مراجعة بعض المحاكم ودوائر الدولة بسبب
(مزاجية بعض الموظفين) ضاربين عرض الحائط
القوانين والانظمة التي توجب تقديم المحامين على غيرهم ؟
لوحظ في الآونة الأخيرة ، تزايد التجاوزات على المحامين عند مراجعتهم للمحاكم ولدوائر الدولة بما فيها دوائر كاتب العدل ودوائر التنفيذ ومديريات التسجيل العقاري ودوائر الضريبة ، وذلك بمساواتهم مع المواطنين العاديين الذين يراجعون تلك الدوائر رغم وجود مواد قانونية آمرة في عدة قوانين نافذة وانظمة وتعليمات سارية النفاذ ولكن يبدو ان مزاجية (موظف صغير) في عراق اليوم اهم واقوى من تلك القوانين (ربما بداعي الحرية والديمقراطية وحقوق اللسان ! عفواً حقوق الانسان المنكوب والمغلوب على أمره في عراقنا الجريح) ، وكي لا يكون كلامنا جزافاً فقد سجلنا تلك التجاوزات أدناه على سبيل المثال لا الحصر ، واكيد لدى الزملاء المحامين عشرات بل مئات الامثلة على تلك التجاوزات التي يرتكبها صغار الموظفين وعدم خشيتهم من العقوبة بالرغم من خرقهم للقوانين ولتعلميات نافذة و(من آمن العقاب أساء الأدب) كما يقول المثل العربي ، وهنا نطالب بتحرك عاجل من نقابتنا العزيزة لمخاطبة الجهات المعنية لمعاقبة كل من تسوّل له نفسه التجاوز على حقوق المحامين وامتهان كرامتهم كي لا تكون هذه (سنة متبعة) في المحاكم ودوائر الدولة ويصبح المحامي والاحترام الواجب له (نسياً منسياً) ويصبح من (مكتسبات دولتنا الديمقراطية الوليدة التي يتصارع فيها الديكة على الكرسي !)
غيض من فيض التجاوزات التي صادفتني عند ممارسة واجباتي كمحام في تلك الدوائر
الطامة الكبرى ، لو أستمر الحال او استشرت تلك الحالات الشاذة بسبب صغار الموظفين هؤلاء .. فأبشروا بأن مهنة المحاماة عندنا ستكون في ذمة الخلود والا من يستطيع ان ينجز عمله وينتظر دقائق طويلة اسوة بالمواطن الذي يراجع لانجاز معاملته ويخرج في حين يمارس المحامي يومياً اكثر من عمل وواجب ولو تم مساواته بالمواطن فعند ذلك سوف لن ينجز سوى عمل واحد في يوم واحد والفضل يعود طبعا لهؤلاء الصغار من الموظفين الموتورين (بنفس الوقت نجل ونحترم كل الموظفين وهناك موظفون يستحقون كل احترام وتقدير ويجبرون الجميع على احترامهم بسبب علميتهم وخلقهم الكريم وطيب تعاملهم واحترامهم للمقابل سواء اكان محام ام مواطن عادي والكلام ليس موجه لهم بكل تأكيد فهم أخوة اعزاء ونعتز بمعرفتهم وبصداقة الكثير منهم) :
1 – صيف عام 2009 كان لدي قرار حكم صادر من محكمة المواد الشخصية في محكمة الكرادة (القاضي هادي عزيز علي) وكانت معي موكلتي (المطلقة المسيحية) توجهت قبيل احدى المرافعات امام نفس القاضي ، الى كاتب الضبط كي استنسخ قرار الحكم الصادر قبل ايام وكان هناك ثلاث مواطنين وكل لديه موضوع يستغرق حديثا مطولا مع كاتب الضبط ، والمتعارف عليه ان كاتب الضبط لا يقطع حديثه مع المراجعين بل يقوم بأخذ هوية المحامي ويضعها في اضبارة الدعوى ويعطيه قرار الحكم لتصويره واعادته ، لكن موظفنا هذا (معروف عنه التعامل المتعالي مع المحامين !) طلب مني الانتظار ، وكي لا اكون مسيء الظن به قررت امهاله فترة من الزمن ريثما ينهي حديثه مع المراجع الاول كي يلتفت الي ، لكنه لم يلتفت الي رغم الانتظار الطويل بل تحدث مع المراجع الثاني (وكنت مجبراً على سماع تلك الاحاديث الطويلة والنقاشات التي يظهر فيها صاحبنا بأنه علامة زمانه !) فلم استطع السكوت واوقفت حديثهما وطالبت منه ان يمنحني قرار الحكم لتصويره لأن لدي مرافعة عاجلة لكنه بكل صلافة رد بعصبية وحدث شجار بيننا (بالحديث طبعاً) ثم قام بعدها بالقول (حتى القاضي هادي عزيز علي لا يستطع ان يجبرني على منحك قرار الحكم) ثم أرسل الى معتمد وطلب منه اخذ الاضبارة الى مكتب الاستنساخ قرب غرفة محامي الكرادة لتصويرها (ويدفع المبلغ المحامي – وهذا تشجيع على الرشوة أيضاً فأي معتمد يعمل مجاناً الان واي معتمد لا يمتلك لساناً طويلاً لو لم يأخذ رشوة وكأنه يعمل في المحكمة بدون راتب من الدولة !) .
