1642 (GMT+04:00) - 07/09/09
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في هذا الوقت من العام، يتواجد الكثير من السياح في مدينة كامبردج البريطانية، خصوصاً من الصين والهند، والشرق الأوسط، باعتبارها أسواقاً اقتصادية ناشئة يتمتع سكانها بدخل سنوي جيد، وبعد انتهاء الصيف، يعود كل هؤلاء إلى بلادهم تاركين خلفهم من جاءوا ليبقوا، وهم الطلاب.
ينقضي النصف الأول من سبتمبر/ أيلول، وستتغير الأشياء هنا، وسيكون أكثر أولئك الذين يأتون لمليء المقاعد الجامعية الشاغرة في جامعة كامبريدج من الشرق الأوسط، ووفقاً لأرقام الجامعة فإن عدد الملتحقين بالجامعة من الشرق الأوسط ارتفع بنسبة 15 في المائة خلال العقد الماضي.
وهذا الازدياد في عدد الطلاب من الشرق الأوسط لا يقتصر على جامعة كامبردج، فوفقاً للأرقام الرسمية البريطانية فإن عدد طلبات الالتحاق المقدمة للجامعات البريطانية من طلاب الشرق الأوسط تضاعف خمس مرات منذ العام 2001.
وأدى عدد من العوامل إلى زيادة الطلب على الالتحاق بالجامعات البريطانية أكثر من غيرها، لكن أبرزها هو ما يعرف بـ"عنصر التاريخ" H-Factor، فالجامعات البريطانية تحظى بتاريخ عريق يجعلها من الجامعات الأعرق في العالم، خصوصاً جامعتي كامبريدج، وأكسفورد، أو ما بات يعرف بـ"أكسبريدج".
وعن سبب اختيارها لجامعة كامبريدج تقول طالبة الدكتوراه في الموسيقى، السورية تالا جرجور: "لست بحاجة لأتحدث عن تاريج الجامعة، فهي تحتفل بعيدها الـ800، إضافة إلى تميزها السنوي بين جامعات العالم، يستطيع الجميع رؤية ذلك.. إن ذلك يشكل إضافة حقيقية للجامعة."
وأضافت جرجور :"هناك عامل آخر، وهو قلة المقاعد الجامعية المتوفرة في سوريا، أو البلدان المجاورة، كما أنه لا يوجد في الشرق الأوسط من يمنح شهادة الدكتوراه في الموسيقى بعد."
وتؤكد المصادر الحكومية المسؤولة أن مستوى الجامعات، لم يتأثر سلباً رغم توجهها لقبول عدد من طلاب الشرق الأوسط لأسباب اقتصادية.
وفي جولة في الجامعة مع سامر محمود، والذي يدرس في الجامعة منذ أربع سنوات في تخصص الدراسات الإسلامية، أخبرنا بأنه اختير لخبرته الطويلة في الجامعة بأن يكون مرشداً للطلاب الجدد في كامبريدج، وعن هذه التجربة يقول: "عندما كنت أسألهم لماذا تودون الدراسة في كامبردج، كان الجواب دائماً "لمكانتها المرموقة."
يتابع محمود: "إنهم يريدون ضمان عمل عندما يعودون لبلادهم، فحمل الاسم فقط يمكن أن يجلب لهم مكانة اجتماعية، وفي الشرق الأوسط المكانة الاجتماعية أمر مهم بين الناس."
وهذا ما يفسر قيام الآباء من مناطق العالم بإرسال أبنائهم لمثل هذه الجامعات، ودفع تكاليف دراسية تساوي على الأقل ثلاثة أضعاف ما يدفعونه في بلادهم، ورغم النقص الحاصل في مقاعد الجامعات بالنسبة للبريطانيين، في مراحل الدراسة الجامعية الأولى، يبقى الطلبة الأجانب موضع ترحاب من قبل الجامعات.
ويرى الدكتور شوان، أحد العاملين في المؤسسات التي تعني بالتعليم الجامعي: "إنه سوق متنام، الجامعات البريطانية بدأت بالتوسع حول العالم، هذا ما نحتاجه، أسواق متنوعة، لا يمكننا الاعتماد على الصين والهند فقط في تغطية سوق التعليم الجامعي، نريد مزيداً من الطلاب من الشرق الأوسط."
واستفادت الجامعات البريطانية بعد أحداث 11/9 في الولايات المتحدة، بعدما عمدت أمريكا إلى تشديد إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول إلى أراضيها، ما حول العديد من الطلاب الذين كانوا يرغبون في الدراسة بالجامعات الأمريكية إلى الجامعات البريطانية.
فهناك على الأقل ثماني جامعات أنشأت لها فروعاً أو مكاتب تمثيلية في عدد من دول الشرق الأوسط، بهدف تشجيع عدد أكبر من الطلاب للقدوم إلى بريطانيا، بالإضافة إلى تنفيذ برامجها على أرض الواقع، وهذا سيساعد بشكل تلقائي على نقل التكنولوجيا إلى المنطقة.
لكن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما تنبه إلى هذه المسألة، وأشار في خطابه الذي ألقاه من القاهرة مخاطباً العالم الإسلامي، إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعات في تغيير الصورة عن الولايات المتحدة.
ومع هذا الانتشار للجامعات الأمريكية والبريطانية في أنحاء المعمورة، ستتحول الجامعات إلى مؤسسات تعليمية دولية، لكن نجاح هذه الجامعات يحتاج إلى أمرين مهمين، هما اسم معروف كالعلامة التجارية، والأمر الثاني والأهم تاريخ عريق أو H-Factor يكون داعماً لاسم الجامعة.
http://arabic.cnn.com/2009/MME/9/7/camb.uni/index.html
عراقة جامعة كامبريدج تجذب طلبة الشرق الأوسط إليها
جامعة كامبريدج أسست قبل أكثر من 800 عام
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في هذا الوقت من العام، يتواجد الكثير من السياح في مدينة كامبردج البريطانية، خصوصاً من الصين والهند، والشرق الأوسط، باعتبارها أسواقاً اقتصادية ناشئة يتمتع سكانها بدخل سنوي جيد، وبعد انتهاء الصيف، يعود كل هؤلاء إلى بلادهم تاركين خلفهم من جاءوا ليبقوا، وهم الطلاب.
