0025 (GMT+04:00) - 14/09/09
لقطة من المسلسل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يحمل رمضان هذا العام نكهة خاصة، ولعلها جديدة فيما يتعلق بالدراما التلفزيونية، إذ تعرض العديد من المسلسلات بعض الأفكار الجديدة، وتعالج هموم المواطن العربي، خاصة المعاصرة منها.
أحد أبرز هذه المسلسلات هو "هدوء نسبي"، للكاتب خالد خليفة، والمخرج المتألق شوقي الماجري، والعمل من بطولة عدد من النجوم العرب ومنهم: نيللي كريم، وعابد فهد، وقمر خلف، ونادين سلامة، وبيير داغر.
العمل يعالج الحرب في العراق، والمهمة الصعبة للصحفيين الذين تركوا منازلهم وعائلاتهم ليخوضوا غمار هذه الحرب، غير آبهين بالقصف، والدمار والقتل، بل هدفهم هو عرض الحقيقة، وهي جملة لطالما تكررت على لسان للأبطال، لدرجة أنها أصبحت شعارا له.
ومفاجأة هذا العمل، بالنسبة للكثيرين، كانت النجمة نيللي كريم، التي عرفت في أفلام مثل "أحلام الفتى الطائش"، و"أنت عمري"، حيث أبدعت في أداء دور الصحفية الصلبة، التي تواجه عائلتها ومجتمعها، وتقرر الذهاب إلى العراق، والبقاء مع شعبه لمواجهة آلة الحرب هناك.
وعلى الجانب الآخر، نجد شخصية ناجي، الذي يؤدي دوره النجم عابد فهد، وهو شاب ربطته علاقة حب طويلة بناهد (نيللي كريم)، لينفصلا ويعودا ثانية ليعيشا قصة حب جديدة في تخوم الحرب، وتحت وابل الرصاص، ليلا ونهارا.
ولا يخفى علينا أداء نجم مخضرم كعابد فهد، الذي شارك في عدة مسلسلات أثارت حولها الجدل، كان أبرزها مسلسل "الطريق إلى كابول"، الذي توقف عرضه عند الحلقة التاسعة، لأسباب لا تزال مجهولة حتى اليوم.
تسلسل الأحداث في هذا العمل بدا بسيطا وسهلا، كما أن الحوار بين الشخصيات خلا من التكلف، حتى أن المشاهد يعيش إثارة الحدث لحظة بلحظة، من دون الشعور أنه أمام عمل درامي. ولعلها نقطة تحسب للكاتب خليفة، والمخرج الماجري، الذي حصل مسلسله "الاجتياح" على جائزة الإيمي العالمية العام الماضي.
ومن خلال استخدام الألوان التي تميل إلى الأرض، كالبني والأخضر، يأخذنا المخرج في رحلة غير عادية إلى بغداد خلال الحرب، لتبدو مدينة مهجورة غير تلك التي اعتاد أبطال العمل عليها، كما يذكرون خلال أحداث المسلسل.
كما يظهر في هذا العمل الاحترام والتبجيل الكبير لمدينة عريقة كبغداد.
ففي أحد المشاهد يجلس ناجي مع والده ووالدته يتحدثون عن العاصمة العراقية، ومن ثم ينتقل الوالدان للحديث عن ذكرياتهما فيها. وفي تلك اللحظة، يقول ناجي لوالديه: "في حضرة ذكريات الحب، لا يليق بنا إلا الصمت"، لترد عليه والدته، بالقول: "بل في حضرة مدينة كبغداد، لا يليق بنا إلا الصمت."
ويرى مراقبون، أن العمل يبشر ببزوغ فجر جديد على مسار الدراما العربية والبطولة الجماعية، خصوصا بعد سنوات انشغل فيها العرب بالهجرة إلى مصر، ومحاولة إتقان اللهجة المصرية الأصيلة لإثبات الوجود. وعمل مثل "هدوء نسبي" يثبت بالفعل أن النجومية لا تعتمد على لهجة محددة، بل إن العربية هي لغة البطولة في مثل هذا الوقت.
ويثيرالعمل عدة انتقادات موجهة للنظام العراقي السابق، حيث تظهر البيروقراطية في التعامل مع الصحفيين، والرغبة في السيطرة على كل الإنتاجات الإعلامية حتى في زمن الحرب.
ومع هذا يبدو الصحفيون واثقين من أداء أفراد النظام السابق، فقط لأنهم يعلمون أن "العدو الأول" هو القادم على ظهر الدبابة والطائرة، وليس ذلك الذي يتعرض للقصف والدمار.
كما يثير العمل نقطة مهمة حول دور الصحفي خلال الحرب، فالصحفي إنسان، إلا أن مهمته في نهاية المطاف هي نقل الواقع والتصوير وبث التقارير وما إلى ذلك.
أما في ساحة الحرب، ووسط الجرحى والقتلى، فعلى الإعلامي أن يختار إما أن يكون إنسانا أو موظفا.
يذكر أن تصوير العمل تم في مدينة حماة السورية، وهو إنتاج مشترك لشركة إيبلا للإنتاج الفني، وروتانا خليجية، وسانيلاند فيلم، وقطاع الإنتاج المصري.