2 – قبل عشرة ايام تقريباً توجهت الى كاتب عدل الاعظمية لتصديق سجلات شركات عدة ، وفي الاعلام القانوني كان هناك طابور من الرجال والنساء يصل عددهم جميعاً الى حوالي 20 شخص ، والحاجة (الحجية) ساجدة (الموظف الاقدم) تجلس لتمشية تلك المعاملات ، وعندما تشاهد محام لا تلتفت اليه بل يكون حاله حال المواطن واذا اعترض او تذمر تقوم (الحجية ساجدة) بجعل المواطنين الذين يقفون خلفه يسبقونه وتنهي معاملاتهم فيما يبقى المحامي يقف على جنب ويحسد المواطن (لأنه مواطن) ويلعن اليوم الذي صار فيه محام ، حدث هذا معي ومع اكثر من محام في نفس اليوم الى درجة احتج محام مسن يبلغ الـ 58 عاما تقريبا رغم اصابته بمرض السكر وارتفاع الضغط لكنها لم تلتفت اليه بل جعلت الذي يقف خلفه يسبقه دون ان تلتفت اليه (رغم انه جاء لتنظيم وكالة لمحام اخر) ! المفارقة بالأمر ان في دائرة كاتب عدل الاعظمية هناك كاتبتان للعدل (السيدة ساجدة والسيدة حنان) عندما يتم مراجعتهما فهما يحترمان المحامين ويجعلون معاملاتهم قبل الغير رغم انهما ارفع موظفتان ؟ فلماذا الحجية ساجدة تقف هذا الموقف من المحامين ولا تحترم القوانين والانظمة ولا حتى سن المحامي الشيخ الذي قالت له (وكأنها تتعمد اهانته) (انت ذاك اليوم هم جيت وهم سويتلك هوسة وخبصتنا .. اوكف على صفحة هسة !!!) (ملاحظة: الواجب يجبرنا على تقديم الشكر والامتنان لحماية السيدة ساجدة – كاتبة عدل الاعظمية ، فما ان يعرفون بأننا محامين حتى يدخلونا من بين الزحام الى كاتبة العدل مع تقديم الاعتذار لانهم لم يعرفوا بأننا محامين واحدهم قال (استاذ لو قلت لي انت محام من البداية لوضعتك على رأسي فأنا آسف لاني لم اعرف بأنك محام بالبداية) لأنه منع دخولي بالبداية .
3 – اليوم الاربعاء 4 آب / أغسطس 2010 في محكمة بداءة بغداد الجديدة كانت لدي مرافعة أمام القاضي الأول للبداءة ، وقبيل المرافعة أحتجت تصديق قرار حكم صادر يوم 22 تموز/ يوليو مكتسب الدرجة القطعية وعندما وصلت لدفع الرسم ، وجدت هناك ازدحاماً على موظفة الرسم اي حوالي 30 معاملة متراكمة والمفروض ان المحامي مستثنى من هذا الزحام كي يواصل تكملة واجباته كما هو معلوم لكن الموظفة قامت بوضع قرار الحكم في اخر المعاملات وهكذا فعلت مع زميلين محاميين اخرين وقفا بجانبي ، مما أثار استيائنا واعتراضنا على هذا التصرف المخالف للقانون ، ولكن الموظفة المعنية ردت بشدة وبعصبية (والله اللي ما عاجبه يروح يجيب موظفة خاصة بس للمحامين لأن المحامين بكد المواطنين واني ما عندي شغل وعمل بس اتفرغ للمحامين !) بهذه الاجابة المستهترة والتي لا تقيم وزنا ولا احتراما للمحامين ولا للقوانين والتعليمات ، ضربت الموظفة عرض الحائط كل المحامين وحقوقهم ، رغم ان المحامين كانوا ثلاثة فقط منهم كاتب السطور وان تمشية معاملاتهم لن يؤخر هذه الموظفة (الملتزمة) الا دقائق معدودة !
على أية حال ، ان عدم توجيه الفات نظر لهؤلاء الموظفين من قبل رؤسائهم يجعلوهم يتمادون في التجاوزات على المحامين وحقوقهم وهنا ينبغي التصدي لهؤلاء المتجاوزين بطريقتين :
1 – عدم تقبل تلك التجاوزات من قبل المحامين أنفسهم وجعلها تمر مرور الكرام وينبغي الوقوف بحزم أمام هؤلاء الموظفين المتجاوزين وعدم تقبل تلك التجاوزات لأن الضعف والسكوت يجعل امثال هؤلاء يتمادون في غيهم .
2 – تدخل نقابتنا العزيزة عن طريق مخاطبة الجهات المعنية وتأشير تلك الخروقات بدقة وبالأسماء والدوائر والتواريخ والحالات . والاصرار على وجوب توكيد اتباع القوانين والانظمة التي توجب على أمثال هؤلاء الموظفين المتجاوزين احترام المحامين وتقديمهم على بقية المراجعين ومن يصر على مخالفاته تلك فيجب المطالبة بتوجيه عقوبة مناسبة له لا أن تترك الامور على عواهنها فيصبح الموظف متمادياًَ صلفاً رغم تجاوزاته لعدم وجود من يردعه او يعاقبه (كما هو حاصل في الحالات أعلاه وبالأخص في محكمتي بغداد الجديدة والكرادة) و(من آمن العقاب أساء الأدب) كما يقول المثل .
نقابتنا العزيزة ، الرجاء متابعة ذلك وايصاله الى اعلى المراجع بما فيها مجلس القضاء الاعلى ، مع احترامنا لكم وللجميع
عدل سابقا من قبل وليد محمد الشبيبي في الإثنين 09 أغسطس 2010, 1:51 pm عدل 1 مرات