ينقضي النصف الأول من سبتمبر/ أيلول، وستتغير الأشياء هنا، وسيكون أكثر أولئك الذين يأتون لمليء المقاعد الجامعية الشاغرة في جامعة كامبريدج من الشرق الأوسط، ووفقاً لأرقام الجامعة فإن عدد الملتحقين بالجامعة من الشرق الأوسط ارتفع بنسبة 15 في المائة خلال العقد الماضي.
وهذا الازدياد في عدد الطلاب من الشرق الأوسط لا يقتصر على جامعة كامبردج، فوفقاً للأرقام الرسمية البريطانية فإن عدد طلبات الالتحاق المقدمة للجامعات البريطانية من طلاب الشرق الأوسط تضاعف خمس مرات منذ العام 2001.
وأدى عدد من العوامل إلى زيادة الطلب على الالتحاق بالجامعات البريطانية أكثر من غيرها، لكن أبرزها هو ما يعرف بـ"عنصر التاريخ" H-Factor، فالجامعات البريطانية تحظى بتاريخ عريق يجعلها من الجامعات الأعرق في العالم، خصوصاً جامعتي كامبريدج، وأكسفورد، أو ما بات يعرف بـ"أكسبريدج".
وعن سبب اختيارها لجامعة كامبريدج تقول طالبة الدكتوراه في الموسيقى، السورية تالا جرجور: "لست بحاجة لأتحدث عن تاريج الجامعة، فهي تحتفل بعيدها الـ800، إضافة إلى تميزها السنوي بين جامعات العالم، يستطيع الجميع رؤية ذلك.. إن ذلك يشكل إضافة حقيقية للجامعة."
وأضافت جرجور :"هناك عامل آخر، وهو قلة المقاعد الجامعية المتوفرة في سوريا، أو البلدان المجاورة، كما أنه لا يوجد في الشرق الأوسط من يمنح شهادة الدكتوراه في الموسيقى بعد."
وتؤكد المصادر الحكومية المسؤولة أن مستوى الجامعات، لم يتأثر سلباً رغم توجهها لقبول عدد من طلاب الشرق الأوسط لأسباب اقتصادية.
وفي جولة في الجامعة مع سامر محمود، والذي يدرس في الجامعة منذ أربع سنوات في تخصص الدراسات الإسلامية، أخبرنا بأنه اختير لخبرته الطويلة في الجامعة بأن يكون مرشداً للطلاب الجدد في كامبريدج، وعن هذه التجربة يقول: "عندما كنت أسألهم لماذا تودون الدراسة في كامبردج، كان الجواب دائماً "لمكانتها المرموقة."
يتابع محمود: "إنهم يريدون ضمان عمل عندما يعودون لبلادهم، فحمل الاسم فقط يمكن أن يجلب لهم مكانة اجتماعية، وفي الشرق الأوسط المكانة الاجتماعية أمر مهم بين الناس."
وهذا ما يفسر قيام الآباء من مناطق العالم بإرسال أبنائهم لمثل هذه الجامعات، ودفع تكاليف دراسية تساوي على الأقل ثلاثة أضعاف ما يدفعونه في بلادهم، ورغم النقص الحاصل في مقاعد الجامعات بالنسبة للبريطانيين، في مراحل الدراسة الجامعية الأولى، يبقى الطلبة الأجانب موضع ترحاب من قبل الجامعات.
ويرى الدكتور شوان، أحد العاملين في المؤسسات التي تعني بالتعليم الجامعي: "إنه سوق متنام، الجامعات البريطانية بدأت بالتوسع حول العالم، هذا ما نحتاجه، أسواق متنوعة، لا يمكننا الاعتماد على الصين والهند فقط في تغطية سوق التعليم الجامعي، نريد مزيداً من الطلاب من الشرق الأوسط."
واستفادت الجامعات البريطانية بعد أحداث 11/9 في الولايات المتحدة، بعدما عمدت أمريكا إلى تشديد إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول إلى أراضيها، ما حول العديد من الطلاب الذين كانوا يرغبون في الدراسة بالجامعات الأمريكية إلى الجامعات البريطانية.
فهناك على الأقل ثماني جامعات أنشأت لها فروعاً أو مكاتب تمثيلية في عدد من دول الشرق الأوسط، بهدف تشجيع عدد أكبر من الطلاب للقدوم إلى بريطانيا، بالإضافة إلى تنفيذ برامجها على أرض الواقع، وهذا سيساعد بشكل تلقائي على نقل التكنولوجيا إلى المنطقة.
لكن الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما تنبه إلى هذه المسألة، وأشار في خطابه الذي ألقاه من القاهرة مخاطباً العالم الإسلامي، إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الجامعات في تغيير الصورة عن الولايات المتحدة.
ومع هذا الانتشار للجامعات الأمريكية والبريطانية في أنحاء المعمورة، ستتحول الجامعات إلى مؤسسات تعليمية دولية، لكن نجاح هذه الجامعات يحتاج إلى أمرين مهمين، هما اسم معروف كالعلامة التجارية، والأمر الثاني والأهم تاريخ عريق أو H-Factor يكون داعماً لاسم الجامعة.
http://arabic.cnn.com/2009/MME/9/7/camb.uni/index.html