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/9/13/hodu2.nesbi/index.html
"هدوء نسبي": الإعلام العربي بحرب العراق بين الواجبين الإنساني والمهني
عرض: سامية عايش
لقطة من المسلسل
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يحمل رمضان هذا العام نكهة خاصة، ولعلها جديدة فيما يتعلق بالدراما التلفزيونية، إذ تعرض العديد من المسلسلات بعض الأفكار الجديدة، وتعالج هموم المواطن العربي، خاصة المعاصرة منها.
أحد أبرز هذه المسلسلات هو "هدوء نسبي"، للكاتب خالد خليفة، والمخرج المتألق شوقي الماجري، والعمل من بطولة عدد من النجوم العرب ومنهم: نيللي كريم، وعابد فهد، وقمر خلف، ونادين سلامة، وبيير داغر.
العمل يعالج الحرب في العراق، والمهمة الصعبة للصحفيين الذين تركوا منازلهم وعائلاتهم ليخوضوا غمار هذه الحرب، غير آبهين بالقصف، والدمار والقتل، بل هدفهم هو عرض الحقيقة، وهي جملة لطالما تكررت على لسان للأبطال، لدرجة أنها أصبحت شعارا له.
ومفاجأة هذا العمل، بالنسبة للكثيرين، كانت النجمة نيللي كريم، التي عرفت في أفلام مثل "أحلام الفتى الطائش"، و"أنت عمري"، حيث أبدعت في أداء دور الصحفية الصلبة، التي تواجه عائلتها ومجتمعها، وتقرر الذهاب إلى العراق، والبقاء مع شعبه لمواجهة آلة الحرب هناك.
وعلى الجانب الآخر، نجد شخصية ناجي، الذي يؤدي دوره النجم عابد فهد، وهو شاب ربطته علاقة حب طويلة بناهد (نيللي كريم)، لينفصلا ويعودا ثانية ليعيشا قصة حب جديدة في تخوم الحرب، وتحت وابل الرصاص، ليلا ونهارا.
ولا يخفى علينا أداء نجم مخضرم كعابد فهد، الذي شارك في عدة مسلسلات أثارت حولها الجدل، كان أبرزها مسلسل "الطريق إلى كابول"، الذي توقف عرضه عند الحلقة التاسعة، لأسباب لا تزال مجهولة حتى اليوم.
تسلسل الأحداث في هذا العمل بدا بسيطا وسهلا، كما أن الحوار بين الشخصيات خلا من التكلف، حتى أن المشاهد يعيش إثارة الحدث لحظة بلحظة، من دون الشعور أنه أمام عمل درامي. ولعلها نقطة تحسب للكاتب خليفة، والمخرج الماجري، الذي حصل مسلسله "الاجتياح" على جائزة الإيمي العالمية العام الماضي.
ومن خلال استخدام الألوان التي تميل إلى الأرض، كالبني والأخضر، يأخذنا المخرج في رحلة غير عادية إلى بغداد خلال الحرب، لتبدو مدينة مهجورة غير تلك التي اعتاد أبطال العمل عليها، كما يذكرون خلال أحداث المسلسل.
كما يظهر في هذا العمل الاحترام والتبجيل الكبير لمدينة عريقة كبغداد.
ففي أحد المشاهد يجلس ناجي مع والده ووالدته يتحدثون عن العاصمة العراقية، ومن ثم ينتقل الوالدان للحديث عن ذكرياتهما فيها. وفي تلك اللحظة، يقول ناجي لوالديه: "في حضرة ذكريات الحب، لا يليق بنا إلا الصمت"، لترد عليه والدته، بالقول: "بل في حضرة مدينة كبغداد، لا يليق بنا إلا الصمت."
ويرى مراقبون، أن العمل يبشر ببزوغ فجر جديد على مسار الدراما العربية والبطولة الجماعية، خصوصا بعد سنوات انشغل فيها العرب بالهجرة إلى مصر، ومحاولة إتقان اللهجة المصرية الأصيلة لإثبات الوجود. وعمل مثل "هدوء نسبي" يثبت بالفعل أن النجومية لا تعتمد على لهجة محددة، بل إن العربية هي لغة البطولة في مثل هذا الوقت.
ويثيرالعمل عدة انتقادات موجهة للنظام العراقي السابق، حيث تظهر البيروقراطية في التعامل مع الصحفيين، والرغبة في السيطرة على كل الإنتاجات الإعلامية حتى في زمن الحرب.
ومع هذا يبدو الصحفيون واثقين من أداء أفراد النظام السابق، فقط لأنهم يعلمون أن "العدو الأول" هو القادم على ظهر الدبابة والطائرة، وليس ذلك الذي يتعرض للقصف والدمار.
كما يثير العمل نقطة مهمة حول دور الصحفي خلال الحرب، فالصحفي إنسان، إلا أن مهمته في نهاية المطاف هي نقل الواقع والتصوير وبث التقارير وما إلى ذلك.
أما في ساحة الحرب، ووسط الجرحى والقتلى، فعلى الإعلامي أن يختار إما أن يكون إنسانا أو موظفا.
يذكر أن تصوير العمل تم في مدينة حماة السورية، وهو إنتاج مشترك لشركة إيبلا للإنتاج الفني، وروتانا خليجية، وسانيلاند فيلم، وقطاع الإنتاج المصري.
http://arabic.cnn.com/2009/entertainment/9/13/hodu2.nesbi/index.html