الصوت الذي وضع لتجربتنا ولجروحنا حسا معرفيا مستبدلا اياه من خانة السرد الى فضاء التعبير.
منقول