بغداد الاثنين 25 نيسان/أبريل 2011
بلا شك ان الاطالة والاسهاب والاطناب بخصوص علو كعب مهنة المحاماة وسموها ورقيها قد اصبح تكرارا لا داع له لان رقي هذه المهنة قد اصبح أمراً مفروغاً منه ، فالمشرع نفسه قد منح المحامي ورجال القضاء الواقف كل الصلاحيات التي تجعله يطلع على اسرار موكله ويأتمن وكيله على عرضه وشرفه وسمعته وامواله بل وحتى حياته وحريته (عن المتهمين بجرائم القتل مثلا) ، ولكن بسبب التفكير التجاري البحت بعقلية الربح والخسارة ، وجدنا هناك جامعات وكليات بالعشرات تفتح في بغداد والمحافظات وبأجور سنوية مرتفعة وتمنح شهادات ومنها شهادات التخرج في كلية القانون لتجد الخريجون (مع كل احترامنا لهم كزملاء) يقفون مع خريجي جامعة بغداد / كلية القانون على حد سواء ولا ينقصون ولا يزيدون عنهم بشيء، وكلنا نعرف ماذا تعني كلية القانون/ جامعة بغداد وما هي المصاعب الجمة التي تواجه الطالب فيها قبل ان يتخرج ، اما الجامعات الاهلية ، فلا نجد راسبا او فاشلا فيها قط (ما دام مواظبا على دفع الاقساط الباهظة تلك) والفاشل فيها هو الذي قرر ان يفشل ويرسب او يترك الدراسة ، كما ان هناك حلقة مفقودة ما بين كليات القانون ونقابة المحامين ، وهي حلقة او سلك (معهد المحاماة) الذي يجب ان يؤسس كي يعلم خريجو القانون اخلاقيات المهنة وآدابها وقواعد السلوك المهني ، والا فالمحاماة كمهنة لا زالت تتراجع للأسف بما يلقي بظلالها الوخيمة والسيئة على نظرة المجتمع والمواطن للمحامي وخذوا بعض الامثال التي صرنا نسمعها مؤخرا للتندر على المحامين من قبل بعض المواطنين :
1 – محامي لو حرامي !
2 – Lawyer or liar ! (وهو مثل امريكي وترجمته الحرفية : محامي او كذاب ! سمعت هذا المثل اول مرة قبل سنتين وانا جالس بمطعم امام مبنى دائرة الاحوال المدنية في الكرادة قرب كراج الامانة على لسان شرطي سليط اللسان يداوم في تلك الدائرة وأكيد سبق له التعامل مع المحتل الامريكي وعرف منهم هذا المثل السخيف !)
3 – معقب معاملات قانوني !!!
الخ من عبارات ساخرة تسبب بها البعض من الطارئين والسبب هو الكثرة الكاثرة من تلك الكليات التي لا يهمها سوى الربح المادي ولا يوجد ما يردعها لا قانون او تعليمات والطامة الكبرى ان نقابتنا اصبحت مضطرة لقبولهم بما جعل الامور تخرج عن السيطرة وانعكس ذلك انعكاسا سلبيا الى درجة كبيرة على العلاقات بين المحامين انفسهم ، والسبب الاخر ، هو النماذج البائسة لبعض المحامين القدماء ممن يسلكون طرقا ملتوية بعيدة كل البعد عن النزاهة والاحترام لاطالة الدعوى او المماطلة والتسويف فيها بما يتجاوز قواعد السلوك المهني ويخرقها فيصبح هؤلاء نموذجا سيئا للمحامي الشاب الجديد فتجعل هؤلاء قدوة (منحرفة) وبالتالي النموذج السيء يعم ومن (شب على شيء شاب عليه) ،
لمسنا وما زلنا تلك المصاعب وهذه التجاوزات من الاخرين علينا كمحامين وامام نقابتنا الموقرة حمل ثقيل للتخلص من هذه السلبيات وهي كلها نتائج والاسباب معروفة وقد ذكرنا بعضا منها ، لكن على نقابتنا العزيزة ان تفعل اعمال لجان التأديب وقواعد السلوك المهني ولتجعل عضوا في لجان التأديب في كل غرفة محامين ينتخب بنزاهة وهذا يرتبط بلجنة الانتداب او منتدب الغرفة لمراقبة تصرفات المحامين ، المخضرمين منهم والجدد ، والا فلنقرأ على اخلاقيات المهنة السلام ،
عذرا للاطالة وسأذكر ادناه نموذجين بائسين لمحامي (قديم) ومحامية (قديمة) وكيف هما قدوة (بائسة وسلبية) وكم نحن بحاجة الى توجيه هؤلاء اكثر من المحامين الجدد (لان يفترض انهما قدوة) ، فمرحى بهكذا قدوتين وبالفعل (وافق شن طبقة) ووافق المحامي تلك المحامية وعملا سوية في سلوكيات تنافي وتخرق روح الزمالة واخلاقيات المهنة وتجعل الموكل او الخصم ينظر تلك النظرة السلبية لعموم المحامين ! ولنقرأ ما سأورد ادناه والمقياس لكم